الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتانتفاضتا العراق ولبنان تهزّان دعائم نظام الملالي

انتفاضتا العراق ولبنان تهزّان دعائم نظام الملالي

0Shares

بعد مرور سنة على بدء تغییر سیاسة المهادنة والاسترضاء الدولي تجاه النظام الإیراني ، أخیراً طالت العقوباتُ الأمریکیة نظامَ الملالي الإرهابي الذي استفاد من انتهاج سیاسة المساومة الدولیة لسنوات طويلة.  هذه العقوبات قد أضعفت النظام الإیراني من الداخل وعلى صعيد سياسته الخارجية بشکل ملحوظ.

 

من المؤکد أن إضعاف أي حکومة دیکتاتوریة ولإي سبب کان یفسح المجال للاحتجاجات الشعبیة ضد الحکّام الطغاة. في أعقاب هذه التطورات والمستجدات شهدَ کل من العراق ولبنان، مظاهرات شعبیة حاشدة في الأسابیع القلیلة الماضیة والتي هزّت رکائز حُکم الملالي وقوّضت استراتیجیاته ومخططاته العدوانیة في المنطقة.

التناغم بین الاحتجاجات في العراق و لبنان ضد النفوذ الإیراني وتدخلاته السافرة في هذین البلدین وتردید هتافات مثل:«الانتفاضة واحدة في بیروت وبغداد، الانتفاضة لن تموت» و«إرحل إرحل، بغداد وبیروت حرة حرة» من قبل المتظاهرین یدلّ علی أن محرّك جیوسیاسي قد بدأ یعمل في المنطقة ویهددّ وجود نظام الملالي المشؤوم وسیادته.

وجدان هذه الانتفاضات ومحركها یستهدف "العدو الواحد" أي نظام الملالي الذي لا یهدد الشعب الإیراني فحسب بل أن مطامعه المشؤومة تهدّد الشعوب المظلومة في کل من لبنان والعراق والیمن وسوریة وفلسطین. هذا العدو المشترک کالأفعی بسبعة رؤوس، تنفث سمومها في کل مکان، مما زج بالمنطقة برمتها في مستنقع من الحروب والدماء والفقر والویلات، كل هذا في مقابل واحد حصلت عليه شعوب المنطقة؟ نهب ثرواتها وخيرات بلادها من قبل الملالي.

 

لقد بلغ الجشع الشیطاني لنظام الملالي في السنوات الأخیرة حداً دفع النظام الإیراني إلی اعتبار سوریة المحافظة الخامسة والثلاثین في قائمة محافظات إیران! وأغرق الثورةَ السوریة العظیمة المعارضة لنظام السفاح بشار الأسد  في أنهار من الدماء، وتدخلَ في شؤون العراق، وأغرق لبنان في وابل من الطائفیة والفقر، وسرق الإبتسامة من شفاه الشعب الیمني المظلوم. ففي أي مکان من الشرق الأوسط ینتشر الدمار والفساد والإرهاب یمکن ملاحظة بصمات إجرام  الولي الفقيه، وتدخلاته الشیطانیة بما لا یقبل الشك.

يجسد النظام الإيراني بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط صورة العدو المشترك، الطامع المستبد، في الوقت الذي يدل نهج الملالي الفاشي على استشراسه في الدفاع عن نفسه. 

المقاومة الإیرانیة NCRI بقيادة السيدة " مریم رجوي " أکدّت وتؤكد منذ سنوات باستمرار علی أنّ النظام الفاشي الحاکم في إیران هو العدو الحقیقي للشعوب ولمصالح المنطقة، وقد أصرّت علی ضرورة تشکیل "جبهة مشترکة" في مواجهة هذا "العدو المشترك". والحقیقة أن سبیل التخلص من براثن الأفعى هو تشكيل "جبهة مشتركة" في المنطقة هدفها التصدي للنظام الفاشي في إيران والرد على اعتداءات الملالي المتكررة على شعوب المنطقة. 

نظرة خاطفة علی تصریحات قادة نظام الملالي خاصة رأس الهرم خامنئي توضح كره النظام  لدول المنطقة وشعوبها:

في ینایر 2016 صرّح خامنئي بکل وقاحة قائلاً: «إن لم نقف في وجه الفتنة في سوریة لتعیّن علینا مجابهتها في طهران وخراسان وأصفهان».

وفي یونیو 2017 أکدّ قائلاً: «إن لم یفعل قادتنا العظماء ما فعلوه في سوریة لتعیّن علینا الآن أن نقاتلهم من حولنا».

وفي فبرایر 2016 صرّح المعمم روحاني رئیس جمهورية نظام الملالي:

«لو لم یصمد قادتنا البواسل في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادية، ولم يؤازروا  الحكومة السورية في دمشق وحلب لما توفر لنا الأمن لنکون قادرین علی التفاوض بهذا الشکل الجید»!

وفي مایو 2017 قال الجلاد "إبراهیم رئیسي" الذي یشغل منصب رئاسة السلطة القضائیة في النظام الفاشي:

«المدافعون عن الضريح (في سوريا)، یقومون بحراسة الخنادق بعیداً عن طهران بدل أن یحرسوها وسط شوارع طهران».

 وفي ثلاثین أکتوبر من هذا العام عقب تصاعد وتیرة الانتفاضات الأخیرة، صرّح خامنئي دون إحساس بالخجل مخاطباً الشعبین العراقي واللبناني المطالبین بتغییر الحکم وإصلاح الأوضاع الراهنة في بلادهما قائلاَ:

«الأولویة هي معالجة انعدام الأمن. مطالبهم المشروعة إنما تتحقق حصراً ضمن الأطر والهیکلیات القانونیة لبلدهم».

الأرقام والإحصائیات المعلنة بواسطة النظام الفاشي نفسه تظهر بوضوح مدی هیمنة النظام ونفوذه بالعراق.

قام المععم روحاني بالکشف عن إحصائیة صادمة عقب مراسم الأربعین الحسیني وقال: «سافر 300 ألف شخص إلی النجف وبغداد جواً، و سافر 300 ألف شخص بالقطار و 3 ملیون شخص براً  إلی العراق».

وأعلن قائد القوات الخاصة التابعة لقوات الأمن القمعية للنظام عن إحصائية  أخرى  قائلاً:

«أرسلنا 10 آلاف عنصر من القوات الخاصة إلی العراق لخدمة زوار الأربعین الحسیني» (وکالة مهر الحکومیة 7 أکتوبر 2019).

على مدار أكثر من ثلاثة عقود عموماً، و في انتفاضات ديسمبر 2017 التي شهدتها جميع المدن الإيرانية على وجه الخصوص، عانى الشعب الإيراني من القمع الوحشي الذي تمارسه القوات الخاصة التابعة لقوات الأمن القمعیة، هؤلاء القتلة أمرهم  خامنئي بقمع انتفاضة الشعب العراقي وأرسلهم إلی هناك».

في 22 أكتوبر، أشار المعمم روحاني إلى هذا الموضوع وشكرَ جميع المؤسسات والسلطات ذات الصلة، لاسيما الجيش والشرطة على مشاركتهما الفعّالة في إحیاء مراسم الأربعين الحسیني.

 

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول، وفي إشارة إلی نشر قوات النظام في العراق بمناسبة ذکری الأربعين الحسیني قال أحد الملالي و يدعى "غريان": «لقد أظهرت لنا هذه التجربة أنه إذا حدث أي شيء، فسوف تتواجد هذه الحشود مرة أخری في الساحة وتقلب المعادلات على الأرض رأساً علی عقب».

والسؤال الرئيسي الذي یطرح نفسه هو: ماهي المعايير والاتفاقیات الدولية التي تخول خامنئي وروحاني وعصابة الملالي الإرهابیین حق التدخل في شؤون دول مستقلة وعضو في الأمم المتحدة؟ 

ألا تعتبر أفعال النظام الإيراني الفاشي انتهاكاً صارخاً لسیادة دول المنطقة؟

الجواب یتبلور حصراً في  تشکیل "جبهة مشتركة" و التعامل بشكل حاسم مع نظام الولي الفقیه الشیطاني. التجربة علی مرّ العصور تثبت أنّ المهادنة هي أسوء منطق في التعاطي مع  القوی المستبدة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة