الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومبركان "سراوان" المتفجر..مرآة تعكس الوضع في إيران

بركان “سراوان” المتفجر..مرآة تعكس الوضع في إيران

0Shares

تشهد مدينة سراوان في محافظة بلوجستان أحداثاً مشتعلة منذ يوم الاثنين، 22 فبراير، عقب مواصلة الحرس التابع لخامنئي أعماله القمعية ضد المواطنين البلوش، ووضع حواجز وحفر خنادق كبيرة لمنع تنقل ناقلي الوقود، وقيام عناصر الحرس بإطلاق النار بوحشية على الأشخاص العزل، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، لينتج عنها حالة احتجاج وتصدي من قبل ناقلي الوقود لعناصر الحرس، كردة فعل.

وفي إطار تطور الأحداث، تصاعدت الاحتجاجات صباح يوم الثلاثاء، 23 فبراير، في سراوان التي خرجت عن بكرة أبيها، حيث قام الأهالي بالإضراب وإغلاق محالهم التجارية، والاستيلاء على مبنى القائممقامية، والقيام بأعمل تخريب في المبنى رغم التواجد الكبير للحرس وقوات الأمن، جابهها الحراس المجرمون بإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد.

وشملت المواجهات مع الحرس الإجرامي، التصدي لسيارات الشرطة من قبل الشباب المنتفضين، وقلب عدد منها، وإضرام النار فيها، إضافة لإغلاق الطريق أمام قاعدة الحرس من خلال إحراق الإطارات المستعملة، وسقط على خلفية المواجهات عشرات القتلى والجرحى من أهالي سراوان في الاشتباكات، بعدما استمرت الانتفاضة حتى الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء.

بالتزامن مع أحداث سراوان، اشتبك أهالي قرية كشتكان عند نقطة الصفر على حدود قسم "بم بشت" مع عناصر النظام أمام قاعدة الحرس.

ورافق الاشتباك إطلاق نار من قبل الحرس على المحتجين الذين قاموا بالرد عليهم بإلقاء الحجارة واقتحام قاعدة الحرس ومواجهة عناصره، وتحطيم باب القاعدة.

 

استغلال وقمع مضاعف

ويلصق الملالي اللصوص القمعيون، تهمة "تهريب الوقود" بالفقراء والمحرومين في سيستان وبلوجستان، بينما يغض الطرف عن "عملية تهريب عصابات المافيا المشكلة من 100 شاحنة تعبر الحدود بوثيقة (رسمية من مسؤول حكومي)".

باعتراف من إحسان هوشمند، الخبير الحكومي، بتاريخ 5 يناير، ويبلغ حجم تهريب الوقود من قبل عصابات مافيا خامنئي هو "10 إلى 15 مليون لتر من الديزل، يتم تهريبها يوميًا" وقيمة هذه الكمية من التهريب المنظم للوقود عالية جدًا لدرجة، حيث يشير هوشمند إلى أنه "لو تم إيقاف 50 ٪ من هذا التهريب، سيحصل اقتصاد البلاد سنويا 6 مليارات دولار، و(يبقى) لهؤلاء الأشخاص المحرومين المعدمين في سيستان وبلوشستان وأجزاء أخرى من إيران".

بالطبع، سيستان وبلوشستان مجرد مثال واحد، فقد وصل النهب والقمع في جميع أنحاء إيران الآن إلى درجة اتسعت معها الفجوة الطبقية، ووفقًا لمسؤولي النظام أنفسهم، فإن 96 في المائة من أبناء الشعب الإيراني فقراء وجوعى، وفي كثير من الأحيان تحت خط الفقر.

وتشير التقديرات إلى أن ما نسبته 4% هم وكلاء الحكومة وخامنئي، يتحصلون على استثمارات بمئات المليارات، والعديد من الفلل الفاخرة في مناطق مختلفة من البلاد، كما أن التربح، والاختلاس، والرشوة، والتضخم المتفشي، والظهور القبيح والمثير للاشمئزاز لأبناء الذوات، أدت جميعها إلى نتائج وخيمة وانعكاسات اجتماعية واقتصادية على المجتمع، حيث تم القضاء التدريجي على "الطبقة الوسطى"، وتفاقم البطالة والفقر والحرمان، حيث أوجدت واد سحيق بين الفقراء والأغنياء، وظاهرة القصور الفاخرة بجوار الأكواخ المنتشرة، ما أدى إلى طفح كيل المواطنين، وتراجع تحملهم إلى أدنى مستوى" بحسب (المدعو مندني بور 19 ديسمبر).

 

الثورة هي الحل

تأتي الانتفاضة البطولية لأبناء سراوان في الوقت الذي تحذر فيه صحف النظام باستمرار من حالة المجتمع المتفجرة في جميع أنحاء البلاد، حيث عبرت صحيفة "اعتماد" في 23 فبراير، عن الأحداث بالقول:

"المجتمع يقاوم الإكراه دائمًا"؛ وشدّدت الصحيفة على أن القمع لم يعد الوسيلة القادرة على مواجهة هذا المجتمع المتمرد والمتفجر، إلا أن الصحيفة الحكومية تلجأ مرة أخرى إلى الأساليب الخادعة وتقول "يجب توعية الناس بأن الطريق إلى الازدهار والعدالة والكرامة والهوية، لا يكون في إعادة الثورة ولا في التمرد! " (المصدر ذاته).

لكن ناصحي نظام الحكم حصلوا على إجابة مفزعة من مواطني سراوان، الذين أظهروا باحتجاجهم الجريء عكس ذلك، مؤكدين بأن السبيل الوحيد أمام الشعب الإيراني للوصول إلى "الرخاء والعدل والكرامة والهوية" يكمن بإعادة الثورة والانتفاضة والنار!.

إن انتفاضة أهل سراوان ليست استثناءً، لكنها مظهر من مظاهر ثوران بركان ينذر بانفجار برميل بارود في كل إيران، بعد أن أصبح المجتمع في إيران ملتهباً ويكاد ينفجر بأية شرارة من شدة القمع والنهب السائد منذ 42 عامًا، خاصة في وضع يكون فيه العدو اللدود للنظام في الميدان، والذي "يدعو الشباب عمليا إلى تسليح أنفسهم".

بحسب ما ورد في صحيفة "مستقل" في 23 فبراير، التي عرضت توصيفاً لما يجري بالقول "الله أعلم ما هي الخطط التي ترمي إليها أعمال الشغب القادمة! ووفقا للعديد من المسؤولين الأمنيين، إذا ظهرت مجدداً في الشوارع، لا يمكن مقارنتها حتى بشهر كانون الأول / ديسمبر 2017 وتشرين الثاني / نوفمبر 2019، وسنرى بالتأكيد الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة والمتفجرات".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة