الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةالمناسباتذكرى انتهاء عملية النقل الناجح لمجاهدي خلق من العراق إلى ألبانيا بعد...

ذكرى انتهاء عملية النقل الناجح لمجاهدي خلق من العراق إلى ألبانيا بعد 14 عاما من الصمود

0Shares

بخروج مجاهدي خلق من العراق في هيئة تنظيمية ونجاح الحركة قبل ذلك من إبطال القوائم الإرهابية تحرّرت طاقات مجاهدي خلق أكثر من السابق ودخلوا مرحله الهجوم على نظام الملالي

مريم رجوي: عملية النقل هذه بأنها هزيمة ستراتيجية مني بها نظام الملالي حيث دق الأجراس ايذانا ببدء مرحلة للتغيير والهجوم والزحف.

مريم رجوي: في هذه السنوات الـ14 وبفضل صمود المجاهدين وأعضائهم في أشرف وليبرتي والحملات السياسية الدولية الحثيثة اندحرت المؤامرات والخطط الهادفة الی القضاء علی المقاومة وتفکيکها واستبقت حرکة تحرير الشعب الإيراني، النظام الحاکم في إيران بخطوة نوعية وباءت بالفشل خطة ولاية الفقيه التي کانت ترمي الی ضمان بقائها بالتصفية الجسدية لمجاهدي خلق

 

نقل آخر مجموعة من مجاهدي خلق سكّان مخيم ليبرتي في العراق إلى ألبانيا. وبذلك انتهت حقبة تاريخية لوجود المقاومة الإيرانية لمدة 30 عاماً في العراق ، خاصة السنوات الـ 14 الأخيرة بعد تغيير النظام في العراق.
بخروج مجاهدي خلق من العراق في هيئة تنظيمية ونجاح الحركة قبل ذلك من إبطال القوائم الإرهابية تحرّرت طاقات مجاهدي خلق أكثر من السابق ودخلوا مرحله الهجوم على نظام الملالي .

إنهم قاموا بشنّ حملة المقاضاة لضحايا مجزرة السجناء السياسيين في العام 1988 داخل إيران وخارجها، الحملة التي أدّت إلى هزيمة خامنئي في الإتيان بإبراهيم رئيسي في الانتخابات لأنه كان عضو لجنة الموت في تلك المجزرة.

كذلك القيام بكشف النقاب عن ممارسات قوات الحرس في المنطقة والعمل على إدراج هذه القوات في قوائم الإرهاب العالمية ومن ثم طردها من دول المنطقة وكذلك التركيز على تصعيد الاحتجاجات داخل ايران وايصال صوت الشعب الايراني لتغيير النظام الى العالم.

احتفالية بمناسبة النقل الناجح للمجاهدين من مخيم ليبرتي في العراق إلى ألباني

10

مراسيم اقيمت في اوفيرسوراواز مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية حضرتها شخصيات فرنسية واوروبية وعربية بخاتمة ناجحة لنقل المجاهدين من مخيم ليبرتي في العراق الی اوروبا

احتفلت بهذه المناسبة يوم السبت 10 سبتمبر مجموعة کبيرة من الايرانيين خلال مراسيم اقيمت في اوفيرسوراواز مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية حضرتها شخصيات فرنسية واوروبية وعربية بخاتمة ناجحة لنقل المجاهدين من مخيم ليبرتي في العراق الی اوروبا.
ووصفت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية عملية النقل هذه بأنها هزيمة ستراتيجية مني بها نظام الملالي حيث دق الأجراس ايذانا ببدء مرحلة للتغيير والهجوم والزحف.
وأضافت: في هذه السنوات الـ14 وبفضل صمود المجاهدين وأعضائهم في أشرف وليبرتي والحملات السياسية الدولية الحثيثة اندحرت المؤامرات والخطط الهادفة الی القضاء علی المقاومة وتفکيکها واستبقت حرکة تحرير الشعب الإيراني، النظام الحاکم في إيران بخطوة نوعية وباءت بالفشل خطة ولاية الفقيه التي کانت ترمي الی ضمان بقائها بالتصفية الجسدية لمجاهدي خلق.
وقالت السيدة رجوي في کلمتها: نظام الملالي کان علی الظاهر يطالب باخراج مجاهدي خلق من العراق وابعادهم من الحدود الإيرانية الا أن الطلب الحقيقي للملالي بشأن المجاهدين الأشرفيين کان إمّا القضاء عليهم أو تسليمهم الی حکم الملالي.

ان الأحکام المفبرکة الصادرة عن القضاء العراقي والمؤامرات الرامية لاسترداد المجاهدين واقحام الاشارات الحمراء للانتربول ضد المجاهدين کلها کانت تمهيدات من أجل ذلک.

الا أن المجاهدين ومن خلال صمودهم وسط حصار قاس، رفعوا مشاعل النضال من أجل الحرية وراية اسقاط نظام ولاية الفقيه في خضم أخطر الأزمات التي شهدها الشرق الأوسط حارسين الرصيد المعنوي والنضالي والستراتيجي للشعب الإيراني.
وأشادت السيدة رجوي بالسلسلة القوية المتواصلة لمواقف الدعم للأشرفيين في 5 قارات العالم وقالت جاءتنا مناصرة هي أقوی ونابعة من قوة الضمير والشرف في أنحاء العالم وحالت دون وقوع کوارث أکبر.

 

إنتصار مجاهدي خلق الإيرانية و هزيمة نظام الملالي

الموفقية کانت أخيرا من نصيب منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في إخراج أکثر من 2000 من أعضائها المتواجدين في مخيم ليبرتي في العراق، وقد إعتبر المراقبون و المحللون السياسيون تکلل عملية إعادة توطين سکان ليبرتي بالنجاح علی الرغم من کل المعوقات و المخططات المضادة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، بمثابة إنتصار سياسي جديد للمنظمة و هزيمة أخری لطهران في صراعها و مواجهتها معها.

منظمة مجاهدي خلق التي کان لها الدور الاکبر و الاهم في إسقاط نظام الشاه و إنتصار الثورة الايرانية، کانوا القوة السياسية الوحيدة التي وقفت بحزم و إصرار ضد نظام ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا للدکتاتورية الملکية ولکن تحت غطاء الدين.

ولهذا فقد کان لها الفضل الاکبر في توعية الشعب الايراني و العالم أجمع من حقيقة هذا النظام و کذب و زيف مزاعمه الظاهرية وبطبيعة الحال فإن المنظمة قد دفعت ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا و الذي کان جانب منه مجزرة صيف عام 1988والذي تم فيه إبادة 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، ومن غرائب الصدف أن تقترن ذکری تأسيس المنظمة مع نشر الملف الصوتي للمنتظري و الذي يعترف فيه بمسؤولية قادة و مسؤولين في النظام عن إرتکاب تلک المجزرة.

سکان ليبرتي الذين کانوا يعتبرون نموذجا و قدوة للشعب الايراني ولاسيما في مقاومتهم و صمودهم أمام حملات و مخططات النظام، لم يکف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولو ليوم واحد عن إلحاق الاذی بهم من خلال مخططاته المشبوهة ذات الطابع الدموي و المعادي للإنسانية.

وقد بذل کل مابوسعه من أجل القضاء عليهم و إبادتهم بمختلف الطرق، بل وإنه إستخدم کل الطرق و الاساليب الملتوية من أجل الحيلولة دون إتمام عملية إنتقالهم لبلدان ثالثة من العراق، لکن و کما کان حال منظمة مجاهدي خلق في صراعها مع النظام دائما.

فقد نجحت من خلال إصرارها و حنکة قيادتها في إتمام العملية يوم الجمعة الماضي المصادف التاسع من أيلول، حيث تم نقل آخر وجبة من السکان و البالغ عددهم أکثر من 280 شخص من بغداد الی ألبانيا، وبذلک فإنه لم يبق أمام النظام غير إجتراع کأس الهزيمة و الخذلان بهذا الصدد.

خلال الاعوام الاخيرة، شهد العالم کله و بصورة متعاقبة ملفتة للنظر، صعودا و تألقا غير مألوفا لمنظمة مجاهدي خلق من خلال الانتصارات السياسية المتتالية التي تحققها، فيما شهد العالم أيضا سلسلة من التراجعات و الهزائم السياسية المنکرة لطهران في صراعها ضد هذه المنظمة، وإن العالم کله بدء يترقب للحظة حسم هذا الصراع و الذي قطعا لن يکون في صالح طهران أبدا.

 

خوف النظام الإيراني من أكبر انتصار للمقاومة
النقل الناجح لآخر وجبة من أعضاء مجاهدي خلق من مخيم ليبرتي إلى ألبانيا وسائر الدول الأوروبية
لاتزال يرى نظام الملالي نقل مجاهدي خلق الناجح من مخيم ليبرتي إلى اوروبا وكذلك إحباط مؤامراته للحيلولة دون نقلهم الأمن بعيون مذهلة بحيث تطلق وسائل اعلامه وعناصره تأوهاتهم جراء هذا الإنتصار الكبير بأشكال عديدة بما فيها الترحم على أنفسهم وإبداء التناقضات واطلاق أقوال الهراء.
ولكن ما اصيب النظام ومسؤوليه بجنون أكثر هو نقل مجاهدي خلق الآمن ”بشكل منظم“ إلى خارج العراق كما اعترف به الحرسي كاظمي قمي من أعضاء قوة القدس الإرهابية والسفير السابق للنظام في العراق قائلا: «قياديو المنظمة حاولوا ان يكون اخراجهم من العراق بشكل منظم…

بينما كانت الحكومة العراقية تعتقد بانهم يجب مغادرة العراق انفرادا… من وجهة نظري لايجب ان ننظر الى الموضوع بانه قد انتهى… واليوم هناك قلق جاد… تجاوز حدود اوروبا من منطلق الهجرة والأمن، والسؤال المطروح اليوم هو هل وصلنا إلى نهاية مجاهدي خلق؟ باعتقادي لا». تلفزيون النظام الإيراني (10 ايلول/ سبتمبر 2016)
أصيبت قوات الحرس الإيراني بالذعر جراء نقل مجاهدي خلق من ليبرتي إلى خارج العراق بشكل آمن إلى حد اضطرت إلى اطلاق أقوال موهومة من امثال: «تقول مصادر عراقية انه لايزال يبقى عدد من اعضاء هذه الزمرة في العراق بمن فيهم أحد رؤوسهم ويبقى أحد كبار القياديين برفقة 600 آخرين من أعضاء المنظمة في مخيم ليبرتي » (وكالة فارس للأنباء- 10 ايلول/ سبتمبر 2016).
ان ما اصيبت به قوات الحرس من وجود مجاهدي خلق في العراق من القلق يأتي بينما قد أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في آخر مراحل الإنتقال بانه تم نقل جميع المجاهدين المقيمين في مخيم ليبرتي إلى ألبانيا.

كما أيد الأمر من قبل الحكومة العراقية ووزارة خارجيتها وكذلك وزارة الخارجية الامريكية و المنظمات المعنية في عملية النقل.
وأخرى ممن قلقوا تجاه خطر مجاهدي خلق للنظام هي صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي حيث تقول: «منذ عدة أشهر يحاول بعض الدول ووسائل الإعلام الغربية وبعض حكام المنطقة ان يسلطوا الضوء مجددا على مجاهدي خلق وذلك بهدف مواجهة جمهورية إيران الإسلامية… حضور الأمير تركي فيصل في اجتماع مجاهدي خلق في باريس ولقاء محمود عباس ب مريم رجوي وكذلك نشر التسجيل الصوتي لمنتظري وانتقاد الغرب إعدام مجاهدي خلق… ».
هذا وأبدى نواب البرلمان للنظام خوفهم تجاه ما سيتلقى النظام من ضربات من قبل مجاهدي خلق حيث كتب موقع برلمان النظام بهذا الخصوص بتاريخ 11 ايلول/ سبتمبر 2016 قائلا: «يعتقد نواب مجلس الشورى الإسلامي ان منظمة مجاهدي خلق وخلال محاولاتها الأخيرة تعمل على توجيه ضربة إلى جمهورية إيران الإسلامية… تم نشر بعض الأخبار المؤكدة بنقل ما تبقى منهم في مخيم ليبرتي من العراق إلى اوروبا.

هناك حكومتان أي ألمانيا وألبانيا يقيم فيهما اعضاء مجاهدي خلق».
كما يعرب تلفزيون ”جام نيوز“ الحكومي عن قلقه تجاه إطاحة النظام من قبل مجاهدي خلق بعبارات هكذا قائلا: «منظمة مجاهدي خلق الأمل الجديد للإطاحة في إيران!» (تلفزيون جام جم الحكومي- 12 ايلول/ سبتمبر 2016)
ولكن كل ما ورد أعلاه من الإصابة بالدهشة من قبل وسائل الإعلام للنظام ومؤسساته وعناصره على خلفية نقل مجاهدي خلق إلى ألبانيا ليس كل الأمر بل اصيبت ايضا زمرة الملا روحاني بالجنون بإطلاق أقوال متناقضة وموهومة.
ان وزارة الخارجية للنظام وخلال اتخاذ موقف من هذا الأمر فقد أعربت عن فرحتها لنقل مجاهدي خلق إلى ألبانيا وتمكن الحكومة العراقية من غلق هذا الملف الذي يعتبره نظام الملالي تحديا له من جهة وتعرب عن قلقها تجاه ما تعتبره ”توزيع زعزعة الأمن للنظام“ مجددا من قبل مجاهدي خلق من جهة أخرى!
كما نلاحظ ان ما يمكن ان نراه خلال هذه النغمة المنسقة من قبل عناصر النظام ووسائل إعلامه من تأوه لنقل مجاهدي خلق وما اصيبوا به من الخوف هو ان مجاهدي خلق وبصفتهم العدو الرئيسي للنظام والقوة القادرة على اسقاط النظام لاتزال ناشطة ولاترضى بشيء أقل من إسقاط النظام.

 

«خروج مجاهدي خلق من العراق نصر أم هزيمة لطهران؟»

وفي ما يلي مقال بقلم الأستاذ نزار جاف بخصوص نقل مجاهدي خلق من العراق إلى ألبانيا تحت عنوان :

طوال العقود الثلاثة الماضية، و بين کل فترة و أخری، دأب القادة و المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية علی إطلاق تصريحات تؤکد علی إن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت ولم يعد لها من أي أثر أو دور علی الساحة الايرانية، لکن المثير و الغريب في الامر إن القادة الايرانيين يعودون بأنفسهم و من بينهم المرشد الاعلی للجمهورية، يحذرون من دور هذه المنظمة في داخل إيران نفسها، ولعل إنتفاضة عام 2009، أصدق مثال علی ذلک، عندما إتهم خامنئي و من دون لف و دوران المنظمة بها.

هناک قول شائع ينسب لمسؤولين أتراک، تتلخص في إنهم سيحاربون قيام دولة کردية حتی لو کانت في أقصی نقطة من العالم، ولعل هذا القول يمکن سحبه علی الجمهورية الاسلامية الايرانية ولکن بتحوير بسيط وهو" إن الجمهورية الاسلامية الايرانية ستحارب منظمة مجاهدي خلق في کل مکان من العالم".

وبطبيعة الحال، فإن طهران قد ترجمت هذا القول فعلا علی أرض الواقع وفي العديد من دول العالم کما سنوضح لاحقا، لکن من المفيد جدا الاستشهاد بقول هام للخميني بهذا الخصوص عندما قال:" ان عدونا ليس في أمريکا ولا في الاتحاد السوفيتي ولا في کردستان وإنما هنا وأمام أعيننا وهو في طهران"، وبطبيعة الحال فإنه يشير وکما يأتي في سياق حديثه الی منظمة مجاهدي خلق تحديدا.

الاهمية الاستثنائية التي منحتها و تمنحها طهران في معاداتها لمنظمة مجاهدي خلق، لم تأت إعتباطا ولا من دون أسباب و عوامل أساسية تقف خلفها، بل إن لقضية العداء الشديد هذه أبعاد متباينة، ليست تنحصر في جانب أو زاوية محددة وانما هي أوسع و أعمق و أکبر من ذلک بکثير، ذلک إن الدور الکبير الذي لعبته هذه المنظمة في الثورة الايرانية من حيث الاعداد و تهيأة الارضية و المناخ المناسبين لها ومن ثم المشارکة الفعالة فيها بحيث يمکن القول و بکل ثقة بإن الثورة ماکان مقدرا لها النجاح و الانتصار لو إنعدم دور منظمة مجاهدي خلق فيها.

ولهذا فليس بغريب أن نجد في أدبيات المنظمة و بياناتها التأکيد علی إن المنظمة کان لها الدور الاکبر في إسقاط نظام الشاه، وإنها قادرة علی إعادة الکرة مع النظام الذي أعقبه.

الديناميکية و سرعة الحرکة و المبادرة و التأقلم مع الظروف و الاوضاع الذاتية و الموضوعية مهما کانت صعبة و معقدة، هي من الخصائص الاساسية لهذه المنظمة، وهذا مايشکل صداعا مزمنا لطهران، ذلک إنها لم تستسلم أو تتراجع أو تهتز ولو في أحلک الظروف.

ويکفي بهذا الصدد الإشارة و التذکير بحادثتين مشهورتان ليس في تأريخ المنظمة وانما في التأريخ الايراني المعاصر نفس، أولهما إقدام النظام الملکي في عام 1971، علی إعدام قادة المنظمة الثلاثة و جميع أعضاء اللجنة المرکزية لها.

والحادثة الثانية إقدام الجمهورية الاسلامية الايرانية في عام 1988، بفتوی فريدة من نوعها من جانب الخميني علی تنفيذ حکم الاعدام ب30 ألف سجين سياسي من منظمة مجاهدي خلق، لکن الذي جری بعد هذه الحادثتين إن المنظمة خرجت کطائر الفينيق من بين الرکام لتعود أقوی و أصلب عودا من السابق.

بعد تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، دخلت منظمة مجاهدي خلق في صراع أقل مايقال عنه دموي وقد مر هذا الصراع بمراحل مختلفة أکدت علی حقيقتين هامتين وهما إصرار طهران الکامل علی القضاء التام و المبرم علی منظمة مجاهدي خلق و محوها من الوجود، و إصرار منظمة مجاهدي خلق علی إسقاط النظام إنهاء حکم الاستبداد الديني.

دخول منظمة مجاهدي خلق الی العراق في خضم الحرب الايرانية العراقية المحتدمة و فتح معسکرات لها و الذي هو في الحقيقة إحدی مراحل الصراع الذي ألمعنا إليه آنفا، کان يعتبر في نظر الکثيرين وقتئذ بمثابة إنتحار سياسي للمنظمة و خطوة تصب في مصلحة رجال الدين المتشددين في طهران.

وکما حاولت الجمهورية الاسلامية الايرانية توظيف قضية الحرب مع العراق لصالحها من خلال المقولة المشهورة للخميني بشأن هذه الحرب و التي قال فيها:"الخير فيما وقع."، فإن طهران سعت لإستغلال تواجد منظمة مجاهدي خلق في العراق و إستخدامه کوسيلة من أجل تحقيق غاياتها وبالاخص فيما يتعلق بتشويه سمعة المنظمة و التأثير علی شعبيتها الکبيرة لدی مختلف شرائح و أطياف الشعب الايراني.

لکن ملامح الصورة لم تکن کما خطتها و رسمتها أنامل رجال الدين المتشددين في طهران وانما کانت مختلفة تماما، خصوصا بعد أن أفرز تواجد المنظمة في العراق عن نتائج و تداعيات لم تتفق مع رؤية رجال الدين و توقعاتهم.

لم يکن دخول منظمة مجاهدي خلق الی العراق في عام 1986، هي البداية من حيث العلاقة التي ربطت العراق بهذا المنظمة، بل إن العلاقة کانت أقدم من ذلک بکثير، حيث إنه يعود الی عام 1969، إذ شهدت في الحقيقة المرحلة الاولی للعلاقة التي ربطت العراق بالمنظمة، عندما تمکن نظام الشاه من إلقاء القبض علی مجموعة من أعضاء منظمة مجاهدي خلق في دبي کانوا ينوون التوجه من أجل التدريب في المعسکرات الفلسطينية.

وقد سيطرت المجموعة علی الطائرة التي کانت تقلهم لطهران و أجبروها علی التوجه لبغداد، ويومها حدثت أزمة سياسية بسبب هذه القضية، حيث إنه وبعد أن تدخلت المنظمة لدی منظمة التحرير الفلسطينية فقامت المنظمة ومن خلال شخص الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمطالبة السلطات العراقية بهم بإعتبارهم متطوعين إيرانيين لصفوف منظمة التحرير الفلسطينية وقد تم فعلا الافراج عنهم و نقلهم الی لبنان ومن ثم الی المعسکرات الفلسطينية.

کما يجدر الإشارة أيضا الی إنه کان هناک في العراق إذاعة تحت إسم"ميهن طرفان"، تبث باللغة الفارسية من بغداد و تدار من قبل منظمة مجاهدي خلق و منظمة فدائيي إسلام وإستمرت منذ عام 1973 الی عام 1975، وقد أسدل الستار علی هذه المرحلة بعد أن قامت المجموعة المتواجدة في العراق بالانقلاب علی المنظمة وإعلانهم عن توجهات مارکسية رفضتها المنظمة و فصلتهم علی أثر ذلک.

المرحلة الثانية من علاقة منظمة مجاهدي خلق بالعراق تعود الی بدايات الثورة الايرانية و تلمسها عن توجهات لدی التيار الديني لتصدير التطرف الديني للخارج بشکل عام و للعراق بشکل خاص، خصوصا بعد أن قام السفير الايراني بعد الثورة"محمود دعائي" وفي صيف عام 1979.

صرح دعائي و من داخل العراق، بأن الشعب العراقي يطالب الخميني بقيادة الثورة العراقية ضد النظام العراقي، حيث تم طرده علی أثرها من العراق، وخلال هذه المرحلة تأکدت المنظمة من إن هناک توجهات لدی التيار الديني عموما و لدی الخميني شخصيا بإشعال حرب ضد العراق، وحينها وجهت المنظمة رسالة للمرحوم ياسر عرفات تطالبه بالتدخل من أجل الحيلولة دون ذلک(وهذه الرسالة تم نشرها فيما بعد من قبل المنظمة)، بمعنی إن حمی الحرب لم تکن لدی عراق البعث فقط وانما کانت موجودة و بقوة و عزم أکبر في طهران.

والمرحلة الثالثة تأتي في منتصف عام 1982، علی أثر إعلان العراق إنسحابه من کافة الاراضي الايرانية، حيث بادرت المنظمة لإصدار بيان تعلن فيه بأن الحرب لم يعد من مبرر لإستمرارها.

و سعی العراق بعدئذ للإتصال بمنظمة مجاهدي خلق ولاسيما عن طريق کاظم رجوي، الممثل السابق لإيران في منظمة الامم المتحدة في جنيف و تتوجت بزيارة طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي حينئذ لباريس حيث زار خلالها مقر المنظمة و صدر بيان السلام بين العراق و منظمة مجاهدي خلق والذي کان بمثابة رسالة لأکثر من طرف و جهة، وللموضوع صلة.

قدوم منظمة مجاهدي خلق الی العراق في حزيران1986، في خضم الحرب الايرانية العراقية المستعرة وقتئذ، کان له أکثر من مبرر، خصوصا وإن إقتراب المنظمة من بلدهم ومايتيح لهم ذلک من تواصل مع الشعب الايراني من جهة و يکونون علی إطلاع عن کثب علی مجريات هذه الحرب التي إعتبر الخميني وقوعها خيرا لإيران.

الاحداث و التطورات التي أعقبت قدوم مجاهدي خلق للعراق، بدأت تتوضح علی أکثر من صعيد، ذلک إن الجبهة التي فتحوها ضد طهران و التي أحدثت شرخا کبيرا في الدفاعات الايرانية و کان لها الدور الکبير في إجبار الخميني علی تجرع کأس السم و إيقاف الحرب کما سنوضح لاحقا من المعارک التي خاضتها قوات مجاهدي خلق ضد الجيش الايراني و قوات الحرس الثوري.

جيش التحرير الوطني الذي شکلته منظمة مجاهدي خلق في 20 حزيران 1987، أي قبل عام تقريبا من إنتهاء الحرب، ألحق هزائم منکرة بالقوات الايرانية، من ضمنها عملية الشمس الساطعة في نيسان 1988.

حيث کانت أول عملية توغل من خلالها هذا الجيش في داخل الاراضي الايرانية في منطقة فکه من أجل السيطرة علی مقر قيادة فرقة 77 خراسان في الجيش الايراني والتي کان القادة الايرانيون يسمونها باسم "الفرقة الدائمة الانتصار 77"، حيث کانت تمتلک أفضل التجهيزات العسکرية و القتالية وقد شملت جبهة طولها 30 کيلومترا، و شارکت فيها 15 لوائا، من ضمنها لوائين قتاليين للنساء و لواء مدرع جديد التأسيس وقتها، وقد صادف ليلة تنفيذ العملية عيد النوروز وقد کانت اول عملية من نوعها يشرف عليها مسعود رجوي القائد العام لجيش التحرير الوطني بصورة مباشرة.

وقد تمکن جيش التحرير الوطني و منذ الساعات الاولی لهجمته المباغتة علی هذه الفرقة من "سحق و تحطيم 9 أفواج کانت تشکل العمود الفقري للفرقة 77"، وقد تم قتل و جرح 3500، و أسر 508، فردا من أفراد تلک الفرقة حيث کان من بينهم ضباط کبار و غنم جيش التحرير الوطني الايراني في هذه المعرکة غنائم تم تقدير قيمتها بأکثر من 100 مليون دولار.

في يوم العشرين من حزيران 1988، بدأ جيش التحرير الوطني الايراني عملية الثريا التي قادت الی تحرير مدينة مهران، و هي عملية دارت رحی معارکها علی جبهة تتکون من من أربعة محاور بطول 50 کيلومتر من أجل التقدم و التغلغل لعمق 20 کيلومترا.

ومنطقة العمليات کانت تبدأ شمالا من مرتفعات کج و مرتفعات کولک(في منطقة کاني سخت الواقعة في جنوب صالح آباد و إيلام)، ومن الجنوب من مرتفعات قلاويزان(الواقعة في جنوب شهر مهران)، ومن الشرق من مفرق طريق دهلران مهران، ومن الغرب من الحدود الدولية للعراق إيران، کانت تنتهي.

وقد شارکت 22 لوائا قتاليا من جيش التحرير الوطني و التي إندفعت بحماس و إيمان الی عمق تلک الجبهة و خلال معرکة إتسمت بضراوة استثنائية حيث إستخدم الجيش الايراني کافة إمکانياته و تحت وابل من القذائف و الصواريخ و الرصاص المنهمر.

 إندفعت جحافل جيش التحرير الوطني لتسجل واحدة من أبهر و أروع مآثرها الخالدة عندما دمرت الخطوط الدفاعية الحصينة للجيش خلال خمس ساعات و تمکنت من الدخول الی مدينة مهران من عدة محاورها و تحريرها، وقد کانت حصيلة هذه العملية تدمير الفرقة المدرعة 16 قزوين و التي کانت من أهم الفرق المرعة التي يعتمد عليها الجيش الايراني تدميرا کاملا.

وتم اسر عدد من الضباط القياديين کما تمت السيطرة علی مرکز القيادة للفرقة في عمق مرتفعات شمال مهران وتم سحق الفرقة 11 للحرس الثوري الايراني المکون من 9 أفواج مشاة، مدرع، مدفعية.

کما تمت السيطرة علی مقر قيادتها کما تم تدمير فوج کامل للکاتيوشا و عدد من أفواج المدفعية و عدد من أفواج الدفاع و الاسناد، بصورة کاملة وتم أسر 1500 من أفراد الجيش و الحرس الثوري أما الغنائم فقد کانت کما يلي:

ـ 54بابة جلها من طراز شيفتن.

ــ 48 مدرعة 13 منها خاصة للقيادة.

ـ 33 مدفع عيار 130 مليمتر و 155 مليمتر.

ـ ثلاثة سيارات مدرعة مجهزة بمدافع شليکا الموجهة بالرادار.

ـ مئات من الاسلحة المختلفة من ضمنها مدافع 106 مليمتر و راجمة مدافع ميني کاتيوشا، مالوتکه‌، تاو، دراغون و السيارات الحاملة لها.

ـ مئات السيارات العسکرية الخاصة بالاتصالات و النقل و ناقلة العتاد و الماء و سيارات الاسعاف و الشاحنات و سيارات الجيب العسکرية.

ـ الاف من الاسلحة الخفيفة و شبه الثقيلة الفردية و الجماعية و مدافع 60 و 81 و 82 و 120، مليمتر.

وقد استغرقت عملية نقل الغنائم أکثر من اسبوعين لضخامتها و قد شاهدت وسائل الاعلام العالمية عن کثب مدينة مهران و هي محررة بيد جيش التحرير الوطني، وقدرت قيمة الغنائم بحدود ملياري دولار.

والذي کان واضحا إن تأثيرات و تداعيات هذه المعارک التي خاضتها قوات تابعة لمنظمة مجاهدي خلق و ليس الجيش العراقي، قوية علی الداخل الايراني عموما و علی طهران خصوصا، والذي نود الاشارة إليه هنا، هو إن عملية إخلاء الغنائم من ساحة المعرکة کانت جارية عندما تجرع الخميني کأس السم و وقبل خانعا وقف إطلاق النار.

والحقيقة التي نود التأکيد عليها هنا، هو إن دخول جيش التحرير الوطني الايراني قد غير موازين الحرب الدائرة و أضعف موقف طهران کثيرا بحيث کان الاستمرار في الحرب بالنسبة لها بهذه الطريقة تعني الانتحار بعينه، ومن هنا فإن واحد من أهم أسباب خنوع الخميني للقبول بوقف إطلاق النار کان تخوفه من دور منظمة مجاهدي خلق في هذه الحرب و تحسبه منه.

قبول الخميني بوقف إطلاق النار، والذي کان تطورا نوعيا في الحرب الدائرة، لم يمر سوی اسبوع علی ذلک، حتی فاجأت منظمة مجاهدي خلق العالم بهجومها الکبير الذي أسمته بالضياء الخالد، والذي بدأ من خمسة محاور في غرب منطقة سربل زهاب، بقوات قوامها 10 فرق متکونة من 35 لوائا.

حيث وصلت القوات المهاجمة الی مشارف مدينة کرمانشاه وقد بادر الخميني ازاء ذلک الی إعلان حالة النفير العام ضد هذا الهجوم و تم تعليق إجتماعات مجلس الشوری و أعلن تعطيل المدارس و إستدعی کل المسؤولين رفيعي المستوی الی مدينة کرمانشاه وتم إغلاق شرکات النقل و السفر و أمر بوضع کل الحافلات في خدمة نقل الجنود و أفراد الحرس الثوري الی جبهة القتال، وأمام ذلک الحشد الهائل من القوات و الغطاء الجوي لم يکن هنالک من مجال أمام القوات المهاجمة سوی الانسحاب الی قواعدها بعد أن هزت النظام و زلزلته بعنف.

کلما سردته آنفا، کان من إنجاز سکان معسکر أشرف و الذين إنتقلوا فيما بعد الی مخيم ليبرتي، وإن سقوط النظام السابق وکما هو واضح ولأسباب مختلفة، قد فتح أبواب العراق علی مصاريعه أمام نفوذ الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث لم يعد بوسع أحد إنکار هذه الحقيقة أو تجاهلها.

وقد کان جليا بأن طهران ومع سقوط النظام السابق کانت في عجلة من أمرها لتصفية حساباتها مع سکان أشرف، ولذلک فقد بادرت الی إرسال قوات من الحرس الثوري يتقدمها أدلاء من(فصيل کردي)، ومع هذه القوات المئات من الحافلات التي کانوا ينتظرون أن يقلها سکان أشرف وهم أسری لإعادتهم الی طهران.

لکن، سکان أشرف الذين کانوا علی إطلاع بنوايا طهران، فقد خرجوا للقاء عدوهم اللدود ولم يبقوا بين جدران معسکرهم لإنتظار قدرهم، وهنا من المفيد جدا أن نشير الی أن زعيم منظمة مجاهدي خلق، مسعود رجوي و أثناء أيام الانتفاضة ضد نظام البعث و ماتداعت عنها وتحديدا في بداية شهر مارس آذار 1991، بعث برسالة الی کل من الزعيمين الکورديين مسعود البارزاني و جلال الطالباني عن طريق (جليل کاداني)، الذي کان يقود يومئذ تيارا منشقا عن الحزب الديمقراطي الکوردستاني الايراني تحت اسم (القيادة الثورية).

وقد أوضح رجوي في تلک الرسالة المهمة لکلا الزعيمين (اهداف نظام الملالي ضد المقاومة الايرانية.) مؤکدا في الرسالتين من أن المقاومة الايرانية(لاتستهدف بأي شکل من الاشکال المواجهة مع الکورد إلا عندما تتم مهاجمتهم.). وقد قام کاداني فعلا بإيصال تلک الرسالة الی الزعيمين.

وقد رد في حينها مسعود البارزاني علی تلک الرسالة بصورة إيجابية و رحب بموقف مسعود رجوي، فيما لم تستلم المنظمة أية إجابة من جانب السکرتير العام للاتحاد الوطني الکوردستاني.

بعدئذ، خاضت قوات الحرس الثوري التي دخلت الاراضي العراقية مستغلة الظروف و الاوضاع و الاستثنائية، معرکة ضارية ضد سکان أشرف و أسفرت في النتيجة عن إلحاق هزيمة شنيعة بها و بدلا من أن تأخذ سکان أشرف کأسری لطهران، قامت بنقل جثث قتلاها في تلک الحافلات، وبعد ذلک بادر سکان أشرف، الی تسليم أسلحتهم الی القوات الامريکية في العراق مقابل تعهد بحمايتهم و ضمان سلامتهم و أمنهم وهي المرحلة الرابعة من العلاقة التي بين منظمة مجاهدي خلق و العراق و التي دامت 14 عاما، وازاء ذلک لم يبق أمام طهران سوی إستغلال نفوذها و دورها في العراق و السعي بطريقة و أخری لتنفيذ مخططات تهدف للقضاء علی السکان و إلحاق الاذی بهم.

وقد جسدا الهجومان الدمويان اللذان شنتهما قوات عسکرية عراقية في 8 نيسان 2011، و الاول من أيلول 2013، علی سکان المعسکر، نوايا طهران بأجلی صورها ضد السکان، وحتی إن إنتقال سکان أشرف الی مخيم ليبرتي کمخيم عبور مؤقت.

علی أثر مذکرة التفاهم التي تم إبرامها بين الامم المتحدة و الحکومة العراقية و الولايات المتحدة الامريکية و سکان أشرف، لم توفر الامن و الامان للسکان و تعرضوا الی أربعة هجمات صاروخية دامية.

ناهيک عن حصار متعدد الجوانب و أساليب من الحرب النفسية، ومع إنه و طبقا للمذکرة کان يجب نقل السکان خلال فترة قصيرة نسبيا الی بلدان أخری لکنها إستغرقت و بسبب من التدخلات الايرانية المستمرة أکثر من 4 أعوام، وعلی سبيل المثال لا الحصر، التحرکات السياسة التي مارستها الدبلوماسية الايرانية ضد بلدان کانت مرشحة لإستقبالهم نظير الاردن حيث قام وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في عام 2013، وخلال زيارة له للأردن بتحذير الحکومة الاردنية من قبول محتمل لأعضاء منظمة مجاهدي خلق، کما إن طهران وبعد موافقة حکومة رومانيا قبول مجموعة من مجاهدي خلق الی هذا البلد.

تدخلت في الأمر، وعدلت الحکومة الرومانية عن قرارها، وأما في سويسرا، وعندما أحرزت عملية نقل عدد من الجرحی تقدما الی حد دفع التمويل لرقدهم في المستشقيات، فجاءت تدخلات النظام الإيراني لتفسدها، وفي ايطاليا، تبنت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايطالي قرارا بشأن قبول المجاهدين، الا أنه وبعد نقل مجموعة من المجاهدين الی ايطاليا توقفت عملية النقل لبقية الأفراد اعترضتها عراقيل وضعها النظام، هذا الی جانب الاتصالات و الضغوط التي مارستها طهران ضد الحکومة الالبانية.

في عام 2014، وعلی أثر الزيارات المتلاحقة لمسؤولين إيرانيين بارزين من ضمنهم وزير العدل محمد مصطفی بور و صادق لاريجاني مسؤول السلطة القضائية و مسؤولين آخرين طالبوا فيها رسميا بتسليم مجاهدي خلق لطهران.

ناهيک عن ترتيب مذکرات إلقاء قبض مزيفة و مشبوهة تم تقديمها للإنتربول من أجل إلقاء القبض علی أعضاء قياديين ضمن السکان، لکن کل هذه المساعي مضافا إليها المئات من المخططات الاخری ذهبت أدراج الرياح و لم تفلح بتحقيق واحد من الاهداف الاستراتيجية لطهران، حتی أطل يوم 9 سبتمبر ليتم فيه نقل آخر وجبة من السکان من العراق الی ألبانيا، ليکون ذلک بمثابة إعلان عن فشل و هزيمة کافة المخططات الايرانية ضد السکان، خصوصا وإنه وبناءا علی معلومات حصلت عليها المقاومة الايرانية.

فقد تم إستدعاء کل من ايرج مسجدي، قائد قوة القدس في العراق، و اللواء مجتبی أبطحي، من قادة قوة القدس في العراق و دانائي فر، السفير الايراني في بغداد، الی طهران و تم مسائلتهم عن عدم تحقيق الاهداف الايرانية ضد هؤلاء السکان.

و إختتام عملية النقل بنجاح کامل، حيث برر مسجدي فشل مخططات طهران في القيام بهجمات ضد السکان بأنه کان بسبب التزويق الامني في بغداد حيث إضطروا الی تغيير ترکيب المجموعات المهاجمة و الاستفادة من الميليشيات العراقية وهؤلاء لم يکونوا يمتلکون التجربة الکافية لکي يؤدون المهام المناطة بهم علی أفضل وجه، بالاضافة الی إن السکان کانوا قد إتخذوا إحتياطاتهم الامنية داخل المخيم وکانوا علی إطلاع بهجماتنا الصاروخية قبل حدوثها.

ماهو سر الاهتمام الاستثنائي لطهران بمنظمة مجاهدي خلق و لماذا کل هذه الجهود المبذولة ضد سکان أشرف طوال 14 عاما، أي منذ الاحتلال الامريکي للعراق و حتی يوم 9 سبتمبر2016؟

الاجابة تتلخص في إن طهران وجدت و تجد في منظمة مجاهدي خلق أکبر تهديد و خطر محدق بها سياسيا و فکريا و أمنيا، خصوصا وإن إلقاء نظرة سريعة علی ماقد حققته المنظمة من إنتصارات و مکاسب سياسية خلال الاعوام الماضية، أکدت بأنها"أي المنظمة"، لا تتصرف أبدا کحزب أو کطرف سياسي معارض ذو أهداف محددة وانما کانت و لاتزال تتصرف کبديل سياسي و فکري و ثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية وإن هذا هو مربط الفرس و أساس الصداع بالنسبة لطهران.

ومن هنا، فإن خروج مجاهدي خلق من العراق وبعد کل الذي سردناه، يعتبر نصر للمنظمة و هزيمة سياسية بکل المقاييس لطهران.

 

ترحيب ايرانيين مناصري المقاومة في مختلف بلدان العالم بنقل سکان مخيم ليبرتي إلی أوروبا

30

عقب نقل ناجح لآخرمجموعة من المجاهدين الإشرفيين من سجن مخيم ليبرتي إلی ألبانيا، احتفل ايرانيون مناصرو المقاومة في مختلف البلدان في العالم بهذا النصر الکبير للمقاومة وذلک من خلال اطلاق کرنفالات فرح.

 

أول لقاء السيدة مريم رجوي بالمجاهدين الأشرفيين بعد دخولهم إلى ألبانيا

20

مريم رجوي تصل الی ألبانيا وسط حماس المجاهدين الأشرفيين وتقدم أغصان زهور للمستقبلين

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة