الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتبشارة سقوط نظام الملالي

بشارة سقوط نظام الملالي

0Shares

بركان التغيير قد ظهر في الأفق وإن ملامح سفينة انتصار الثورة الديمقراطية برزت وإن العالم على موعد مع إيران خالية من الملالي ومن بقايا الشاه

فريد أحمد حسن

«اليوم أصبحت طهران العاصمة، أكبر مدينة عاصية في العالم. هدير أمواج المدن وهتافات الشباب المنتفضين تعكس نبضات قلب الشعب الإيراني في شوقه إلى الحرية، ومن أجل إيران حرّة»، بهذه الكلمات اختصرت رئيسة المقاومة الإيرانية مريم رجوي ما يجري هذه الأيام في مدن وقرى إيران، وأضافت في كلمتها في افتتاح المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية الذي عقد السبت الماضي في باريس أن «إسقاط النظام في إيران محتوم وإن إيران ستتحرر». أما المشاركون في المؤتمر، ومنهم وفود لممثليات من دول مختلفة وشخصيات سياسية بارزة وأعضاء برلمانات ورؤساء بلديات فوفروا مثالاً عملياً على ما قالته رجوي بالإعلان عن دعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني وإقرارهم بأن البديل الديمقراطي هو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وبدعوتهم المجتمع الدولي لاتخاذ سياسة حازمة تجاه النظام الحاكم الذي ارتبط اسمه بالإرهاب ويستغل الدين، وبوقوفهم بجانب الشعب الإيراني المنتفض.

البشارة التي شنفت بها رجوي آذان الحاضرين كانت تأكيدها أن لهيب الانتفاضة تصاعد في طهران وفي مدن كثيرة، عددتها، ووصفت طهران بأنها أصبحت أكبر مدينة عاصية في العالم وقالت إن انتصار الشعب الإيراني محتوم، فالإيرانيون تتقدمهم المقاومة نذروا أنفسهم من أجل الحرية ومن أجل شموخ الشعب الإيراني ومجده.

رجوي حرصت خلال كلمتها على توفير مساحات الأمل فقالت إن «بركان التغيير قد ظهر في الأفق وإن ملامح سفينة انتصار الثورة الديمقراطية برزت وإن العالم على موعد مع إيران خالية من الملالي ومن بقايا الشاه.. فالشعب الإيراني مسك بيده أدوات إسقاط النظام» وحيت الشعب الإيراني على «إصراره على نيله الحرية وعلى مواصلة انتفاضته رغم حملات القمع والإعدامات اليومية ورغم مواصلة النظام قتله للمسجونين والمحتجزين والزعم بأنهم انتحروا».

مثال على ما أقدم عليه الشعب المنتفض قالت رجوي إن عمال قصب السكر استأنفوا انتفاضتهم وإن عمال المجموعة الوطنية للصلب في الأهواز شاركوهم وإن المصلين في أصفهان أداروا ظهورهم لإمام الجمعة المعين من قبل خامنئي وهتفوا ضده، وإن المواطنين العرب في خوزستان وخاصة في مدينة الأهواز انتفضوا وانتفضت معهم كردستان وفعلوا ما يستوجب العجب ويدعو للفخر ويوفر الأمل بأن النظام لن يتأخر عن السقوط.

اهتمت في كلمتها بتوجيه التحية إلى المرأة الإيرانية التي وقفت إلى جانب الرجل ورشقت قوات النظام المدججة بالسلاح بالحجارة ووفرت المثال على بسالتها، كما حيت السائقين وأصحاب الشاحنات الذين أضربوا لمدة اثني عشر يوماً وامتد إضرابهم إلى 285 مدينة في 31 محافظة وهزوا بذلك أركان النظام، وحيت كذلك المعلمين والمتقاعدين والمواطنين الذين نهبت أموالهم، وكذلك تجار السوق وكل من شارك في فضح النظام وساهم في إضعافه.

رجوي اعتبرت التوترات والتناقضات الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما الغلاء والبطالة والفقر وعدم المساواة عوامل جعلت من قرار إسقاط النظام قراراً لا رجعة فيه «خصوصاً وأن الملالي لا يريدون حل هذه المشكلات ولا يستطيعون معالجة أي مشكلة».

السؤال الذي ليس له جواب غير «نعم» هو هل أن النظام الإيراني مقبل على السقوط؟ أما الأسباب التي تفرض ذلك الجواب وتؤكده فكثيرة، وهي إضافة إلى ما ذكرته رجوي في كلمتها فإن معاناة النظام من الضائقة المالية والمقاطعة التي اتخذ الرئيس ترامب قرارها والعقوبات الاقتصادية التي فرضها على إيران ودعا العالم إلى تأييدها ومشاركته في تنفيذها فنتيجتها المنطقية هي سقوط النظام.

لن يطول الوقت الذي سيشهد فيه العالم سقوط نظام الملالي الذي تسبب في إبعاد إيران عن الفعل الحضاري، ولن يتأخر الشعب الإيراني عن معانقة الحرية. هذا ما تبشر به المقاومة الإيرانية، وهذا ما أكدت عليه رجوي في كلمتها.

 

نقلا عن صحيفة الوطن البحرينية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة