الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالوضع الحالي لنظام الملالي

الوضع الحالي لنظام الملالي

0Shares

مر كل يوم من أيام الأسبوع الماضي، واحدً تلو الآخر، مليئًا بالاضطرابات والأزمات التي حلت بديكتاتورية الملالي. ولكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيًا. ففي ليلة الأربعاء، شهدت أزمة نظام الملالي تصعيدًا جديدًا جراء قيام وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على مؤسستين من مؤسسات هذا النظام. 

بعد تصريحات روحاني المتناقضة في الأيام الأخيرة، نجد أنه من الملفت للنظر أن الأزمة اشتدت داخل نظام الملالي  وأن روحاني يتلقى ضربة من زمرته.  

 

الهجمات الإعلامية

علق خبير حكومي من زمرة روحاني، يُدعى، مهدي مطهرنيا، على تصريحات روحاني الأخيرة، قائلًا: «إن الضغط الاقتصادي والسياسي في إيران دفع حكومة حسن روحاني إلى الانتقال من الأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع الاقتصادي  إلى الأكاذيب المتعلقة بمعالجة الوضع الدبلوماسي بغية التسويف لكسب الوقت".

كما تواصل الزمرة المنافسة الهجوم على روحاني. ووجهت صحيفة "كيهان" رسالة إلى روحاني، جاء فيها: 

"إن العقوبات هي السلاح الوحيد للعدو ولن يتخلى عنها على الإطلاق عن طريق التفاوض والتنازلات".

ومن جانبها وجهت صحيفة "رسالت" الحكومية رسالة بنبرة لاذعة وساخرة إلى روحاني، جاء فيها :

"إذا كان قد تم حل مشكلة ما بالتقاط صور، فلم تكن الصور المشتركة لظريف وكري قليلة. لماذا كل هذا التغيير في المواقف يا سيد روحاني؟!

لكن بصرف النظر عن تصاعد الأزمة داخل نظام الملالي، فقد حدث شيء ما في الساحة الدولية أهم من اتخاذ المواقف.

ومن بين الأحداث الدولية قيام وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على مؤسستين من المؤسسات التابعة لنظام الملالي؛ كانتا تسعيان إلى تهريب القطع والمعدات لبرنامج صواريخ هذا النظام.

 

فرض العقوبات أكثر أهمية من اتخاذ المواقف

بطبيعة الحال، يُعتبر التطور  واتخاذ إجراء عملي في الساحة السياسية أهم من اتخاذ المواقف، على أساس التسلسل الهرمي للأولويات. فعلى سبيل المثال، شهد المراقبون مواقف حادة جدًا من جانب مسؤولي الحكومة الأمريكية ضد نظام الملالي، خلال الـ 48 ساعة الماضية. ولكن عندما أعلنت أمريكا يوم الأربعاء عن فرض عقوبات جديدة؛ تكون في الواقع قد اتخذت خطوة عملية أهم من إتخاذ المواقف.

يواجه مراقبو الشؤون الإيرانية الآن فرض عقوبة إضافية على نظام الملالي، وتعكس هذه العقوبة الجديدة في حد ذاتها مواقف الحكومة الأمريكية، فضلاً عن أنها تدل على انفجار فقاعة رفع العقوبات التي يروج لها نظام الملالي، كما أنها في الوقت نفسه تصد  الميول الاسترضائية.

 

استمرار المواقف المتناقضة داخل نظام الملالي  بشأن السياسة الخارجية

على الرغم من أنهم يهاجمون روحاني بشدة داخل نظام الملالي بشأن موضوع التفاوض، إلا أننا  لا نزال نشهد بعض الميول، مثل تصريحات عضو مجلس الخبراء السابق، المعمم، حجتي كرماني، حيث قال : إن التفاوض يشبه أكل ألف جيفة كلب، لكن ذلك يكون حلالًا في حالات الطوارئ.   

وتعتبر هذه التناقضات في حد ذاتها أكبر دليل على "المأزق" و "الأزمة التي لا حل لها" التي حلت بنظام الملالي، وعلى الضغط المتزايد على هذا النظام.

ومن المؤكد أنه إذا  كان بإمكان خامنئي أن يختار بشكل حاسم أحد هذين المسارين، بشأن الأزمة القائمة الآن؛  لما وصلت هذ الأزمة إلى هذه الدرجة من الحدة.

والآن، أصبح النزاع والاضطراب والأزمة داخل نظام الملالي، مرئيًا بوضوح، بالإضافة إلى أن عدم القدرة على اتخاذ قرار وصل إلى حد أن خامنئي لا يستطيع أن يتبع طريقًا معينًا، وطالما لم يصل إلى نقطة الاختناق، سوف يشهد الناس ومراقبو القضايا السياسية، كل يوم أكثر من أي وقت مضى، تهديدات قوات حرس الملالي ووكلاء النظام. 

 

ماهي التوقعات؟

لقد بات من الواضح الآن أنه لا يوجد أي احتمال كي يتمكن نظام الملالي من حل هذا المأزق من داخله.    

لأن هناك نظامًا من العصور الوسطى يريد فرض نفسه على العالم اليوم بالإرهاب والقتل والابتزاز وأخذ الرهائن، وهذا الاتجاه يتسبب في تشاحن نظام الملالي مع المجتمع الدولي.

لكن هذه الأزمة التي لا حل لها والمأزق، لها جانب خطير آخر؛ وهو المقاومة التي تقف في وجه هذا النظام وتفضحه وتمضي قدمًا في مسار الإطاحة به، وتضفي على الأزمات الداخلية والخارجية التي حلت به طابع ضرورة الإطاحة. وخلاصة القول، فإن المقاومة تقوم مثل المحفز بتوجيه الظروف نحو سرعة الإطاحة بهذا النظام.

ومن هذا الأنين يمكن للمرء أن يدرك أن الحريق اندلع في منتجع نظام الملالي، وأنه من ناحية أخرى يواجه بعض المشاكل مع قواته.  لهذا السبب، طالما بقيت هذه المقاومة موجودة وصامده، ومسار حكم المعممين يتجه نحو الإطاحة في كافة أو معظم التطورات داخل إيران وخارجها، وهذا الموقف يتسارع يوميًا ؛ لن يتمكن النظام من حل هذا المأزق. ومن المؤكد أن نظام الملالي سوف يعاني من الضعف بشكل غير مسبوق؛ وهذا هو الأمر الذي يعتبره الشعب الإيراني ومعاقل انتفاضته تطورًا مبشرًا بالخير.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة