الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتصاعد الاحتجاجات في المجتمع الإيراني

تصاعد الاحتجاجات في المجتمع الإيراني

0Shares

يسعى وكلاء نظام الملالي باستمرار إلى تحويل هيمنة القمع ومناخ الاعتقالات إلى جائحة روتينية وإبقاء هذا المناخ مخيمًا على رؤوس أبناء الوطن. 

والهدف من كل من هذين التكتيكين المعتمدين اللذين يتم تنفيذهما تحت الإشراف المباشر لخامنئي شخصيًا، هو الحفاظ على نظام الملالي على حساب فرض أقصى قدر من البؤس الاجتماعي على أبناء الوطن. والجدير بالذكر أن البؤس الاجتماعي كان ولا يزال نزعة متنامية وسائدة بذراعي التوحش، وهما القمع السياسي والمأزق الاقتصادي. كما يتم تنفيذ أسلوب تحويلهما إلى جائحة روتينية من خلال تسليط الضوء عليهما بشكل متكرر دون توقف في وسائل الإعلام الحكومية، وهذا التكرار لا حدود له ولا جدوى منه.

ومن ثم، نرى وسائل الإعلام الحكومية تواظب على تكرار العناوين والمقالات المتشابهة التي تم نشرها منذ أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كل بضعة أيام بمواضيع ومحتويات حديثة. ومن ناحية أخرى، لا يولي وكلاء الحكومة ودوائر صنع القرار أي اهتمام لهذه المقالات. لذا، نجد أن مهمة كافة وسائل الإعلام الحكومية الإذاعية والمرئية والمقروءة تتركز في تضخيم الأجواء التي خلقها نظام الملالي نفسه، وهو المسؤول عنها سياسيًا واقتصاديًا.

 

ونرى أحد أحدث نماذج هذا الأسلوب الدعائي والإعلامي في الصحف الحكومية الصادرة بتاريخ 9 فبراير 2021. ويرجى الانتباه إلى العناوين التالية التي تم تكرارها مرات عديدة:

"الغلاء يرحب بحلول رأس السنة الإيرانية " (وطن إمروز).

"تكلفة سلة معيشة أسرة العامل تبلغ 10 ملايين تومان" (كار و كاركر).

"الأضرار الاجتماعية هي وظيفة ثانية" (همدلي).

"تقليص كعكة الاقتصاد" (ستاره صبح).

"اقتصاد إيران والتحديات اللامحدودة" (إيران).

"التراجع الملحوظ عن شراء الفواكه والخضروات" (جهان صنعت).

ونلاحظ أن بعض الكلمات والعبارات من قبيل "الغلاء وأكثر من وظيفة والبطالة والبؤس وتراجع الشراء وانكماش الاقتصاد والانتحار وهدم المنازل في ضواحي المدن والإعدام والأطفال العاملون وهجرة العقول من البلاد، …إلخ. قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المجتمع المنطوقة والمكتوبة نتيجة لتكرارها في وسائل الإعلام بشكل روتيني.

 

لذلك، فإن أسلوب نظام الملالي يتركز في إشغال عقول وأرواح أبناء الوطن بهذه الكلمات والعبارات وتحويلها إلى ثقافة. دعونا نلاحظ أنه بعد تكرار هذه الكلمات والعبارات ألف مرة، لا يحدث أي اهتمام أو دراسة لتحسين الوضع ولو للحد الأدني على الإطلاق. بل إن هذه العناوين هي العناوين التي تجد صدى اجتماعيًا وإعلاميًا متزايدًا كل أسبوع وكل شهر لتُضخُ في جسد المجتمع وكأنها أداة نافعة للحياة الاجتماعية. لذلك، يبذل وكلاء نظام الملالي قصارى جهدهم لملء أذهان المجتمع بهذه الكلمات والعبارات وجعلها ثمرةً لحياتهم النفسية والروحية، والتستر على الحياة اليومية لأبناء الوطن في مثل هذا الوضع.

وهذا أسلوب يتبناه نظام الملالي بشكل مستمر، والهدف منه هو إصابة المواطنين بالشلل وانبطاحهم للحفاظ على بقاء هذا النظام الفاشي. بيد أن تبني مثل هذه الأساليب والنُّهج المناهضة للبشرية التي تعتبر لعبة مستمرة بروح ونفسية المواطنين وحياتهم اليومية تشير إلى وجود حرب عميقة لا تقبل المصالحة بين الإيرانيين ونظام الحكم وحكومة الملالي برمتهم أكثر من كونها تكيتكات من قريحتهم البليدة. والجدير بالذكر أن خصائص هذه الحرب، كما أُشير إلى دلالاتها، تكشف من جهة النقاب عن المأزق العسكري الذي لم يتبقى له حل سوى تضخيم الدعاية التافهة؛ ومن جهة أخرى، تشير إلى أن الجبهة الشعبية لم تتخل عن قرارها ورغبتها في الإطاحة بنظام ولاية الفقيه، على الرغم من كافة الصعوبات والمآزق الاقتصادية والمعيشية. ومن بين هذه الجبهات المنتشرة والتي لا تزال ملتهبة في قلب نظام الملالي وتربك حياته وتلحق به الضرر بشتى الطرق هما شبكات التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني التي دائمًا ما يدعم دويهما المحلي والدولي ملايين الإيرانيين ضد نظام حكم ولاية الفقيه

ونلاحظ أنه على الرغم من أن نظام الملالي استهدف اقتصاد أبناء الوطن ومعيشتهم لإصابتهم بالشلل وانبطاحهم، غير أنه نظرًا لأن جوهر القضية الإيرانية هو الحرية والمساواة، فإن الهدف الرئيسي لأبناء الوطن الذي لا حياد عنه هو الإطاحة بجمهورية الملالي الإسلامية من خلال اندلاع الانتفاضات والاحتجاجات اليومية في مختلف المدن الإيرانية، ومشاركة الملايين في الحملات المناهضة لنظام ولاية الفقيه القروسطية في الفضاء الإلكتروني. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة