الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحصاد الفشل و الخيبة لإيران في سوريا

حصاد الفشل و الخيبة لإيران في سوريا

0Shares

بقلم:مثنى الجادرجي

 

 

مع مرور الايام، تتوضح الصورة أکثر فأکثر عن الحالة المزرية و المثيرة للشفقة التي وصل إليها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في قضية تدخلاته في بلدان المنطقة وبشکل خاص في سوريا التي راهن عليها کثيرا و نشر و لفق الکثير من الاکاذيب و الاشاعات المغرضة من أجل إنقاذ النظام السوري لکي ينجح في توريط أکبر عدد ممکن من الميليشيات الشيعية من جهة و إستغلال الشعب الايراني من جهة أخرى من أجل التغطية على تدخله في سوريا.

في الوقت الذي يواجه فيه النظام الايراني عدد هائل من المشاکل و الازمات المختلفة، فقد جاء الموقف الروسي الداعي لخروج قوات النظام الايراني و عملائه من سوريا ليضيف مشکلة أکبر لهذا النظام و يعقد وضعه أکثر من أي وقت آخر، وإن التأکيد المجدد لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الأربعاء الماضي، من إنه”ينبغي انسحاب كل الفصائل غير السورية من حدود سوريا الجنوبية مع إسرائيل في أسرع وقت ممكن”، وفيه إشارة واضحة الى القوات الايرانية و الميليشيات التابعة لها، لأنها المعنية على وجه التحديد من هذه الدعوة، ويدل أيضا على إن هناك طبخة و إتفاق يکون النظام الايراني هو المقصود فيها.

مشکلة النظام الايراني إن تدخله في سوريا الذي کلفه الکثير داخليا و خارجيا و جعله يعاني من أوضاع بالغة السوء بل وقد أثر حتى على دوره و تدخلاته في بلدان المنطقة الاخرى و تحديدا في العراق و اليمن، وصل اليوم الى نقطة ليست بعدها غير الفضيحة و العار المبرم للنظام الايراني، وهذه النقطة هي تحديدا ماسبق وأن أعلنت عنه المقاومة الايرانية مرارا و تکرارا مؤکدة بأن لامستقبل لتدخلات هذا النظام في سوريا وإنه سيواجه الفشل و الخذلان مهما بذل من جهود و محاولات، والذي يجب ملاحظته هنا جيدا و أخذه بنظر الاعتبار، هو إن الرفض المتصاعد لدور هذا النظام في العراق و اليمن بصورة خاصة وصل الى الذروة وإنه في الطريق للعد التنازلي.

الانتخابات التي جرت في العراق وعلى الرغم من کل المساعي التي بذلها النظام الايراني، فإنها قد أسفرت عن نتيجة کانت بمثابة صفعة قاسية جدا بوجهه و أکدت الى أي حد بات الشعب العراقي بشکل خاص و شعوب المنطقة بشکل عام ترفض هذا النظام و تطالب بخروجه من من المنطقة لکونه غير مرغوبا فيه و إنه يشکل خطرا و تهديدا على أمنها و إستقرارها، والذي صار أمرا جليا للمنطقة و شعوبها، هو إن دور و نفوذ هذا النظام يشکل الخطر الاکبر عليها و لذلك فإن هذا النظام ليس بمقدوره أبدا أن يواصل دوره السابق، وعليه أن يلملم حصاد الفشل و الخيبة في سوريا و يستعد لحصاد الفشل الاکبر في المنطقة کلها.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة