الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانايران ..ناقلي الوقود البلوش؛ والصراع من أجل البقاء

ايران ..ناقلي الوقود البلوش؛ والصراع من أجل البقاء

0Shares

لم تكتف حكومة الملالي الفاسدة في إيران بعدم السعي لتوفير الوظائف للمحرومين في محافظة سيستان وبلوشستان، بل إنها تقمع  من يسعى إلى توفير قوت يومه في هذه المحافظة أيضًا. هذا في حين أن الفقر والبطالة يستفحلان في المحافظة.

إن العمل في نقل الوقود هو أحد  المجالات التي يضطر  الكثيرون إلى اللجوء إليها لتوفير الحد الأدنى لمعيشتهم ،  ويعتبر هذا العمل لعبة الموت والحياة إلى حد ما نظرًا للتهديدات التي يحملها. 

والجدير بالذكر إنهم يعرضون أنفسهم للخطر من أجل بيع صفيحة من الوقود سعتها 40 لتر على الحدود الإيرانية الباكستانية. وهم مضطرون دائمًا إلى التنقل عبر مناطق وطرق صعبة العبور  حتى يكونوا بعيدًا عن مرمى إطلاق نيران قوات القمع التابعة لنظام الملالي.

وحسبما قال أحد الملالي في هذه المنطقة، فإن حالة الفقر والتسول والبطالة في سيستان وبلوشستان مرتفعة للغاية لدرجة أن نصف سكان هذه المحافظة يكسبون لقمة  العيش عن طريق نقل الوقود. في حين أنهم يتعرضون للتهديد والترهيب المستمر من قبل المسئولين والضباط المحليين التابعين لنظام الملالي ، ومن بينهم محافظ سيستان وبلوشستان، الذي قيل عنه أنه يتصدى لمن يحمل الوقود أو البضائع المهربة. (وكالة أنباء ايسنا 8 مايو  2019)

يبذل ناقلو الوقود البلوش جهودًا مضنية لإدارة حياتهم  وحياة أسرهم ويتعرضون يوميًا لأحداث مؤلمه ومأساوية.

قُتل العديد من ناقلي الوقود، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، بسبب إطلاق عناصر الحكومة النيران عليهم، ومن بين هذه الأحداث:

– في يوم الجمعة الموافق 22 مارس (آذار)2019 ، تعرض «محمد عثمان سیاهانی‌ مقدم» لإطلاق النار مباشرة من قبل الضباط، أثناء المرور بحمولة الوقود على حدود كشتكان، وقُتل على الفور نتيجة لإصابته بالرصاص في رأسه.

– في يوم الخميس الموافق 6 يونيو 2019، أطلق ضباط نظام الملالي محترفي الجرائم النار مباشرة على سيارة مواطنين من البلوش في جرفاني سراوان.

والجدير بالذكر إن حرس نظام الملالي منهمك يوميًا في تهريب الوقود إلى باكستان عبر حدود المحافظة نفسها مستخدمًا الصهاريج، وازداد هذا الأمر بشكل كبير خاصة بعد الحظر النفطي، إلا أن الطابع الافتراسي لهذه المؤسسة القميعة والمعادية للشعب لن يسمح بأن يضع ناقلي الوقود المحرومين في جيوبهم حتى الدخل القليل الذي اكتسبوه.

إن نمو ظاهرة نقل الوقود في سيستان وبلوشستان والعتالة في المناطق الحدودية الغربية من البلاد التي جاءت نتيجة لفقر وحرمان وبطالة أهالي هذه المناطق، ترتبط مباشرة بما يقوم به قادة وعملاء الحكومة من أعمال خسيسة مثل النهب والاختلاس والسرقة، وناجمة عن  الاختلاف الطبقي الفاحش بين أغنياء الحكومة ونسبتهم 4 في المائة وأغلبية الشعب الإيراني ونسبتهم 96 في المائة.

ومن بين ناقلي الوقود أشخاص ينقلون الوقود على  الرغم من حصولهم على شهادة الماجستير  وشهادة البكالوريوس. 

ذكرت وكالة الأنباء الحكومية "إيلنا" عن الوضع المعيشي لأحد ناقلي الوقود الذي يمارس هذا العمل على  الرغم من حصوله على شهادة البكالوريوس في الكهرباء: "يبلغ محب 28 عامًا من العمر، وهو خريج قسم الكهرباء من "الجامعة الحرة". واشترى محب ،هذه الأيام، سيارة  نيسان زرقاء جديده من الوكالة بالتقسيط لنقل الوقود، ويتعين عليه أن يدفع 5 مليون و 300000 تومان كل ستة أشهر لسداد القسط . وفيما يتعلق بوضعه المعيشي ، يقول: لست أنا فقط من يعمل في نقل الوقود ، بل إن كافة أقراني في سيستان وبلوشستان يعملون في هذه المهنة، وعلى الأقل يمكنني أن أقول هذا الكلام عن أصدقائي بثقة. إن العيش في منزل من الطوب يبلغ عمره خمسون عامًا تقريبًا، وأبنائي الستة الذين ليس لديهم مستقبل واضح، إضافة إلى السيارة التي من الممكن أن تحول حياتي إلى جحيم في أي لحظة، يشكلون الجوانب الثلاثة من حياتي.

بعد التخرج، بدأت البحث عن العمل، لكن، مثل العديد من الشباب، لم أجد وظيفة مناسبة لمجال الدراسة. ولا جدوى مما درسته، ولم أجد طريقة للعيش ولذلك كنت مجبرًا على العمل في نقل الوقود واشتريت سيارة شحن لتصبح مصدر دخل لعائلتي. ربما لا يمكنك أن تتخيل وجودك في عائلة مكونة من ثمانية أفراد من ناحية، ومن ناحية أخرى ، هناك سيارة مليئة بالوقود من الممكن أن تدمر حياتك ورأس مالك في أي لحظة "

تزداد بعض الظواهر منذ سنوات طويلة في ظل حكم الملالي مثل ظاهرة حمل البضائع على الظهر ومبادلتها على الحدود، وظاهرة بيع الأعضاء وأحدث هذه الظواهر هي ظاهرة نقل الوقود.  وهذا نوع من الآلية في النظام الاقتصادي للحكومة الذي دائمًا ما يكون فيه المشاركون في الحكومة ونسبتهم 4 في المائة أكثر سمنة ووزنًا نتيجة لرفاهة العيش ، بينما يكون فيه الفقراء والمنهوبين أكثر نحافة ومنبوذين.

هذا النوع من تقاسم الثروة في ظل النظام الإيراني هو الذي أدى إلى وجود ظاهرة حمل البضائع على الظهر ومبادلتها على الحدود وظاهرة نقل الوقود.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة