الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتداعيات سياسية واجتماعية لإعدام نويد أفكاري

تداعيات سياسية واجتماعية لإعدام نويد أفكاري

0Shares

بعد الإعدام الإجرامي للبطل القومي للانتفاضة نويد أفكاري، نشاهد تداعيات واسعة للغاية عقب هذا الإعدام داخل البلاد وخارجها.

 

تداعيات على الصعيد الداخلي

داخل البلاد، أدان هذه الجريمة عدد من السجناء السياسيين في مختلف سجون البلاد ومجاميع من الطلاب في عدد من جامعات البلاد ومختلف الشرائح وحتى بعض من الفنانين والوجوه البارزة من خلال نشر بيانات أو مقالات، مجددين العهد مع نويد لمواصلة درب خاضه هو.

ولا شك في أن النظام كان يهدف إلى الترويع والتخويف من خلال هذا الإعدام، إلا أن هذه الرسائل والبيانات تعكس الأجواء الحماسية والمعنويات والدوافع التي أدى إليها استشهاد نويد. ينبغي ذكر نماذج حول ذلك:

عدد من السجناء السياسيين في سجن طهران الكبير (فشافويه): "رسالة نوجهها نحن إلى شعبنا المحبب وأسرة نويد الثكلى هي: ’لا تصمتوا‘. الحل الوحيد بيننا وهذا النظام القمعي والمجرم ليس إلّا الصمود والانتفاضة!"

عدد من السجناء السياسيين في سجن كرج المركزي: "لا بد من أن نرد على إعدام الشاب المنتفض والمصارع البطل نويد أفكاري بالانتفاضة والثورة من جهة، والنار من جهة أخرى."

مجموعة من السجناء في سجن قزل حصار: "نشعر بثوران الغضب ونار العصيان والانتفاضة للشعب الإيراني من خلال بركان دم نويد من خلف الغضبان الحديدية في السجن."

مجموعة من شباب طهران: "نحن ملتزمون بالتوسل إلى حركة فدائية للحد من تكرار الإعدام في الشباب الشرفاء في وطننا على أيدي حكم ولاية الفقيه اللاشرعي والمفروض."

مجموعة من طلاب جامعة شريف: "لقد أثبت النظام أنه لا يفهم سوى لغة واحدة وهي السخط الشعبي الذي سوف يطال عرشه قريبًا."

بيان لمجموعة من السواق في الطرق: "نحن كلنا نويد."

 

تداعيات على الصعيد الدولي

تعتبر تداعيات دولية تجاه هذا الإعدام أمرًا لم يسبق له مثيل وذلك من ناحية اتساع النطاق وتنوع الأطراف المشاركة في حملة الإدانة هذه من طرف، وكذلك اللهجة المستخدمة فيها من طرف آخر، حيث كانت المواقف المتخذة تتماثل اللهجة والثقافة التي تستخدمها مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.

ونشاهد من بين الأطراف الواسعة التي أدانت هذه الجريمة، من أعلى السلطات الحكومية ونواب البرلمانات والوجوه البارزة في عالم الرياضة والمجاميع والمؤسسات والجمعيات الرياضية والاجتماعية والعلماء الفائزين بجائزة نوبل والكتاب وأشهر الفنانين والمواطنين الاعتياديين.

وسؤال يطرح نفسه وهو إلى أي مدى يتسع نطاق هذه الردود؟

 

إلغاء زيارة ظريف لـ ألمانيا

لحد الآن وفي أول تأثير سياسي للزيارة المرتقبة لظريف وزير خارجية نظام الملالي لبرلين وإلقاء الكلمة في مجلس العلاقات الخارجية، وهي زيارة وصفتها وكالة أنباء قوة قدس الإرهابية بزيارة دبلوماسية في توقيت حساس. وبالتالي تم إلغاء زيارات مبرمجة لاحقة لظريف إلى أربع عواصم أوروبية أخرى (باريس ولندن وروما ومدريد) أيضًا.

فضلًا عن ذلك وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية للملالي، تم تأجيل الرحلة المكوكية لظريف إلى بعض البلدان الأفريقية والأسيوية، كان من المتوقع إجراؤها عقب الرحلة الأوروبية لظريف إلى أجل مجهول.

ولم يقدم المتحدث باسم خارجية الملالي إيضاحًا بشأن أسباب تأجيل الزيارة بيد أن الموقع الإلكتروني لجريدة بيلد الألمانية باعتباره أول مصدر أعلن عن نبأ إلغاء زيارة ظريف كان قد أكد أن سبب إلغاء زيارة ظريف لألمانيا هو إعدام نويد أفكاري. ومن الواضح أنه ليس من السهل بالنسبة للبلدان الأوروبية أن ترحب بوزير الخارجية لنظام الملالي اللاإنساني ومصافحة أيديه الملطخة بالدماء وذلك نظرًا لموجة السخط والكراهية التي أصبحت سيد الموقف عقب إعدام نويد.

وقبل الإعلان عن إلغاء زيارة ظريف كان ريتشارد غلدبرغ من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والعضو السابق في فريق المجلس الأمن القومي لدونالد ترمب في تغريدة له على صفحته الشخصية على منصة تويتر قال: "عقب إعدام نويد أفكاري على منظمة مجلس العلاقات الخارجية وأي كيان أمريكي تنوي عقد جلسات افتراضية مع جواد ظريف على الإنترنت إلغاؤها على الفور."

كما ومن الواضح أن توقع قاض بقطع علاقات خارجية للنظام بالكامل من الآن فصاعدًا ليس أمرًا واقعيًا، ولكن الحقيقة هي أن النظام في موازين القوى الدولية هبط مستواه لدرجة أمام العالم من جراء الفضيحة الناجمة عن الإعدام الإجرامي بحق نويد، حيث لن يعود أن يرجع النظام إلى ما كان عليه من مستوى في وقت سابق.

وإضافة إلى ذلك تلقت سياسة المساومة ضربة قاضية بحيث أن هذه السياسة لا تعود أن تقف أمام سياسة الصرامة والحزم دفاعًا عن النظام ورفع الحظر التسليحي مثلما كان فيما مضى.

 

دور الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية في توجيه مسار التطورات

في هذا الشأن ينبغي الاهتمام بحقيقة جذرية وهي أن بلوغ التطورات النقطة الحالية ووضع ملف حالة حقوق الإنسان في إيران ومقاضاة دماء الشهداء على مرأى ومسمع من الجميع في العالم، مرهون بدور ناشط لعبته مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية على الصعيدين الداخلي والدولي.

وأصداء شهادة نويد أفكاري في أحد المواقع الحكومية للنظام تحت عنوان مشرق وهو محسوب على زمرة خامنئي توضح الأمر:

ويبدي الموقع المذكور حقده وغيضه تجاه ما يصفه بـ "تقديس" نويد أفكاري ويقول: "عقب حملة لنشر هشتاق ’لا تعدموا‘ يبدو أن غرفة عمليات وراء الكواليس وهي تعتبر الحملة مكسبًا عظيمًا لها حيث قررت أن تحوّل أية قضية للجرائم الأمنية والعنف وصدور أي حكم بالإعدام على المرتكبين إلى نزاع دعائي صعب ومستنزف بالنسبة للسلطة القضائية.

ويهدف تقديس المجرمين الخطيرين خاصة في مجال الجرائم الأمنية، والتشكيك في النزاهة والأهلية والشرعية للجهاز القضائي باعتباره ضمانًا للنظم الاجتماعي ومدنية المجتمع، في هيئة مشروع خطير للغاية، إلى إلحاق أثمان باهظة بالبلاد والنظام."

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة