الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانانتشار واسع لكورونا في مدن إيران و الخوف من ثورة الشعب...

انتشار واسع لكورونا في مدن إيران و الخوف من ثورة الشعب

0Shares

في یوم الأحد الثامن من نوفمبر 2020، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة التابعة للنظام، عن وفاة 459 شخص جراء الإصابة بفیروس کورونا. وعلی الرغم من هذه الإحصائیة مفبركة ومصغرة لعدة مرات، إلا أنها تشیر إلی رقم قياسي جديد خلال الأشهر الثمانية الماضية.

وفي ظل الوضع الراهن، تظهر مواقف وكلاء وقادة ووسائل إعلام النظام قلقهم البالغ بشأن العواقب الاجتماعية لهذا الوضع.

فقد أعلن تلفزيون النظام حول تصاعد أزمة كورونا وارتفاع حصيلة الوفیات: «كورونا يتصاعد ويحصد المزيد من الضحايا. يتزايد عدد المصابین كل عشر ثوانٍ» (تلفزيون النظام، شبكة خوزستان، 6 نوفمبر 2020).

أما المعمم روحاني، الذي استخف في السابق بخطر كورونا وتسببت سياساته في اتساع انتشار الفیروس وارتفاع حصیلة الوفیات، توسل إلى الناس والمؤسسات الحكومية لإخراج النظام من الوضع الخطير الحالي قائلاً: «لاجتیاز الوضع الراهن تحتاج الحكومة اليوم إلى دعم جميع الأجهزة؛ القوات المسلحة والباسیج، المساجد والشعب والجمیع» (تلفزیون النظام، شبكة خبر، 7 نوفمبر 2020).

 

السؤال هو: أي ظروف یقصد روحاني وعلی من یشفق وما الذي یقلقه؟

من الواضح جدا أنه لا يشعر بالقلق والشفقة على الشعب، إنما هو قلق علی أمن النظام ويريد للحكومة أن تجتاز هاوية السقوط الحتمي بفعل انتفاضة الشعب.

وفي سیاق أهمية الحفاظ على أمن النظام في خضم أزمة كورونا، عبر مراسل حكومي صراحة عن قلق حكومة روحاني والنظام إزاء الوضع الحالي من خلال السؤال الذي وجهه لـ علي ربيعي، المتحدث باسم حكومة روحاني:

«سيد ربيعي، فیما یتعلق بتوسیع نطاق الإغلاق وفرض ما یشبه الحجر الصحي، یقول البعض إنه لم يؤخذ بعین الاعتبار سوی الجانب الأمني ​​من الموضوع بسبب المعارضة الصريحة والقوية من مجلس الأمن القومي» (تلفزیون النظام، 4 نوفمبر 2020).

كما أکد قائد الحرس في الشتر بلرستان، علی ضرورة تواجد القوات العسكرية والأمنية في الشوارع قائلاً:

«الصحة فرع من فروع الأمن. نحن الأجهزة العسكرية والأمنية علی أهبة الاستعداد في الشوارع إلی جانب شبكة الرعایة الصحیة» (تلفزیون النظام، قناة أفلاك، 5 نوفمبر 2020).

متابعة موضوع الصحة والسلامة من جانب القوى القمعية للنظام وتشکیل مقر عسکري في هذا الصدد، یطرح السؤال التالي: متی أصبحت الصحة فرعاً من فروع الأمن؟!

قد أجاب سعيد نمكي، وزیر الصحة في حکومة روحاني، على السؤال أعلاه في مقابلة تلفزيونیة، حيث قال إن: «أكبر بلاء لاقتصاد البلاد، وللقضايا الاجتماعية والأمنیة للبلاد، هو أن یصبح المرض مزمناً كما قال المرشد الأعلى. إذا أصبح المرض مزمناً فإنه سيكون أكبر بلاء لاقتصاد البلاد وأمنه ونفسية الشعب وحیاته في هذا البلد».

 

وفي الثامن من نوفمبر 2020، كتبت صحيفة "آفتاب يزد" فيما ربطت أمن النظام بكورونا وحذرت من الظروف والأحداث المؤسفة التي تتربص بالنظام:

«العمال الذين هم الآن تحت ضغط المرض والبطالة يحتاجون إلى المساعدة. وإلا فقد یفوت الأوان وتنتظرنا أحداث مریرة، وفي ذلك الوقت لن تنفك أیة عقدة بالتعبير عن الأسف».

قد عرضت أزمة كورونا وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية وغضب الناس واستيائهم من الحكومة، أمن النظام للخطر لدرجة أن وزير الصحة، سعيد نمكي، قال في حالة من القلق والذهول:

«على رئيس هذا البلد أن يفكر في المعیشة، الحكومة والقوات الأمنیة والعسکریة وقوات إنفاذ القانون يجب أن يفكروا في المعیشة والحیلولة دون اندلاع انتفاضة» (شبكة خبر، 8 یولیو 2020).

من الواضح أن تشكيل مقرات مختلفة بحجة مکافحة کورونا والغلاء والتشهیر بالشباب تحت مسمى البلطجية، متجذر في حقيقة تعرض أمن النظام للخطر.

في هذا الصدد، قال الحرسي سلامي بشأن قمع الناس بذريعة محاربة كورونا: «سننسق خطة مع وزارة الصحة لمهاجمة المناطق التي استقر فيها فيروس كورونا منذ 10 نوفمبر. ستتحول 54 قاعدة للباسیج في الأحياء إلی قواعد رعاية صحية. سنبحث عن المرضى بیتاً بیتاً ونقوم بعملية فصل المرضى عن غير المرضى وتحويلهم الى مراكز العلاج» (قناة خبر، 30 أکتوبر 2020).

 

لكن رغم أن قادة النظام رأوا حل الأزمات المختلفة في تشكيل معسكرات قمعية، فإن الناس لم ینتابهم الخوف من هذه الإجراءات، حیث أن برکان العمال والجیاع ضد کورونا ولایة الفقیه ینتظر شرارة واحدة فقط لیثور، وهو البركان الذي سیقضي علی فيروس كورونا وفيروس ولایة الفقیه في آن.

إذن ليس لمحض الصدفة أن یشعر وزیر الصحة، سعید نمکي، الذي يبدو أن مسؤوليته الصحية لا علاقة لها بالأمن، بالقلق من تعريض أمن النظام للخطر جراء ثوران جماهیر الفقراء والمضطهدين ممن انحنت ظهورهم تحت وطأة القمع والفقر.

نعم، هو ومن سبق ذكرهم قلقون من ثوران الجماهير المضطهدة القابعة تحت نیر استبداد نظام الملالي عقب ثوران كورونا، الجماهیر التي ستحرق جذور النظام وقادته ببركان غضبها، وتذر رماده في مزبلة التارخ.

ذات صلة:

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة