الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانبذخ وترف.. كيف يعيش رجال الدين الحاكمين في إيران بعيداً عن معاناة...

بذخ وترف.. كيف يعيش رجال الدين الحاكمين في إيران بعيداً عن معاناة الشعب؟

0Shares

 

بالرغم من الحياة القاسية التي يعيشها الشعب الإيراني بسبب الفساد المستشري بين رجال الطبقة الحاكمة في إيران، يعيش الملالي يرتعون دون حساب، فحياة الترف والبذخ تبدو عليهم دون معاناة، على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي يعاني منها جميع أفراد المجتمع باستثناء الملالي وذويهم.

 

45

المتاجرة بالدين وحياة البذخ

وتكثر في أيام محرم ظاهرة المتاجرة بالدين من قبل حكام  طهران المنافقين، حيث تنمو وتزدهر لكن في السنوات الأخيرة، وبالإضافة إلى المتاجرة بالدين والكذب والتضليل، وقلب القيم العليا للإسلام الثوري وإعطاءها معاني جديدة تخدم مصالحهم، برزت ظاهرة أخرى وهي عروض الترف والبذخ الديني (ظاهرة الأرستقراطية الدينية)، تلك الظاهرة التي أشعلت نار غضب الطبقات المحرومة في المجتمع.

 

اعتراف رسمي: 91٪ من الإيرانيين يرون المسؤولين الحكوميين رجالا فاسدين

 

طبقة معينة

وتنتشر فضائح الملالي الذين يتسترون برداء الدين، مع حياة البذخ والترف  إلى درجة أن بعض العصابات الحاكمة حاولت عزل نفسها عن تداعيات الانعكاس الاجتماعي للظاهرة، فيما أصبح نشر هذه الصورة والصور المماثلة لها على الشبكات ووسائل الإعلام الحكومية، رمزاً لما أطلقت عليه الحكومة بـ"الأرستقراطية الدينية"، محاولة تجنب انعكاسها السلبي على المجتمع، وإبعادها عن النظام وحصر الظاهرة في طبقة معينة، لكن تناقض أقوال أزلام النظام في وسائل الإعلام الحكومية أكثر مما يمكن التستر عليه.

 

مسؤولو نظام الملالي يُفشون قضايا الفساد في الصراع بين زمر النظام

 

زواج غير شرعي

من جانبها أشارت وكالة "ايرنا" أن "الطبقة الأرستقراطية الدينية ولدت من زواج غير شرعي بين السياسة والدين"، موضحة أنّ "جذور إعادة إنتاج هذه الطبقة في إيران، والتي تعرف في العالم بأنها المتحكمة بدولة إسلامية  يجب أن يقودنا للبحث عن استغلال الدين من أجل المصالح الاقتصادية ". 
ولفتت إلى أن هذا الاستغلال أوهم البعض، بأنّ لهم مكانة خاصة تمنحهم الحق بالتمتع بهذه الامتيازات الاقتصادية، بجانب حصتهم ونصيبهم من  الثروة التي قدمتها لهم الثورة أو حسب تعبيرهم "مائدة الثورة."

العصابة المتنافسة

كما حاولت وكالة "مهر" الإخبارية التابعة لخامنئي ربط هذه الظاهرة بالعصابة المتنافسة فقط قائلة: إنّ "القصة تعود أصولها إلى ما يقرب من عقدين، فبعد انتهاء الحرب ظهرت تأكيدات من بعض المسؤولين رفيعي المستوى على أن  هذه الحقبة الجديدة  تتطلب أشكالاً وهياكل جديدة". 
وذكرت أنّ "الأرستقراطية الدينية" محصورة في عدد قليل من أنصار النظام، قائلة: "إنّ أعضاء هذه الطبقة المترفة من أنصار النظام تشارك في المسيرات والمناسبات الحكومية مثل صلاة الجمعة، ولكن بعدما يوقفوا سياراتهم الفاخرة والغالية الثمن في موقف السيارات في شارع "كشاورز" الذي تقام فيه عادة المناسبات الحكومية".
واستشهدت الوكالة الحكومية بمثال وحيد تعلق بـ "حفل زفاف فاخر لابن سفير"، لإبعاد التهمة عن عصابة خامنئي، ونسبها إلى أنصار حسن روحاني في وزارة الخارجية المحسبون عليه.

 

الفساد وصراع السلطة وجهان لعملة نظام ولاية الفقيه

 

حوزات الترف

وتضيف "مهر" تقول "مع ذلك، ففي الصدام الذي نشب بين الملا يزدي والملا أملي لاريجاني، الرئيسين السابقين للسلطة القضائية، ومن بين النقاط التي تم تسليط الضوء عليها، كانت قضية بناء حوزات دينية أرستقراطية والتي تمت الإشارة إليها في وسائل الإعلام الحكومية باسم "حوزات الترف".

 

الفضيحة المستمرة لمافيا الفساد والنهب في بيت خامنئي العنكبوتي

 

أصداء هذه الطبقة

واستطردت وكالة مهر للأنباء، مفصحة عن سبب امتلاء الفضاء الإلكتروني بأصداء هذه الطبقة الأرستقراطية الدينية، حيث تقول زاعمة: "لقد اعتدنا من قبل على أن الفضاء الإلكتروني الإيراني الجاد هو شكل أكثر حداثة من الحديث المبتذل في سيارات الأجرة والمقاهي والذي تنتشر فيه الأقوال الشائعة مثل "إنهم (الملالي) وراء هذا الفساد واتساعه."
وتضيف "على الرغم من أنّ الجميع يعرفون ويكتبون على نطاق واسع في الفضاء الإلكتروني، أنّ مصدر هذا الفساد والنهب هو خامنئي وبيته، كتبت إحدى الوكالات بشكل يبعث على السخرية: "باستثناء المرشد لا يتمتع أحد من مسؤولي النظام بحصانة وخط أحمر".

المحرومين والفقراء

وكتب موقع "كاوشكر" الحكومي متسائلاً: "بالنظر إلى البرجوازية الدينية التي تشكلت في المجتمع، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا بعد مرور أربعة عقود على الثورة، سارت الأمور بطريقة عكسية؟ فبدلاً من تحسين حياة المحرومين والفقراء، أصبحت  حياة بعض المسؤولين  أكثر أرستقراطية وثراء وبذخ أكثر من أي وقت مضى".

 

في ظل سلطة الملالي جيش الفقراء والجياع في إيران یتوسع

 

ويضيف الموقع "كان من المتوقع أن تخدم هذه الطبقة من المسؤولين النظام مستخدمة وحاملة قيم الإيثار والجهاد والتضحية بالنفس من أجل تعزيز وتحسين حياة الفئات المحرومة، ولكن  أصبحت هذه الطبقات التي لا تستطيع كسب لقمة العيش تشاهد مذهولة مشاهد وصور القصور والفيلات وحدائق الحيوان الخاصة وحياة البذخ والترف لهؤلاء المسؤولين و أبنائهم  كل يوم على شبكة الإنترنت."

التبرير ببناء الأماكن الدينية

وفي إطار اعترافات مسؤولي النظام حول انتشار ظاهرة الأرستقراطية في الدائرة المقربة من خامنئي، صرّح محسن قنبریان، أحد ملالي قم، في مقابلة مع تلفزيون النظام قائلاً: "قبل أن ننتقد ظاهرة بناء الفيلات الفاخرة في منطقة  لواسان، عليك أن تنتقد الحوزة الدينية في منطقة لواسان ومساجدها الأرستقراطية".
وأوضح أنّ الكثير من أصحاب الثروات التي تم جمعها بطرق فاسدة يبررون عملهم في بعض الأحيان ببناء مثل هذه الأماكن الدينية. 

فكرة لا ترحم

ويرى مهدي صدر الساداتي، أنّ "الأرستقراطية الدينية" بأنها فكرة لا ترحم موضحاً أنّ الأرستقراطية الدينية لها وسائل إعلام خاصة بها، مشيرا إلى أن لها منابر إعلامية لها علاقات متينة مع قم، كما أن لها مؤسسات تنفق على الأعمال الخيرية، ونتيجة لعلاقاتها مع دوائر القرار في  السلطة تحصل على الامتيازات الاقتصادية وتتمتع بحصانة قضائية، مبينا أن وسائل إعلامها تقدم لها تبريرات دينية وأخلاقية لبناء القصور وحياة البذخ والإسراف، وتمهد بشكل غير مباشر لخلق ثقافة خاصة بها.

 

انكشاف جانب من اختلاسات «شمخاني» ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن الوطني

 

تدخل رجال دين 

وأضاف: "ترتبط عائلة مالك باستي ( التي تمتلك مستوطنة بمساحة 10 هكتارات) وعائلة مالك كلاك (المالكة لمستوطنة بمساحة 100 هكتار) بعلاقة مصاهرة، وكلا العائلتين حصلتا على تراخيص البناء رغم التعدي السافر على القوانين".
وأكد أن هذه المستوطنات لا يمكن بناؤها دون تدخل من رجال دين متنفذين، وهذا يعني أن شخصاً من المعارضة في خارج البلاد حتى لو بذل الكثير وانتظر ألف عام فإنه لن يحصل على ترخيص لمثل هذا العمل.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة