الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتبداية انهيار نظام الملالي بفقدان القوة الجسدية

بداية انهيار نظام الملالي بفقدان القوة الجسدية

0Shares

نظرة عامة على رعب زعماء نظام الملالي من فقدان قواهم الجسدية والانهيار المبكر

 

إن موقف نظام الملالي يزداد ضعفًا وعجزًا كل يوم. وتستند هذه الحقيقة إلى الاجماع في وجهة النظر الدولية عن طريق وسائل الإعلام المنتشرة في كل مكان.  

وربما تكون أفضل وثيقة للتعبير عن موقف نظام الملالي هي ما قاله علي خامنئي، الولي الفقيه للملالي، حيث قال مؤخرًا عشية الحملة الانتخابية لنظامه: "يجب حتى على أولئك المستاؤون من نظام الملالي أن يشاركوا في الانتخابات من أجل الحفاظ على البلاد ومصداقيتها وسمعتها، وقد يكون هناك شخص لا يقبلني، فلا بأس في ذلك". وقال أيضًا: "قد يكون هناك شخص لا أعجبه، ولكنه إذا كان يحب إيران، يجب عليه أن يدلي برأيه في صندوق الاقتراع".

كما قال رئيس جمهورية الملالي، حسن روحاني في خطابه  في 11 فبراير 2020 : "من فضلك لا تكن منفعلًا وسلبيًا. دعونا لا نتغيب عن المشاركة في الانتخابات  لأي سبب من الأسباب . لأن الانتخابات وصندوق الاقتراع هو طريق نجاتنا. لذا، يجب أن ندلي بأصواتنا في صندوق الاقتراع بأي شكل من الأشكال".

ومن الواضح أن خامنئي وروحاني لا يخاطبان الشعب، بل يخاطبان قوات النظام التي تنهار يوميًا بشكل متزايد بعد انتفاضة يناير في بداية عام 2018، لأن الشعب الإيراني قال كلمته بشأن هذا النظام  أثناء انتفاضة أكتوبر، وهي أنه لم ولن يرضى عن هذا النظام الفاشي، ودائمًا ما ينتهز الفرصة المتاحة للتدفق إلى الساحات للإطاحة بهذا النظام الفاشي. ومن بين الشعارات الرئيسية للمتظاهرين في انتفاضة يناير 2018 شعار " لقد انتهت اللعبة أيها الإصلاحيون والأصوليون"، كما أنهم بالإضافة إلى رفع شعار الموت لخامنئي في انتفاضة نوفمبر 2019، رفعوا أيضًا شعار "الموت للظالم، لا نريد الشاه ولا نريد الزعيم (خامنئي)".  وهذا ما يطالب به الشعب والمقاومة الإيرانية ضد ديكتاتورية الشاه وديكتاتورية خميني.

وبناء عليه، فإن جوهر القضية في مسرحية الانتخابات هذه المرة بالنسبة للولي الفقيه لا يكمن في عدم مشاركة الشعب، بل في انهيار قوات النظام الذي اهتزت أركانه من الداخل بسبب تقدم انتفاضة الشعب والدور المنقطع النظير الذي تؤديه معاقل الانتفاضة في جميع أرجاء البلاد الآن. 

إن توسلات نظام الملالي للشعب للمشاركة في التصويت في صناديق الاقتراع ليست دليلًا واضحًا على  ضعف وعجز هذا النظام الفاشي فحسب، بل هي وثيقة على تهديد هذا النظام لكل شخص لن يشارك في التصويت.  وفي آخر بيان له قال رئيس السلطة القضائية للنظام، وكيل علي خامنئي وخليفته المحتمل بوصفه الولي الفقيه : " إن أي شخص يشكك في الانتخابات سيعتبر عدوا". واستشهادًا بسجله الجنائي الكامل ولاسيما دوره الشيطاني في مذبحة 30 ألف سجين سياسي عام 1988 يعرف بقسوته ووحشيته لدى الرأي العام، مضى قائلًا: " تنطوي إستراتيجية العدو على إحباط الناس وإثارة الفوضى والاضرابات "

وعلى الصعيد الدولي وصف علي خامنئي، الذي يدرك قبل الجميع هشاشة نظامه وتصاعد الاحتجاجات الشعبية والدور المؤثر لمعاقل الانتفاضة والمقاومة في الانتفاضات الأخيرة؛ المشاركة في التصويت بالضامن الرئيسي لأمن نظام الملالي، حتى أنها أهم من القدرة على التسلح والقدرة العسكرية للنظام. ووصف إجراء الانتخابات بأنه القضية الرئيسية،  واحتجاجات زمرة روحاني على مجلس صيانة الدستور بأنها أمر غير شرعي ومرفوض ومن أكبر الأخطاء، حيث أنها تؤدي إلى الإحباط من المشاركة في التصويت.          

ووجه كلمة لزمرة روحاني مشيرًا إلى أن الانتخابات في إيران من بين أكثر الانتخابات نزاهة في العالم، قال فيها: " عندما تدعي أنت كذبًا أنه تم هندسة نتائج هذه الانتخابات أو أنها ليست انتخابات بل إنها تعيينات، يصاب الناس بالإحباط ويحجمون عن المشاركة  للتصويت في الانتخابات . 

إن اتهام رئيس جمهورية الملالي لفصيل علي خامنئي بهندسة نتائج الانتخابات وبالتعيينات (أثناء اجتماعه بالمحافظين والحكام في 27 يناير 2020) هو وثيقة لا يمكن إنكارها على أن نظام الملالي المطوق بالأزمات سوف يتمادي في سياسية الانكماش بسبب الاستمرار في السقوط في الضعف والعجز. وهذا هو السبب في أن أول ما سيجنيه هو المزيد من سقوط قواته في مسار انهيار النظام. 

والحقيقة هي أنه كما أعلنت المقاومة الإيرانية على مدى سنوات عديدة، فإن علاقة نظام الملالي بالانتخابات الشعبية مثل علاقة الاستعاذة والبسملة بالشيطان ، ، إذ لم  يحدث قط وأن أُقيمت انتخابات حقيقية نزيهة في ظل هذا النظام الفاشي، وكل ما حدث هو عبارة عن تعيينات وهندسة نتائج الانتخابات مسبقًا من أجل بقاء نظام الملالي.    

وجدير بالذكر أن تصريحات حسن روحاني الأخيرة حول التعيينات والانتخابات الشكلية في إيران ليست بيانًا للدفاع عن الشعب بل هي حلقة من صراع الذئاب على الحكم للحصول على أكبر نصيب من السلطة. إلا أن كلًا من الفصيلين غافلين عن أن انهيار القوة  لا يخص فصيلًا بعينه من النظام، بل هو ظاهرة حقيقية تخص النظام بأكمله.  

وأكدت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي، أن الشعب الإيراني قال كلمته الأولى والأخيرة في انتفاضتي نوفمبر ويناير رافعًا شعارات " فليسقط مبدأ ولاية الفقيه والموت لخامنئي : إن تشبثات روحاني الحقيرة لن تسفر سوى عن تفاقم كراهية الشعب واستياءه من هذا النظام الفاشي، بل وستزيد من إصرار المواطنين على مقاطعة هذه الانتخابات. إذ أن مقاطعة هذه الانتخابات واجب وطني ووفاء بعهد الأمة الإيرانية مع كوكبة شهداء الشعب الإيراني ولاسيما الـ 1500 شهيد الذين ضحوا من أجل عزة الوطن ورفعته في انتفاضة نوفمبر 2019.  

وخلاصة القول، هي أن سلسلة انتفاضات الشعب الإيراني وأنشطة المقاومة الإيرانية داخل إيران وخارجها، وتسارع التطورات السياسية في المنطقة والانتفاضة الشجاعة للشعب العراقي واستمرارها ستكون سببًا رئيسيًا في انهيار قوات نظام الملالي، ولاسيما في فشل مسرحية انتخاباته، والإسراع في الإطاحة بهذا النظام على أيدي الشعب والمقاومة الإيرانية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة