الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتقرير إخباري-مفاوضات فيينا وانهيار قدرة نظام الملالي

تقرير إخباري-مفاوضات فيينا وانهيار قدرة نظام الملالي

0Shares

الخلفيات

قال خامنئي في 31 يوليو 2020: " لقد ذكرت مرات عديدة السبب في عدم التفاوض مع الأمريكيين، بيد أن البعض إما أنهم لا يفهمون أو أنهم يتظاهرون بعدم الفهم، … إلخ. والهدف الرئيسي للأمريكيين من المطالبة بالتفاوض هو الاستيلاء على القدرات الحيوية لأبناء الوطن".

ويبدو أن خامنئي هو من لا يفهم ما يقول أو أنه ضلل نفسه. إذ أن مفاوضات فيينا بدأت بعد بضعة أشهر، وتحديدًا في أبريل 2021، وسرعان ما قال المعمم المحتال روحاني في 5 مايو 2021 : "بصفتي رئيسًا للحكومة أُعلن للمواطنين أن العقوبات قد فشلت، وإذا اتحدنا مع بعضنا البعض، فسوف تُرفع العقوبات في القريب العاجل". 

ولا يمكننا أن نصدق تصريح أي من قادة نظام الملالي تحت كنف الولي الفقيه الدجال. ويكفيكم فقط أن تدققوا النظر في تصريح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" المتلفزة، في 23 مايو 2021، حيث قال: "اعتقد أن نظام الملالي يعلم ما يجب عليه أن يفعله للوفاء بالتزاماته النووية، ولم نر بعد أي بوادر تدل على أن ايران مستعدة للقيام بذلك وتسعى إلى إتخاذ قرار في هذا الصدد".

 

 مستقبل المفاوضات

لقد انتهى اتفاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع نظام الملالي بشأن مراقبة المنشآت النووية؛ في 21 مايو 2021. ولا شك في أن قبول هذه المرحلة المصيرية يتنافى والقوانين التي مررها مجلس شوري الملالي. بيد أن خامنئي قَبِل مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت النووية الإيرانية مضطرًا بسبب ضعفه في ميزان القوى الحالي. واضطر الملالي في الوقت الراهن، وتحديدًا في 24 مايو 2021 إلى تمديد فترة مراقبة الوكالة المذكورة لمدة شهر آخر، نظرًا لأن نتائج مفاوضات فيينا يكتنفها حالة من الغموض.

وقال المعمم سليمي، أحد أعضاء مجلس شوري الملالي، في 23 مايو 2021: " لقد منحنا للوكالة مهلة مدتها 3 أشهر وانتهت أمس، وينص القانون على حذف أفلام جميع الكاميرات. يا سيد قاليباف، لا تسمح بأن يكون مصير هذا القانون مثل مصير قانون العمل الاستراتيجي".

إلا أنه يبدو أن وضع نظام الملالي مرتبك ومتفجر لدرجة أنه مضطر إلى التراجع تدريجيًا. وينبغي أن نتوقع المزيد من تراجع هذا النظام الفاشي في الجولة الـ 5 من المفاوضات النووية في فيينا، والتي ستبدأ في 28 مايو 2021.

 إلى أين تتجه المفاوضات؟

والسؤال الأهم هو: هل ستعود أمريكا إلى الاتفاق النووي لعام 2015؟ أم أنها ستتجه اتجاهًا آخر استنادًا إلى تغيير ميزان القوى الحالي وانهيار جدران نظام الملالي نتيجة لانتفاضات عام 2019 والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تورط فيها. يرجى تدقيق النظر في مجموعة مختارة من التصريحات فيما يلي:

 تصريحات مسؤولي نظام الملالي

صرح المعمم روحاني في 23 مايو 2021 بأن الغربيين: " أعلنوا صراحة في ضوء المفاوضات الأخيرة في فيينا أنهم مستعدون لرفع العقوبات بموجب ما ينص عليه الاتفاق النووي. ومن جانبنا سنواصل المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي".

وصرح المعمم روحاني في 21 مايو 2021، قائلًا: "ما ترونه اليوم في فيينا هو أنهم أتوا ويتفاوضون ويتفقون على أنهم سيرفعون كل العقوبات الرئيسية. ونتفاوض الآن حول التفاصيل والحالات الطفيفة. ومن ناحية أخرى، لا أعلم ما إذا كانوا قد وافقوا على القضايا الرئيسية المتعلقة بالعقوبات على النفط والبتروكيماويات والملاحة البحرية وتأمين ما يتعلق بالبنك المركزي والبنوك الأخرى".

وصرح محمد جواد ظريف في 24 مايو 2021 بأن : " رفع عقوبات ترامب التزام قانوني وأخلاقي وليس نقطة ارتكاز للمفاوضات".

وصرح علي أكبر صالحي، في 25 مايو 2021 بأن : " تخصيب 60 و20 و 5 في المائة من اليورانيوم ما زال مستمرًا، وأن تراكم احتياطي اليورانيوم لدينا بنسبة 20 في المائة يزيد عن 90 كيلوجرامًا، ويجب أن يصل إلى 120 كيلوجرامًا خلال عام واحد بموجب القانون الذي مرره مجلس شوري الملالي. ووصل تراكم احتياطي اليورانيوم الآن إلى 90 كيلوجرامًا بعد حوالي 4 أشهر".

 وعلى الرغم من أن المعمم روحاني يدعي انتهاء العقوبات، بيد أن السبب في استمرار تخصيب اليورانيوم وتكديسه، وخاصة التخصيب بنسبة 60 في المائة غير واضح حتى الآن.

 التصريحات الدولية

صرح أنتوني بلينكن، في 23 مايو 2021 بأنه : " يجب أن نفكر في الاتفاق النووي مع نظام الملالي في كيفية إمكاننا أن نجعل هذا الاتفاق أطول وأقوى. ونفكر أيضًا في كيفية الانخراط في القضايا الأخرى، سواء أكانت دعم نظام الملالي للإرهاب، أو انتشار الأسلحة النووية، أو دعم القوات المختلفة المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط والتي تعمل بالوكالة". وأضاف "نعتقد أننا يجب أن نحاول ونرى ما اذا كان نظام الملالي سيعود إلى الامتثال لِما ينص عليه الاتفاق النووي من عدمه. وهذا هو ما يشغلنا في الوقت الراهن. ثم يجب علينا استخدام ذلك في وضع خطة وأن نسعى إلى التعامل مع القضايا الأخرى". 

وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، في 23 مايو 2021 أن : " أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي صرح يوم الأحد 23 مايو 2021 بأن أمريكا لم تر بعد ما يتعين على نظام الملالي أن يفعله للوفاء بالتزاماته النووية لكي يتم رفع العقوبات.

كما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، في 20 مايو 2021 أن : " الترويكا الأوروبية صرحت في بيانها مشيرة إلى حدوث تقدم ملموس في مفاوضات فيينا بأنه لا يوجد ضمان لإحراز نجاح في المفاوضات. وأعلنت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان يوم الأربعاء 19 مايو 2021 أن المفاوضات النووية أحرزت تقدمًا ملموسًا بشأن الاتفاق النووي، بيد أنه ليس هناك ضمان لإحراز نجاح، ويجب أيضًا حل المشاكل الصعبة". 

 ويمكننا بدراسة التطورات المشار إليها أعلاه أن ندرك أنه لا تزال هناك العديد من الخلافات، فعلى سبيل المثال، نجد أن العودة إلى الاتفاق النووي التي تبدو من الوهلة الأولى أنها بسيطة؛ تواجه عقبات صعبة، ونظام خامنئي المنهار مجبر على التراجع تدريجيًا أمام المفاوضين الأوروبيين والأمريكيين.

وبناءً على مسار المفاوضات في الشهرين الماضيين، يمكننا أن نستنتج أن النتيجة المتوقعة للمفاوضات لا تخرج عن حالتين، ألا وهما إما أن يضطر الملالي إلى المزيد من التراجع أو أنه لن يكون هناك احتمال للتوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب. وسوف تكشف الأيام المقبلة عن حقائق جديدة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة