السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتفشي وباء كورونا في إيران وتشابك أزمات نظام الملالي

تفشي وباء كورونا في إيران وتشابك أزمات نظام الملالي

0Shares

في حين أن جميع مناطق البلاد تحترق في وباء كورونا ويتساقط أبناء الوطن الأبرياء من كبار السن والشباب مثل تساقط أوراق الشجر في فصل الخريف، إلا أن البعض يعتبر الغلاء وارتفاع الأسعار يومًا بعد يوم أسوأ من وباء كورونا، إذ أنه يدمر حياة الناس، ولا سيما حياة الطبقات الفقيرة والمضطهدة. 

إن قادة نظام الملالي وأعضاء حكومة روحاني، الذين كانوا يدعون حتى وقت قريب سيطرتهم على الوضع، يعترفون الآن بعدم كفاءتهم وهم قلقون من الوضع الحالي ومرتاعون.

فعلى سبيل المثال، حاول ربيعي، المتحدث باسم حكومة روحاني في مؤتمره الصحفي المنعقد يوم الثلاثاء الموافق 30 يونيو 2020 إن ينسب هذه الظروف بالآثار المدمرة للعقوبات غير المسبوقة وتزامنها مع تفشي وباء كورونا.

واليوم يقول روحاني  الذي كان يوعد بشكل منهجي في وقت سابق بعودة الأوضاع إلى طبيعتها: إن وباء كورونا لن يستمر معنا  هذا العام فحسب، بل سيمتد إلى العام المقبل أيضًا.  

البلاد برمتها تحترق في وباء كورونا  

وفقًا للمسؤولين عن الشؤون الصحية والعلاج، فإن الوضع يزداد تدهورًا يومًا بعد يوم بسبب تفشي وباء كورونا.

فعلى سبيل المثال، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة في نظام الملالي في التقرير الصادر في 1 يوليو 2020 عن وفاة 141 شخصًا وأن 8 محافظات تعيش في حالة خطيرة من تفشي الوباء و7 محافظات ينذر فيها الوضع بالخطر.

في حين أنه يتظاهر بأن وخامة الأوضاع طفيفة بالإعلان عن  الإحصاء المفبرك مسبقًا والتقسيم المبهم بين المحافظات إلى وضعين هما الوضع الأحمر والوضع المنذر بالخطر.    

وقال مساعد وزير الصحة في جامعة طهران للعلوم الطبية إن 50 بالمائة من اختبارات كورونا في إيران أفضت إلى دخول المرضى في المستشفيات، في حين أن هذه النسبة كانت 25 في المائة في وقت سابق.    

وقال زالي، رئيس مقر مكافحة كورونا في محافظة طهران:  "إن العدد الإجمالي للمرضى العاديين والجدد في المستشفيات قد ارتفع بنسبة 9,7 في المائة مقارنة باليوم السابق".

والجدير بالذكر أن الوضع في المحافظات والمدن الأخرى أكثر سوءًا. فعلى سبيل المثال، قال المدير العام لإدارة الصحة والعلاج في ميناء ماهشهر: إن عدد المصابين بفيروس كورونا في هذه الضيعة قد ازداد بما يربو عن العدد السابق بمقدار 6 أضعاف خلال الـ 40 يومًا الماضية. 

وأعلن تلفزيون نظام الملالي في محافظة خراسان رضوي أن مدينة مشهد تمر بظروف حرجة للغاية بسب تفشي وباء كورونا.

هذا ويلقي الناس في كل مكان باللوم على نظام الملالي ويعتبرونه المسؤول الأول عن هذا الوضع الكارثي الذي تعاني منه البلاد.

كما يحاول روحاني وربيعي وغيرهم من عناصر نظام الملالي بذل قصارى جهدهم في التستر على دورهم المخزي سواء في الإعلان المتأخر كثيرًا عن وصول فيروس كورونا للبلاد أو في الامتناع عن حجر المواطنين صحيًا والزج بأبناء الوطن بشكل قاسي لا رحمة فيه في حقول ألغام كورونا؛ من خلال تسليط الضوء على أن وباء كورونا أزمة ومشكلة عالمية.   

وفي إشارتهم إلى إجراءات سلامة القطيع التي يتبناها نظام الملالي في التعامل مع وباء كورونا، يتوقع الخبراء والمسؤولون في وزارة الصحة وفاة ما يتراوح بين 1 إلى 2 وحتى 3 مليون شخص. 

ويرجع ذلك إلى سياسة قبول تحمل الخسائر البشرية الضخمة واستخدامها كدرع بشري، وهي السياسة التي كشف عنها قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في 11 أبريل 2020.

الوضع الاقتصادي المتدهور وزيادة الحركات الاحتجاجية

ومواكبةً مع وباء كورونا، فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي يتدهور يومًا بعد يوم. ويعترف مسؤولو نظام الملالي ووسائل إعلامه بأن الحكومة لم تفعل شيئًا للحد من هذا الوضع الحرج.

فعلى سبيل المقارنة نجد أن الأمر كان بيد الحكومة في أزمة العملة في العام الماضي، عندما وصل سعر الصرف إلى 19000 تومان، وأن حكومة روحاني هي التي رفعت سعر الصرف بنفسها وبهذه الطريقة استطاعت أن تجنى الأموال، وهي التي خفضت سعر الصرف مرة أخرى.

ولكن الحكومة هذه المرة ليست لديها القدرة على تكرار ذلك. وقال همتي، رئيس البنك المركزي صراحةً: ليس لدينا ما يكفي من النقد الأجنبي لرش الأموال وتقليص سعر الصرف. 

إن ارتفاع سعر الصرف ناجم عن انخفاض قيمة العملة وقوتها الشرائية، وينهار مؤشر زيادة سعر كافة السلع الذي يرتفع بما يتناسب مع ارتفاع سعر الصرف، ويضغط بشدة على المواطنين وأصحاب المعاشات. 

وفي المؤتمر الصحفي المنعقد في 30 يونيو 2020، قال ربيعي، المتحدث باسم الحكومة وهو عنصر أمني مخضرم، معربًا عن رعبه من العواقب الأمنية لهذه الأوضاع الحرجة: "إننا نراقب آثار وإرهاصات تحرك التيارات المخلة بالأمن، ونشهد في هذه الحقبة التاريخية وضعًا حرجًا غير مسبوق يتسبب فيه الأشرار في بلادنا، وإلى جانب ذلك هناك عمليات نفسية ضخمة تحدث في البلاد". 

إن هذا هو أبرز تعبير عن القلق من جانب عنصر حكومي حول الأبعاد الأمنية الخطيرة الناجمة عن الأزمات التي طوقت نظام الملالي والتي فاقمها تفشي وباء كورونا ووضعت الانتفاضات الشعبية التي يقوم بها المواطنون المطحونون والانتفاضة العامة في المشهد المستقبلي.

هذا ولم يأتي قلق ربيعي من فراغ. حيث أن الحركات الاحتجاجية التي تقوم بها مختلف طبقات الشعب قد ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر تمامًا.

وفي هذا الصدد، قال أحد عملاء نظام الملالي في صحيفة "مستقل" الحكومية في 1 يوليو 2020: "إن معاناة أغلبية الشعب تحت خط الفقر والمستقبل المظلم لمعيشة الأسر والتمييز واليأس والاستياء الواسع النطاق الناجم عنها ينطوي على عواقب ومخاطر اجتماعية محتملة لا مفر منها.   

ومن المؤسف أن نظام الملالي ليس لديه سوى وسيلة واحده للسيطرة على الأوضاع، ألا وهي تكثيف عمليات الإعدام والقمع والإجحاف في بث جو الرعب. 

وعلى الرغم من أن عمليات الإعدام لها تأثير مرعب بشكل عام، بيد أن الجلادين الحاكمين في البلاد يعتقدون أن إعدام الثوار عندما يكون هناك خطر من الانتفاضة لا يمكن أن يحقق النتيجة التي ينشدونها. ولذلك، بادر نظام الملالي بالدعاية والتمهيد لإعدام 3 أشخاص من المعتقلين أثناء انتفاضة نوفمبر 2019، إلا أنه يتحرك في هذا الاتجاه متوخيًا الحذر الشديد.

وأشارت صحيفة "مستقل" الحكومية في 1 يوليو 2020، إلى السبب في هذا الخوف والحذر، وكتبت: "لا قدّر الله أن نشهد ذلك اليوم الذي يؤثر فيه تمهيد الأجواء ومجابهة الأعداء المحليين والأجانب على عقول ونفسية الشعب ويسمعوا بعض القصص من المصادر الأجنبية مثل الحكم بالإعدام على 3 شباب من المشاركين في انتفاضة نوفمبر 2019 ويصدقوها".   

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة