الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتجرح النفس أو خطوة حمقاء للمناورة؟

جرح النفس أو خطوة حمقاء للمناورة؟

0Shares

حاول المتحدث باسم الطاقة الذرية للنظام كمالوندي للصحفيين في مؤتمر صحفي في موقع مفاعل الماء الثقيل في أراك تهديد الأوروبيين بتصريحات متناقضة بقوله إن النظام سيتجاوز بحلول 27 يونيو السقف المسموح به لمخزون اليورانيوم المخصب حسب الاتفاق النووي (أي 300 كيلوغرام) وكذلك سقف 130 طن من الماء الثقيل. ولو أنه أكد أيضًا أنه هناك استهلاك داخلي لهاتين المادتين، ولهذا لا يعد ذلك انتهاكا للاتفاق النووي. واستعطف المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية للنظام، الأوروبيين للإسراع في اتخاذ خطوة قبل فوات الأوان.

وبهذه الطريقة، اتضح أن النظام يحتاج بشدة إلى هذه المناورة والاستعراض لإظهار قوته أمام عناصره بأنه مسيطر على الوضع. لكن من ناحية أخرى، المتحدث نفسه، وفي كلمته، تردد فيما يريد فعله مستعملا عسى ولعل، مشددا باستمرار على أن الأمر لم يتحقق بعد وينبغي للمسؤولين أن يأمروا به، ولكن لماذا كل هذا الحذر والتحفظ؟
هذا ناجم عن الجمود والمأزق الذي يعيشه النظام؛ فمن ناحية، يريد الضغط على أوروبا للبقاء على الاتفاق النووي وآلية انستيكس ومساعدة النظام في تحدي العقوبات، ومن ناحية أخرى، فإنه مرعوب للغاية من عواقب أفعاله.
الحقيقة هي أن النظام لا يملك أي نفوذ للحفاظ على توازنه في العالم المتوتر، لذلك فإنه يراهن بشكل أساسي على اللعب على الحبال والمناورات في الفجوات، لكن كلما تشتد الأمور، تتقلص هذه الفجوات ويتقلل مجال مناورة النظام. والمأزق الذي أكدته المقاومة الإيرانية مرارًا وتكرارًا يبرز نفسه أكثر من ذي قبل، المأزق المميت، الذي لا أفق آخر له، إلا بإسقاط هذا النظام، على يد الشعب ومعاقل الانتفاضة والمقاومة الإيرانية، خاصة ونحن تمر علينا هذه الأيام ذكرى انطلاقة مقاومة الشعب الإيراني المجيدة في 20 حزيران / يونيو وتقام بهذه المناسبة سلسلة مظاهرات في مختلف الدول، بما في ذلك 21 يونيو في واشنطن.

تكمن أهمية مواقف الأوروبيين بما في ذلك موقف مستشارة ألمانيا ميركل في أنه يشكل خطوة جادة في ردم الفجوات وبالنتيجة تقلص مجال المناورة للنظام.
ورداً على هذه المناورة الحمقاء، نقلت رويترز أن  ألمانيا  طلبت من النظام التقيد بجميع التزاماته بموجب اتفاقية عام 2015. قالت المملكة المتحدة أيضًا أنه إذا انتهك النظام الإيراني الأحكام المتفق عليها في الاتفاق النووي، فستكون لدى لندن "جميع الخيارات" على الطاولة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في رد فعل "هذا مثال على 40 عامًا من سلوك النظام الإيراني ويتوافق مع سلوك النظام". لقد فعلوا نفس الأشياء عندما كنا ملتزمين بالاتفاق النووي، بما في ذلك الاستمرار في تطوير برنامج الصواريخ، وألغينا العقوبات، وأخذوا رهائن من الأمريكيين. لم نر أي اعتدال في هذا النظام، وبالفعل ما رأيناه في هذه الفترة الأخيرة هو أنهم يهددون باستمرار بإغلاق مضيق هرمز ".
يبدو أن تهديدات المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أثارت الخوف داخل النظام، أكثر من الأطراف الأجنبية. كتب مطهرنيا ، الخبير السياسي في النظام:
"الآن وبعد أن أشار بهروز كمالوندي إلى أنه لا توجد فرصة حتى 27 يونيو وستتمكن إيران من تجاوز 300 كيلوغرام من إنتاج اليورانيوم  وهو وضع يظهر أنه يمكن اعتباره خطوة باتجاه الانسحاب من الاتفاق النووي، إننا نشهد موقفًا صريحًا من الدول الأوروبية وموقف فيديريكا موغيريني. ألمانيا، التي كانت مواقفها أكثر تحفظًا بشكل أساسي واتخذت موقفًا أكثر إيجابية لرفض الأدلة الأمريكية التي اتهمت إيران بالهجوم على ناقلات النفط ، باتت مواقفها الآن ضد إيران وذكرت أن جميع الخيارات ستكون مفتوحة أمام ألمانيا والاتحاد الأوروبي. وبالتالي، يبدو أن الولايات المتحدة قد حققت أو ستنجح في تشكيل إجماع عالمي ضد إيران. وبهذا المعنى، يمكنها أن تربط بين جانبي الأطلسي لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران ".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة