الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرتخبط الملالي الحاكمين في إيران بشأن التفاوض مع أمريكا

تخبط الملالي الحاكمين في إيران بشأن التفاوض مع أمريكا

0Shares

تقرير عن التطورات الأخيرة في إيران

بالنظر إلى الوضع الأخير لنظام الملالي، نجد أن موضوع "التفاوض من عدمه" أصبح ساخنًا للغاية مرة أخرى في هذا النظام، وفقد أئمة جمعة خامنئي على منابر صلاة الجمعة أعصابهم وألقوا بعمائمهم على الأرض، وبدأوا حرب العصبجية وهاجموا روحاني قائلين: " ألم تقل إن التفاوض مع أمريكا هو الازدواجية بعينها؟ " تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تجاوز نظام الملالي الحد المسموح له من اليورانيوم المخصب ، وكذلك موقف مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية ، فيديريكا موغيريني ، القائم على أن تفعيل آلية دعم التبادل التجاري (INSTEX) يحتاج إلى وقت طويل؛ يعتبران عاملين مهمين في هذا الصدد، وفيما يلي نلفت نظركم إلى دراسة هذا التقرير. 

 

نظرَا لأن نظام الملالي أقبل على الانتحار وبدأ في تقليص تعهداته بالاتفاق النووي منذ شهر أبريل بسبب المأزق المميت الذي حل به وتشديد العقوبات؛ صدقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس على أن نظام الملالي انتهك الاتفاق النووي ، وقالت: "لقد بلغ احتياطي نظام الملالي من اليورانيوم المخصب  241.6 كيلوجرام ، وبذلك تجاوز السقف المحدد في الاتفاق النووي ؛ وهو 220 كيلوجرام". 

وبالتزامن مع تصديق الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشار إليه ، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في 30  أغسطس 2019 : "دائما ما أوجز ما يجب أن يفعله نظام الملالي في إيران بالقول لهم بأن يتصرفوا  كدولة عادية".  والمقصود من هذا الكلام هو قائمة بالأشياء التي يجب على نظام الملالي في إيران الرضوخ إليها. فعلى سبيل المثال ، طريقة تعاملنا مع  برنامج نظام الملالي النووي وكذلك برنامجه الخاص بصناعة الصواريخ .  إضافة إلى أنه لا يجب عليه من الآن أن ينخرط  في الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم. وهذه هي سياسة إدارة ترامب، ولا أتوقع حدوث أي تغيير في الاتجاه الاستراتيجي لرئيس الجمهورية".

 

وفي الوقت نفسه ، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية ناقلة نفط نظام الملالي التائهه " آدريان دريا" في قائمة الإرهاب وفرضت عقوبات على ربانها.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد أكثر من ستة أشهر من وعد أوروبا لنظام الملالي بخصوص تفعيل آلية دعم التبادل التجاري (INSTEX) ، يقول مسؤولو هذا النظام في هذا الصدد إن هذه الآلية ليست سوى خطة مهينه ،  تعني النفط مقابل الغذاء  حتى لو تم تنفيذها بشكل كامل. ومن جانبها قالت مفوضة الإتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية ، فيديريكا موغيريني ، أمس بعد اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في هلسنكي : "إن الصفقات الأولى لآلية دعم التبادل التجاري (INSTEX) لم تنته بعد، وتنفيذ هذه الآلية سوف يستغرق  وقتًا طويلاً".

 

وقد أدى هذا الوضع إلى تفاقم الارتباك والفوضى داخل نظام الملالي. فعلى سبيل المثال ، يقول حسن هاني زاده ، وهو خبير حكومي، في مقال تحت عنوان " موغيريني والوجه الحقيقي لأوروبا"   : "  إن موغيريني على عكس ما يتوقع المجتمع الدولي والوعود التي قطعتها الدول الأوروبية بوضع آلية لدعم التبادل التجاري بين إيران والإتحاد الأوروبي ، المعروفة باسم اينستكس ( INSTEX )، فهي الآن كشفت عن وجهها الحقيقي للأمة الإيرانية والمجتمع الدولي بإعلانها عن أن هذه العملية سوف تستغرق وقتًا طويلًا. وبات من المؤكد الآن أن السيدة موغيريني قد غيرت مواقفها السابقة تحت تأثير الضغط الأمريكي ". وفي هذا الصدد كتبت صحيفة " كيهان" التابعة لفصيل علي خامنئي: " إن تصريحات مسؤول السياسية الخارجية  في الاتحاد الأوروبي تدل دلالة قاطعة على أن تحركات أوروبا في مرحلة ما  خلال الـ 14 شهرًا الماضية ، ترمي إلى مماطلة نظام الملالي وتسخيره بدلاً من الوفاء بإلتزاماتها ".

في أعقاب هذه الالتباسات ، أعيد تنشيط موضوع "التفاوض مع أمريكا" على أعلى مستوى في نظام الملالي، وتصاعدت شدة الحرب بين الزمر الحاكمة حول هذا الموضوع. حيث قال ممثل الولي الفقيه في مشهد ، الملا علم الهدى ، في صلاة الجمعة الأخيرة في مشهد في 30 أغسطس 2019 مهاجمًا الملا روحاني: "ألم تقل أنت شخصيًا أن من يتفاوض مع أمريكا مصاب بالجنون؟  لقد أجريت محادثة هاتفية لمدة 15 دقيقة مع أوباما ، وتجولت في الشوارع مع وزير خارجيته. فهل لذلك نتيجة سوى هذا الاتفاق النووي المهين؟"

ومن جانبها تقول صحيفة "جوان" الحكومية : "يجب أن نضع في الاعتبار أن التفاوض مع الأوروبيين يعني التفاوض مع ترامب. ولكن هذه المرة ، لا نواجه إجبارنا على تنفيذ كافة الالتزامات بالاتفاق النووي فحسب ، بل نواجه فرض المزيد من القيود على الاقتصاد الإيراني والتفاوض حول القدرة الصاروخية والقيود المفروضة مدى الحياة على البرنامج النووي الإيراني . وهذا يعني أن إيران تتضرر من أوروبا من جهة وتتلقى سوطًا وسجنًا من أمريكا من جهة أخرى ".

 

في هذا الصدد ، يقول دبلوماسي سابق في نظام الملالي يُدعى ، جاويد قربان أوغلو ، إن نظام الملالي لا حيلة له سوى التفاوض المباشر مع أمريكا. ويقول : " لا يجب أن نضفي على أنفسنا القدسية عبثًا ونمنع أنفسنا من الاتصال بالآخرين؛ فلا فرق بين لقاء الرئيس الأمريكي ولقاء رؤساء الدول الأخرى".  

كما اعترف أحد العناصر التابعة لزمرة روحاني، يُدعى عبد الله ناصرى بعجز نظام الملالي وقال بخنوع:  "ليس لدينا خيار سوى حل مشاكل البلاد من خلال التفاوض المباشر مع أمريكا . حيث أن التفاوض بين إيران وأمريكا هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية الخطيرة ". ولكي يثبت صحة وجهة نظره ، سلط الضوء على الخطر المدمر للانفجار الاجتماعي والانتفاضة ، وكذلك على الواقع المرير والاختناق الاقتصادي المميت الذي يعاني منه نظام الملالي ،  قائلاً: "نحن نعيش العواقب الاجتماعية لهذه القضية ، وسوف نشهد تفشي عواقبها الاقتصادية أيضًا في القريب العاجل".  

والآن ، وفقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وموقف موغيريني ، يجب علينا أن نفكر في عواقب هذه القضية على نظام الملالي في الأسابيع والأشهر المقبلة ، وإلى أي نقطة من الانحدار النهائي للنظام ستصل الزمر الحاكمة في إيران.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة