الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومثلاث رسائل مهمة للمؤتمر العالمي للمقاومة الإيرانية

ثلاث رسائل مهمة للمؤتمر العالمي للمقاومة الإيرانية

0Shares

شهد تاریخ المقاومة الثورية للشعب الإيراني من أجل الإطاحة بالفاشية الدينية الحاکمة في إیران، تخلیدا يوم الجمعة الموافق 17 يوليو 2020.

ففي هذا اليوم، انعقد المؤتمر العالمي من أجل إيران حرة في مقرّ أشرف الثالث، بمشاركة 30 ألف موقع في 100 دولة حول العالم، وبحضور أعضاء مجاهدي خلق والرئیسة المنتخبة من قبل المقاومة الإیرانیة ومئات الوفود والشخصیات السیاسیة البارزة من مختلف دول العالم، لتأييد انتفاضة الشعب الإيراني ودعم معاقل الانتفاضة وجيش التحرير الوطني الإيراني.

وعلی الرغم من أن عقد هکذا مؤتمر ضخم مع الاتصال المباشر بـ 30 ألف موقع في آن واحد، وفقاً للخبراء المعنیین، یعدّ إنجازاً فنياً وتقنياً وإدارياً فریداً من نوعه تعجز العديد من دول العالم عن القیام به، إلا أن هذا الأمر لا ینبغي أن یشغلنا عن أهمیة هذا المؤتمر الخاص والاستثنائي والتي تکمن في معناه السیاسي والرسائل الهامة التي یوجهها.

عقد المؤتمر في وقت تعطلت أو أغلقت فيه جميع الأنشطة السياسية والاجتماعية تقريباً جراء تفشي وباء كورونا.

وشهدت العديد من البلدان حول العالم، إلغاء المناسبات والاحتفالات التي کانت تقام منذ أعوام بسبب القيود والإجراءات الصارمة التي فرضها الوباء.

لکن نظراً إلی أن المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية ليس مهرجاناً أو احتفالاً سنوياً، بل جزءاً من نضال المقاومة الإیرانیة للإطاحة بنظام الملالي المناهض للإنسانیة والوطن.

وبما أن هذا النضال مستمر دون انقطاع، فإن أعضاء المقاومة أخذوا علی عاتقهم مسؤولیة عقده عبر الإنترنت بجرأة وبجدية منقطعة النظیر، وحلوا تناقضاته ومشاكله العدیدة واحدة تلو الأخری، محققین ما اعتقد العديد من الخبراء أنه أمر مستحيل.

لذلك، فإن عقد هذا المؤتمر في ظل هذه الظروف الحساسة یعتبر رسالة في حد ذاتها. من خلال عقد هذا المؤتمر، وجه مجاهدو خلق وأعضاء المقاومة الإيرانية رسالة إلى أحبائهم في الوطن ومعاقل الانتفاضة الباسلة تفید بأن مجاهدي أشرف وحلفائهم- کما أثبتوا في العقود الأربعة الماضیة وفي أصعب الظروف- لا یعترفون بالعوائق، إنما يكسرون جمیع الحواجز ویشقون طریقهم بالاجتهاد والتضحية، أو بتقدیم الدماء والأرواح -حيثما تتطلب الأمر- لتحقيق مُثلهم وأهدافهم.

إذن، إقامة المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في مثل هذه الظروف يعتبر أكثر أهمية وضرورة وتأثيراً من أي عام آخر، وبالتالي فإن الرسالة الأولى هي رسالة مثالية سامیة.

التطورات المهمة والحاسمة للعام الماضي

إن المؤتمر الكبير والعالمي للمقاومة الإيرانية عقد هذا العام في ظروف تاريخية خاصة للغایة. لفهم ذلك، يكفينا إلقاء نظرة خاطفة على أهم التطورات الحاسمة التي حدثت في الفترة ما بین عقد المؤتمر في العام الماضي إلى هذا العام:

•             انتفاضة نوفمبر 2019 الدمویة، التي غيرت المجالین السياسي والاجتماعي لإيران بالكامل.

•             انتفاضة ینایر 2019، التي أجلی فیها الشعب والطلاب طبيعة المقاومة الإيرانية الديمقراطية والمعادية للديكتاتورية بتردید شعارات مثل "لا للشاه ولا للشيخ (الملا)".

•             الفشل الذریع الذي مُنیت به مسرحیة انتخابات النظام جراء المقاطعة الشعبیة العامة، مما فضح عزلة النظام التامة في المجتمع الإيراني والاستیاء الاجتماعي العارم إزائه.

•             نفوق الحرسي قاسم سليماني، الشخصیة الثانیة في النظام، بتصفیته تعرض العمق الاستراتيجي للنظام إلی خطر الانهیار الکامل.

•             الأزمة الاقتصادية الخانقة مع تضخم بحوالي 50٪ وانخفاض بنحو 50٪ في قيمة العملة الرسمية للبلاد واقتراب دخل النظام من النفط إلى الصفر.

•             النمو الكمي والنوعي لمعاقل الانتفاضة واستعدادها المتزايد للقيام بمهمتها الثورية والتاريخية.

بالمختصر المفید، وقع نظام ولایة الفقیه الکهنوتي خلال الأعوام الأخيرة وبالتحدید العام الماضي، في منحدر سقوط خطیر، مما أضعف موقفه بشدة وعرضه لوابل من الأزمات فکان قاب قوسین أو أدنی من الإطاحة، بینما تعززت مکانة المجتمع الإيراني والمقاومة وأصبحا علی أهبة الانفجار أکثر من أي وقت مضی.

ثلاث رسائل إلى ثلاثة مخاطبین

الرسالة الأولى للمؤتمر موجهة إلی الشعب الإيراني، مفادها أن مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، ولا سيما معاقل الانتفاضة، جمیعهم یقفون إلى جانبهم ويدعمون انتفاضاتهم بكل قواهم للقضاء علی الفاشیة الدینیة الحاکمة في إیران إلی الأبد.

هم علی ثقة تامة بأنهم سيحققون النصر جنباً إلى جنب مع الشعب الإيراني البطل.

الرسالة الثانیة موجهة إلى نظام الملالي القروسطائي، مفادها أن مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ومعاقل الانتفاضة، أكثر عزماً وتماسكاً وقوةً من أي وقت مضى لإسقاط نظام الملالي ويعملون علی ذلك بلا كلل.

الرسالة الثالثة موجهة إلى المجتمع الدولي، مفادها أنه يوجد بديل سياسي قوي للانتقال من حکم الفاشية الدينية إلى جمهورية ديمقراطية.

بديل يقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وإيران غير نووية. لذا يجب علی المجتمع الدولي أن يعترف بحق الشعب الإيراني في مقاومته المشروعة ضد نظام ولایة الفقیه القروسطائي من أجل الإطاحة الکاملة به.

رسائل مسموعة

تشير الأدلة والشواهد إلى أن المخاطبین الثلاثة قد سمعوا الرسائل الموجهة إلیهم وأخذوها على محمل الجد.

فالشعب الإيراني یلهج بسیاسة مجاهدي خلق والمقاومة الإیرانیة وهدفها الرئیسي أي الإطاحة بنظام الملالي من خلال انتفاضاته واحتجاجاته المتزایدة في کل أرجاء البلاد؛ من غیزانیة وأميديه إلى بهبهان وشیراز وطهران.

هذا وقد سمع نظام الملالي الرسالة الموجهة له، فقد ضاعف –کما یفعل في کل عام- الضخ الإعلامي والدعائي بشکل هیستیري هذا العام ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإیرانیة فيما يتعلق بمؤتمر المقاومة السنوي، بغیة الحدّ من روعة وجمالیة هذا المؤتمر المبهر من خلال خوض حرب نفسیة فاشلة، إذ لم یعد بإمکانه توظیف مرتزقته ولوبیاته في الداخل والخارج لتفجیر المؤتمر.

کما يمكننا أن نستشفّ تلقي الرسالة الثالثة الموجهة إلی المجتمع الدولي والرأي العام العالمي عن طریق رسائل الدعم والمناشدات التي نشرها أبرز الشخصيات السياسية في عشرات البلدان، حول المقاومة الإیرانیة ومؤتمرها السنوي، بما في ذلك بيان 31 شخصيةً أمريكيةً، وبيان أبرز أساقفة الكنائس في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وبيان 24 نائباً فرنسياً وعدد من النواب السابقين، وبيان أكثر من 100 شخصية من الدول العربية تعلن فیه تأییدها للمؤتمر العالمي من أجل إيران حرة ودعمها الکامل لحق الشعب الإيراني في رفض وإسقاط الديكتاتورية الدينية الحاکمة في إيران، ولمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ورئيستها المنتخبة السیدة مريم رجوي.

على سبيل المثال، جاء في بيان 31 شخصية أمريكية بارزة والذي یعبر عن الضمير العام للشعب الأمريكي:

«إن أيام الأصوليين الحاکمین في إيران معدودة. المنظمة الوحيدة التي عملت أكثر من أي كيان آخر، حتى الحكومات، لتحرير المواطنين الإيرانيين من نیر الاستبداد وتحرير العالم من الإرهاب الناشئ عن الأصولية، هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

بهذه الرسالة التي مفادها أن يوم الحساب ينتظر أكثر عناصر نظام طهران وحشيةً، نوجه أقوى رسالة أمل وتضامن إلى الشعب الإيراني وجميع من يدعمون الحرية والعدالة».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة