الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومایران : انتشار شعار المطالبة بتفكيك قوات حرس نظام الملالي

ایران : انتشار شعار المطالبة بتفكيك قوات حرس نظام الملالي

0Shares

أثار زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في رسالته رقم 28 الصادرة بتاريخ 7 سبتمبر 2020، قضية ضرورة تفكيك قوات حرس نظام الملالي، قائلًا: "" إن القول الفصل الآن هو ضرورة حل قوات حرس نظام الملالي، وضرورة تخصيص ميزانتيها وأصولها للإنفاق في مكافحة وباء كورونا والصحة وعلاج أبناء الوطن. ولو لم يكن نظام الملالي ينوي اللجوء إلى القمع وإشعال الحروب وتصدير الرجعية لكفاه جيشًا واحدًا، وما وجب عليه أن يفرض على الشعب الإيراني المضطهد المنكوب تحمل تكاليف قوات حرس نظام الملالي المضاعفة".

 

صدى رفع شعار المطالبة بضرورة تفكيك قوات حرس نظام الملالي

نظرًا لأن هذه المطالبة مبنية على حقائق اجتماعية وسياسية راسخة، فقد انتشرت بسرعة وحققت تأثيرًا اجتماعيًا كبيرًا لدرجة أن الولي الفقيه اضطر خلال الأيام الأخيرة تكليف عدة أشخاص من عناصر وقادة قوات حرس نظام الملالي بتصدر المشهد على شاشات التلفزة محاولًا الرد على "التشكيكات الواسعة النطاق" في هذا الصدد.

وفي هذا الصدد تصدر المتحدث البارز ومساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الخاضعة لأوامر الولي الفقيه، وهو حرسي يدعى أبو الفضل شكارجي؛ المشهد على شاشات تلفزة نظام الملالي في 21 سبتمبر 2020، للرد على التشكيكات. وفي هذا الصدد سأل مقدم البرنامج: هل هذه الشبهة التي يثيرونها حول ضرورة أن يكون لكل دولة قوة مسلحة واحدة تعتبر في نقاشنا الأيديولوجي موضوعًا للمحافظة على الحدود؟".

قال الحارس المختص، الذي كان يحاول الادعاء في الوقت نفسه بعدم وجود أي خلاف بين قوات حرس نظام الملالي والجيش: " إن حماية الحدود الأيديولوجية في نظام الجمهورية الإسلامية المقدس والثورة الإسلامية هو المهمة الجوهرية لقوات حرس نظام الملالي، فضلًا عن كافة المؤسسات والأجهزة وحتى الجيش".  

وبهذا وضع الحرسي أبو الفضل شكارجي نفسه في تناقض واضح، حيث يتضح من رده أن هناك تداخلا صارخا بين مهام كل من الجيش وقوات حرس نظام الملالي. واضطر الحرسي المذكور إلى أن يقول إن مهمة الجيش ليست الدفاع عن أرض الوطن، بل الدفاع عن الحدود الأيديولوجية لنظام الملالي. بيد أننا نجد تناقضًا آخر في هذا الرد سلط أحد المشاركين الضوء عليه، متسائلًا: أين حدودنا الأيديولوجية؟ ألا يتناقض هذا الأمر مع ضرورة أن ندافع عن حدودنا الجغرافية؟ وهنا اضطر الحرسي شكارجي الذي بدا وكأنه قد وقع في الفخ  إلى أن يقول: " من المؤكد أن الجيش له مهمة داخل البلاد، إذ لا يجب علينا أن نصطدم بمجاهدي خلق". ثم وجب عليه أن يشتكي ويتألم على الـ 17,000 قتيل.

وبذلك اعترف بأن الهدف من وجود قوات حرس نظام الملالي هو قمع المعارضين والشعب المطحون داخل البلاد فضلًا عن تصدير الإرهاب خارج البلاد.

وهم نفس الأشخاص الذين يهتفون في التجمعات والمظاهرات ضد قوات حرس نظام الملالي والباسيج وضد دور هذه القوات المعادية للشعب مرددين هتافات من قبيل " لا غزه ولا لبنان، روحي فداء لإيران" و " اترك سوريا وفكر في حالنا". وتعكس هذه الهتافات والشعارات غضب وكراهية الإيرانيين لقوات حرس نظام الملالي وتخصيص ميزانية ضخمة وما لدي البلاد من إمكانيات لهم، وينبغي إنفاق هذا كله على الشعب، بيد أن قوات حرس نظام الملالي تكرس كل هذه الأموال للإنفاق على إشعال الحروب وارتكاب المذابح خارج البلاد.   

شعار نابع من غضب الشعب وزئيره

لقد تضاعف غضب وكراهية الشعب لقوات حرس نظام الملالي بقدر كبير للغاية، من منطلق أنها نقطة الارتكاز الرئيسية التي يعتمد عليها الولي الفقيه المتطرف في المضي قدمًا في ممارسة القمع والإرهاب في ظل الظروف الحالية التي تعاني فيها البلاد الأمرين جراء كارثة تفشي وباء كورونا.

نظرًا لأن خامنئي وافق على تخصيص مليار دولار فقط لمكافحة وباء كورونا في البلاد، تم في الآونة الأخيرة منح وزارة الصحة والعلاج أقل من ثلث هذا المبلغ ؛ في حين أنه أنفق على الحرب السورية 30 مليار دولار استشهادًا بقول أعضاء مجلس شورى الملالي. ويعترف مسؤولو هذه الوزارة بأن أغلب الكوادر الطبية لم يستلموا رواتبهم الهزيلة منذ عدة أشهر، رغم التضحيات التي قدموها لمكافحة وباء كورونا على مدى عدة أشهر .

لذلك فإن ما يريده الإيرانيون هو تفكيك قوات حرس نظام الملالي المشؤومة والمكروهة التي لم تجلب للشعب الإيراني منذ اليوم الأول سوى المصائب والتعاسة.

ومن الواضح أن الولي الفقيه يتعرض اجتماعيًا وكذلك من جانب قواته إلى ضغوط شديدة وللاستجواب، مما اضطره إلى أن يتصدر المشهد ويوضح تشكيكات موضوع كان التعرض له في وقت سابق يعتبر من المحرمات. تفسيراتٌ مفعمة بالتناقض الذي يفاقم من الأزمة.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة