الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتسليم «أسدي»؛ تداعيات ونتائج

تسليم «أسدي»؛ تداعيات ونتائج

0Shares

إن تسليم أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإرهابي للنظام، إلى بلجيكا من قبل ألمانيا، انعكس بشكل لافت في وسائل الإعلام الدولية وعلى المستويين السياسي والدولي. ورد النظام مذعورًا على هذا التسليم واستدعى السفير الألماني في طهران في وزارة الخارجية للاعتراض على ذلك.

ما هي أهمية تسليم أسدي؟
إنها المرة الأولى التي يقع فيها دبلوماسي رسمي معتمد، في قبضة العدالة حين التباس في نقل قنبلة إلى عناصر التفجير في بلد أجنبي، وتحديداً في بلد أوروبي.
هناك عشرات من الأعمال الإرهابية تحدث كل يوم في العالم، وبعضها تنفذ من قبل الحكومات. لكن حتى الآن، لم تقم  حكومة هكذا بعمل منتظم وممنهج وبشكل سافر بالإرهاب الحكومي كحل لأزماتها.

الواقع أن الإرهاب أحد ركائز بقاء النظام. وهذه حقيقة أكدتها مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية منذ اليوم الأول في شرح طبيعة هذا النظام. واليوم، فإن حقيقة إنكار ذلك من قبل الحكومات الأوروبية بهدف الاستفادة من المصالح التجارية للنظام قد برزت أمام هذه الدول وجعلتها مضطرة للتصدي لها.

خلف كواليس إنكار الملالي

لماذا نظام الملالي ورغم أنه تم اكتشاف مؤامرته وخطته وبينما اعتقل دبلوماسيه الإرهابي حين التباس الجريمة وتمتلك الشرطة من عدة دول أدلة دامغة وفيديوهات، ينكر بهذه الدرجة من الغباء هذه القضية؟! يقوم النظام باستدعاء سفراء ويحتجون وما إلى ذلك؟ في حين أن أفلام التبادل بين الدبلوماسي الإرهابي المعتقل للنظام  وعملاء النظام في أيدي الشرطة، بالإضافة إلى اعترافات الإرهابيين وسوابقهم الطويلة.
هذا الموقف الوقح والاعتراضي، يدل بوضوح على ضعف النظام للغاية وتخاذله، لأنه لا يملك وسائل أخرى للتعامل مع هذه الظروف. لماذا؟
1. لأنه في الحالات السابقة كانت القضية تنتهي داخل النظام نفسه، كان بإمكان النظام أن يقتل واحدًا أو اثنين، ثم يموّه القضية ويغلقها، ولكن هذه المرة الشخص الرئيسي  في قبضة القضاء من بلد آخر وقيد التحقيق، ولا يعود يفيد اختلاق المشاهد والفبركات نفسها.
2. الأمر الآخر هو أن النظام أصبح مدمنًا على سياسة الاسترضاء ولا يزال لا يفهم أو لا يريد أن يعتقد أن تلك السياسة قد فشلت. وكان النظام قد ارتكب مراراً هكذا جرائم والاغتيالات العديدة في الدول الأجنبية، وفي كل مرة كانت سياسة الاسترضاء المشينة تغمض العين عن هذه الجرائم. لكن هذه المرة مسألة التوازن السياسي شيء آخر.
3. والأهم من كل ذلك، لا يستطيع النظام وقف الإرهاب في الخارج، مثل القمع داخل البلاد. لأنه، وبسبب استمرار الانتفاضة، فإن النظام الذي يرى عامل التوجيه والسيطرة على الانتفاضة لايريد على الإطلاق ولا يمكن أن يتخلى عن «الإرهاب»، وهو الطريقة الوحيدة لمواجهة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية.
 
ما هو دفع الثمن الباهظ؟
من الواضح أن هذه الحالة الإرهابية، تدمّر، حسب قول النظام نفسه، علاقات الملالي مع الدول الأوروبية. وفي الوقت الذي يحتاج النظام، أكثر من أي وقت مضى، أن يرتبط بأوروبا والدور الذي يمكن أن تلعبه في مواجهة العقوبات الأمريكية. هذا، حتما، سيكون له آثاره على الاتفاق النووي الذي هو شريان حياة النظام. خاصة وأن هذا الملف مفتوح ومع تسليم الدبلوماسي الإرهابي للنظام إلى بلجيكا، سينكشف مستقبلًا المزيد من التفاصيل حول هذه المؤامره وربما مؤامرات أخرى كان هذا المجرم متورطًا فيها. وسوف تضطر الحكومات الأوروبية إلى الرد ولم تعد قادرة على تبرير علاقاتها مع النظام أمام الرأي العام في بلدانها.
من جهة أخرى هذه القضية، تقلص الفجوة بين أوروبا وأمريكا ضد النظام أو ربما يرأب الصدع بينهما وتقترب أوروبا من أمريكا ومواقف الأخيرة. لذلك يلاحظ أن آثار وتداعيات هذه القضية تعد استراتيجية للنظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة