الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيبين إفلاس الدولة وإرهاب حزب لله.. تقرير خطير يتوقع كوارث في لبنان

بين إفلاس الدولة وإرهاب حزب لله.. تقرير خطير يتوقع كوارث في لبنان

0Shares

في الوقت الذي تقوم فيه مليشيات حزب الله اللبناني، ذراع نظام الملالي في لبنان، بمهاجمة المتظاهرين وضربهم، وملاحقتهم، كي يمتنعوا قهراً عن مواصلة سيرهم تجاه تحقيق أهداف ثورتهم، تتوالى الدراسات والتقارير التي تشير إلى أن لبنان بات يواجه شبح الإفلاس، ومهدد بالدمار من قبل مليشيات حزب الله، ذراع نظام الملالي في لبنان.

 

إفلاس لبنان

 

وفي خضم هذا، أوضح تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قدمه أحد خبرائه حول الحالة اللبنانية أمام مجلس النواب الأميركي، أن  "إفلاس لبنان بات وشيكاً"، مبينا أن لبنان لن يكون قادراً على دفع رواتب الموظفين في القطاع العام، فيما توقع أن تدفع أي حكومة مدعومة من حزب الله البلاد إلى العزلة في سيناريو شبيه بسيناريو فنزويلا.

 

إرهاب حزب الله ضد الدولة

 

كما توقع التقرير استخدام حزب الله لسلاحه في وجه الدولة وتفكيك الجيش اللبناني، مبينا أنه منذ أكثر من شهر عمت الاحتجاجات البلاد، وأعلن رئيس الحكومة، سعد الحريري، استقالته، إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من تشكيل حكومة، ودخل حالة من الجمود لأنه أراد تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين، لأن هذا مطلب المتظاهرين، لكنه شرط أيضاً، بحسب التقرير، من شروط المساعدة المالية الخارجية للبنان، لأن الحكومة المؤلفة من شخصيات سياسية – أو حتى تلك التي تجمع بين السياسيين والتكنوقراط – لن تنجح في كسب ثقة الشعب اللبناني ولا المجتمع الدولي.

 

عرقلة الحكومة

 

كما أكد أنه "ليس واضحاً حتى الآن مَنْ هو الشخص الذي سيتولى تشكيل الحكومة الجديدة، فكتلة "حزب الله" داخل مجلس النواب رشحت الوزير السابق محمد الصفدي – الذي رفض المنصب – وأصبحت اليوم تدرس أسماء مشابهة وغير جدلية.

ومن الممكن أن يُطلب من الحريري مجدداً تولي هذه المهمة، ولكن على أي حال، فإن أياً من هذه الأسماء غير مناسب لتشكيل حكومة مستقلة تكنوقراطية تلبي مطالب الاحتجاجات لأن السلطات الحالية – أي رئيس الجمهورية ومجلس النواب – لا يزالان متأثرين بنفوذ "حزب الله" ولن يدعما أي حكومة دون حزب الله".

 

عزلة لبنان بسبب حزب الله

 

كما لفت في الوقت عينه إلى أن أي حكومة موالية لحزب الله تعني مزيداً من العزلة للبنان في الشرق الأوسط وفي العالم، ما قد يحول لبنان إلى فنزويلا الشرق الأوسط.

وأوضح التقرير أن "حزب الله يعاني من ضائقة مالية حادة بفضل العقوبات الأميركية على طهران ولن يستطيع تقديم أي تمويل للنظام المالي اللبناني في حال انهار الاقتصاد. كما أَنَّ بيئة حزب الله منتفضة على الحزب وقد شاركت شرائح منها في التظاهرات بفعالية.

 

رعب وقلقل

 

إلى ذلك، اعتبر التقرير أن حزب الله قلق من تشكيل حكومة تكنوقراط تسعى لاحتوائه ونزع سلاحه في النهاية.

كما حذر من أَن ترهيب حزب الله للمتظاهرين خصوصاً في مناطق الطوائف الأخرى سوف ينعكس على إيران وسوف تتحول المظاهرات ضد النفوذ الإيراني كما حصل في العراق.

 

استمرار الاحتجاجات

وتوقع التقرير أن تستمر الاحتجاجات وتتصاعد، كما لفت إلى احتمال توسع الاشتباكات مستقبلًا مع انهيار الاقتصاد وعدم قدرة الحكومة على رفع الرواتب، فيما قدم توصيات لمجلس النواب فيما يتعلق بالحالة اللبنانية.

 

إعادة النظر في المساعدات العسكرية

 

حيث اعتبر التقرير أنه من الضروري إعادة النظر في المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة للجيش في ظل تقارير عن توقيفات يقوم بها للمحتجين، واشتباكه معهم في بعض الحالات، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن هناك العديد من وحدات الجيش التي تعارض اعتقال المحتجين العزل أو تعذيبهم.

 

المساعدات الخارجية مشروطة

 

وتطرق أيضا إلى المساعدات الخارجية، قائلاً: "لقد أصبح إفلاس الدولة اللبنانية أقرب مما كان متوقعاً، وعندئذ لن تتمكن من دفع رواتب الموظفين في القطاع العام، بمن فيهم عناصر الجيش والقوى الأمنية.

لذا ستكون المساعدات الخارجية ضرورية لإنقاذ البلاد من الانهيار الكامل والفوضى التامة، ولكن لا يجدر تقديم تلك المساعدات دون شروط تضمن سيادة الدولة ووصول طبقة سياسية جديدة غير فاسدة إلى الحكم. لذلك، يجب أن يكون تأليف حكومة من التكنوقراط المستقلين، كما يجب إجراء انتخابات مبكرة، فهذان هما الشرطان الأساسيان لحصول لبنان على أي مساعدة مالية.

 

توافر المصداقية في الحكومة

 

إلى ذلك، شدد التقرير على أن هناك حاجة ملحة إلى تشكيل حكومة تتمتع بمصداقية وقادرة على كسب الثقة – داخل البلاد وخارجها وتقلل من المخاطر الكارثية التي تلوح في الأفق.

وأوصى بوجوب عدم تقديم المساعدات الأجنبية، بما فيها مساعدات "سيدر"، قبل أن تتخذ الحكومة الجديدة الموثوقة خطوات إصلاحية ضرورية.

كذلك، رأى أنه يجب تقديم المساعدات بشكل تعاقبي عند تحقيق إنجازات معينة، فيما يخص إجراء الإصلاحات ووضع قانون انتخابات.

 

حزب الله لن يريد التغيير

 

إلى ذلك، توقع التقرير أن يبذل "حزب الله" قصارى جهده لمقاومة التغيير، وأن يقوم بجهد أكبر من أجل تفكيك الجيش اللبناني، فيما رجح أن ستخدم الحزب في النهاية أسلحته الخاصة بوجه الشعب إذا فشلت كل الأساليب الأخرى.

 

 

معاقبة حلفاء "حزب الله"

 

وأوصى التقرير كذلك بفرض عقوبات على عون ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ووزير الخارجية جبران باسيل، ليس لكونهم فقط من أبرز حلفاء "حزب الله" فحسب، بل لأنهم أكثر الشخصيات السياسية فساداً في لبنان، والأكثر استهدافاً من قبل المحتجين.

واعتبر أنه "آن الأوان للبدء بفرض عقوبات على هؤلاء الأفراد من أجل توجيه رسالة دعم للشعب اللبناني ولوزراء الحكومة المستقبلية، مفادها أن الفساد والتحالف مع "حزب الله" أمران لن يتم التسامح معهما. لقد حان الوقت لتحمّل هؤلاء الأفراد المسؤولية. وهذا من شأنه أن يعيق أيضاً "حزب الله" سياسياً، لأن غياب هؤلاء الحلفاء سيتيح احتواء سلطة الحزب داخل مؤسسات الدولة".

 

المساعدات والخوف من الفساد

 

كما لفت التقرير إلى ضرورة التعاون الوثيق مع الدول الأوروبية، ولاسيما فرنسا وألمانيا، لضمان عدم تقديم أي مساعدات مالية مرتبطة بالاستقرار إلى لبنان – من بينها أموال "سيدر" – إلا إذا تم تشكيل حكومة انتقالية جديدة ومستقلة تعمل على إجراء إصلاحات وانتخابات مبكرة، وإلا ستستحوذ الطبقة الحاكمة الفاسدة مرة أخرى على المساعدات الدولية، التي ستصب في النهاية في مصلحة حزب الله".

 

نظام إيران عامل هدم

 

وختم الخبير الأميركي تقريره، معتبراً "أنه أصبح واضحاً، أن إيران ليست عاملاً في توفير الاستقرار سواء في لبنان أو العراق، لذلك يجب عدم التساهل بعد الآن مع قوتها الإقليمية، وحين ترفض قاعدة "أذرع" إيران نفسها، قبول طهران كحاكم لها، يتعين على المجتمع الدولي أن يصغي ويفهم الصدع العميق بين وكلاء إيران ومؤيديها المزعومين".

 

التصدي لنظام الملالي

 

وأوضح: "وفقاً لذلك، يجب على أي اتفاق أو اتفاقية مستقبلية مع إيران أن يتناول وجودها وتأثيرها في المنطقة، وأن يدرك أن قوة طهران أكثر هشاشة مما يتصوره العالم. والأهم من ذلك، من الضروري على صناع السياسة أن يدركوا أن الشيعة لا يدينون لإيران، وأنه ربما حان الوقت لبدء العمل مباشرةً مع المجتمعات الشيعية".

 كما أكد أن أزمة اليوم اقتصادية في جوهرها، لذلك فإن تأمين بدائل اقتصادية للمجتمعات الشيعية في لبنان أمر حيوي، إلا أن هذا الأمر لن ينجح إلا بوجود حكومة تمثيلية ومستقلة تحرص على ألا تستفيد إيران من أي من هذه البدائل.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة