الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتسليم أسد الله أسدي ومحاكمته، محاكمة عرّاب الإرهاب

تسليم أسد الله أسدي ومحاكمته، محاكمة عرّاب الإرهاب

0Shares

المعنى السياسي والقانوني لتسليم أسدي

 

يعد تسليم أسد الله أسدي ومحاكمته في بلجيكا من الأنباء الهامة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة وهو الخبر الذي حمل معاني سياسية هامة، الخبر الذي يحاسب ويحاكم إرهاب نظام الملالي الذي كان يناور طيلة العقود الثلاثة الماضية في العالم جملة وتفصيلا، الخبر الذي يبين أن فصلا من المساومة وتبادل المصالح وإبرام الصفقات بين أوروبا والملالي تعرضت لخسائر وتلقت ضربات سياسية وقانونية ثقيلة.

 

الاغتيال والاختطاف ورقة للصفقة

والخبر الهام والتحول الناجم عنه، هو على ما يبدو، إلا أن هذا التحول له خلفية عائدة إلى الماضي وإلى ما يقارب 30عاما، حيث كانت ماكينة الإرهاب والاغتيال والقتل للملالي تعمل بطلاقة في أوروبا والشرق الأوسط ولم يكن أحد ليضع الحد منها أو يحول دون حركتها، العهد الذي كانت فيه سياسة المغازلة والصفقة والتجارة للنفط والدولار أغمضت العين في العالم تعمدا عن الجريمة ضد الإنسانية:

حيث كان الإرهابيون المرسلون للملالي في بيروت وبوينس أيريس يفجرون الأبنية ولم يكن أحد ينبس ببنت شفة، إذ كانت الدبلوماسية الإرهابية الخاصة لهاشمي رفسنجاني قد تحولت إلى وثيقة لإبرام الصفقات مع أوروبا.

وتزامنا مع إرهاب الملالي، كان الاختطاف قد تحول إلى أداة للمغازلة والصفقة وسلاح مؤثر بيد العصابات المجرمة لوزارة المخابرات والعملاء والميليشيات الخارجية للملالي حتى يتمكنوا بها تجعل الدول المتخذة لسياسة المهادنة والمساومة قاطبة رهينة لضمان توفير المصالح الاقتصادية في ظل سياسة المساومة.

وإرهابيو الملالي كانوا يصولون ويجولون بحقيبة بأيديهم في عواصم البلدان الأوروبية ويغتالون ويدمرون أهداف محددة لهم، وبعد فترة ومن خلال التواطؤ مع أصحاب المهادنة والمساومة ومساهمتهم كان يتم تهريبهم من المعتقلات أو أحيانا من المحاكم بخدع سينمائية، فكانوا يعودون إلى أحضان الملالي في طهران!

 

الضحايا الشهود

وذات يوم، كانت إحدى هذه الصولات والجولات والاغتيالات الإرهابية تستهدف محمدحسين نقدي في إيطاليا، ويوما آخر الدكتور كاظم رجوي في سويسرا، ويوما ثالثا في مطعم ميكونوس كان قادة الأكراد وعلى مائدة التفاوض مع مبعوثي رفسنجاني  هدفا للاغتيالات… ومرت أيام وسنوات بهذا الأسلوب إلى أن حدثت 456حالة اغتيال في الأراضي الأوروبية. غير أن السلطات السياسية والأمنية الأوروبية كانت غارقة في براميل النفط والدولار وتخوض المهادنة والمساومة والمغازلة مع الملالي لمواصلة السياسة من خلال التجارة!

وخلال هذه السنوات قدمت المقاومة الإيرانية وثائق الجرائم الإرهابية للملالي كافة للجمعيات السياسية والقانونية والتابعة لحقوق الإنسان والأمم المتحدة، غير أن الأنظار والمسامع كانت في حالة السكر من جراء حزمات الدولارات وبراميل النفط للملالي البالغة ملايين الدولارات حيث لم يكن طعم «حقوق الإنسان» جيدا ومريحا! خاصة وأن ضحايا إرهاب الملالي «كانوا قد كتبوا حقوق الإنسان بدمائهم» في أوروبا ذاتها.

 

رسالة الضربة الإستراتيجية

انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 8مايو/أيار 2018 يعد ضربة قوية وإستراتيجية على سياسة المساومة، وأوروبا التي ظلت تعشق مواصلة التسامح مع الملالي، وبالتالي ومن أجل مصالحها الاقتصادية في الطوق الموسع للعقوبات، تنازلت إلى حد ما محاولة أخذ تهديد الإرهاب الدولي للملالي بعين الاعتبار.

ودقت هذه المرة ماكينة الاغتيال للملالي التي خضعت لقيادة أسدالله أسدي الدبلوماسي الإرهابي المكلف بالواجب للنظام، ناقوس الخطر لأوروبا.

وما لعبه الدبلوماسي الرسمي للملالي من دور مباشر للتفجير في مؤتمر الإيرانيين في باريس أصاب السياسة والأمن في أوروبا بشكل حقيقي وخطير.

 

رسالة رئيسية للتسليم والمحاكمة

إذا، تسليم أسد الله أسدي إلى بلجيكا من أجل الإعادة،

يبين محاكمة الإرهاب المنفذ 30عاما من قبل خميني ورفسنجاني،

يبين منعطفا يواجه فيه العالم بشكل صارم إرهاب الفاشية الدينة الحاكمة في إيران،

يبين فصلا جديدا من الإشراف والمراقبة العالميين على ما يقوم به عراب القتل والاغتيال في العالم،

يبين الأنات والآهات المتتالية للملالي تجاه هزيمة منيت بها سياسة المهادنة والمساومة والاتفاق النووي وتضييق الخناق من ناحية تصدير الرجعية والتطرف وماكينة الموت والارتزاق من الاغتيال والتهديد،

يبين أحقية مواقف ومؤتمرات الكشف للمقاومة الإيرانية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة بشأن جذور وعلل زعزعة الأمن في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا،

ويبين الدور الحاسم للانتفاضات المتتالية للشعب الإيراني ضد الحكم الإرهابي والاستبدادي بنكهة الدجل الديني. وهي الانتفاضات التي ترسل رسالة مباشرة للعالم ومتزعمي المهادنة والمساومة أن تحسين الظروف في إيران يكمن في ضمان حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والإصلاح الحقيقي والحد الدائم للتهديد والاغتيال والإرهاب في العالم ورفض نظام ولاية الفقيه برمته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة