الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانايران ..الصناعات البتروکیماویة.. الحديقة الخلفية لفساد قوات حرس الملالي

ايران ..الصناعات البتروکیماویة.. الحديقة الخلفية لفساد قوات حرس الملالي

0Shares

تعتبر الحكومات هي أساس الفساد ومنشأه الكبير، وفي إيران يتجلى هذا الفساد بشكل ضخم، حيث یرجع إلى هيكلية الحكومة قبل أن یرجع إلی عدد قليل من المديرين والمسؤولین في جهاز الدولة.

 

الفساد ينمو وينتشر

 

وينتج الهيكل الاقتصادي الفاسد بشكل أساسي عن الفساد السياسي في الحکومة الدیكتاتورية، التي تسمح للفساد بالنمو والانتشار في کافة أرجاء المجتمع، حيث یتجلّی أبرز نموذج في نظام الملالي الإیراني.

 

تكريس الفساد

 

وتمكّن نظام الملالي علی مدار أربعین عاماً، من تكريس آلیة فاسدة تقوم علی السرقة والفساد والرشاوي، تسیر في طریق مظلم ینتهي بانهیارها وانهیار النظام برمته، وفي هکذا نظام، من المستحيل العثور على مسؤول فاسد یعمل بمفرده بعیداً عن الآخرين.

 

 مقر خاتم الأنبياء.. مؤسسة الفساد وقوة نظام الملالي في نهب ثروات البلاد

شبكة فساد

 

وفي إیران تُدار شبکة الفساد الاقتصادي من أعلی هرم السلطة، حيث يقول "مهرداد عمادي" الخبير بالشأن الإقتصادي، لرادیو فرنسا، نقلاً عن مسؤول اقتصادي ألماني أكد أنّ العديد من الأوساط الاقتصادیة في ألمانيا قد استنتجت أنّ الحكومة لا تدير الاقتصاد في إيران، بل أنّ شبكة الفساد هي المسیطرة على الاقتصاد الإيراني".

أعلى المراكز

 

وأوضح "عمادي"، أنّ «تصريح هذا المسؤول الاقتصادي الألماني يعكس حقيقة مريرة وهي أنّ الاقتصاد الإيراني في مجال الفساد قد وصل إلى نقطة متقدّمة لا رجعة فيها، وفي هذه الحالة يجب أن نتوقع أياماً مظلمة للغایة في المستقبل».

 

هيمنة كاملة

 

وكتب موقع "تابناك" في مقال له بتاريخ 20 دیسمبر 2017، إنّه «على عكس الاعتقاد السائد في إيران، ليست الحكومات هي التي تدير البلاد، بل إنّ المؤسسات الفاسدة والمفلسة وغير المجدیة داخل الحكومة هي التي تدير الحكومة في إيران».

ويشير إلى أن أخطبوط الفساد الاقتصادي -السياسي الذي أنشأه خميني منذ تأسيس حكم ولاية الفقيه في إيران عام 1979، قد أتيحت له الفرصة والوقت الکافي لبناء هيكله الخاص، وتمكن من الهیمنة علی اقتصاد البلاد وسياساتها علی مدار أربعة عقود ماضیة.

 

وانطلاقاً من الحقائق، فإنّ الحكومات في نظام الملالي لا تبذل أي جهدٍ لمحاربة هذه الإدارة (الشبکة) الفاسدة، بل إنها جزء من تلك الإدارة وتلعب دوراً خاصاً في بناءها وهيكلتها، لهذا السبب بالذات فإنّ هذه الحكومات عندما تعاني من أزمات اقتصادية أو سياسية، لا يمكنها إنقاذ نفسها من الأزمة على الرغم من كل الإمکانیات المتاحة لدیها.

انهيار العملة

 

ويأتي أبرز مثال على هذه الأزمة هو انهیار "العملة" في إیران، فعلى الرغم من أنّ مبالغ العملة المتوفّرة لدی الحكومة الإیرانیة لاتزال طي الكتمان، لکن من الواضح أنّ الحکومة تمرّ بمرحلة خطيرة وحساسة للغایة في هذا الصدد.

و لهذا السبب تحاول حكومة "روحاني" ضخّ المزيد من الدولارات في سوق الصرف من خلال الصادرات غير النفطية وخاصة الصناعات البتروكيماوية، لمنع وقوع الانهيار الاقتصادي في البلاد ومحاولة الحصول علی دولارات إضافیة.

 

انخفاض الصادرات غير النفطية

 

وشهدت الصادرات غير النفطية انخفاضاً بنسبة 10 في المائة في فترة تسعة أشهر من عام 2019 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وبلغت صادرات السلع في هذه الأشهر التسعة 27 مليار و41 ملیون دولار، بينما قال مسؤولو "صمت" (وزارة الصناعة، المعادن والتجارة) إنهم يتطلّعون إلى زيادة الصادرات غير النفطية إلى الدول المجاورة لتصل إلى 48 مليار دولار.

 

هشاشة غير مسبوقة

 

ويعزى هذا التراجع في المقام الأول إلى هشاشة الهيكل الاقتصادي القائم على مبيعات النفط، والتي بدورها تعاني من انخفاض حادّ في الوقت الراهن بسبب العقوبات المفروضة علی إیران.

ولذلك وإلى أنّ يتم رفع العقوبات وإعادة تدویر عجلة تصدير النفط، ستحاول حكومة "روحاني" أن تمنع انهیار الاقتصاد المتدهور بشکل کامل في البلاد باستخدام کل آلیات الضغط المتاحة لدیها، إحدى هذه الآلیات تتمثّل في الضغط علی الشركات "البتروكيماوية" لإرغامها علی ضخ صافي أرباحها من الصادرات في سوق العملات المحلية ومنعه من الانهيار.

 

احتياج قوي

 

وفي 29 مایو 2018، بعد أيام قليلة من الإعلان الرسمي عن سعر 4200 تومان للدولار، قال النائب الأول للرئيس الإیراني خلال اجتماع مع اتحاد مديري صناعة البتروكيماويات:«في الوقت الحالي نحتاج بشدة إلى إدخال العملة الناتجة عن بیع المنتجات البتروكيماوية إلى دورة الاقتصاد في البلاد».

وناقش الاجتماع أيضاً إمكانية إدخال واردات البتروكيماويات إلى نظام "نيما" (نظام تداول العملات في إیران)، بحسب موقع منتخبان ملت 2 أکتوبر 2018.

 

اضطرار ومشكلات

 

واضطرّ نائب الرئيس "جهانکیري" إلی قبول عرض الشرکات البتروكيماوية والقاضي باعتماد سعر صرف الدولار  بـ 3800 تومان نظراً لشرطها المسبق لعرض عملة التصدير الخاصة بها علی نظام "نیما" بسعر 4200 تومان.

ولكن مديري هذه الصناعات وخاصة الجزء الذي تديره قوات الحرس، لم يستطيعوا تجاهل الربح الناتج عن تباین سعر صرف العملة، لذلك لم تدخل أي من هذه الشركات عملة التصدير الخاصة بها بالكامل في نظام "نیما".

 

تعميق الأزمة

 

وبعد مرور شهر، أدخلت هذه الشركات بعضاً من وارداتها الناتجة عن التصدير في السوق وعمّقت أزمة ارتفاع سعر صرف العملة، بحیث بلغ سعر الصرف 10 آلاف تومان في منتصف أغسطس أي بعد حوالي شهر من اجتماع نائب الرئيس مع مدراء البتروكيماويات. وهو ما يشير إلى ارتفاع سعر الصرف 4 آلاف تومان.

 

نهب وسرقات

 

کذلك بلغت صادرات المنتجات البتروكيماوية حوالي 4 مليارات و600 ملیون دولار بنهاية يوليو وفقاً لإحصائیات التجارة الخارجية، بینما تمّ ضخّ حوالي 2.1 مليار دولار فقط من عملة تصدير البتروكيماويات في نظام "نیما" وفقاً لما قاله رئيس اللجنة الاقتصادية».

وتشير بعض التقديرات إلى أنّ هذه الشركات قد استوردت ما بين 10 إلى 18 مليار دولار من العملة إلی داخل البلاد بنهاية الربيع، ولكن تمّ ضخّ مليار واحد و760 ألف دولار منها فقط في السوق».

 

عقوبات أمريكية

 

 

وفي يونيو 2018 استهدفت العقوبات الأمريكية قطاع البتروكيماويات، تمّ فرض العقوبات الأمريكية الجديدة على شركة "خليج فارس" للبتروكيماويات و39 شركة تابعة لها كأكبر مجموعة قابضة للبتروكيماويات في إيران وواحدة من أكبر البتروكيماويات القابضة في العالم.

وتغطي هذه المجموعة أكثر من نصف تصدیر قطاع البتروكيماويات في إيران، فيما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنّ سبب فرض العقوبات علی شرکة "خلیج فارس" للصناعات البتروکیماویة هو تورّطها في تقدیم الدعم المالي لمقرّ "خاتم الأنبیاء" التابع لقوات الحرس» وذلكك بحسب رادیو فرنسا، 11 یونیو 2019.

 

فساد مهول في البتروكيماويات

 

ووفقاً للمدیر التنفيذي للشركة الوطنیة للبتروكيماويات في إيران "بهزاد محمدي"، فإنّ الدخل السنوي من مبيعات المنتجات البتروكيماویة قد بلغ 17 ملیار دولار في البلاد.

وأوضح أنّ إیران ربحت 12 مليار دولار من صادرات المنتجات البتروکیماویة والباقي يتمّ بيعه في الداخل، ومع افتراض أنّ صادرات صناعات البتروكيماويات قد بلغت أكثر من 12 مليار  دولار عام 2018، وأنه وفقاً لما نقلته وزارة الخزانة الأمريكية یخضع نصف الصادرات مباشرة لسيطرة قوات الحرس، وبالتالي یمکننا القول إنّ دخل الحرس یبلغ حوالي 6 مليارات دولار من عائدات التصدیر لهذا القطاع.

 

مراوغة وكذب

 

بطبیعة الحال لا يمكن للحرس بيع المنتجات البتروكيماویة بسهولة نظراً إلی العقوبات المفروضة علیه، لكن عملیة البیع تتمّ بسبب تنوّع المنتجات ووجود عشرات الشركات التابعة تحت أسماء مختلفة وتقدیم الخدمات والمزایا العالية لها.

 

أرباح ضخمة

 

ويمتنع الحرس بالطبع عن إدخال ذلك الحجم من العملة إلى نظام "نیما"، ویقوم بتحقيق أرباح ضخمة لنفسه من خلال بيع أكبر حصص له بأسعار السوق الحرة، لذا فإنّ الحفاظ على مصدر الدخل هذا والقادم من الحديقة الخلفية  (الصناعات البتروکیماویة) أمر بالغ الأهمية بالنسبة لقوات الحرس.

 

 

المنشآت البتروكيماوية وقتل المتظاهرين

 

وتشير تقارير شهود عیان إلى أنّ السبب الرئيسي للقمع الوحشي الذي تعرّض له المتظاهرون في ماهشهر خلال انتفاضة نوفمبر المنصرم، والذي تضمنّ استخدام المدرّعات والدبابات والمروحیات، يعود إلی وجود المنشآت البتروكيماوية الخاضعة لسیطرة قوات الحرس بالقرب من المدينة.

 

 ايران ..جرائم نكراء.. نظام الملالي يقتل 100 شخص في الهور في مدينة ماهشهر

 

ومنعاً لإلحاق الضرر بالعائدات المالیة للحرس، قامت قوات الأمن للنظام الإیراني وعلی رأسها قوات الحرس بإطلاق النار الکثیف علی المتظاهرین أرضاً وجواً مما أسفر عن استشهاد العشرات من أهالي المدینة.

 

إنجازات الانتفاضة

 

ومن أهمّ انجازات انتفاضة نوفمبر الشعبیة في إیران أنها قد أظهرت حقیقة الحکومة التي کانت تزعم بأنها لیست "رجل أمن"، کما أظهرت للجمیع اتحاد هذه الحکومة مع "رجال الأمن" في مواجهة احتجاجات الشعب الإیراني وإراقتهم لدماء الشباب الثائرین ،كاشفة عن  ظلم واستبداد نظام الملالي، من أجل الحفاظ على الثروات ورؤوس المال المنهوبة.

 

تصدير إرهاب نظام الملالي

 

ومن المعلوم أن تلك الثروات المنهوبة من قطاع البتروكيماويات وعشرات الصناعات الكبيرة التي يحتکرها الحرس الثوري، تُنفَق في المقام الأول على تصدیر الإرهاب إلی العراق واليمن وبلدان أخرى في المنطقة.

 

جرائم وإرهاب متواصلان

 

الفاشية الدينية الحاکمة في إيران المستترة خلف برقع المذهب لن تدّخر أیة جریمة لاستمرار هیمنتها سواء من خلال قتل القاصرین الذین لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً في شوارع ضواحي مدينتي "إسلام شهر" و"رباط کریم"، أو عن طريق نصب الفخاخ للحمّالین الکادحین على الطرق الجبلية في إقلیم "کردستان" وقتل العدید منهم.

 

الموت تجمّداً

 

لا زلنا نتذکر مرارة آخر جریمة أرتکبها النظام المجرم في هذا الصدد حین تجمّد شقيقين في جبال "مریوان"، تلك الممارسات الجائرة بکل تأکید ستصطدم بغضب الثوّار في معظم إیران.

دم الشقیقین الکردیین قد امتزج بدماء شهداء انتفاضة ماهشهر كما في  جميع المدن الإیرانیة التي لا تزال تغلي لليوم الأربعين وستظل تغلي حتى يتمّ الإطاحة بالنظام الإیراني المعادي للإنسانیة.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة