السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانجوليو ترتزي: التهديدات الإرهابية للنظام الإيراني تدعو الدول الغربية إلى عمل جماعي

جوليو ترتزي: التهديدات الإرهابية للنظام الإيراني تدعو الدول الغربية إلى عمل جماعي

0Shares

كتب جوليو ترتزي وزير الخارجية الإيطالي السابق مقالا نشرته تاون هول مطالبا بمواجهة البلدان الغربية للإجراءات الإرهابية للنظام الإيراني.

وإذا أشار إلى 4محاولات إرهابية للنظام في أوروبا في العالم الحالي كتب يقول: إن رسالة الانتفاضة العارمة في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين لم تترك مجالا للشك أن الشعب الإيراني يطالب بتغيير النظام.

وكتب جوليو ترتزي في مقاله يقول: خلال عام 2018، كشفت ما لا يقل عن أربع خطط إرهابية من قبل إيران في أراضي البلدان الغربية. في شهر آذار/مارس ألقي القبض على العناصر المنفذة عندما كانت تخطط الهجوم على مكان الإقامة المحلية لأكثر من ألفين من الأعضاء المنفيين لمجموعة المعارضة الإيرانية الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

في شهر يونيو/حزيران أوقفت السلطات في بضع بلدان أوروبية خطة تفجير بالمتفجرات في مؤتمر عقد بباريس نظمها الائتلاف الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق بقيادة السيدة مريم رجوي.

ولو كانت هذه الخطة قد نفذت بنجاح، لما كان من الممكن الإشارة إلى العدد المحتمل للقتلى أو من المئات من الشخصيات البازرة ممن كانوا قد حضروا المؤتمر من كل أنحاء العالم.

وبعد ذلك الحادث بفترة قصيرة، كشف أن مواطنا إيرانيا ومواطنا إيرانيا ـ أميركيا خضعا للملاحقة القضائية في الولايات المتحدة بسب التجسس من جانب الجمهورية الإسلامية اتهما بارتكاب الجريمة. وتبين خلال الدراسات الجنائية أن ناشطي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية كانوا من بين أهدافهم الرئيسية وفي حالة مواصلة التجسس، فكان من المتحمل أن يؤدي الأمر إلى هجمات إرهابية في الأراضي الأميركية.

وأعلنت السلطات الدنماركية أخيرا في شهر أكتوبر/تشرين الأول أنها قامت بإلقاء القبض على مهاجم محتمل كانت طهران قد أرسلته لكي يقوم بالتصفية الجسدية للناشطين التابعين للمعارضة ممن يقيمون هناك. وجعلت هذه القضية الحكومة الدنماركية تدعو إلى اتخاذ إجراء عاجل بممارسة ضغوط شديدة على الاتحاد الأوروبي للحيلولة دون الإجراءات الإرهابية المتزايدة لإيران. وفي وقت سابق، وبعد دراسة مضبوطة بشأن خطة باريس، فرضت الحكومة الفرنسية عقوبات أحادية الجانب بشأن وزارة المخابرات الإيرانية وعناصرها الموالية المعروفة. وكان هذا الأسلوب، أسلوبا صحيحا من دون شك.

ولا تقتصر أهداف الخطط الإرهابية لطهران على المعارضين فقط. وأخيرا سلط السيد ماتئو سالويني نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي الضوء على الطبيعة الإرهابية لحزب‌الله اللبناني الذي أسسته قوات الحرس ومولته، تعمل كذراع إرهابي للنظام الإيراني في كل أنحاء العالم ونفذت عملياتها طيلة أكثر من ثلاثة عقود في كل من أوروبا وأميركا اللاتينية.

قد يكون من الصعب أن نعرف لماذا يتردد الاتحاد الأوروبي بهذه الدرجة وكان يبحث عن ذلك. ومن دون شك وبكل بساطة يكمن جانب من ذلك في ولع وجشع قصير النظر. والكثير من البلدان الأوروبية والشركات الرئيسية في أوروبا ترغب في الحفاظ على الحصول على النفط الإيراني والأسواق غير المستخدمة في إيران نسبيا. وعلى سبيل المثال قاومت كل من إيطاليا وإسبانيا بشده إزاء مطالب الدنمارك القاضية بالإجراء وكذلك الجهود الفرنسية والألمانية والبريطانية من أجل معاقبة إيران لانتهاكها الصارخ للقرار 2231 مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يحذر إيران من تطوير واختبار الصواريخ الباليستية وبقية الأسلحة ذات القابلية النووية.

ولكن ومن بقية الأسباب التي يمكن أن تؤثر إلى حد كبير على صناع القرار بشكل متساو ولا أكثر، هي السياسة الإيرانية تجاه الغرب التي تراخت منذ فترة طويلة من جراء حالات أساسية لسوء التفاهم فيما يتعلق بموقع السياسة الداخلية في الجمهورية الإسلامية.

ويرغب صناع السياسات في أن يتصورا أن نظام الملالي مستقر وكل محاولة من أجل القضاء على قوته، لا تأثير لها أو تؤدي إلى المزيد من المشكلات بالمقارنة مع ما تريد معالجته. ولكن في الحقيقة، يصبح النظام أكثر عجزا عاما بعد عام مما يعد حقيقة صعبة للغاية للعالم حيث يتجاهلها.

وسوف تعمل الجاليات الإيرانية يوم 15ديسمبر/كانون الأول في 50مكانا مختلفة في كل أنحاء العالم لتجلب المزيد من الانتباهات تجاه فرص مؤدية إلى تغييرات محولة في وطنهم. ويجتمع الناشطون الداعمون للديمقراطية بشكل متزامن من أجل المشاركة في مؤتمر دولي يركز على الخطط الإرهابية لإيران والحاجة إلى سياسات حازمة من جانب الغرب لمواجهة تلك الخطط.

والنقطة المثيرة للانتباه هي أن هذه الأحداث تجري قبل الذكرى السنوية للحركة الاحتجاجية في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين في كل أنحاء العالم حيث لا تزال تتواصل في إيران ومن الممكن أن تعد أكبر تهديد لدكتاتورية الملالي على مدى السنوات الـ40 الأخيرة. والسياسات الغربية الحازمة، منها فرض العقوبات من أجل إضعاف الأجهزة القمعية للنظام، ليست تؤدي إلى معاقبة الملالي لسياساتهم العدوانية والمثيرة للحرب فقذ، وإنما سوف تعزز تأثير الحركة الاحتجاجية مزودة الناشطين في إيران مزيدا من المعنويات.

ورسالة الانتفاضة العارمة في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين أزالت أي غموض وشك بشكل غير مسبوق فيما يتعلق بمطلب الشعب الإيراني من أجل تغيير النظام.

وأخيرا، يوضح الساسة الإيرانيون الزيادة المفاجئة لإرهاب يستهدف مجموعة المعارضة هذه أو تلك. وما تبذله السلطات الرسمية منها علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني من أجل أن يعزو شعارات نظير الموت للدكتاتور إلى المساعي المنظمة من قبل مجاهدي خلق الإيرانية، لا يمكن وصفها.

وأن توضح هذه القضية وبخلفية طويلة لها في الأذهان أن هناك نضال أعظم بين نظام الملالي المكروه والمقاومة وأن يؤثر دور المقاومة الديمقراطية بشكل متزايد يوما بعد آخر.

وتجاهل الساسة الغربيون منذ فترات وطويلة وجود هذا الحليف الطبيعي داخل المجتمع الإيراني غير أنهم لا يقدرون على مواصلة هذا الأمر.

وإذا ما كان هناك أي شك وتردد فيما يتعلق بقابلية الشعب الإيراني من أجل التغلب على النظام الإيراني، على الكل أن يلاحظ الاحتجاجات الحالية التي سوف تسلط الجاليات الإيرانية الضوء عليها في 15ديسمبر/كانون الأول بتفاصيل أكثر.

ومن الصعب مبالغة التأثيرات الممكنة لإستراتيجية الغرب المزعومة من خلال ناشطين يضعفون قدرة القمع لدى إيران في داخلها وخارجها.

ومن أجل عدم قبول هذه الإستراتيجية في هذه الظروف، ليس من الواجب أن نتجاهل أمن الدول الغربية فقط، فإنما أن نغض الطرف على ديمقراطية طويلة أمد في قلب الشرق الأوسط أيضا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة