الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتفاقم وتعميق الأزمة في نظام الملالي والمواقف المتناقضة لخامنئي

تفاقم وتعميق الأزمة في نظام الملالي والمواقف المتناقضة لخامنئي

0Shares

أزمات النظام تتفاقم وتتعمق. وفي المقابل هناك مواقف تصدر من خامنئي لا تتلاءم مع الوضع الحالي لنظامه. على سبيل المثال، تحدث خامنئي عن مجيء حكومة حزب اللهية. في الظروف الخطيرة التي يمكن أن تترتب على كل خطأ عواقب لا يمكن الخلاص منها لنظام الملالي، كيف يمكن تفسير تناقض اتخاذ هكذا خيار؟
يمكن وصف حالة النظام بعبارة «فوق النقطة الحرجة». نظرة عامة على مجموعة الأزمات التي تحيط بالنظام توضح الموقف بشكل أفضل:
• أزمة المجتمع المتفجرة
• أزمة الاقتصاد المنهار (قالت رويترز: البنية التحتية والاسطول البحري الذي بقي متهالكًا بسبب العزلة الدولية، يضطر نظام الملالي تخزين نفطه غير المباع)..
•  الصراعات الشديدة بين زمر النظام (الجدل على الصلاحيات وتغيير الدستور …)
•  أزمة الفساد المتفشي الذي لا يمكن السيطرة عليه (الذي وصفه خامنئي بالتنين ذي 7 رؤوس، وخامنئي نفسه رأسه الأول!)
•  الأزمة الدولية (التي بلغت حد رفع المطرقة العسكرية فوق رأسه + سياسة سحق العظام تحت أقصى ضغط)
• أزمة العزلة الإقليمية
وعلى رأس كل هذه الأزمات، هناك أزمة عجز النظام في تبني حل لأزماته:
تتفاقم هذه الأزمات عندما يعلق خامنئي الآمال على وضعية حياد، بدلاً من الحل العملي والنشط، ويتمنى بقوله«ربما ولعل» لن يتم انتخاب الحكومة الأمريكية الحالية في الفترة القادمة، فسيتمكن نظامه أيضًا من إيجاد مخرج من هذه الأزمات!
وهذا حل لا يقبله حتى الخبراء في نظامه!
إن سبب تحركات خامنئي الأخيرة غير المعقولة هو عدم وجود حل أمام النظام.
قد تكون الفائدة الوحيدة التي تتضمنها طريقته هي رفع معنويات عناصره المفقودة وقتيا، والتي ستتحول في الخطوة التالية إلى مواجهة انعكاساتها الاجتماعية.
وذلك في حكومة يصرخ نقوي حسيني أحد أعضاء مجلس شورى النظام تحت قبة المجلس: «السيد روحاني! اسمحوا لي أن أقول دون مجاملات؛ فقد انهار بعض وزرائك».
بالنسبة إلى خامنئي، الأولوية الأولى، هي رفع معنويات أفراد البسيج والحرس، ولهذا السبب بالذات، فإنه يتحدث بدون مقدمة عن  حكومة حزب اللهية!
هذه الكلمة، ولو أنها تعتبر رصاص رحمة على حكومة روحاني المشلولة والمحتضرة، لكن فائدتها  الوحيدة يمكن أن تكون أنها تبدو لقواتها، كما لو كان لدى خامنئي حل في جعبته يحتفظ به ليوم الحاجة!
مثال آخر على مثل هذه الفوضى هو ما قاله الحرسي قرباني (مستشار قائد قوات الحرس) يوم السبت 24 مايو (مستشار قوات الحرس): «يمكننا إغراق سفن أمريكية إلى قاع البحر  بسلاحين سريين للغاية»!

حسنًا لم هذا الكلام؟ إذا كان لديهم بالفعل مثل هذا السلاح، فعليهم كشف النقاب عنه في الوضع الحالي حتى يتمكنوا من أخذ تنازلات من الجانب الآخر! ولا المحاولة من خلال التبجح والتحدث عن شيء موهوم بهدف شراء الوقت!
لذلك عندما يتم التحدث عن الأسلحة الوهمية السرية، فهو يأتي للاستهلاك المحلي فقط! لأن الأطراف الخارجية، وفقًا للممارسة المعتادة للعلاقات الدولية وقواعد التوازن، تعرف أن جعبة النظام فارغة!

 

ما هي المعضلة الرئيسية لنظام الملالي؟
الآن المشكلة الرئيسية للنظام هي الجو المتفجر للمجتمع. بالنسبة للنظام، الأولوية الأولى هي التعامل مع المجتمع الموشك على الانفجار. لأن المجتمع الإيراني هو الذي يهدد النظام بالإطاحة به.
الإجراءات التي يتخذها النظام هي في الأساس تأتي من أجل استهلاك داخلي للمحافظة على قواته.
لقد أكد خامنئي مرارًا وتكرارًا أنه: لا تنشب حرب، وبالطبع يعرف خامنئي جيدًا أنه إذا نشبت حرب لن تكون من نوع حرب الاحتلال، بل قصف صاروخي وجوي قوي على مراكز قوات الحرس، وفي مثل هذه الحالة لا تستطيع قوات البسيج القيام بأي عمل.
يحتاج خامنئي إلى هذه القوى بشكل أساسي للسيطرة على الأزمة الرئيسية لنظامه. وهي أزمة المجتمع المتفجرة وقوة لقمعها.
يعرف خامنئي أنه إذا استهدفت الضربات العسكرية قوات الحرس، فلن تكون هذه الضربات عاملا في الإطاحة بنظامه، بل بإضعاف قوات الحرس، سيتم إتاحة الفرصة أمام العنصر الاجتماعي للتدخل، وسيتم فتح الطريق للإطاحة بالنظام على يد معاقل الانتفاضة.
كما ولهذا الحد، وفي إطار كامل النظام، الذي يتعرض للسحق والتآكل بسبب الأزمات المميتة، تتساقط وتنهار عناصر قوات الحرس أكثر فأكثر كل يوم، وهذا هو نفسه في الأساس سبب لجوء خامنئي إلى أخذ هذه الخيارات: رفع معنويات المجرمين المروعين الذين يحتاجهم لقمع الناس.
وهذا هو، نفس الاستهلاك المحلي، بسبب استعصاء الأزمات التي لم تبق أمامه خيارًا لحل أزماته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة