الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتإرهاب إيراني في الأراضي الأوروبية

إرهاب إيراني في الأراضي الأوروبية

0Shares

بقلم: حسين عابديني

 

صحيفة ”وول ستريت جورنال”

 

 

«حسين! هل سمعت الأنباء حول مؤامرة التفجير في التجمع؟» سألني زميلي أثناء دخولي إلى المكتب يوم الاثنين 2تموز/ يوليو. كان يتحدث زميلي عن المؤتمر الكبير للمعارضة الإيرانية الذي استضافه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بالقرب من باريس السبت الماضي. ورعشة ساورتني وسقطت من عمودي الفقري ولاح في خاطري قبل 28سنة في إسطنبول.

وفي منتصف الظهر في يوم 14 آذار/ مارس 1990، كنت أقود إلى مطار إسطنبول. فجأة، أغلقت سيارة طريقنا. كما أوقفت سيارة أخرى من الخلف حيث قفز رجلان غريبان من السيارة الأمامية حاملين بنادق.

وفتحت باب السيارة وركضت إليهم حاملا معي حقيبة صغيرة. أطلق رجل تسع رصاصات وتعطلت بنادق الآخرين وهربوا. وناضلت للبقاء على قيد الحياة لمدة أربعة أشهر بما في ذلك أكثر من 40يوما في الغيبوبة في مستشفى إسطنبول الدولي.

وبعد أيام قليلة من الهجوم أعلن التلفزيون الرسمي في طهران – كذبا – أن محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية NCRI قتل في إسطنبول. وأصبح من الواضح أن المهاجمين كانوا يستهدفونه ولا أنا. ومع ذلك حاولت طهران عدة مرات إنهاء قضيتي أي تصفيتي في الوقت الذي كنت في المستشفى. وفي إحدى المناسبات، تنكر عملاء كأنهم في الشرطة التركية ومناسبة أخرى تظاهروا بأنهم أصدقاء قادمون للزيارة.

وتم إحباط هذه المؤامرات، ولكن العديد من الضحايا الآخرين لم يحالفهم الحظ. وقد تعرض الناشط في مجال حقوق الإنسان كاظم رجوي لإطلاق نار قاتل في جنيف في العام نفسه، كما قُتل العديد من النشطاء الأكراد في السنتين التاليتين. وقد أدانت المحكمة الألمانية بعد ذلك بأربعة أعوام كبار المسؤولين في طهران.

ولم يتغير شيء يذكر. وفي الشهر الماضي اعتقلت السلطات البلجيكية مواطنين بلجيكيين من أصول إيرانية في طريقهم إلى تجمع باريس الذي حضره عشرات الآلاف من الأشخاص ومئات من الشخصيات البارزة من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط. كان لدى البلجيكيين الإيرانيين أكثر من رطل من من مادة TATP المتفجرة القوية وجهاز تفجير. ونتيجة للتعاون الوثيق بين السلطات البلجيكية والفرنسية والألمانية، تم إحباط مخطط إرهابي كبير في أوروبا ببضع ساعات لتجنيبه.

وبشكل منفصل، ألقت الشرطة الألمانية القبض على أسدالله أسدي، وهو دبلوماسي إيراني مقيم في فيينا. ووفقا للمدعين العامين الفيدراليين الألمان كان السيد أسدي رئيس مركز وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية والعقل المدبر لمؤامرة التفجير. وهو أمر البلجيكيين بمهاجمة المؤتمر، وسلمهما المتفجرات في اجتماع يونيو في لوكسمبورغ. وتم إلقاء القبض عليه بناء على أمر أوروبي أثناء عودته إلى النمسا حيث يتمتع بالحصانة الدبلوماسية.

وفي 10تموز/ يوليو أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أن مؤامرة تفجير مؤتمر باريس للمعارضة ليست سوى أحدث مثال على استخدام إيران غطاء دبلوماسيا لتخطيط الإرهاب في قلب أوروبا. إذن لماذا تبقى الحكومات الأوروبية صامتة في أعقاب ذلك؟ يتساءل المرء كم هم على استعداد للذهاب لاسترضاء النظام الديني الحاكم في إيران.

يجب على أوروبا أن تدرك أنه لا يمكنها ممارسة الأعمال كالمعتاد مع دولة قامت بإضفاء الطابع المؤسسي على الإرهاب لإدارة الدولة. إن سفارات وعملاء نظام آيات‌الله هي مراكز الإرهاب والتجسس. يجب على الدول الأوروبية طرد دبلوماسيي النظام وعملاء المخابرات والكشف عن جميع تفاصيل قضية الإرهاب المحذوفة للجمهور. بهذه الطريقة فقط يمكن للعالم أن يشل آلة الإرهاب في النظام الإيراني – الأمر الذي سيكون مفيدا للعالم والمنطقة بل إيران ذاتها.

 

السيد عابدينى هو عضو في البرلمان في المنفى للمقاومة الإيرانية وينتمي إلى لجنة الشؤون الخارجية في للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة