الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانايران ــ المضي قدما في الاتفاق النووي، مسير توترات وآفاق

ايران ــ المضي قدما في الاتفاق النووي، مسير توترات وآفاق

0Shares

تصاعدت التوترات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأوروبية والولايات المتحدة من جهة ونظام الملالي من جهة أخرى.

كانت نقطة انطلاق هذا التوتر بدءا من نقض اتفاق الوكالة في 12سبتمبر من قبل النظام. التوافق الذي تم التوصل إلى اتفاق خلال زيارة رافائيل غروسي لطهران وكان من المفترض أن يسمح النظام للوكالة بنصب كاميرات لكنه انتهك ذلك الإتفاق، ولم يتم السماح بتركيب هذه الكاميرات في موقع تجميع أجهزة الطرد المركزي في كرج – مكان ما يعرف بـ تيسا.

وقد صرح رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان بتاريخ 26 سبتمبر2021 أن النظام الإيراني خلافا لاتفاقية 13 سبتمبر منع تركيب كاميرات مراقبة الوكالة في منشأة تصنيع أجهزة الطرد المركزي في كرج، ولم يسمح النظام الإيراني الآن بصيانة واستبدال بطاقات الذاكرة الخاصة بعمل أجهزة الطرد المركزي في مجمع كرج.

وأعلن الحرسي محمد سلامي رئيس هيئة الطاقة الذرية في النظام ونائب ”رئيسي“ الأربعاء 29سبتمبر2021 قائلا" لا نقبل إصرار الوكالة على تركيب كاميرات في المواقع المتضررة" فهذا الطلب يتماشى مع العمليات الإرهابية ضد النظام.

 

ما كشفته المقاومة الإيرانية بخصوص تيسا

أعلنت المقاومة الإيرانية في 8 ابريل 2011 بمؤتمر صحفي بواشنطن تفاصيل لهذا الموقع، وذلك تكون قد كشفت عن أكبر موقع سري لنظام الملالي لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، ويتبع هذا الموقع لهيئة الطاقة الذرية وتسيطر عليه وزارة الدفاع سيطرة مباشرة، ويقع الموقع في الكيلو 10 طريق كرج- قزوين السريع اتو استراد سوها، ويتكون من ثلاثة جملونات رئيسية على مساحة قدرها 48 الف متر مربع.

وقامت دكتاتورية الملالي على مدار اربع سنوات ونصف بانتاج أكثر من 100الف جهاز طرد مركزي لغرض تخصيب اليورانيوم، وهذا يمثل عشرة أضعاف اجهزة الطرد المعروفة لخبراء الوكالة.

رد فعل النظام على ما كشفه منظمة مجاهدي خلق

كتبت وكالة أنباء تسنيم في 29 سبتمبر 2021 أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قال بخصوص أنشطة ومواقف الوكالة الدولية الأخيرة المعادية لبرنامج الجمهورية الإسلامية النووي: "يجب ألا تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كمنظمة مستقلة ودولية لعبة للجماعات الإرهابية".

ردود الفعل الدولية على عرقلة النظام لعمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية

كان للدول الغربية ردودا عكسية على الفور بعد تقرير المدير العام للوكالة.

وكما أعلن الوفد الأمريكي في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين 27 سبتمبر

 

"نحث النظام الإيراني على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى ما يلزم دون تأخير، وإذا لم يسمح النظام الإيراني بذلك  فسنبحث مع الأعضاء الآخرين في مجلس المحافظين بالأيام المقبلة بشأن الرد المناسب.» (وكالة أنباء رويترز 27 سبتمبر2021)

وصرح ممثل الاتحاد الأوروبي: "يعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق من أن النظام الإيراني لم يسمح للوكالة بالوصول إلى معمل تجميع أجهزة الطرد المركزي تيسا في كرج.

وحذرت الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة: "بما أن أفعال النظام الإيراني تؤثر على قدرة الوكالة على القيام بدورها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231 فإننا سننظر في اتخاذ الإجراء المناسب بالتشاور مع شركائنا."

 

مصير وآفاق المفاوضات النووية

تمر آفاق المفاوضات في الوقت الحاضر بحالة مبهمة، فنظام خامنئي يلعب بعنصر الوقت حيث قال ننتظر عودة أمير عبداللهيان من نيويورك لسنستأنف المحادثات قريبا، وقريبا جدا، وقد رحبت الأطراف الأخرى بالمفاوضات بذلك وخاصة الأوروبية منها، ولكن عندما سأل الإعلام عبد اللهيان عما يقصده قريبا وقريبا جدا؟ قال إننا بقول قريبا وقريبا جدا نختلف عن الغربيين.

وذكرت وكالة رويترز بهذا الشأن أن "نظام طهران أعلن دون موعد محدد أن المحادثات ستستأنف في غضون أسابيع قليلة مما زاد من إحباط  الأطراف الغربية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة أطراف اتفاق 2015."

حذر وزير الخارجية الفرنسي النظام في الجمعية العامة للأمم المتحدة:

لا يمكن السماح لهذا النظام لقتل الوقت في مصلحته يبدأ بالمفاوضات متى يشاء،وفي الحقيقة أنه كلما أصبح البرنامج النووي لهذا النظام أكثر خطورة زاد من خطورة واتساع الأزمات.

كما حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في 30 سبتمبر من أن مهلة عودة إيران إلى الاتفاق النووي تقترب من نهايتها قائلا إن الأمر متروك لطهران للتصرف.(وكالة الأنباء الفرنسية 30 سبتمبر).

يتضح بالطبع أن هذه المواقف ضد النظام، وعلى الأكثر مواقفه تسير كلها في إطار سياسة المسايرة والاسترضاء التي تبعث النظام على مواصلة ألاعيبه.

والحل الصحيح في مواجهة هذا النظام هو حل المقاومة الإيرانية التي طالما أكدت عليه منذ سنوات وعزمها الكامل على مواجهة هذا النظام، وكذلك هي حقيقة تطرقت إليها العديد من الشخصيات السياسية الدولية كرئيس وزراء إيطاليا السابق الذي قال في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في يوليو من هذا العام إن الطريقة التي سلكناها مع النظام لم تكن صحيحة والطريقة الوحيدة هي  العزم والحزم.

الحل نفسه الذي أكده وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في خطابه الأخير في مؤتمر واشنطن.

 

الإستنتاج:

وبالنظر إلى حدة غضب الشعب وتزايد خطر الانفجار الاجتماعي إذا أراد خامنئي الخروج من أزمة بالتراجع عن إلتزاماته أمام الغرب فلا يزال أمام تهديداته الخاصة، ويدرك خامنئي هذه التهديدات.

تجرع خامنئي لكأس السم النووي يضعفه بشدة ويشل قدرات حرس الجهل والإجرام وكافة أذرع سلطته، ولن يكون بإمكانه الاستمرار في مشاريعه الصاروخية، والأعمال الإرهابية في المنطقة كما كان من قبل.

وبما أن خامنئي لا يجرؤ على الاقتراب من هذا الطريق (طريق تجرع السم) ونتيجة لذلك ووفق ما سبق فإنه يحتضر الآن يوما بعد يوم ويتحرك سياسيا من هذا الموضع إلى ذاك الموضع علها تنفرج، ولا يمكن لهذه السياسة أن تدوم، وبات على النظام تحديد موقفه في أسرع وقت ممكن ذلك لأن الوقت يعمل ضده، وعليه فمن الواجب القول أنه لا يوجد إنفراج في الرؤية والآفاق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة