السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومهل تنجح محاولات النظام الإيراني اليائسة لكسر طوق العزلة السياسية الخانقة؟؟

هل تنجح محاولات النظام الإيراني اليائسة لكسر طوق العزلة السياسية الخانقة؟؟

0Shares

سافر حسن روحاني صباح الاثنين 23 سبتمبر 2019، إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقال قبل سفره إنه سيقدم خطة إيرانية للسلام باسم "الأمل"، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

قبل الخوض في تفاصيل الزيارة وأهدافها نطرح الاسئلة التالية:

لماذا قام روحاني بهذه الرحلة على الرغم من الظروف القاهرة التي يمر  النظام؟

ما الذي يبحث عنه في هذه الرحلة؟

وإلى أي مدى يمكنه تحقيق خروقات ونجاحات في هذه الفترة العصيبة ؟

ماهي آخر المستجدات المحلية والدولية التي تتزامن مع هذه الزيارة  لضيف غير مرغوب بقدومه؟

 

في المقام الأول، تأتي هذه الزيارة في جو من الشكوك والتردد ، خاصة من قبل حسن روحاني نفسه. وفي هذا الصدد أعلن "علي ربيعي" في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، عن :"أن حسن روحاني كان متردداً في خصوص هذه الزيارة وأعرب في مناسبات مختلفة عن شكوكه حول ما إذا كانت ستتم أم لا". لذلك تتم هذه الرحلة في الظلام ويكتنفها الغموض والريبة، لأن المواقف الدولية تجاه النظام (بعد الهجوم العدواني على المملكة العربية السعودية، والذي أُعتبر "عمل حربي")  باتت واضحة وشديدة . كل عام، تغادر الغالبية العظمى من الوفود المشاركة الجلسة أثناء كلمة "المعمم حسن روحاني" ومن المتوقع هذا العام أن تزداد  هذه الظاهرة لتعكس عزلة النظام الدولية أكثر التي تزداد بمرور الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إصدار تأشيرة لمدة يوم واحد لحسن روحاني وحسب تعبيرهم في الدقائق الأخيرة وأيضاً رفض إصدار تأشيرة لثلث أعضاء الوفد المرافق سيفرض تبعات مهينة على النظام وبالتأكيد سيثير غضب وسخط خامنئي وحاشيته على "حسن روحاني" لقبوله كل هذا الإذلال الذي بدوره سيعكس موقف النظام الضعيف في أنظار العالم.

 

أسباب قبول النظام لشروط السفر المهينة:

النظام، بسبب عزلته الشديدة، لا يريد تفويت أي فرصة لحضور اجتماع دولي قد يوفر له فرصة لعقد بعض الإجتماعات أواللقاءات، وإن كانت غير مفيدة، ليحاول كسر طوق العزلة السياسية الخانقة. وفي هذا الخصوص، صرح "علي ربيعي"، المتحدث باسم حكومة المعمم حسن روحاني، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، قائلاً: "إن روحاني من المقرر أن يجتمع مع قادة و مسؤولين من ثلاث عشرة دولة" وقد تتيح هذه الاجتماعات (إن انعقدت) للنظام فرصة في ظل الإدانة الدولية التي  ألمت به . لكن من ناحية أخرى، إنها أيضاً فرصة للأطراف الأخرى لإدانة وفضح عدوانية النظام وأعماله الارهابية، وسيؤدي وجود حسن روحاني في الإجتماعات إلى تصعيد هذه الإدانات .

بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام، بهجماته الإرهابية على المملكة العربية السعودية، و التي يرفض الإعتراف بمسؤوليته عنها، يظن بأن بإستطاعته التكلم من موقع القوي، وفي نفس الوقت يريد أن  يقدم نفسه كداعي للصداقة والسلام في المنطقة، كما  يأمل أن توفر له مناورة للحد من الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة.

ولكن إذا كان النظام حقاً في موقف قوي كما يدعي وإذا كانت المغامرة في مهاجمة المملكة العربية السعودية، مربحة له، لماذا يرضخ ويستكين لكل هذه الإهانات والإذلال بسبب هذه الزيارة.

 

الاجتماعات المرتقبة وإمكانية التخفيف من طوق العزلة

يتصور بعض المراقبين أن روحاني في هذه الزيارة سيجتمع مع مسؤولين من ثلاث عشرة دولة، بما في ذلك رئيس وزراء المملكة المتحدة، وخلصوا إلى أن هذه الاجتماعات تشير إلى أن الرحلة هي فرصة للنظام على أي حال، وأن النظام قد خطى خطوة مهمة نحو الخروج من العزلة. ولكن لو نظرنا إلى حقيقة الأمر سنرى أنها مجرد حملة دعائية لتسلية ورفع معنويات أعضاء قوات الحرس المضطربين الخائفين، لأنه أولاً يجب أن نرى ما الذي يحصل عليه النظام من مثل  هذه الاجتماعات؟ هل يحصل النظام على إمتيازات أم أنه لن يحصل  منها إلا على المزيد من الخفاق والتنديد بإرهاب الدولة الذي دأب هذا النظام على ممارسته في المنطقة؟ وسيكون الإجتماع مع رئيس وزراء المملكة المتحدة مثال على ذلك. وللتمهيد لهذا اللقاء وكبادرة حسن نية، اطلق النظام ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو"، وهذا ما اشار"ربيعي" في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم الاثنين إليه.

بينما نقلت مصادر إخبارية في 23 سبتمبر،عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أثناء توجهه من لندن إلى نيويورك قوله أن النظام الإيراني مسؤول عن مهاجمة أرامكو. ووصفت المصادر ذاتها (أسوشيتيد برس) هذا الإعلان بأنه تغيير في موقف بريطانيا من هجمات النظام، حيث رفضت المملكة المتحدة حتى الآن الإدلاء ببيان واضح تجاهها.

كما صرح بوريس جونسون للصحفيين: "نحن ننسق مع أصدقائنا الأمريكيين وكذلك مع أصدقائنا الأوروبيين رداً على مسألة الحد من التوترات في المنطقة".

إضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن أن بريطانيا قد إنضمت إلى التحالف الأمريكي وكانت واحدة من الدول المشاركة في التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة بقيادة الولايات المتحدة. "

من الواضح أن رئيس الوزراء البريطاني في لقاءه مع روحاني، لن يقدم له الزهور والحلويات!

 

خطة السلام الإقليمية للنظام

نقطة أخرى ذكرها روحاني في كلمته في ذكرى اندلاع الحرب وأيضاً عشية رحلته إلى نيويورك، وهي أنه سيقدم خطته للسلام والتعاون في المنطقة.

 ما هو احتمال نجاح هذه الخطة؟

الشرط الأساسي لنجاح خطة روحاني هو أن يقدم النظام تنازلات ويتراجع عن مواقفه العدوانية خطوة واحدة على الأقل. خلال التصريحات الأخيرة لقادة النظام يمكن استشفاف هذا التراجع ولكن إلى أي مدى يمكن تفسير هذه التصريحات باعتبارها استعداداً "لتجرع السم" وقبول تنازلات خطيرة والسؤال المطروح هو، هل سيُقدم النظام على  مثل هذه الخطوة؟

إذا كان النظام يمتلك هذا الاستعداد، فيجب أن يكون قد أعلن عن استعداده تقديم تنازلات في مجالات البرنامج الصاروخي، والتدخلات الإقليمية، في مايو 2018 وخلال  زيارة وزير الخارجية الفرنسي  "لودریان" إلى إيران لنقلها إلى ماكرون وبالتالي إلى الولايات المتحدة. 

كانت هذه أفضل فرصة في ذلك الوقت لأن الولايات المتحدة لم تكن قد انسحبت بعد من الإتفاق النووي ، وربما كان قبول تنازلات من النظام بإمكانه منع خروج أمريكا من  المعاهدة النووية.

لكن النظام فشل في الرد بشكل إيجابي، ووقع في  مأزق مثير للسخرية.

 

إن هذه الرحلة والخطة التي يتحدث عنها روحاني لن تكون مصدراً لأي تحول إيجابي لموقف النظام الرديء .

لأنه على الرغم من هذه المبادرة الجوفاء للسلام والصداقة، فإن النظام ليس لديه خيار سوى التصعيد وتصدير الأزمة للخارج والقمع والإنكماش على الذات في الداخل. أي تراجع عن هذين العاملين سيؤدي الى إضعاف ركائز  النظام القائمة على قمع الشعب وتصدير الإرهاب والأصولية إلى الخارج.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة