الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتتهديدات نظرية وإنبطاحات عملية

تهديدات نظرية وإنبطاحات عملية

0Shares

بقلم:أحمد غفار أحمد

 

المتابع للأوضاع في إيران، ولاسيما التصريحات والمواقف الرسمية المعلنة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين والتي تتسم ومنذ عدة أسابيع بطابع التهديد والتحدي وتوحي وکأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أتم الاهبة والاستعداد لخوض المواجهة والحروب ضد أية دولة کانت، ولکن وفي نفس الوقت، فإن الاوضاع المختلفة في إيران وعلى مختلف الاصعدة قد وصلت الى أسوأ مايکون الى الحد الذي صار فيه خبراء من داخل إيران نفسها يتوقعون سقوط وإنهيار الاقتصاد الايراني في أية لحظة.

في خضم هذه الاوضاع، ومع تصاعد حدة التصريحات النارية، فقد أکدت الانباء من أنه وفي جلسة علنية في 7 اكتوبر الجاري، وبعد فترة طويلة من الرفض والتعنت وإطلاق التصريحات العنترية من جانب أعلى المستويات في إيران، فقد صادق البرلمان الايراني على مشروع قانون مكافحة تمويل الإرهاب، حيث علق وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، الذي کان حاضرا عملية المصادقة بالقول:" لا يمكن لي ولا لرئيس الجمهورية أن يضمنوا أنه ستحل مشاكلنا بالانضمام إلى مشروع القانون المتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب. ولكننا نستطيع أن نضمن أنه من خلال عدم الانضمام إلى مشروع القانون، ستجد الولايات المتحدة عذرا مهما لزيادة مشكلاتنا."، وحتى الامس القريب کان قادة النظام يصرون على إستحالة الموافقة على هذا القانون لأنه وبزعمهم يفتح الابواب أمام الغرب للتدخل في أمورهم المالية، والانکى من ذلك إن تصريح ظريف فيه نوع من الانبطاح الواضح أمام الامريکيين بعد کل التهديدات النظرية!

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو يواجه أعدادا کبيرة جدا من المشاکل والازمات الناجمة أساسا عن النهج السياسي والاقتصادي غير الحکيم الذي إتبعه طوال الاعوام الماضية، يريد أن يوحي بأن سبب الاوضاع السيئة والمشاکل والازمات الطاحنة التي يواجهها خارجية ولاعلاقة له بأخطائه الفظيعة التي إرتکبها، کمثال حي على ذلك لايريد الاعتراف بأن تدخلاته في بلدان المنطقة والتي کلفت إيران مئات المليارات کما لايريد أيضا الاعتراف بأن برامجه التسليحية ذات الطابع العدواني قد أثقلت هي الاخرى کاهل الشعب الايراني وجعلت من أوضاعه المعيشية جحيما لايطاق.

مشکلة هذا النظام في نهجه وسياساته التي لايستطيع أن يحيد أو يتخلي عنها لأن في ذلك نهايته کما أکدت وتٶکد المقاومة الايرانية وقد صدقت في ذلك لأن الاحداث والتطورات قد أثبتت ذلك بوضوح، ومن هنا، فإنه ومع موافقة البرلمان الايراني على مشروع قانون مكافحة تمويل الإرهاب، فإن ذلك يعني بأن النظام يحاول إستجداء الغرب عموما والامريکيين خصوصا من أجل فتح منفذ ومجال في سبيل إستمرار النظام ولو على حساب الشعب، لکن لايبدو إن الشعب الايراني سينخدع بهکذا أمور خصوصا وإنه قد أکد بأن مواجهات وحروب النظام لاتعنيه لأن عدوه الاساسي هو النظام نفسه الذي لابد من إسقاطه لحل کافة المشاکل والازمات.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة