المناسبات

تقارير ووثائق عن المجازر الجماعية بحق30 ألف سجين سياسي في إيران عام 1988بأمر مباشر من خميني

الفتوى الصادر من قبل خميني بقتل اعضاء مجاهدي خلق في سجون النظام

الفتوى الصادر من قبل خميني بقتل اعضاء مجاهدي خلق في سجون النظام

بعد قبول النظام بوقف إطلاق النار کان الخوف يساور عملاء ‌النظام بحيث اضطر النظام من ارسال عناصر الحرس ومحترفي التعذيب من کرمانشاه إلی سجن تبريز.‌حتی تم إغلاق الادعاء ‌العام لمدينة ‌تبريز أيضًا. ‌وداهم الحرس الأقفاص والقاعات وأخذوا معهم جهاز التلفزيون حتی نقلوا جهاز التلفزيون العائد لغرفة حراسة ‌القفص‌ايضًا لکي لا يصل اي خبر من الخارج إلی الزنزانات. ‌وأغلقوا جميع الأبواب من الخلف. ‌وحرموا السجناء ‌من الهواء الطلق واستمرت هذه الحالة ‌فترة ‌طويلة.‌وخلافًا لسياقهم المعتاد کان الحرس يداهمون القاعات و اثناء‌الليل وقاموا بفحص وتفتيش الزنزانات وسحب جميع الحاجيات الموجودة لدی السجناء.‌حتی سحبوا معهم احبال الغسيل. ‌وکان واضحًا من هذه التصرفات بانهم يريدون بث الرعب والخوف في قلوب السجناء حيث ان الأجواء ‌السائدة تبوح لکل سجين بان حادثًا قد يحدث. ‌فيوم السبت المصادف 29 تموز (يوليو) 1988 قاموا بنقل الوجبة ‌الاولی من السجناء‌النزلاء‌في ‌القفص ‌التاسع‌واثنين من السجناء ‌من القفص ‌الثاني إلی سجن المخابرات لغرض الاستجواب لمدة ‌ستة ‌أيام.‌کان ذلک يوم الجمعة حينما أرجعوهم إلی الاقفاص. ‌وتحدث سعيد حيدرنيا فتح آباد،المجاهد الذي استشهد ضمن الوجبة ‌الاولی من الإعدامات الجماعية ‌في سجن تبريز بانهم کانوا قد أحضروا سجناء‌آخرين من القفص التاسع اضافة ‌لهم. وعندما عاد کان يعرف ماذا سيحدث. ‌لقد أبلغوه بأنه ضمن قائمة السجناء‌الذين سيطبق عليه حکم الإعدام فعليه أن ينتظر مصيره. ‌وقد تصرف سعيد بشجاعة ‌وتفان تامين وخلال يوم واحد قضاه في ذلک القفص کان يتصرف تصرفًا اعتياديا کالايام السابقة. ‌وکانت الساعة ‌تشير إلی التاسعة ‌في يوم الجمعة ‌مساءً عندما أعلنت مکبرة ‌الصوت اسم سعيد. ونهض سعيد من مکانه کجبل شامخ بخطوات متينة ‌وبابتسامة لا تفارقه وهامة ‌مرفوعة ‌أخذ سبيله وانصرف.‌وکان سعيد يبلغ من العمر 15 عامًا عندما ألقي القبض عليه بصحبة ‌المجاهد الشهيد يحيی محسني. ‌وکان الاثنان قد نفذا عملية ‌إنزال العقوبة علی أحد عملاء ‌النظام الذي کان له دور بارز في اعتقال وقتل عدد کبير من مؤيدي المنظمة ‌الشهداء.‌وبعد ذلک اشتبک يحيي مع عملاء ‌النظام وکان قد ألقي رمانة ‌يدوية ‌باتجاه العملاء ‌ولکن بعد رمي الرمانة کشف سير أحد المارة في هنا وحتی لا تصيب الرمانة ‌بأذی للمواطن المار کان قد ألقی‌بنفسه علی الرمانة ‌ونتيجة ‌إصابة ‌شظايا الرمانة ‌أصيب بجراحات بليغة وفقد إحدی عينيه. وقد أخذوا يحيی تلک الليلة إلی ساحة ‌الإعدام من القفص الثالث.‌وکانت الوجبة ‌الاولی من الذين اقتيدوا إلی ساحة ‌الإعدام تلک الليلة ‌من الأقفاص الثانية ‌والثالثة ‌والتاسعة بلغ عددهم 15 سجينًا.‌وفي ذلک الاسبوع عندما راجعت العوائل لزيارة سجنائهم قيل لها إن أبنائها لا يتواجدون في تلک الأقفاص وتم نقلهم من ذلک السجن إلی سجن آخر وهکذا مرت الاسابيع وکانوا يرسلون العوائل من سجن إلی سجن دون أن يقولوا للعوائل ان ابنائهم قد اعدموا. ‌وفي الأيام التالية ‌نقلت وجبة أخری من السجناء‌من القفص الثاني.‌وفي البداية ‌اختاروا السجناء‌الذين کان صمودهم مشهودًا للجميع طيلة ‌سنوات الحبس.أو سجناء‌من أمثال المجاهدين الشهيدين محمود هوشي وغلام رضا نامدار اللذين کان أحد أقاربهما في جيش التحرير. هذا وقد استدعي محمود مع ابراهيم بعد وجبة ‌العشاء.‌وکنت واقفًا في غرفة ‌الحراسة عندما دخلا غرفة ‌حراس القفص. وأغلق الحرس باب القفص حتی لا يشاهدهم أحد من الداخل.‌وکانوا يريدون أن يضعوا لهما عصبة ‌العيون ويأخذونهم إلی مکان عندما کانوا يقتادون اليه السجناء لم يکن يعود أحد منهم ولم يکن معلومًا ما إذا کانوا سيعدمونه في‌باحة ‌السجن أو في‌ مکان آخر.
 
 
 
إحياءً للذکری العشرين
 لشهداء مجزرة التاريخ
 
الإعدام الجماعي لـ 30 ألف سجين سياسي في إيران في صيف عام 1988 بأمر مباشر من خميني
أواخر شهر تموز من کل عام يعيد ذکری مجزرة السجناء السياسيين البشعة التي ارتکبها جلادو النظام الإيراني بأمر من خميني المعادي للانسان، تلک المجزرة التي بدءاً من شهر تموز عام 1988 واستمرت لعدة أشهر حيث کانت فرق الموت المشکلة من أشرس عناصر النظام اجراماً وأکثرها ولاء للنظام من أمثال بور محمدي الذي لا يزال يواصل اليوم ارتکابه الجرائم في مناصب عليا في النظام کانت تزاول عملها في تلک الايام السوداء لتنفيذ المخطط الذي کانوا ينتظرون تنفيذها منذ عدة أشهر لارتکاب المجزرة التي کان خميني شخصياً يصدر أوامره التحريرية ويشرف عليها يومياً وکانوا قد أعدوا لها الاستحضارات الاولية. وکان جلادو خميني أي قادة النظام ومن خلال طرح سؤال قصير فقط لمعرفة ولاء المجاهدين بمواقفهم ومبادئهم يصدرون أوامرهم بإعدام وشنق المجاهدين فوراً.
وأجاب خميني علی استفسار قدمه عبدالکريم موسوي اردبيلي رئيس السلطة القضائية آنذاک عقب اصدار هذه الفتوی عن بعض مما ورد في الحکم وذلک عبر احمد نجل خميني، وهو هل هذا الحکم يشمل الذين کانوا في السجون وسبق أن تمت محاکمتهم وحکم عليهم بالإعدام دون أن تتغير مواقفهم ولم يتم تنفيذ الحکم عليهم بعد؟ أم يشمل حتی الذين لم يحاکموا بعد أو حکم عليهم بالسجن لمدد قصيرة؟ وکان ردّ خميني مروّعًا: «بسمه تعالی- في جميع الحالات المذکورة أعلاه وبصرف النظر عن الملف فأي شخص کان يصر علی تعاطفه مع المنافقين (مجاهدي خلق) ليحکم عليه بالإعدام…‌أبيدوا أعداء الإسلام بسرعة وبخصوص مثل هذه القضايا عليکم أن تعتمدوا أسلوب تنفييذ الحکم في أسرع وقت». التوقيع: روح الله الموسوي الخميني
والآن وبعد مضي 18 عاماً علی تلک المجزرة لا تزال أبعاد وأسرار هذه المجزرة المروعة غير معروفة. فبلغ حجم الاعدامات حداً دفع منتظري خليفة خميني آنذاک الی الاعتراف بأبعاده المروعة فبعث برسالة الی خميني ليعبر عن احتجاجه علی «تنفيذ الاعدامات بآلاف خلال بضعة أيام».
وأصدرت منظمة مجاهدي خلق الايرانية في عام 1999 وحسب المعلومات والدراسات التي أجرتها داخل البلاد وبالاستفادة من تقارير السجناء المطلق سراحهم کتاباً يضم أسماء ومواصفات کاملة لـ (3210) من المجاهدين التي سقطوا شهداء في هذه المجزرة.
فنخلد ذکری شهداء هذه المجزرة في ذکراها السنوية أي مجزرة السجناء السياسيين التي تعيد الی الأذهان ملحمة الصمود والشرف لشعب مکبل واقف وصامد بوجه الديکتاتورية الحاکمة في إيران باسم الدين.
 
 
 
آب عام 1988 شهر لا ينسی في تاريخ سجون
 وسجناء نظام خميني
 
 
 
آب عام 1988 شهر لا ينسی في تاريخ سجون وسجناء نظام خميني… فمنذ الأيام الأول من هذا الشهر ارتکب خميني واحدة من أبشع جرائمه اللاإنسانية أي مذبحة السجناء السياسيين وکانت أرضية هذه المذبحة الوحشية التي کانت في الواقع مؤامرة مشؤومة سافرت لإبادة الجيل قد أعدت ونفذت بإيعاز من خميني وخطط لها منذ سنوات. منذ الأيام الأول لشهر آب بدأت المجازر ضد السجناء السياسيين استمرت عدة أشهر وکان الهدف الرئيسي منها القضاء علی
السجناء المجاهدين الذين کانوا يجسدون من خلال مقاومتهم البطولية وتحمل جميع المشقات  والصعاب ومختلف أنواع التعذيب الذي کان سائدًا في العصور السحيقة صفحات مشرقة وذهبية للمقاومة والتضحيات في تاريخ ثورة وطننا الجديدة. ففي تلک الأيام الکالحة السوداء بدأت فرق الموت الخمينية المتکونة من أکثر عناصر وزارة المخابرات انحطاطًا والادعاء العام والمسؤولون في السجون ومن خلال استعدادات وإجراءات أمنية مکثفة بتنفيذ خطة کانوا يفکرون بها منذ سنوات وتم الإعداد لها قبل آب عام 1988 بعدة شهور. لقد أصدر هؤلاء ومن خلال محاکمات صورية لم تکن تستغرق سوی دقائق أحکام الإعدام بحق المجاهدين الأسری وطبقًا لشهادة الشهود الذين استطاعوا بشکل أو آخر أن ينجحوا سالمين من المعرکة فإن فريق الموت کان يعتمد فقط علی معيار واحد وهو إن کان المجاهدون الأسری قد أقروا بهويتهم التنظيمية أو الحرکية أم لا؟: «هل أنت مجاهد؟ أم منافق؟» هذا هو السؤال الأول الذي يتوقف عليه مصير السجين ولکن حتی الذين لم يکونوا يقروا بأنهم مجاهدون لم يستطيعوا أن ينجوا بأرواحهم لأن الأسئلة الأخری کانت تجعل مصائرهم تتوقف عند نقطة واحدة وهنا کان يصدر وبکل قسوة حکم الشنق الذي لا ينطبق مع أي من الأعراف الخاصة بالتعامل مع الأسری والسجناء… إنهم کانوا يوعزون للموظفين الإداريين والحماية وأفراد الحرس للمشارکة في تنفيذ الشنق بحق السجناء وأن يضربوا بقبضاتهم علی صدور المشنوقين کي يساهم کل منهم في هذه الجرائم وحتی لا يکشفوا أسرارهم.
إن کثرة عدد المعدومين کان بشکل أدی إلی سقوط جثة إحدی المجاهدات من فوق الشاحنة التي کانت مملوءة بجثث المعدومين خلال نقلهم إلی المقابر الجماعية بالقرب من «علي آباد» بمدينة قم. وکان أفراد الحرس قد اعتقلوا عددًا من الشهود وهددوهم بعدم تسريب ما شاهدوه…
 
السيد مسعود رجوي – 15 کانون الأول عام 1988:
ليست القضية أنه کم شخصًا أعدمهم خميني؟ بل هي أنه من الذين أبقاهم علی قيد الحياة ؟ هل هناک ما يحدد مدی إجرامية خميني!؟ کلا، ليس کذلک إطلاقًا. فإنه يسفک الدماء بلا هوادة وبکل وحشية وبدناءة وخبث واستهتار لا يمکن تصوره. لا يلتزم بأية قاعدة أو قانون وبأي نظام وأي مبدأ أو حساب. إذا لم يقتنع أحد بذلک فهو لم يعرف خميني ونظام خميني وعملاء خميني والجلادين التابعين له إطلاقًا. لو کان هذا الجلاد المجرم غير ذلک لما استطاع البقاء علی السلطة ولو ليوم واحد… إن خميني لم ولن يستطيع إخماد هذه الجذوة الثورية … فليس بعيدًا يوم الثأر من خميني وجلاديه بدماء جميع هؤلاء الشهداء الخالدين أبناء الوطن البررة نساء ورجالاً… إن لعنة هذه الدماء ستلاحق خميني وأعوانه إلی الأبد…
 
من رسالة السيدة مريم رجوي يوم 10 کانون الأول عام 1998لمناسبة الذکری الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
 المادة 186 من قانون «العقوبات الإسلامية» الذي يمثل اليوم العمود الفقري لقانون الجزاء في النظام الإيراني، تنص علی أن «أية مجموعة أو جماعة منظمة تقوم بتمرد مسلح ضد الحکم الإسلامي يعتبر جميع أعضائها وأنصارها الذين لهم علم بمواقف تلک المجموعة أو الجماعة أو المنظمة ويمارسون النشاط والجهد الفعال والمؤثر بشکل أو آخر لتحقيق أهدافها محاربين ولو يکونون لم يشارکوا في فرعها العسکري.
أو جماعة منظمة تقوم بتمرد مسلح ضد الحکم الإسلامي يعتبر جميع أعضائها وأنصارها الذين لهم علم بمواقف تلک المجموعة أو الجماعة أو المنظمة ويمارسون النشاط والجهد الفعال والمؤثر بشکل أو آخر لتحقيق أهدافها محاربين ولو يکونون لم يشارکوا في فرعها العسکري.
هذه المادة في الحقيقة انعکاسة قانونية لفتوی صادرة عن شخص خميني الذي کان قد أباح حياة وأموال وأعراض جميع أعضاء منظمة مجاهدي خلق وأنصارها. وقد نفذت المجازر بحق 30 ألف سجين سياسي من المجاهدين والمناضلين في عام 1988 استنادًا إلی هذه الفتوی فقط…
 
 
اعترافات وتصريحات الجلادين بالأمس والإصلاحيين الزائفين اليوم
حيال المجازر بحق 30 ألف سجين سياسي في عام 1988
 
موسوي‌خوئينيها: «ان الأشخاص الذين ألقي ‌القبض عليهم بسبب علاقتهم مع الجماعات المحاربة لا تطلق عليهم تسمية ‌السجين السياسي».
محتشمي: «لغرض حسم هذه القضية ‌ينبغي أن أقول ان جميع المعتقلين نفذ بحقهم أحکام الإعدام».
موسوي ‌اردبيلي: «ان السلطة ‌القضائية ‌تواجه ضغوطًا شديدة ‌…‌لما ذا لا تنفذ أحکام الإعدام بحقهم؟ يجب إعدامهم جميعًا.‌سوف لن تقام المحاکم ولن تجري‌مداولة ‌الملفات لهم.‌
مجيد انصاري: «کان لبعض السجناء‌تنظيم داخل السجن تم کشفه فتم إعدامهم جميعًا.
 
 
 
اعترافات وتصريحات الجناح المهيمن من النظام الإيراني حيال المجازر
بحق 30 ألف سجين سياسي عام 1988
 
صحيفة «رسالت» (10 نيسان 2000): في عام 1988 کان السيد خاتمي يتولی منصب نائب رئيس هيئة القيادة العامة لأرکان القوات المسلحة في الشؤون الثقافية وکان قد دافع بجدية عن الحکم الصادر عن الإمام (خميني).
صحيفة «رسالت» (24 تموز 2002): کان کبار مثل الشهيد مطهري والشهيد لاجوردي وشخص الإمام (خميني) يعلنون باستمرار أن مجاهدي خلق هم أکثر خطورة من الکفار والشيوعيين، فيجب التعامل معهم بشدة حتی استئصال شأفة النفاق.
خامنئي (6 کانون الأول 1988): کل من يرتبط بتحرکات مجاهدي خلق من داخل السجن فيحکم عليه بالإعدام وننفذ هذا الحکم ونعدمه. لا نمزح في تعاملنا مع هذه القضية .
رفسنجاني (7 کانون الأول 1988): إن إعدام ألفين منهم ليس کثيرًا. فلا خيار أمامنا إلا قمعهم. يجب علينا أن نقمعهم.
ولايتي (6 شباط 1989): إن السجناء الذين أعدموا کانوا منتمين إلی مجاهدي خلق وهذا عمل شرعي.
 
نداء من نواب في البرلمانات لمحاکمة کل من خامنئي
ورفسنجاني وخاتمي بسبب ارتکابهم جريمة ضد الإنسانية
 
بيان أغلبية أعضاء البرلمان الإيطالي: الآمرون بهذا القمع الوحشي ليسوا سوی قادة طهران ومنهم خامنئي وخاتمي ورفسنجاني الذين هم المسؤولون عن القتل الجماعي لـ 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 في ايران.
بيان 453 نائبًا في مجلسي العموم والأعيان البريطانيين: في عام 1988 قام النظام الإيراني بالقتل الجماعي لـ 30 ألف سجين سياسي. أما بعض المسؤولين عن هذه المجزرة فهم الرئيس خاتمي والرئيس السابق رفسنجاني والولي الفقيه في النظام الإيراني آية الله علی خامنئي.
بيان أغلبية النواب في برلمان لوکسمبورغ: إن إحدی الجرائم الأکثر بشاعة هي المجازر التي ارتکبت بحق 30 ألف سجين سياسي عام 1988 في إيران بأمر مباشر من خميني وإن کثيرًا من قادة النظام الحاليين ضالعون في هذه الجريمة ضد الإنسانية ومنهم خاتمي الذي کان آنذاک وزيرًا للإعلام والمتحدث باسم الحکومة والذي کان قد دافع بجدية من الأمر الصادر عن خميني.
بيان أغلبية النواب في برلمان بلجيکا: إن الآمرين بهذا القمع الوحشي ليسوا سوی قادة طهران ومنهم خامنئي وخاتمي ورفسنجاني الذين هم المسؤولون عن القتل الجماعي لـ 30 ألف سجين سياسي في إيران.
 
 
نشر نص الحکم الصادر عن خميني بخصوص مذبحة السجناء المجاهدين:
«أي شخص وفي أية مرحلة إن کان من مجاهدي خلق ليحکم عليه بالإعدام ، أبيدوا أعداء الإسلام بسرعة»
 
کتب خميني في قراره الموجه إلی موسوي اردبيلي يقول:
 «بخصوص النظر في القضايا أي حکم کان أسرع فهو الذي يؤخذ به»
 
لقد تم الکشف عن النص الکامل للحکم الصادر عن خميني
 في مذکرات منتظري (خليفة خميني السابق) التي نشرت حديثًا عبر الإنترنت
 
مقتطفات من مذکرات حسين علي منتظري خليفة خميني السابق
 
فيما يلي مقتطفات من کتاب مذکرات حسين علي منتظري خليفة خميني السابق والتي نشرت أخيرًا علی شبکة الإنترنت ويتضمن الکتاب 11 فصلاً علی شکل حوار، ومن الجوانب المثيرة بعض الفضائح الخاصة بخميني ومجموعة من الملالي، ولقد اخترنا للنشر مقاطع من الفصل العاشر بعنوان «ضجة العزل». الشيء الملفت في هذا الکتاب والذي نجد الإشارة إليه أمرًا ضروريا للقراء الکرام هو أن الکتاب خاصة الفصول ا لتي تهمنا منظمة ومدروسة بشکل ت شير إلی أن تأليف الکتاب وتدوين الوثائق الدامغة فيه قد تأثرا بشکل ملحوظ من التکتلات والصفقات داخل النظام الإيراني وحسابات ومراسلات شخصية مما جعل عمليات الفضح والتعرية محدودًا سواء من حيث الأبعاد أم الأشخاص. وفي ما يلي نص الحوار مع حسين علي منتظري:
س: القضية الأخری هي ما نسبت إليکم من دعم و مساندة المجاهدين والليبراليين. ما هو الدافع من ذلک؟ هل أعلنتم سماحتکم موقفًا خاصًا حتی وجه هؤلاء إليکم مثل هذه التهمة ؟
ج: بعد أحداث المرصاد کانوا قد انتزعوا رسالة من الإمام بأن يعدموا «المجاهدين»:
المصرين علی مواقفهم والقابعين في السجون. وبعد أن تم إلغاء الزيارات قاموا واستنادًا لهذه الرسالة وکما قيل بإعدام نحو 2800 أو 3800 (عدم التأکد يعود إلي أنا). فبدوري بعثت برسالتين إلی الإمام ويبدو أنهما کانتا سبب هذه الاتهامات…
س: لقد کتبتم رسالة إلی «الإمام خميني» بخصوص إعدام المجاهدين في السجون بعد قيام المجاهدين بمهاجمة إيران في عمليات «مرصاد» – الضياء الخالد – أخبرونا بما کانت عليه الامور وما هي الضرورات التي دفعتکم إلی کتابة هذه الرسالة ؟
ج: … الأمر الذي دفعني إلی کتابة هذه الرسالة هو أن البعض في حينه کان قد عزم علی انهاء قضية المجاهدين مرة واحدة أي التخلص منهم نهائيا ولهذا السبب انتزعوا رسالة من الإمام بإعدام البعض من المجاهدين الذين کانوا يرزحون من قبل في السجون إن تم إقرار ذلک من قبل المدعي العام والقاضي وممثل المخابرات أي بأکثرية الاصوات أي أن اثنين من هؤلاء الأشخاص الثلاثة ‌إن وافقا علی إعدام کذا شخص حتی إن کان محکومًا عليه بالسجن سنة أو سنتين أو خمس سنوات أو أکثر يتم إعدامه وهذه الرسالة المنسوبة للامام لا تحمل تاريخًا الا أنها کتبت في يوم الخميس ولقد وصلتني في يوم السبت من خلال أحد القضاة الذي‌کان متذمرًا من ذلک .. لقد قرأت الرسالة وکانت حادة جدًا ورد فعل علی عمليات مجاهدي خلق في المرصاد وقيل بأنها کتبت بيد الحاج احمد (نجل خميني) .
من الطبيعي بما أن الرسالة أرسلت إلی جميع القضاة فلا ضير من أن أتلوها عليکم أيضًا کي تتضح الصورة:
 
الرقم 152- نص الرسالة المنسوبة إلی سماحة الإمام (خميني)
بخصوص إعدام المجاهدين في السجون:
 
 
 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بما أن المنافقين الخونة لا يؤمنون بالإسلام أبدًا وکل ما يطرحونه نابع من المکر والنفاق وباقرار قادتهم يعتبرون مرتدين عن الإسلام ومع الأخذ بنظر الاعتبار حروبهم النظامية في شمال وغرب وجنوب البلاد وتعاونهم مع حزب البعث العراقي وقيامهم بالتجسس لصالح صدام ضد شعبنا المسلم وارتباطاتهم بالاستکبار العالمي وضرباتهم الغادرة التي وجهوها منذ قيام نظام الجمهورية ‌الإسلامية وحتی الآن فان الموجودين منهم حاليا في السجون ومازالوا متمسکين بنفاقهم يعتبرون محاربين ويحکم عليهم بالإعدام ويتم إقرار ذلک في طهران بأکثرية ‌آراء السادة حجة الإسلام نيري دامت افاضاته «قاضي الشرع» والسيد اشراقي «مدعي عام طهران» وممثل وزارة المخابرات وهکذا الامر بالنسبة لسجون المحافظات يؤخذ رأي أکثرية الأصوات من السادة قاضي الشرع ومدعي عام الثورة وممثل وزارة المخابرات، ان الحزم الإسلامي حيال أعداء الله من الاحکام التي لا مجال للتردد فيها في النظام الإسلامي متمنيا أن تکسبوا رضا الله بحقدکم وغضبکم الثوري ضد أعداء الإسلام. علی السادة الذين يتولون المسؤولية أن لا يترددوا في ذلک أبدًا وأن يسعوا ليکونوا «أشداء علی الکفار» فان التردد في مسائل القضاء الإسلامي الثوري إهمال لدماء الشهداء الزکية ‌. والسلام
 روح الله الموسوي الخميني
 
 
ان هذه الرسالة لا تحمل تاريخًا الا أن حاج احمد (نجل خميني) کتب علی ظهرها:
والدي المحترم «سماحة الإمام مد ظله العالي»:
 
بعد التحية
اتصل بي هاتفيا آية الله موسوي اردبيلي للاستفسار عن بعض مما ورد في الحکم الصادر مؤخرًا عن سماحتکم بخصوص المجاهدين، من خلال ثلاثة أسئلة طرحها وهي:
1 – هل هذا الحکم يشمل الذين کانوا في السجون وسبق أن تمت محاکمتهم وحکم عليهم بالإعدام دون أن تتغير مواقفهم ولم يتم تنفذ الحکم بحقهم بعد؟ أم حتی الذين لم يحاکموا ولم يحکم عليهم بالإعدام؟
2- هل يشمل المنافقين المحکوم عليهم بالسجن وقضوا فترة من محکوميتهم إلا أنهم مازالوا متمسکين بنفاقهم؟
3- بالنسبة للمنافقين في المحافظات المستقلة قضائيا وغير تابعة لمرکز المحافظة هل يجب إرسال ملفاتهم إلی مرکز المحافظة أم بإمکانهم العمل بشکل مستقل؟
ولدکم – أحمد
 
وقد کتب خميني في ذيل هذه الرسالة:
بسمه تعالي- في جميع الحالات المذکورة أعلاه أي شخص کان وفي أية مرحلة، إن کان من مجاهدي خلق ليحکم عليه بالإعدام …‌أبيدوا أعداء الإسلام بسرعة وبخصوص مثل هذه القضايا لينفذ الحکم في أسرع وقت.- روح الله الموسوي الخميني
 
عندها بعثت برسالة إلی آية الله موسوي أردبيلي الذي کان في حينه رئيسًا لمجلس القضاء الأعلی متسائلاً ألم يصدر قضاؤکم علی هؤلاء أحکامًا بالسجن تتراوح ما بين 5 – 10 سنوات؟ علام اذن تسأل احمد (نجل خميني) هل نعدمهم في کاشان أم في إصفهان؟کان عليک أن تذهب أنت إلی الإمام لتتحدث معه بأنه کيف يمکن إعدام من حکم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ولا يعرف شيئًا عن عمليات المجاهدين؟ هل ارتکب هؤلاء جريمة أخری ليتم محاکمتهم عليها؟
علی أية حال تم أخيرًا إعدام نحو 2800 أو 3800 – لست متأکدًا مما بين هذين الرقمين – من السجناء رجالاً ونساء وحتی الذين کانوا يؤدون فريضة الصلاة والصوم کانوا يطلبون منهم الاعتراف بالخطأ إلا أنهم کانوا يرفضون ذلک خشية الهوان والاعتداء علی النفس، فيقولون له إذن مازلت متمسکاً بموقفک فيتم إعدامه. جاءني إلی هنا في مدينة قم أحد المسؤولين العاملين في القضاء شاکيا أحد عناصر المخابرات العاملين في مدينة ‌قم لأنه يطلب الإسراع في قتل هؤلاء للتخلص من شرهم… رافضًا اقتراحي إعادة النظر في أحکامهم لأن الحکم کما يقول صدر بحقهم من قبل الإمام وما علينا الا أن نعرف إن کان عند موقفه أم لا.. يقولون للبعض هل أنت عند موقفک؟ فيقول نعم دون أن يعرف حقيقة الأمر عندها يؤخذ فورًا للإعدام. لقد شعرت أخيرًا أن مثل هذه الحالة غير صحيحة ‌فقررت أن أکتب رسالة إلی الإمام وکان عندي کل من السيد هاشمي والسيد قاضي خرم آبادي فشاورتهم في الأمر فطلبوا مني أن لا أفعل ذلک لأن الإمام وبعد عمليات المرصاد مستاء جدًا من المجاهدين فأية رسالة اليه تزعجه ثم غادرا المکان إلا أنني بقيت غير مرتاح.
فکرت مع نفسي وقلت يعرفونني بأنني خليفة القائد فإذا قتل شخص بريء في هذه الجمهورية الإسلامية فسأکون أنا أيضًا مسؤولاً عنه ثم استشرت ربي فطالعتني الآية الکريمة: «وهدوا إلی الطيب من القول وهدوا إلی الصراط الحميد»‌عندها قررت أن أکتب الرسالة التالية:
 
الوثيقة رقم 153
رسالة موجهة من حسين علي منتظري إلی خميني  احتجاجًا علی حملة الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين في عام 1988
التاريخ : 31 تموز 1988
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية والسلام، بخصوص الحکم الصادر عن سماحتکم مؤخرًا بإعدام المنافقين الموجودين في السجون أقول إن إعدام المعتقلين بسبب الأحداث الأخيرة أمر مقبول شعبيًا ولا يترتب عليه أثر سيئ ولکن إعدام الموجودين سابقًا في السجون فإنها ستؤدي أولاً – إلی إثارة الضغائن والأحقاد ومن ثم ستزعج عائلات کثيرة من العائلات الثورية والمتمسکة بالدين وتؤلمها علمًا بأن الکثير من هؤلاء غير متمسکين بمواقفهم إلا أن بعض المسؤولين يعاملونهم بحدة ‌والأمر الرابع هو أننا قد أصبحنا أمام العالم بسبب الضغوط والهجمات الأخيرة للمنافقين مظلومين والعديد من وسائل الإعلام والشخصيات شرعت بالدفاع عنا فليس من مصلحة النظام وسماحتکم أن تشن علينا الحملات مرة أخری کما أن الذين حکمت عليهم المحاکم طبقًا للقوانين بأحکام أقل من الإعدام فان إعدامهم دون تمهيد أو دون قيامهم بأنشطة جديدة يعني عدم الالتزام بالأعراف القضائية وتکون نتيجتها معکوسة والأمر السادس هو أن المسؤولين في القضاء والادعاء العام والمخابرات ليسوا جميعًا بمستوی الفقيه «المقدس الأردبيلي»
واحتمال وقوعهم في الخطأ وارد بشکل کبير وطبقًا لحکم سماحتکم الأخير سوف يعدم أيضًا أفراد أبرياء أو أفراد خفيفو الذنب وفي الأمور الهامة يکون الاحتمال أيضًا منجزًا. سابعًا إننا لم نجني حتی الآن شيئًا من القتل والعنف سوی تعرضنا للمزيد من الحملات الإعلامية المضادة ودعم موقف المنافقين وأعداء الثورة ‌ومن المناسب أن نتحلی لفترة بالرحمة والعطف وستکون نتيجة ذلک إيجابية لا محالة .والنقطة الثامنة إن کنتم متمسکين بموقفکم فليکن القرار المتخذ بالإجماع أي بإجماع آراء القاضي والمدعي العام وممثل المخابرات وليس بأکثرية الأصوات واستثناء النساء خاصة اللواتي عندهن أولاد علما بأن إعدام بضعة آلاف خلال أيام لن تکون نتائجها حميدة ولن نکون بمنأی عن الخطأ ولهذا السبب کان بعض القضاة مستاءين. ومن المفيد أيضًا الأخذ بالحديث النبوي الشريف التالي:
قال رسول الله (ص) «ادرؤوا المحدود ونحن المسلمين ما استطعتم إن کان له مخرج نخلو سبيله فان الإمام إن يخطأ في الخير خير من أن يخطأ في العقوبة » والسلام عليکم .
16 ذي الحجة 1408- 31 تموز 1988
حسين علی منتظري
 
الوثيقة رقم 154
رسالة ثانية بهذا الشأن من منتظري إلی خميني في 4 آب (أغسطس) 1988
سماحة آية الله العظمی الإمام الخميني مد ظله العالي، بعد التحية والسلام،إلحاقًا برسالتي المؤرخة في 26 تموز 1988 ومن أجل أن لا أتحمل أية مسؤولية من الناحية الشرعية أنقل إليکم أن أحد قضاة الشرع الموثوق بهم جاءني‌قبل ثلاثة أيام إلی قم مستاءً من الحالة التي تتم بها تنفيذ حکمکم ويقول: في أحد السجون استدعی مسؤول المخابرات أو الادعاء العام (لست متأکدًا) أحد السجناء ليتأکد منه إن کان متمسکًا بموقفه أم لا فسأله: هل أنت علی استعداد لإدانة منظمة المنافقين؟ فأجابه نعم وسأله هل مازلت مستمسکاً بموقفک فکان الجواب لا، ثم سأله هل مستعد للذهاب إلی جبهة الحرب مع العراق فکان رده بالإيجاب وأخيرًا سأله هل أنت علی استعداد للعبور من فوق حقول الألغام؟ فأجابه هل أن الجميع علی استعداد ليفعلوا ذلک! ويقول قاضي الشرع الذي قدم إلی قم شاکيا: عندها قالوا له يتضح من هذا أنک مازلت متمسکًا بموقفک ونفذوا بحقه الحکم ومهما حاولت کما يقول قاضي الشرع أن يکون تنفيذ الحکم بالإجماع وليس بالأکثرية لم يقبلوا مني ذلک وأن مسؤول المخابرات هو العنصر الأساسي ولا تأثير يذکر للآخرين وهکذا ترون کيف يتم تنفيذ الحکم الصادر عن سماحتکم والذي له علاقة بدماء آلاف الأشخاص. والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته 4 آب 1988
حسين علی منتظري
 
کانت هذه هي رسالتي الثانية بهذا الخصوص ثم رأيت بأن هؤلاء يواصلون العمل دون اکتراث فطلبت «وکان اليوم الاول من محرم»‌من السيد نبوي قاضي شرع سجن ايفين والسيد اشراقي المدعي العام والسيد رئيسي معاون المدعي العام والسيد بور محمدي ممثل المخابرات تجنب الإعدامات اکرامًا لشهر محرم فقال السيد نيري لقد أعدمنا حتی الآن 750 شخصًا في طهران و250 شخصًا من هؤلاء تم فرزهم عن الآخرين ليتم تنفيذ الإعدام بحقهم فورًا عندها سننفذ ما تقولونه…! لقد تأثرت کثيرًا و تحدثت معهم بشأن بعض النقاط التي کنت قد دونتها ثم أعطيتهم نسخة منها والتي سأقرأها عليکم أي نفس الامور التي أثار حاج احمد (نجل خميني) بشأن بعض ما ورد فيها ضجة في وقت لم تکن رسالة بکامل الملاحظات… علی أية حال انتهت هذه القضية ‌وبعد فترة أرسلت رسالة أخری إلی الإمام تتعلق بالسجناء الذين لا دين لهم اذ کان نحو 500 من الذين لا يراعون الدين ومن الشيوعيين موجودين في السجن وکانوا يريدون القضاء عليهم اعتمادًا علی الرسالة ‌التي انتزعوها أي کانوا يريدون التخلص من شرهم وقد وصلت الرسالة إلی السيد خامنئي وکان في حينه رئيسًا للجمهورية وبسبب مراجعات عائلات هؤلاء اجتمع بالمسؤولين عن هذه الأمور قائلاً لهم ماذا تفعلون؟ توقفوا وجاء إلي واجتمع معي‌وقال لي غاضبًا «انهم انتزعوا رسالة من الإمام ويريدون إعدام هؤلاء فورًا وبسرعة». قلت له «لماذا فکرت مثل هذا التفکير بشأن الشيوعيين ولکنک لم تقل شيئًا عندما تقرر إعدام المجاهدين»؟ فتساءل إن کان الإمام قد أصدر أمرًا بشأن المتدينين أيضًا؟ قلت له «إذًا أين أنت من الأحداث؟ لقد وصلتني هذه الرسالة بعد يومين من تحريرها وقد فات  الأوان، فکيف لا تعرف بها وأنت رئيس الجمهورية في هذا البلد؟! في الواقع لا أعرف إن کان حقًا يجهل الأمور أو أنه کان يتظاهر أمامي بعدم علمه بما کان يجري آنذاک…
 
کتاب «المجزرة الجماعية للسجناء السياسيين»

من إصدارات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

 کتاب «المجزرة الجماعية لسجناء السياسيين» الصادر ع ن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية باللغة الفارسية تم اعداده استنادًا للمعلومات والتحقيقات التي تمت داخل ايران اضافة الی اعتماد تقارير السجناء ويتکون من ثلاثة فصول. الفصل الاول يحتوي علی أسماء ومواصفات 3210 من السجناء المجاهدين الذين کانوا من ضحايا هذه المجزرة مع 201 صورة.. لقد تم اعداد هذه القائمة خلال السنوات الاخيرة وکان في الواقع عملاً شاقًا محفوفًا بالمخاطر لا يمکن الکشف عنها بسبب اعتبارات أمنية. ويکفي أن نشير الی أن عددًا من الاسری المجاهدين وسائر أنصار المجاهدين الذين ساهموا في انجاز واتمام هذه القائمة من الاسماء والصور والتقارير قد فقدوا حياتهم. وحسبما تشير اليه التحقيقات وتبويب الاسماء الموجودة وتطبيقها مع تقارير السجناء المحررين من قيد الأسر فمن الشهداء الذين وردت أسماءهم في هذه القائمة 38% أعدموا شنقًا و 48% أعدموا رميا بالرصاص و14% الباقون استشهدوا بأشکال شتی منها تعرضهم للتعذيب والقتل البطئء وتفجير السجن والشنق في المرأی العام.

من الجدير بالذکر أن النظام لم يقدم لاية جهة حتی الان أية معلومة تتعلق بالانفجار الکبير الذي وقع في تشرين الثاني من عام 1988 في سجن ايفين فالتقارير تشير الی مجزرة تعرض لها عدد کبير من المجاهدين في هذا الانفجار ولا يعرف بعد الرقم الحقيقي للشهداء الذين فقدوا حياتهم بهذه الطريقة من الاعدام. أما الشهداء الذين أعدموا شنقًا أمام الملأ فلا تتوفر لدينا معلومات عنهم سوی أسماء عدد قليل منهم. ان التقارير التي وردتنا عن حملات الشنق بحق مجموعات يتراوح عددها ما بين 7 – 20 شخصًا من المجاهدين في کل من مدن کرمانشاه و هرسين و ايلام ودزفول وکرمسار وساوه وورامين وکرج وحتی تبريز ومشهد وبندر عباس الخ تفيد بأن العديد من السجناء السياسيين أعدموا شنقًا حتی الموت أمام الملأ بتهمة المخدرات وذلک في صيف عام 1988 ومن شهداء هذه القائمة 35% استشهدوا في طهران وبشکل رئيسي في سجن ايفين 14% في سجن کوهر دشت 46% في سائر المدن الاخری وأن 5% منهم لا تعرف الاماکن التي استشهدوا فيها. ان السجناء المحررين من قيد الأسر قدموا قرائن تشير الی أن أکثر من 300 من السجناء الذين کانوا في سجن کوهر دشت حتی منتصف ايلول 1988 قد نقلوا الی سجن ايفين وهناک تقارير موثوقة تشير الی نقل 860 جثة من سجن ايفين الی مقبرة «بهشت زهراء» فقط خلال الايام من 13 – 17 آب 1988 وفي ثلاث قواطع من سجن النساء في ايفين تم وحتی آب 1988 اعدام 80% من الاخوات المجاهدات شنقًا أو رميا بالرصاص. ان هذه القائمة توضح أيضًا بأن 40% من شهداء هذه القائمة قد أعدموا خلال فترة أقل من ثلاثة أسابيع من شهر تموز 1988 اما عن عدد شهداء ايلول عام 1988 فقد تضمنت هذه القائمة أسماء 334 منهم في وقت تتوفر فيه تقارير موثوقة تؤکد عن اعدام العديد من السجناء السياسيين في هذا الشهر وفي عدة مدن بما في ذلک 400 سجين أعدموا جماعيا في سجن مدينة أورمية وأکثر من 250 سجينًا أعدموا في وجبة واحدة في سجن مدينة رشت و 84 سجينًا أعدموا في وجبة واحدة في سجن مدينة مشهد. ومن الشهداء الذين وردت أسماءهم في هذه القائمة فان 354 شخصًا فقط أعلن النظام عن اعدامهم عبر وسائل الاعلام التابعة له. ومن بين هؤلاء الشهداء فتيان تتراوح أعمارهم ما بين 13 – 15 سنة وهؤلاء من ناحية يعتبرون نماذج علی مدی وحشية حکام إيران الذين يزجون في السجون ويشنقون حتی الفتيان الذين هم في الثالثة عشرة من عمرهم ومن جهة أخری دليل ساطع علی مدی اليقظة والوعي والارادة الصلبة التي يتحلی بها الجيل الذي عزم علی التصدي لهذا النظام مهما کان الثمن. ومن الذين تم الوقوف علی أعمارهم 25% شباب دون الـ 25 سنة و58% في الثلاثين من العمر ومن بين هؤلاء أفراد کانوا يرزحون في السجن منذ أن کانت أعمارهم في الثالثة عشرة أمثال سعيد دانيإلی و احمد علی وهاب زاده ومسعود دارابي علمًا أن 29% من هذه الاسماء لا تعرف أعمارهم کما أن 20 شخصًا من هؤلاء الشهداء تتراوح أعمارهم ما بين 50 – 65 سنة من بينهم اثنان من الامهات احداهما في الستين من عمرها وتدعی سادات حسيني من أهإلی مدينة جهرم والتي أعدمت في مدينة شيراز والاخری الام شکري التي أخذت في تعرية وفضح النظام بعد استشهاد أولادها فتم اعتقالها وأوشکت أن تصاب بالشلل من جراء التعذيب عندها أعدمت رميا بالرصاص في مدينة «قائم شهر» اضافة إلی اثنين من الاباء الشجعان الطاعنين في السن من أهإلی محافظتي کيلان ومازندران أحدهما مزارع في الـ 60 من العمر يدعی حسين بور أعدم رميا بالرصاص في مدينة «أستانه أشرفية» وهو کان عاشقًا للسيد مسعود رجوي والآخر محمد ابراهيم رجبي في الـ 58 من العمر أعدم في مدينة جرجان حيث کان سجينًا منذ عام 1983 وأعدمت ابنته بروانه رجبي عام 1981 ومن بين هؤلاء أيضًا امير هوشنک هادي خانلو من مدينة اروميه وهو في الرابعة والستين من العمر وأب يدعی مهدي فتاحي صاحب محل من أهإلی اسلام آباد والذي کان قد انتفض دفاعًا عن أولاده المجاهدين ومن بين هؤلاء الابطال العديد من الشخصيات المعروفة والمناضلة وذات المکانة الشعبية نکتفي بالاشارة إلی بعضهم وهم من السجناء السياسيين في عهد الشاه أمثال «اشرف احمدي» و «محمد کلبايکاني» و «غلام علی رهبري» و «علی تاب» و «مهدي جلاليان» و «برويز ذوالفقاري». ويقول شهود عيان في الوقت الذي يدعی فيه النظام بأن «برويز» قد هرب من السجن وأنه قام بشنق نفسه بيديه لکن آثار حروق ناجمة عن الکي شوهدت في جميع أنحاء جسمه حيث کانوا قد شقوا بطنه بشکل بشع ومن بين الشهداء عدد من المرشحين لانتخابات عام 1979 أمثال «زهرة عين اليقين» من اصفهان و «فاطمة زارعي» من شيراز و «شهباز شهبازي» من الانصار الحقيقيين للدکتور «مصدق»  ومرشح لانتخابات مجلس دراسة الدستور في عام 1979 من مدينة رودسر وأول نائب لمحافظ کيلان خلال الاشهر الاولی للثورة والذي انخرط قبل سنوات من الثورة في الکفاح ضد ديکتاتورية الشاه حتی استشهد بمعية ابنه المجاهد علی شهبازي في تموز 1988 وهو في الستين من عمره علمًا بأن ولده الآخر کان قد أعدم في 1981.

ومن بين العسکريين المناصرين للمجاهدين لابد من الاشارة إلی صناديد أمثال العقيد «مير فخرائي» والمقدم «خليل مينائي» والمقدم «مقصودي» ومغوار القوة البحرية مرتضی مير محمدي ومن المناسب أيضًا أن نذکر أن «محمد ميرزا محمدي» و هو من مراتب الشرطة سابقًا الذي استقال من سلک الشرطة في عام 1974 وشارک بشکل نشط في ثورة شباط 1979 وفي عهد خميني قام بتوفير الاسلحة والمعدات للمجاهدين. أما نجل هذا الاب الطاهر المدعو «غلام رضا ميرزا محمدي» والذي کان من قادة الوحدات العملياتية للمجاهدين فقد استشهد عام 1982 خلال أحد الاشتباکات ورغم أن المعلومات الخاصة بأعمال معظم هؤلاء الشهداء غير کاملة ولکنها تضم مختلف الشرائح والطبقات الشعبية وأصحاب الحرف والمهن فالقسم الاعظم من هؤلاء الشهداء من طلبة الجامعات والثانويات ومن الشباب الثوري الذين نذروا أنفسهم للنضال من أجل الحرية واختاروا الکفاح والجهاد لانقاذ شعبهم ووطنهم والعديد من هؤلاء کانوا يواصلون دراستهم في المدارس والجامعات قبل أسرهم. ومن النقاط التي تتضح من خلال دراسة هذه القائمة هي تنوع مهن الشهداء فبين شهداء المجزرة السوداء لعام 1988 يشاهد عمال ومزارعون وحرفيون ومن ذوي الاعمال الحرة وموظفون ومدنيون وعسکريون وأطباء وکوادر طبية وضباط ومن قوی الامن الداخلي وفنيون واداريون ومعلمون ومدرسون وصناعيون و اساتذة جامعة مما يدل علی أن المقاومة العادلة تحظی بالدعم والتأييد والمساندة من کافة الشرائح الاجتماعية ومن بين هؤلاء الشهداء الدکتورة «حميدة سياحي» والدکتورة «معصومة (شورانکيز) کريميان» والتي استشهدت بمعية شقيقتها «مهري» في سجن ايفين ومن الاطباء الاخصائيين الدکتور «طبيبي نجاد» 55 سنة والدکتور «فيروز صارمي» 60 سنة الاخصائي في الامراض السرطانية في مدينة تبريز واللذان شنقا أمام الملأ کما يشاهد أيضًا عدد من الفنانين والابطال الرياضيين منهم «ابو القاسم محمدي ارجنکي» استاذ الموسيقی والغناء الايراني و«فروزان عبدي» عضوة المنتخب الوطني لکرة الطائرة للنساء و«مهشيد (حسين) رزاقي» بطل المنتخب الوطني الايراني لکرة القدم و«جواد نصيري» عضو المنتخب الوطني للمبارزة واثنان آخران من الرياضيين الشهيرين ذوي الشعبية أحدهما «قاسم علی بستاکي» من مدينة أراک و«عباس خورشيد وش» من همدان. ومن بين الذين تم التعرف علی مستواهم العلمي من الذين وردت أسماءهم في هذه القائمة 15% من حملة الشهادة الجامعية.

 فهکذا نجد أنه لا توجد قرية أو قضاء أو محافظة لم تقدم عددًا أو بضعة مئات من الشهداء في هذه الملحمة الوطنية فمدن کبری مثل تبريز وأورمية ورشت ولاهيجان وأنزلي وآستانه وصومعه سرا ورودسر کيلان وحتی ساري وبابل وقائم شهر في مازندران وکرج ومشهد وسبزوار وسمنان وشاهرود واصفهان وکاشان وکرمانشاه وهمدان وزنجان وايلام ومسجد سليمان وانديمشک واهواز وآبادان وشيراز کل واحدة من هذه المدن قدمت العديد من الشهداء وهناک شهداء من مناطق مثل فهليان نور آباد بمدينة ممسني في جنوب ايران وهفشجان وسي سخت بمدينة ياسوج في وسط ايران وکوجصفهان في کيلان و کرکر بمدينة جلفا في شمال غربي ايران وقری وأرياف تابعة لميناء بندرکز وترکمن صحرا في شمال شرقي ايران وباوه ونقده و اشترينان في غرب ايران ومن ولد في الارياف المحيطة بمدينة زابل وزاهدان و بندر عباس و بوشهر وبهبهان.

في هذه القائمة تشاهد العديد من الاسماء المتشابهة لافراد من عائلة واحدة ضحت بجميع أبنائها في هذه المجزرة اذ وردت أسماء الشهرة (الأسماء العائلية) فقط ولا يعرف الاسم. علی سبيل المثال عائلة «الحاج اصفهاني جهرمي» في شيراز و «اردشيري» في کازرون و «قديري» من تبريز ومن المناسب ان نشير في ملحمة الصمود والشرف هذه لعوائل قدم بعضها 10 شهداء والبعض الاخر من 3 – 5 شهداء وعدد آخر من العوائل قدمت آخر أبنائها قربانًا لحرية وشموخ أسرة ايران الکبيرة. فمن عائلة «شجاعي» البطلة من مدينة شهر کرد تلاحظ في هذه القائمة أسماء «نسرين» و«مراد» و«قربان» شجاعي وهذه العائلة قدمت حتی الان 12 شهيدًا ومن عائلة «احمدي» من أهإلی آبادان نقرأ أسماء کل من «فريبا» و «فرحناز» و«محمد» (الذي أعدم في شهر تموز باصفهان)» و«منصور احمدي» (أعدم في ايلول) في مدينة شيراز. هذا وان عائلة «خسرو آبادي» في مدينة سبزوار قدمت 3 شهداء هم کل من «منصور» و «مسعود» و «طيبة» الذين أعدموا رميا بالرصاص في تموز عام 1988 اضافة إلی المجاهدة الشهيدة «طيبة خسروآبادي» ابنة عم هؤلاء الشهداء. وفي شهر تموز من عام 1988 توجه کل من «عصمت»  و «فاطمة» و «حسين ادب آواز» إلی أعواد المشنقة خلال المجزرة ذاتها التي ارتکبت في سجن شيراز کي يلتحقوا بشقيقتهم البطلة الشهيدة المقدسة «کوهر أدب آواز» وتعتبر الاخت المجاهدة «أقدس همتي» سابع شهيد في عائلة همتي في سمنان والتي أعدمت رميا بالرصاص في تشرين الثاني من عام 1988 مع زوجها المجاهد الشهيد «حسين مؤکدي» في سجن ايفين وقبل ذلک أي في عام 1982 کان قد أعدم رميا بالرصاص وأمام الملأ «عباس همتي» (القائد بابک مخطط وقائد عملية القصاص الثوري للملا صدوقي امام الجمعة وممثل الخميني في مدينة يزد) والابن الآخر لهذه العائلة المدعو «نعمت الله» أعدم شنقًا في عام 1984. وزوجة عباس «مريم السادات حسيني» نالت شرف الشهادة في شهر تشرين الثاني (أکتوبر) 1982 في اشتباک مسلح مع أفراد الحرس في مدينة أراک وهي حامل. ومن هذه العائلة «زهرة همتي» من شهداء عملية «الثريا الکبري». وأما رب هذه العائلة الحاج رضا همتي فقد توفي أمام السجن علی اثر نوبة قلبية خلال مشادة کلامية مع الحرس ليلتحق بأولاده. أما عائلة «حريري» في مدينة رشت فبعد استشهاد الدکتور «منصور حريري» و «محسن حريري» تکون قد قدمت خمسة شهداء لثورة الشعب الايراني وهناک عائلة أخری باسم «حريري» من مدينة زنجان ومنها يعتبر «جعفر حريري» من شهداء ديسمبر عام 1988 سادس شهيد في هذه العائلة وأما «احمد غلامي» فهو سادس شهيد لعائلة غلامي من مدينة قائم شهر کما أن «حسين داودي» يعتبر سادس شهيد لعائلة داودي من مدينة بابل. وعلی أکبر ابراهيم بور سادس شهيد من عائلة «ابراهيم بور» من جرجان والتحق أيضًا خلال مجزرة عام 1988 کل من «ابوالفضل» و «مينا هاشميان» باخوتهم غلام حسين ومجتبی وحبيب الذين استشهدوا خلال أعوام 1981 – 1984 ويعتبر الاستاذ الجامعي «طهمورث رحيم نجاد» سابع شهيد وکان آخر فرد في عائله «رحيم نجاد» البطلة من مدينة جرجان اذ سبقه في نيل الشهادة کل من «تهمينة» و«ترانه» و «فريدون» و «عزيز الله» و زوجته «فريبا آجيلي» في الاعوام 1981 – 1984 وکانت «تهمينه رحيم نجاد» وزوجها «طه مير صادقي» من أبطال عاشوراء شباط عام 1981 واللذان استشهدا بمعية القائد «خياباني» وأشرف الشهداء. وباستشهاد حسين و مصطفی ميرزائي من همدان يبلغ عدد الابطال الشهداء في هذه العائلة سبعة شهداء أما «فرهنگ فدائي نيا» فهو رابع شهيد لهذه العائلة في أهواز و«ناهيد تحصيلي» رابع شهيد لهذه العائلة من طهران و«غلام رضا بزرکان فرد» رابع شهيد لهذه العائلة من طهران و«فخري آزموده لکامي» رابع شهيد لهذه العائلة من رشت الخ… وهناک عوائل أخری کثيرة کل واحدة منها تعتبر اشراقة من نهر دماء الشهداء وثروة کفيلة لحرية وانتصار ثورة الشعب الايراني المستجدة.

أما الفصل الثاني لهذا الکتاب فهو دراسة موثقة لمجزرة الثلاثين ألف سجين. وقد بذلنا الجهد وسعينا في هذا الفصل ومن خلال الاعتماد علی التقارير الخطية والشفهية واجراء المقابلات مع شهود الفاجعة وکذلک المعلومات التي توفرت من الداخل لنقدم صورة وان کانت غير مکتملة ولکن واقعية لمجزرة الاستئصال البشع للجيل علی يد خميني وجلاديه اذ أجريت أحاديث مع عدد کبير من المجاهدين الناجين من الاسر اضافة إلی تقارير موثقة من الداخل ولکن بالرغم من ذلک لابد من الاذعان بأن الصورة مازالت غير مکتملة لان المجزرة وقعت في عدة سجون وأن اسلوب عمل الجلادين والانتقالات الواسعة کلها کانت من الاسباب التي تحول دون توفر المعلومات بشکل کامل خاصة أن المعلومات التي وردتنا عن کيفية وقوع المجزرة في بقية المدن فهي ناقصة لان في کثير من هذه المدن لم ينج حتی مجاهد واحد من المجزرة التي ارتکبت في السجون الايرانية. فعلی سبيل المثال يفيد تقرير من مدينة مشهد بأن 159 شخصًا أعدموا في ليلة واحدة واستنادًا لتقارير أخری فان جلاوزة خميني شنقوا في ليلة عيد الغدير فقط 350 شخصًا وأبلغ أحد جلادي سجن «وکيل آباد» بمدينة مشهد في اتصال هاتفي بمقره بأن «الموجود في مدينة مشهد» قد انتهي. وهکذا الامر بالنسبة لبقية المدن. ويقول تقرير من مدينة شيراز: عندما وصلت أنباء المجزرة للمواطنين وعوائل الاسری ذهبنا إلی السجن فقال لنا الجلادون: «هل تتوقعون أن نقدم لکم الحلوي؟ لقد قتلنا في يوم واحد وفي مکان واحد 860 سجينًا واذا ما أقمتم مجلس فاتحة (حفل التأبين) فسوف نهدم ونسوي بالأرض دورکم السکنية تمامًا بالجرافات». وتتحدث التقارير الواردة من اصفهان عن حالات کثيرة من الاعدامات ففي أحد التقارير يتم التطرق لاعدام ألفي شخص وفي مدينة جيلان کان الناس يبلغ بعضهم بعضًا عن اعدام ثلاثة آلاف شخص وما يشاع دليل علی سعة حملات الاعدام وهناک تقارير أخری من بقية المدن تشير إلی اکتشاف مقبرة جماعية في مدينة شاهرود تضم رفات 65 شخصًا وفي مدينة کجساران أعدم 30 شخصًا مرة واحدة وفي مدينة «سنقر» 15 شخصًا وفي مدينة «خرم آباد» (في شهر تشرين الأول – أکتوبر 1988) 150 شخصًا وفي مدينة قائم شهر (في تشرين الأول) 70 شخصًا وفي مدينة «أبهر» و «خرم دره» 14 شخصًا وفي مدينة «کازرون» أعدم 11 شخصًا في وجبة واحدة وأعقبها اعدام 25 شخصًا آخر وفي مدينة أراک أعدم 23 شخصًا وفي مدينة همدان أعدم 37 شخصًا. ورغم ذلک فان التقارير التي توفرت لدينا جميعها تتحدث عن المقاومة البطولية للسجناء منها تقرير من مدينة دزفول جاء فيه: حسين اکسير المعلم في قرية «سياه منصور» في مدينة دزفول کان من المجاهدين الذين حظوا بشهرة واسعة في المقاومة في سجن يونسکو. کان الجلادون يقولون له ان أعلنت ندمک عن ماضيک فسوف يعفی عنک فکان يرد عليهم بکل بطولة وشجاعة «اذا ما تحررت يدي فسوف أمنحکم أکبر عفو وأرسلکم جميعًا إلی الجحيم». ومرة قال له أحد الجلادين: «ان اعلنت التوبة فسوف يعفی عنک» فرد عليه حسين وهو مملوء حبًا بشعبه: «ان ذنوبي تغفر ان أعطيتموني سلاحًا لاعدم العملاء الذين يرسلون طلبة الثانويات الابرياء ليسيروا فوق حقول الالغام» وجاء في التقرير الذي يتحدث عن «مظاهر حاجي محمدي» في سجن بابل: «قادوه إلی المحکمة وهو في وضع فقد فيه حالته الطبيعية من شدة التعذيب وکان يقضي في سجنه کمريض نفسي کان في الليل يضرب رأسه بالجدران حتی تصطبغ الجدران بدمائه وکان يصرخ طيلة مرضه خميني هو خميني ولا يستطيع أحد أن يکون مثله کان علی هذه الحالة حين اقتيد للمحکمة وهم يطلبون منه أن يعلن توبته الا أنه کان يقول وبکل شجاعة وصلابة «أنا انتظر الشهادة منذ مدة». وبهذا الکلام نال شرف الشهادة بکل فخر واعتزاز. أما حبيب شقيق مظاهر فهو أيضًا من بين الذين أعدموا رميا بالرصاص». علی أية حال ورغم الظروف الامنية وقلة توفر المعلومات حاولنا جاهدين في هذا الفصل أن نعرض صورة واقعية أمام القاريء للمجازر التي ارتکبها جلاوزة خميني في المدن الايرانية.

في الفصل الثالث وردت اعترافات أرکان النظام بشأن المجزرة التي ننقلها نصًا وهي خير دليل علی أبعاد هذه الاعدامات. أما الفصل الرابع فقد احتوی علی أسماء عدد من الجلادين الذين ساهموا في هذه المجزرة والتي توفرت لنامن خلال التقارير التي وردتنا وفي الفصل الخامس يتم التطرق إلی أوضاع السجون قبل الشروع بهذه المجزرة. وأما الفصل السادس فيتضمن علی تقارير مباشرة لشهود عيان هذه المجزرة البشعة اذ احتوی هذا الفصل علی 13 تقريرًا موثقًا من سجني ايفين وکوهر دشت کل واحد منها يتناول کاتبه زاوية معينة وکتب کتّاب التقارير مشاهداتهم الميدانية. وتعتبر هذه التقارير وثائق معتبرة توضح العديد من الامور وتعمل علی تعرية المسؤولين وأرکان نظام خميني اللانساني. وفي الفصل السابع نشير إلی اللحظات الاخيرة للابطال الصناديد. أما آخر فصل من الکتاب فيتناول نشاطات وفعاليات المقاومة علی الساحة الدولية من أجل ايقاف حملات الاعدام اذ بدأت المقاومة ومنذ الايام والاشهر الاول للمجزرة علی الساحة الدولية بنشاطات واسعة لتعرية وفضح النظام وأبلغت جميع المحافل والهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الانسان بالجرائم التي يرتکبها النظام داخل السجون. علاوة علی ذلک فان أنصار المقاومة في الخارج قاموا باعلان الاضراب عن الطعام ونظموا تجمعات عديدة لفضح وتعرية النظام وکان زعيم المقاومة الاخ المجاهد مسعود رجوي قد أعلن في حديث له مع اذاعة صوت المجاهد في ديسمبر 1988 قائلاً: «ليست القضية أنه کم عدد الذين أعدمهم خميني بل القضية هي أن نری من الذين أبقاهم؟ فهل لجرائم خميني حدود؟ کلا، ليس الامر بهذا الشکل… انه يريق الدماء بوحشية وهمجية تامة وبخسة ودناءة لا يمکن تصورها ولا يفهم أي قانون أو ضوابط أو نظام وان لم يصدق أحد ذلک فانه في الواقع لا يعرف خميني ولا نظام خميني ولا جلاوزة وأوباش خميني فهذا المجرم من الفطرة لو لم يکن کذلک لما استطاع أن يحکم حتی يومًا واحدًا. اسمحو لي هنا أن أقدم التعزية لعوائل شهدائنا في جميع أرجاء البلد خاصة الامهات والآباء وأقول للامهات طوبی لحليبکن الطاهر وأقول لأخواتهم واخوتهم ان مقاتلي جيش التحرير وسائر اخوة وأخوات الشهداء واعون ويقظون وسوف يثأرون وينتقمون لهم من خميني وسيطيحون بنظامه فهذه الدماء الطاهرة ستبدأ بالغليان في کل يوم يقتلون نجمة علی الارض غير أن السماء الحزينة مازالت ممتلئة بالنجوم وخميني لم ولن يستطيع اخماد هذه الشعلة… وليس بعيدًا ذلک اليوم الذي يؤخذ فيه من خميني وجلاوزته ثأر کل واحد من هؤلاء الشهداء هؤلاء الأبناء الشامخين من نساء ورجال هذه الارض. فلا تعتقدوا بأن هذه الدماء سوف لا تغلي وتفور لا تعتقدوا بأن خميني يستطيع بسهولة أن يعبر من فوقها .. کلا، الامر ليس بهذا الشکل…». وفي أعقاب هذه التوجيهات بدأت المقاومة حملة عالمية واسعة .. حملة مازالت مستمرة.

واليوم  وبعد 11 عامًا تمر علی هذه الجريمة اللاانسانية مازالت أبعادها والکثير من زواياها مکتومة ولم يکشف عنها ومن واجبنا نحن ومن واجب کل فرد ايراني وطني أن يسعی لکشف خفاياها الا أن المهم هو أن ندرک أن هذا النظام المعادي للبشرية مازال في الحکم فان مثل هذه الجرائم ستستمر ومثلما برهنت الاحداث السياسية الاخيرة ان أيا من أجنحة وعصابات النظام غير قادر علی القيام بخطوة واحدة نحو کشف خفايا مجزرة عام 1988. ان الماکرين الدجالين من أدعياء «المجتمع المدني» و«الدستور» ومثلما برهنوا ذلک عمليا ما هم الا جزءًا من هذا النظام الغارق من رأسه حتی أخمص قدميه في الفساد والرجعية والجريمة ومعاداة البشرية ولهذا السبب لم ينبسوا بأية کلمة حتی الآن حول هذه الجريمة البشعة الرهيبة ولم يستدعی أي من منفذيها إلی المحاکم ولم يعاقبوا بل علی العکس من ذلک تمامًا فان خاتمي وزير «الارشاد» في تلک الفترة تولی رئاسة جمهورية الرجعية کما أن العضو الرئيسي في لجنة الموت شوشتري يواصل ارتکاب جرائمه من خلال موقعه في وزارة العدلية. وان کان خاتمي هذا الدجال يمتلک حقًا ذرة من الصدق کان عليه ومن أجل أن يبرهن صدق مزاعمه أن يکرر جواب أحد شهداء المجزرة للجلادين کان عليه أن يکرر رد المجاهد البطل «رضا أفرند» في سجن بابل علی الجلادين اذ جاء في أحد التقارير الواردة من بابل «ان المقاومة البطلة للمجاهد الشهيد رضا أفرند في سجن بابل وضعت الجلادين في مأزق.. عذبوه مرارًا کي يرغمونه علی الاستسلام لکنه في کل مرة کان يخرج من التعذيب وهو أکثر شموخًا مما کان يخذل جلاديه الذين اضطروا ليقولوا له لقد أخطأ جلادوک والآن سيتغير کل شييء فيسألونه: ماذا نفعل کي تتخلی عن مناصرتک للمنظمة وتصدق بأننا قد تغيرنا تمامًا؟ فکان رد هذا المجاهد البطل: ان کنتم صادقين حقًا فهاتوا الملا الذي حاکمني دون سبب وأعدموه عندها سأصدق أن تغييرًا طرأ عليکم». 

 

 

کتاب «الجريمة ضد الإنسانية»

من إصدارات لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

أصدرت لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية کتابًا بعنوان «جريمة ضد الإنسانية» من 236 صفحة حول المذبحة الجماعية ضد 30 ألف سجين سياسي عام 1988.

وتم إهداء هذا الکتاب للأرواح الطيبة لـ «30 ألف سجين سياسي من الرجال والنساء الذين بذلوا حياتهم علی درب تحرير إيران من نير السلطة الديکتاتورية الملتحفة بالدين».

وجاء في تقديم لهذا الکتاب کتبه اللورد إريک إيف بري من أعضاء مجلس اللوردات ونائب رئيس کتلة حقوق الإنسان في البرلمان البريطاني: «إن تم ترک المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الانسانية ‌دون عقاب، فليس قد وقع ظلم کبير علی ضحايا هذه المجازر وعلی عوائلهم وذويهم فحسب وإنما أصبحت قضية العدل الدولي ومبدء شمولية الأهلية القضائية وکونها بلا حدود في مجال الجرائم ضد الانسانية يتعرضان لخطر کبير… فمن الضروري أن تفتح لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تحقيقًا شاملاً حول أحداث عام 1988 في إيران ويجعل لهذا الغرض مزيدًا من الإمکانيات تحت تصرف المقرر الخاص للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول إيران بخصوص الإعدامات غير القانونية».

وبعد التقديم والمقدمة تم تکريس الفصل الأول من الکتاب لمقتطفات من مذکرات منتظري بعنوان «وثيقة فاضحة». وهنا بجانب کليشات عدد من رسائل منتظري إلی خميني في عام 1988 بخصوص المجازر الجماعية ضد السجناء السياسيين وکذلک الأمر الصريح الصادر عن خميني بإعدام جميع المجاهدين السجناء، نلاحظ جوانب أخری من جرائم النظام ومنها إعدام الأطفال وممارسة التعذيب بشکل کيفي ومنتظم والقضاء وإصدار الأحکام اعتباطيًا بالإضافة إلی الأوضاع المأساوية للسجون في جميع أنحاء البلاد.

وقد تم تخصيص الفصل الآخر من الکتاب لقائمة تضم أسماء ومواصفات 3208 من ضحايا المجازر وتنشر لأول مرة. وقد تم إعداد وترتيب هذه القائمة علی أساس الإسم العائلي ثم الإسم والعمر والجنس والمولد والمستوی الدراسي وتاريخ الإعدام ومکان الإعدام وطريقة الإعدام، کما أرفقت القائمة بصور أکثر من 200 شهيد من شهداء هذه المجازر.

 

 

«کل منکن منظمة بکاملها»!
تقرير عن الإعدامات الجماعية للسجينات في سجن «إيفين» الرهيب

 

بدأت الإعدامات في أقفاص الأخوات المجاهدات منذ ليلة 27 علی 28 تموز (يوليو) عام 1988. فضمن الوجبة الأولی نقلوا الأخوات اللاتي لم تکن المحکمة قد أصدرت أحکامها عليهن بعد. ففي منتصف الليل استدعوا «زهراء فلاحتي حاج زارع» من القفص. وبعدها استدعوا سجينات أخريات علی أساس التصنيف الخاص من قبل سلطات السجن. إنهن کن يشکلن الوجبة الأولی من السجينات اللواتي عبرن عن تمسکهن بمواقفهن وبمبادئ المنظمة بکل صمود وإصرار أو کن معروفات (بارزات) أکثر من الأخريات. ومنهن الشهيدتان منيرة رجوي ومريم کولزاده غفوري. ثم وصل دور الأخوات السجينات في القفص الـ 209 واللواتي کن من السجينات الصامدات المعروفات منذ السنوات الماضية، ولهذا السبب کانوا قد‌ جمعوهن في قفص واحد، فأعدموهن.

وبعدهن اقتادوا إلی ساحة الإعدام السجينات اللاتي کن متأثرات منهن حسب تعبيرهم. وکانوا قد ألقوا السجينات المنقولات من سجن «جوهر دشت» في قفص آخر وفي زنزانات مقفلة. ففي يومي 28 و29 تموز (يوليو) عام 1988 کانوا يستدعون السجينات علی مجموعات تضم کل منها 10 إلی 15 سجينة ويقتادونهن إلی المحکمة. ومن قفصنا اقتادوا امرأة عادية (غير سياسية) إلی المحکمة وکانوا قد اعتقلوها بسبب کون زوجها معارضًا للنظام فقط ولم تکن عضوة في أي تنظيم سياسي. ثم نقلوها إلی ساحة الإعدام شنقًا ولفوا حبل المشنقة علی عنقها استعدادًا لشنقها حتی الموت، ولکن في اللحظات الأخيرة جاء فجأة أحد من السجّانين وقال: لا، لا، وقع هناک خطأ.. فأنزلوا المرأة من المشنقة وهي في حالة شبه الغيبوبة . وکانت المرأة قد تمکنت من النظر إلی خلفها لعدة لحظات لتری جثث زوجها وعدد کبير من الإخوان علی المشانق وهم أعدموا شنقًا. فأعادوا المرأة إلی القفص وهي في حالة شبه الغيبوبة . وبعد ما استعادت وعيها تقريبًا روت ما کانت قد رأته في ساحة الإعدام شنقًا ثم عادت لتفقد وعيها مجددًا. فعاد الحراس وأخرجوها من قفصنا بسرعة.

فبذلک کشفنا حينذاک أين ينقلون أخواتنا علی مجموعات وکيف يعدمونهن ويعدمون السجناء جماعيا. وفي قفصنا وخلال الفترة بين 27 تموز (يوليو) وأواسط آب (أغسطس) عام 1988 أخذوا ما يقارب 200 من السجينات ومنهن لم تعد حتی 50 سجينة إلی القفص. إي من قفصنا فقط وضمن حملة الإعدامات عام 1988 استشهدت 150 من الأخوات کنت أعرفهن بالاسم والصفات، فلذلک تقلصت عدد أقفاص الأخوات من ثلاثة أقفاص إلی قفص واحد. ومن هؤلاء البطلات الباذلات أتذکر أسماء المجاهدات الشهيدات فرنکيس کيواني وشهين بناهي وبروين حائري وحورية بهشتي تبار وزهرة عين اليقين وشهين جلغازي وسودابه شهبر وفرح ناز ظرف جي وزهراء بيجن يار ومهري محمد رحيمي وسهيلاء محمد رحيمي وعفة إسماعيلي وبروانه نور محمدي وسوسن صالحي وشهربانو عطاري وفروزان عبدي وزهرة حيدري.کان الجانب المدهش حقًا تلک المعنويات العالية ‌وروح المقاومة ‌للسجناء ‌في المحاکم.‌ وقد انهالوا علی السجناء‌ الضرب لإخراجهم من المحکمة .‌وکان واضحًا تمامًا بان السجناء ‌الصامدين لا يتنازلون حتی عندما يحضرون محاکمهم.

‌وقد صدرت أحکام کثيرة بالجلد قبل تنفيذ الإعدام وعلی وجه التحديد بحق کل من کان يقدم نفسه بأنه «مجاهد». ‌وفعلاً تعرض عدد کبير من السجناء للجلد قبل إعدامهم. ‌وکانت ليلی حسيني قد قالت لرئيس المحکمة أثناء ‌المحاکمة «انک کشخص مسيء ‌له ملامح ‌براقة ‌لکن طبيعتک قذرة ‌للغاية وإني ‌قد کشفت طبيعتک، فلن أخضع لک». لقد أخرجوا اشرف فدائي بالضرب المبرح من المحکمة وعندما تم الإعلان عن اسمها لتنفيذ الإعدام بحقها أخبرت قرينتها في ‌الزنزانة المجاورة برسالتها الأخيرة عبر نقرات علی الجدار حيث قالت فيها: «لقد نفذت المنظمة عملية ففي ‌مثل هذه الظروف هل تعرفين اذا قاموا بإعدامنا سيترک ذلک تأثيرًا کبيرًا علی ابناء الشعب؟ إن دماءنا ستفضح خميني أمام الشعب أکثر فأکثر».‌ وعندما استدعيت «اعظم طاقدره»‌ للإعدام سألتها قريناتها في السجن هل تعرفين إلی أين تذهبين؟ فأجابت نعم أتوجه إلی ساحة ‌الإعدام لأن الإفصاح بکلمة مجاهد يتطلب اليوم الاسترخاص بالدم وعلينا أن نوفره ونقدمه». فصرخت «موجکان کمالي» فجأة قائلة: «يا أخواتي انهم جلدوني يوم أمس».‌ فصرخت کذلک «فضيلة علامة» ‌‌ضاحکة: «‌هذا ليس بغريب فقد جلدوني ليلة ‌أمس أيضًا». فقد نفذ حکم الإعدام بحقهما في اليوم التالي.‌ وکانت تصل إلی الأسماع أصوات الجلد والسياط والصرخات من أقفاص الإخوان السجناء. وکان السجانون يبثون شريطًا مسجلاً للأذان متزامنًا مع جلد الإخوان السجناء.

‌وبعد إکمال جلد السجينات المجاهدات توجهوا لجلد السجينات غير المجاهدات.‌ وکانوا يقولون ان المرأة المشرکة لابد من جلدها حتی تصبح امرأة ‌تؤدي ‌الصلاة فلذلک کانت حصتهن من الجلد ثلاث مرات يوميا وفي کل مرة ‌کانوا يجلدونهن بخمس ضربات مما يعني أن السجينة ‌التي لا تؤدي الصلاة ‌کانت تتلقی 15 جلدة .‌عندما عدنا إلی الزنزانات فکان عدد کبير من السجينات قد أصبن بحالة ‌مرضية ‌نتيجة تعرضهن للجلدات.‌.‌‌ کان السکوت يعم القاعة. عندما دخلت القاعة أصبت بالدوار في رأسي …‌ نعم هنا کانت «آزاده طبيب» تلقي‌ محاضراتها،‌هذه الزاوية ‌کانت المکتبة وهذا هو المکان الذي جلست مع «زهراء فلاحتي»‌ لآخر مرة. ‌وهناک هو المکان الذي کانت تجتمع فيه اشرف فدائي وقريناتها الاخريات.‌ وهنا کانت غرفة ‌«موجکان کمالي» و«محبوبة»،‌ يا الهي! کلهن کن يتجولن مشيا في هذه القاعة.‌ وهنا أعلنت «مهتاب» و«مينا» إضرابهما عن الطعام… وکاد قلبي أن يتفجر ويخرج من صدري لأنني کنت أسمع أصوات القرينات السجينات من کل زاوية‌.‌ في أحد الأيام کنت عاملة توزيع وجبة ‌الغداء‌ مع «همدم عظيمي» وفعلاً هذا هو المکان الذي کانت القرينات يلعبن کرة ‌الطائرة وتلک هي ‌الزاوية ‌التي‌ کنت أتجول فيها مشيا مع «ليلي حاجيان» ونقرأ کتابًا سوية .‌ وفي‌ زاوية ‌أخری کنت مع «همدم» حينما کنا نحلل أخبار الصحف.‌ و عندما لاحظنا بأنه تم استدعاء السجينات القرينات لنا إلی المحکمة ‌ونقلوهن إليها وبقينا نحن هنا قلت لـ «همدم»: «يبدو انهم يعدمون الأخوات السجينات». ‌وابتسمت «همدم» ‌قائلة: «فهل تتوقع غير هذا؟» ثم بدأنا نحسب فلاحظنا بان من نحن العشرين سجينة ‌أضربنا عن الطعام في سجن «کوهر دشت» بقينا نحن الأربع فقط أحياء.

‌ومن مجمل 80 – 70 سجينة ‌في سجن «کوهر دشت» بقينا نحن الـ 10 أحياء.‌ ومن نحن الـ 120 -130 سجينة ‌تم نقلنا من سجن «قزل حصار» إلی سجن «ايفين»‌ لم نبق أکثر من 20 سجينة. ‌أتذکر أنه وفي ‌أحد الايام جاء ‌الحاج داوود وقال لنا: «أية واحدة ‌منکن بوحدها منظمة ‌». ‌والان بقيت أنا أنظر إلی أمکنتهن الفارغة وأقول مع نفسي: «لقد کانت کل واحدة منکن عالمًا».‌

 

تقرير عن الإعدامات الجماعية ‌التي نفذت
بحق أسری مجاهدي خلق في ‌سجن تبريز

 

بعد قبول النظام بوقف إطلاق النار کان الخوف يساور عملاء ‌النظام بحيث اضطر النظام من ارسال عناصر الحرس ومحترفي التعذيب من کرمانشاه إلی سجن تبريز.‌ حتی تم إغلاق الادعاء ‌العام لمدينة ‌تبريز أيضًا. ‌وداهم الحرس الأقفاص والقاعات وأخذوا معهم جهاز التلفزيون حتی نقلوا جهاز التلفزيون العائد لغرفة حراسة ‌القفص‌ ايضًا لکي لا يصل اي خبر من الخارج إلی الزنزانات. ‌وأغلقوا جميع الأبواب من الخلف. ‌وحرموا السجناء ‌من الهواء الطلق واستمرت هذه الحالة ‌فترة ‌طويلة.‌ وخلافًا لسياقهم المعتاد کان الحرس يداهمون القاعات و اثناء‌ الليل وقاموا بفحص وتفتيش الزنزانات وسحب جميع الحاجيات الموجودة لدی السجناء.‌ حتی سحبوا معهم احبال الغسيل. ‌وکان واضحًا من هذه التصرفات بانهم يريدون بث الرعب والخوف في قلوب السجناء حيث ان الأجواء ‌السائدة تبوح لکل سجين بان حادثًا قد يحدث. ‌فيوم السبت المصادف 29 تموز (يوليو) 1988 قاموا بنقل الوجبة ‌الاولی من السجناء‌ النزلاء‌ في ‌القفص ‌التاسع‌ واثنين من السجناء ‌من القفص ‌الثاني إلی سجن المخابرات لغرض الاستجواب لمدة ‌ستة ‌أيام.‌کان ذلک يوم الجمعة حينما أرجعوهم إلی الاقفاص. ‌وتحدث سعيد حيدرنيا فتح آباد،المجاهد الذي استشهد ضمن الوجبة ‌الاولی من الإعدامات الجماعية ‌في سجن تبريز بانهم کانوا قد أحضروا سجناء‌ آخرين من القفص التاسع اضافة ‌لهم. وعندما عاد کان يعرف ماذا سيحدث. ‌لقد أبلغوه بأنه ضمن قائمة السجناء‌ الذين سيطبق عليه حکم الإعدام فعليه أن ينتظر مصيره. ‌وقد تصرف سعيد بشجاعة ‌وتفان تامين وخلال يوم واحد قضاه في ذلک القفص کان يتصرف تصرفًا اعتياديا کالايام السابقة. ‌وکانت الساعة ‌تشير إلی التاسعة ‌في يوم الجمعة ‌مساءً عندما أعلنت مکبرة ‌الصوت اسم سعيد. ونهض سعيد من مکانه کجبل شامخ بخطوات متينة ‌وبابتسامة لا تفارقه وهامة ‌مرفوعة ‌أخذ سبيله وانصرف.‌ وکان سعيد يبلغ من العمر 15 عامًا عندما ألقي القبض عليه بصحبة ‌المجاهد الشهيد يحيی محسني. ‌وکان الاثنان قد نفذا عملية ‌إنزال العقوبة علی أحد عملاء ‌ النظام الذي کان له دور بارز في اعتقال وقتل عدد کبير من مؤيدي المنظمة ‌الشهداء.‌ وبعد ذلک اشتبک يحيي مع عملاء ‌النظام وکان قد ألقي رمانة ‌يدوية ‌باتجاه العملاء ‌ولکن بعد رمي الرمانة کشف سير أحد المارة في هنا وحتی لا تصيب الرمانة ‌بأذی للمواطن المار کان قد ألقی‌ بنفسه علی الرمانة ‌ونتيجة ‌إصابة ‌شظايا الرمانة ‌أصيب بجراحات بليغة وفقد إحدی عينيه. وقد أخذوا يحيی تلک الليلة إلی ساحة ‌الإعدام من القفص الثالث.‌وکانت الوجبة ‌الاولی من الذين اقتيدوا إلی ساحة ‌الإعدام تلک الليلة ‌من الأقفاص الثانية ‌والثالثة ‌والتاسعة بلغ عددهم 15 سجينًا.‌ وفي ذلک الاسبوع عندما راجعت العوائل لزيارة سجنائهم قيل لها إن أبنائها لا يتواجدون في تلک الأقفاص وتم نقلهم من ذلک السجن إلی سجن آخر وهکذا مرت الاسابيع وکانوا يرسلون العوائل من سجن إلی سجن دون أن يقولوا للعوائل ان ابنائهم قد اعدموا.‌ وفي الأيام التالية ‌نقلت وجبة أخری من السجناء‌ من القفص الثاني.‌ وفي البداية ‌اختاروا السجناء‌ الذين کان صمودهم مشهودًا للجميع طيلة ‌سنوات الحبس.‌ أو سجناء‌ من أمثال المجاهدين الشهيدين محمود هوشي وغلام رضا نامدار اللذين کان أحد أقاربهما في جيش التحرير. هذا وقد استدعي محمود مع ابراهيم بعد وجبة ‌العشاء.‌ وکنت واقفًا في غرفة ‌الحراسة عندما دخلا غرفة ‌حراس القفص. وأغلق الحرس باب القفص حتی لا يشاهدهم أحد من الداخل.

‌وکانوا يريدون أن يضعوا لهما عصبة ‌العيون ويأخذونهم إلی مکان عندما کانوا يقتادون اليه السجناء لم يکن يعود أحد منهم ولم يکن معلومًا ما إذا کانوا سيعدمونه في‌ باحة ‌السجن أو في‌ مکان آخر. وفي الوجبة ‌اللاحقة ‌اقتادوا جمشيد مردمي وعلي ‌رستميان و مقصود أحمدي وند. ‌وصاروا لا يعلنون أسماءهم من مکبرة ‌الصوت بل کانوا يراجعون زنزاناتهم ويستدعونهم إلی غرفة ‌حراس القفص تجنبًا لإثارة ‌أية ‌ضجة. وبعد ساعات وجدنا أنهم أخذوا السجناء ‌ولم نعد نسمع خبرًا عنهم.

 
 

نبذة عن حياة کوکبة من المجاهدين السجناء

 ضحايا حملات الإعدام الجماعي عام 1988
 
 
 
 المجاهدة ‌الشهيدة ‌معصومة ‌برازندة
کانت المجاهدة ‌الشهيدة ‌معصومة ‌برازندة طالبة في اعدادية ‌اعتصامي بمدينة ‌کجساران ووالدها من اصفهان له محل لبيع الأحذية.‌بعد 20 حزيران عام 81 وانطلاقة ‌الکفاح المسلح ضد النظام الإيراني توجهت معصومة إلی المنطقة ‌الحدوديةوانخرطت في تنظيمات المجاهدين. ودأبت معصومة علی التردد إلی داخل البلاد ضمن واجب ساعية ‌البريد للمنظمة ونجحت في تنفيذ عدة ‌واجبات. ‌وأخيرًا اشتبکت عام 1987 مع عملاء‌النظام أثناء‌توجهها إلی داخل البلاد وأصيبت بجروح وأسرت من قبل العدو.‌ وقام عملاء النظام الذين يکنون حقدًا دفينًا ضدها بنقلها إلی سجن ايفين بعد إلقاء‌القبض عليها ومارسوا عليها أبشع صنوف التعذيب.‌وجاء‌في تقرير لأحد الأشخاص الذي رأی معصومة عن کثب أن الجلادين أحرقوا وجهها بالمکواة حتی أعدموها شنقًا عندما کانت تبلغ من العمر 20 عامًا وذلک في المرأی العام بساحة مدينة ‌کجساران ضمن حملة ‌الإعدامات الجماعية ‌‌التي شهدها ذلک العام.‌
 
 
 
 
 
 
المجاهد الشهيد جهان بخش صالحي بور باور صاد
ولد المجاهد الشهيد جهان بخش صالحي بور باور صاد عام 1969 في ‌مدينة ‌مسجد سليمان. ‌ألقي ‌القبض عليه بعد عام 81 وقضی فترة ‌خمس سنوات في السجن.‌وبعد ما افرج عنه وصل إلی الشريط الحدودي وانضم إلی جيش التحرير. وبعد مدة ‌تولی جهانبخش مسؤولية ‌کبيرة حيث کلف بمهمة ‌ساعي البريد للمنظمة وذهب إلی داخل البلاد وبعد تنفيذ واجبه ألقي‌القبض عليه في مدينة ‌زاهدان وأودع إلی السجن مرة ‌أخري.‌وتم إعدامه رميا بالرصاص يوم 31 تموز (يوليو) 1988 في مدينة ‌مسجد سليمان.
 
 
 
 
 
 
 
 المجاهد الشهيد برويز سليمي
کان المجاهد الشهيد برويز سليمي من أهالي محلات يبلغ عمره 33 عامًا وحصل علی شهادة ‌بکالوريوس. وکتب أحد صاحبيه في السجن في تقرير حول حياة ‌برويز في السجن: «کان برويز من کوادر المجاهدين النشطة والمتحمسة ‌في ردهات سجون ايفين ‌وکوهردشت و قزل حصار. وکان الجلادون السجانون يتحسبون منه کثيرًا ويعتبرونه أحد الوجوه القيادية بين السجناء.‌وکان برويز شاعرًا مفعمًا بالمشاعر الانسانية الرقيقة ويؤمن بقيادة ‌الأخ مسعود بکل ما يتملک من الإيمان والاحاسيس في قلبه ويردد باستمرار: «إنني علی يقين تام أنه طالما مسعود يقود الثورة فإنها ليست فقط لن تخرج عن مسارها الصحيح بل ستستمر في الصعود نحو الذری والرقي دومًا».
 
 
 
 
 
المجاهد الشهيد مصطفی بهزادي
 مواليد 1967 من أهالي طهران وطالب في الصف الاول المتوسط، اعدم شنقًا حتی الموت في 17 تموز (يوليو) 1988 بطهران. ‌وکان قد بدء ‌نشاطه کأحد مؤيدي المنظمة منذ عام 1980.‌وفي عام 1986 اتصل بتنظيمات المجاهدين من خلال شبکة ‌النداءات الاذاعية حتی ألقي القبض عليه عام 1986 وأودع للسجن. وقد کتب أحد صاحبيه في السجن: «‌کان قد حکم علی مصطفی بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة.‌وفي عيد نوروز 1988 قال له السجانون والمحققون بأنهم سيخففون عنه الحکم لمدة ‌سنة ‌ونصف السنة مقابل إجراء مقابلة معه يعلن خلالها عن استنکاره للمنظمة لکنه لم يوافق علی هذا العرض فتم إعدامه شنقا مع أربعة ‌آخرين من رفاقه».‌وجاء في ‌تقرير آخر حول هذا الشهيد: في أحد الأيام دعا لاجوردي الدجال جميع السجناء إلی قاعة «حسينية» وبعد تکرار تخرصاته الثابتة طلب من الحضور الإعلان عن موقفهم.‌وکان مصطفی الشخص الأول الذي نهض من مکانه وردد بصوت عال «الموت لخميني» معلنًا عن موقفه بوجه الدجالين.
 
 
 
 
 
 
 المجاهد الشهيد علی أکبر ملا عبد الحسيني
کان المجاهد الشهيد علی أکبر ملا عبد الحسيني 35 عامًا من أهالي طهران ومن حملة ‌شهادة بکالوريوس. وکان علی أکبر من سجناء عهد الشاه وقضي فترة ثلاث سنوات في السجن.‌ودخل علي ‌أکبر السجن في عهد نظام خميني من عام 1981 حتی عام 1985.‌وبعد الافراج عنه حاول الالتحاق بجيش التحرير لکنه ألقي عليه القبض وحکم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات.‌وکان علی اکبر مريضًا جدًا ويعاني من حالة الصرع الناتجة عن شدة ‌التعذيب.‌وجاء في تقارير أحد صاحبيه في السجن عام 1988 أن حالته الصحية کانت سيئة جدًا بحيث يتنقل علی الکرسي المتحرک.‌ ورغم کل ذلک کان علی أکبر من الوجوه المقاومة في‌السجن وتم إعدامه شنقًا يوم 2 آب (أغسطس) 1988 وهو علی کرسيه المنتقل.
 
 
 
 
 
 
 
المجاهد الشهيد مرتضی عبد الحسيني
کان المجاهد الشهيد مرتضی عبد الحسيني (29 عامًا) طالبًا في ‌الجامعة وتم شنقه حتی الموت يوم 2 آب (أغسطس)  1988 في سجن إيفين. ‌وکان قد صدر الحکم علی مرتضی بالسجن لمدة  15 عامًا غير ان جلادي‌النظام الإيراني ‌الذين کانوا يعرفون موقفه الصامد لاحقوه حتی أسقطوه شهيدًا مع شقيقه ضمن حملة الإعدامات الجماعية البشعة ‌تلک السنة. وقام جلادو النظام بنقل خبر استشهاد علي‌أکبر إلی والده الذي کان يحاول جاهدًا أن يحقق الإفراج عنهما وطالبوه بدفع قيمة الطلقات المستخدمة لإعدام ابنه. ورد عليهم الوالد المفجوع: إنني‌کنت أطلب منکم أن تعيدوهما إلی حين يرزقان فتطالبونني بدفع مبالغ حتی تشتروا بها الرصاصات لتستهدفوا بها صدور الشباب الآخرين؟».‌وانتقامًا من الوالد علی رده هذا امتنع الجلادون الدمويون عن إطلاعه علی مدفن ابنه والآن وبعد ‌سنوات لا يعرف أحد أين تقع مقبرة هؤلاء ‌الشهداء.
 
 
زر الذهاب إلى الأعلى