السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرتناقض مواقف خامنئي المعلنة وحقيقة المشهد في مفاوضات فيينا

تناقض مواقف خامنئي المعلنة وحقيقة المشهد في مفاوضات فيينا

0Shares

تتحدث وسائل الإعلام في كلتا الزمرتين الحكوميتين عن مرونة نظام الملالي تجاه أمريكا للتوصل إلى اتفاق، وذكرت أن مفاوضات فيينا تتقدم، بل وتقترب من التوصل إلى اتفاق.

وإذا افترضنا أن السلطة الدينية قادرة على التوصل إلى اتفاق مع الأطراف المتفاوضة، وخاصة أمريكا، فمن الواضح كالشمس أن الوضع والظروف التي تخضع لها تختلف عمَّا كانت عليه في الاتفاق النووي لعام 2015.

والجدير بالذكر أن ما يجبر نظام الملالي على التراجع المفترض هو الوضع الاقتصادي الكارثي، والخوف من الانتفاضات الشعبية.

ويعلم نظام الملالي جيدًا في الوقت نفسه أنه إذا أضاع الفرصة التي أتاحتها الإدارة الأمريكية الحالية للتفاوض، فإنه لا يضمن أن تتجنب إدارة الجمهوريين المقبلة الصراع ووضع نظام الملالي في مأزق العقوبات والعزلة مرة أخرى مثلما فعلت إدارة ترامب.

ويبدو أنه خوفًا من مثل هذا الوضع الذي سمح فيه خامنئي لفريق التفاوض بالتوجه إلى فيينا والانهماك هذه الفترة الطويلة في التفاوض والتشاور مع أطراف الاتفاق النووي لعل أمريكا توافق وتتكرم قليلًا وتنقذ نظام الملالي مما حل به من أزمات اقتصادية ومن مأزقه مع الشعب. 

وقالت صحيفة "ستاره صبح"، في هذا الصدد، على لسان خبير حكومي، يدعى على بيكدلي تحت عنوان" مرونة إيران وأمريكا للتوصل إلى اتفاق"، قوله: "كنت قد قلت أن توقع إيران رفع أمريكا لكافة العقوبات ثم التحقق منها أمر زائد عن الحد، لأن الاتفاق النووي لا ينص على ذلك، نظرًا لأن أمريكا لا يمكنها أن تجبر مختلف الشركات الخاصة على التعاون مع إيران. وتميل أمريكا في المرحلة الثانية إلى التفاوض حول الوجود الإيراني في المنطقة، ويبدو أن إيران ليست مترددة كثيرًا في هذا الشأن؛ في ظل وجود أنباء عن إجراء مفاوضات بين إيران والسعودية في بغداد بحضور العراق. (صحيفة " ستاره صبح "، 20 أبريل 2021).

وباختصار، كان يجب على سلطة الملالي أن تتجرع السم وتستجيب لمطالب القوى العالمية العظمى والإقليمية. والحقيقة هي أن ظروف نظام الملالي غير متكافئة أمام الدول الأطراف في التفاوض، وخاصة أمريكا لدرجة أنه يتعين على وفد نظام الملالي أن يقدم تنازلات كبيرة إذا أراد التوصل إلى اتفاق في فيينا أو أي مكان آخر يَلقى استحسان الطرف الآخر.

والجدير بالذكر أن صحيفة "كيهان"، المنتمية لزمرة خامنئي قلقة من تكرار الاتفاق النووي وتجرع كأس السم مرة أخرى، خاصة وأن حكومة روحاني لم تسرّب لوسائل إعلام هذه الزمرة الكثير من المعلومات التي ترى أنه سيتم الاتفاق عليها مع المنافس. لكن من الواضح أن خامنئي على علم بكل تفاصيل المفاوضات، لأنه هو شخصيًا من يقرر التفاوض ويوجِّهه مثلما فعل في الاتفاق النووي لعام 2015.

وترى صحيفة "جوان"، التابعة لقوات حرس نظام الملالي أن الأحداث التي قادت إلى التوافق على الاتفاق النووي في فيينا تتكرر بدقة شديدة.

وتعليقًا على هذا الموقف، كتبت هذه الوسيلة الإعلامية المنتمية لقوات حرس نظام الملالي: " هناك تقييمات إيجابية لعملية التفاوض حول أنه تم التوصل إلى اتفاق للصياغة، في حين أنه لم تظهر أي بوادر تُذكر على مرونة أمريكا، على الرغم من إصرار إيران على التحقق من رفع العقوبات الأمريكية". (صحيفة "جوان"، 20 أبريل 2021).

ولا شك في أن الحرسي صاحب العمود في الصحيفة المنتمية لقوات حرس نظام الملالي، يعلم جيدًا أن المواقف المعلنة التي حددها خامنئي عبثية وتافهة والهدف منها هو خداع قوات حرس نظام الملالي والباسيج المتفككة.

لأن تاريخ سلطة ولاية الفقيه على مدى 42 عامًا يشير إلى أنه كلما كشَّرت القوى العالمية والدول الكبرى عن أنيابها للملالي، كلما اضطر الولي الفقيه إلى التراجع. 

وبناءً عليه، لا مجال للدهشة على الإطلاق إذا تراجع نظام الملالي وعلى رأسه علي خامنئي، عن المواقف المعلنة؛ لأن خامنئي ليس لديه خط أحمر، ولا يتردد في بيع الوطن أيضًا، وينحصر خطه الأحمر في الحفاظ على النظام وعلى ولاية الفقيه وسيطرته في سلطة الملالي، خاصة في ظل الظروف التي وضع فيها المتمردون والثوار نظام الملالي في مأزق احتجاجاتهم وانتفاضاتهم، وعقدوا العزم على اقتلاع أساس النظام الحاكم من جذوره.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة