الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومحسن روحاني والاعتراف بالمأزق الاستراتيجي للنظام الإيراني

حسن روحاني والاعتراف بالمأزق الاستراتيجي للنظام الإيراني

0Shares

حسن روحاني يعترف بأن النظام الإيراني يواجه مأزقاً استراتيجياً وأشار روحاني، يوم الأربعاء، 16 أكتوبر، بمناسبة بدء العام الدراسي خلال كلمة في جامعة طهران، إلى العديد من القضايا التي هي موضع نزاع بين أجنحة النظام المتناحرة.

 

أربعون عاما من الصراع حول استراتيجية النظام

وتحدث حسن روحاني عن الظروف الحالية للنظام والمأزق الاستراتيجي  في التعامل مع العالم والمسرحية الإنتخابية المقبلة، وكذلك المجادلات التي لا نهاية لها بين الأجنحة حول المفاوضات والاتفاق النووي.

في إشارة إلى الوضع الحالي للنظام، كرر روحاني عدة مرات: "نحن في ظروف صعبة، نحن في ظروف إقتصادية صعبة". وقد اعترف مراراً ، بأزمات النظام المختلفة الأشكال والتي لم تحل، كذلك بالمأزق الاستراتيجي الذي كان وما زال يعاني منه منذ نشأته.

وللخروج من هذا المأزق، أثار مرة أخرى مسألة الاستفتاء وقال: "لقد ناقشنا هذه القضايا الاستراتيجية منذ سنوات، ولكن لم نتوصل إلى نتيجة. ولذلك  يجب أن نحتكم إلى الاستفتاء، نسأل الناس، هذه هي الطريقة، ليس لدينا طريقة أخرى. نحن لا نستطيع أن  نتجادل طوال الوقت لعشرات  السنوات، لقد ناقشنا القضايا على مدى الأربعين عاماً الماضية ولم نتوصل الى حل مرضي للطرفين. يجب أن نختار الطريق، سواء كان هذا  أو ذاك". 

 

أسباب هذه الاعترافات

الحقيقة هي أنه في مثل هذه "الظروف القاسية"، التي أصبحت فيها  أنفاس النظام معدودة نتيجة الأزمة الإقتصادية، سوف يرى روحاني وأي شخص آخر يجلس على قمة السلطة التنفيذية أن "المشاركة البناءة" (اقرأ المفاوضات مع الولايات المتحدة) برفع العقوبات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. 

ذهب خامنئي بنفس الطريقة في مراسلاته مع أوباما (قبل أن يجلس روحاني على كرسي رئاسة الجمهورية) لبدء المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي، وخلال محادثات الاتفاق النووي، طالب مراراً برفع العقوبات. ولكن الآن وقد أصبحت العواقب الخطرة للانسحاب من الاتفاق النووي ماثلة للعيان، فإنه لا يرى أي مفاوضات مع حكومة الولايات المتحدة سوى سم قاتل. 

 

في ظل هذا الموقف البائس و "المأزق" الكبير ، سخر روحاني أيضاً من الشعارات السخيفة التى ينادي بها خامنئي مثل الاقتصاد المقاوم، قائلاً: "يزعم البعض أنه في الاقتصاد ، يجب أن نعتمد على أنفسنا، هذا كلام صحيح ولكن هل يمكن أن يكون لنا انتعاش اقتصادي دون أن نتعامل مع العالم؟ يمكننا أن نبقى على قيد الحياة، لكن هل نستطيع أن نحقق تنمية اقتصادية؟ لا يمكن إحداث تنمية اقتصادية دون تفاعل مع العالم. لا يمكن أن نتطور اقتصادياً والبنوك مقفلة والتصدير معرقل والاستيراد محدد".

وتابع روحاني زاعماً: "ليس النزاع حول الاتفاق النووي. لا توجد منازعة بيننا حول الاتفاق النووي. هناك معركة أكبر. المعركة حول القضية الأكبر".

 

تتعلق القضية العليا أو الكبرى بطبيعة نظام ولاية الفقيه والمأزق الاستراتيجي الذي دام أربعين عاماً وهو  أنه نظام قائم على ميول خميني الشريرة والتوسعية في المنطقة والمعادية للإسلام.

أكد خميني  في وصيته، على إنشاء "دولة إسلامية ذات جمهوريات حرة ومستقلة"، وقدم خامنئي كل التمهيدات والآليات اللازمة لدعم هذه الاستراتيجية المدمرة.

لهذا السبب حذرت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية NCRI منذ 2003 من أن "خطر سياسة الإرهاب والتدخل الإقليمي من قبل نظام الملالي" أكبر  بمائة مرة من تهديده النووي".

طالما كانت سياسة المهادنة والاسترضاء مع النظام مهيمنة وسارية، فقد غض الغربيين الطرف عن هذا الخطر ولم يعيروا أي قيمة لهذه التحذيرات. 

 

وفي تلك السنوات، كان حسن روحاني، الذي شغل مناصب أمنية عليا، بما في ذلك أمين عام المجلس القومي الأعلى  لمدة ستة عشر عاماً، يعمل  على سياسة تصدير الإرهاب واثارة الحروب، أما الآن فقد فرضت عليهم العقوبات واقع جديد، فاضطروا أن يطالبوا بفتح باب المفاوضات مع الولايات المتحدة تحت ستار التعامل البناء، ففي مؤتمر صحفي في( 14 أكتوبر) أعلن حسن روحاني استعداده للتضحية بهذا الطريق ، ومن ناحيته أعلن ظريف عن تأييده لهذا المقترح وقدم نفسه كبش فداء لفتح باب المفاوضات، متناسياً  حقيقة أنه إذا كان هناك بصيص أمل في أن يجد النظام مفراً له من الأزمة الحالية الخانقة، فإن هذا البصيص هو العودة إلى المفاوضات، وعلى الولي الفقيه أن يفعل  مثل ما فعل في المرة السابقة، فقد وافق على بدء المفاوضات بمساعدة سماسرة "المنطقة المحترمين". ولكن كما قال خامنئي في الإفطار في 14 من مايو ، "يجب أن أشير إلى أنه لا توجد إلا طريقتين لمواجهة العدو: المقاومة أو الاستسلام. لقد بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لتغيير حسابات مسؤولي النظام بالضغوط الاقتصادية الشديدة، أولاً وقبل كل شيء، لإجبارها على الاستسلام، وثانياً، دفع الشعب لمواجهة النظام”. 

 

باختصار، هذا المأزق الاستراتيجي البالغ من العمر أربعين عاماً لا يحتوي إلا على مسارين، وكلاهما يؤدي إلى تدمير النظام. 

 

التضليل المفضوح حول الانتخابات المقبلة

في كلمته، تحدث روحاني عن الانتخابات المقبلة، لكن بسبب الانتقادات التي وجهت إليه في الأيام الماضية، حاول تجنب تسمية مجلس صيانة الدستور والإشارة الصريحة إلى الرقابة على الانتخابات، داعياً شركائه إلى المشاركة في المسرحية الانتخابية الهزلية. وأكد أنه لا توجد وسيلة أخرى غير الانتخابات.

 

وأردف روحاني قائلاً: "أي شخص أكثر بعداً عن التطرف، يشارك في الانتخابات رغم إمكانية رفض ترشيحه أو عدم حصوله على الأصوات .

تصريحات روحاني حول الانتخابات هي عملية تضليل متعدد الأوجه:

أولا عن أي انتخابات يتحدث؟ هل هي هذه المسرحية الساخرة والمثيرة للاشمئزاز والتي في الواقع هي عملية اغتصاب لحكم الشعب من قبل مجموعة من المجرمين؟ المسرحية التي يكون فيها الشرط الأولي للمشاركة هو "إيمان صادق والتزام عملي بولاية الفقيه". وبعد كل هذا يأتي مجلس صيانة الدستور ويرفض ترشيحات بعض هؤلاء المحتالين الذين قبلوا المشاركة في هذه المسرحية.

 

إن مسرحية الانتخابات في الواقع ما هي إلا  مشهد لصراع عصابات المافيا على المقاعد البرلمانية التي تمكنهم من نهب ثروات الشعب.

هذه المسرحية التي حسب تعبير رحماني فضلي وزير الداخلية تلعب فيها الأموال القذرة الناتجة عن تهريب المخدرات والجرائم الأخرى الدور الحاسم.

كانت مسرحية الانتخابات من أول دورة وصفها روحاني بأنها أفضل دورة، نظراً لمشاركة منظمة مجاهدي خلق بها قد تحولت إلى عملية إضفاء شرعية على أعظم خيانة لإيران، وهي  اغتصاب سيادة الشعب، تلك العملية الرخيصة التي قام بها خميني. 

قد أدت انتفاضة يناير 2018 والانتفاضات والحركات اللاحقة إلى إبطال مفعول هذه المسرحية، و فضح أعداد الناخبين المشاركين  المزورة. 

وقد ثبت أن سياسة مقاطعة الانتخابات التي اتبعتها المقاومة الإيرانية NCRI كانت صحيحة، وكان رفع شعار «الإصلاحيون والأصوليون انتهت اللعبة» دليلاً آخراً على صحة هذه السياسة من قبل الضمير الواعي والمستيقظ للمجتمع الإيراني.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة