الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتبين خط الموت وخط الفقر

بين خط الموت وخط الفقر

0Shares

شبع الإيرانيون وعودا على مدى 40 عاما. الان ينتظرون أن يشبعوا بطونهم

 

بقلم: منى سالم الجبوري

 

في بدايات تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إستبشر الشعب الايراني خيرا به بعد أن ظل يركز على دعم ومساعدة ومناصرة المستضعفين والمحرومين، ذلك إن النظام الملكي قد ساعد والى حد ما على تفشي الفقر والحرمان في إيران، ولذلك كان هناك تفاٶل بأن الشعب، وخصوصا الطبقات الفقيرة منه، سينعم بأوضاع معيشية أفضل من تلك التي كانت في ظل النظام الملكي. ولكن وبعد مرور 40 عاما على تأسيس النظام، فإن رفع الشعب الايراني لشعارات صادمة تقول وبالحرف الواحد "نريد أن نصل من خط الموت الى خط الفقر"، فإن ذلك يعني بأن هذا النظام قد تفوق على النظام السابق من حيث إفقار وتجويع وحرمان الشعب الايراني.

تسليط الضوء وبصورة ملفتة للنظر بين الفينة والاخرى في إيران على قضية الفقر ونسبة الذين يقبعون تحته، صار أمرا ملفتا للنظر، خصوصا وإن تكرار التصريحات والمواقف من جانب قادة ومسٶولين إيرانيين بهذا الخصوص، يعني إعترافا بأن القضية ليست مسألة طارئة بل إنها صارت ليست ظاهرة فقط وإنما حتى كأمر واقع وإن آخر من قد سلط الضوء بهذا الخصوص هو النائب رسول خضري، عضو اللجنة الاجتماعية في البرلمان الإيراني، مذكرا، قبل أيام، بأن حوالي 40 مليون شخص في البلاد دون خط الفقر، وإن تأكيده على 40 مليونا، يلفت النظر أكثر لأن هذا الرقم قد تكرر خلال عامي 2017 و2018.

العودة لتسليط الضوء على ظاهرة الفقر والعيش تحت خطه، تأتي مع ظروف وأوضاع إستثنائية تواجهها طهران على أثر العقوبات الاميركية والتي ستظهر آثارها وتداعياتها أكثر خلال الاسابيع القادمة، ومع إن حكومة روحاني قد سعت خلال برامجها لإيلاء أهتمام أكبر بأوضاع الشعب، لكن هناك الكثير من المعوقات التي تقف بوجهها وأهمها بأنه ليس هناك من ضمان لإنسيابية في عائدات بيع النفط والغاز الايراني بسبب العقوبات الاميركية، وإن ذلك يعني بأن هناك قطاعات كبيرة أخرى من الشعب الايراني سوف تنضم بسبب من ذلك الى القابعين تحت خط الفقر.

هل إن طهران ستنجح في العبور بإيران وشعبها خلال العام الجديد من الاوضاع غير العادية التي تواجهها؟ وهل ستنجح في مواجهة التحديات والتهديدات المختلفة المحدقة بها؟ وهل ستتمكن من إختراق جدار العقوبات الاميركية وتسخر من إدارة ترامب كما فعلت مع الادارة التي سبقتها؟ الاجابة على هذه الاسئلة من شأنها تحديد المسار الذي ستسير في ظلاله الاوضاع في إيران، مع إن معظم المراقبين السياسيين يعتقدون بأن حظوظ طهران في إحراز نتائج جيدة، أقل من قليلة!

ميدل إيست اونلاين

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة