الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتالواقع المزري ينطق بٶساً

الواقع المزري ينطق بٶساً

0Shares

بقلم:نجاح الزهراوي

 

عندما يمضي الانسان زهرة شبابه في سبيل تحصيل العلوم ونيل أعلى درجة علمية، فإنه من حقه أن ينال مکانة ودرجة تتناسب مع مٶهله ومابذله من جهد من أجل الحصول على تلك الدرجة العلمية، ولکن وعندما يکون لديك شهادة الدكتوراه الاختصاصية في الإعمار وتعمل کعامل تنظيف في أحدى البلديات، فإن ذلك لن يکون صدمة لك فقط وانما بمثابة کارثة لکل من يطلع على ذلك!

حامل شهادة الدکتوراه الإختصاصية في مجال الاعمار، وله 35 مقالا ISI والبحوث العلمية المعتبرة وعمل لسبع دورات کمدرس في الجامعة لکنه إضطر وبسبب من ضغط أوضاعه المعيشية العائلية السيئة ولاسيما وإنه متزوج وصاحب عائلة أن يعمل کعامل تنظيف في بلدية مدينة کرمانشاه في إيران! هذا الامر في حذ ذاته ينقل صورة مجسدة للواقع الايراني البائس الذي تتضاعف مآسيه بسبب من السياسات غير المناسبة وغير الحکيمة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

البطالة التي تسجل أرقاما قياسية لها وتٶثر سلبا والى أبعد حد على الاوضاع الداخلية في إيران وإنه کحالة سلبية تتفاقم يوما بعد يوم حيث يشير أحدث تقرير من مركز الإحصاء الحكومي إلى أن معدل البطالة إرتفع بنسبة 2% في خريف 2017 بالمقارنة مع صيف 2017. ووفقا للتقرير، تبلغ القوة العاملة في خريف هذا العام 26 مليون و472 ألف نسمة و 835 من الأعضاء النشطين في البلاد ويبلغ عددهم 23 مليون و 331 من الشاغلين وأكثر من 3 ملايين و 141 ألف و 600 عاطل عن العمل. أما معدل البطالة للنساء المتعلمات تتراوح أعمارهن بين 15 و 29 عاما في محافظات كردستان وكرمان وأردبيل وكرمانشاه أكثر من 84 و 79 و 78 و 76 في المائة. وهذا مايشير الى أن الاوضاع ستتجه نحو الاسوأ بکثير خصوصا بعد تطبيق الدفعة الاولى من العقوبات الامريکية في في أغسطس/آب المنصرم ومن المنتظر تطبيق الدفعة الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، خصوصا وإن المراقبين السياسيين يٶکدون بأن الحکومة الايرانية لاتمتلك أية خيارات إيجابية وإمکانيات متاحة من أجل تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية.

المشکلة الکبيرة تکمن في إن زيادة البطالة تترکز بين صفوف المتعلمين وحملة الشهادات الاختصاصية، وهو مايترك تأثيرات سلبية أکبر على الاوضاع في إيران ويعقد منها کثيرا، خصوصا وإنه وبإعتراف حد مساعدي منظمة الإدارة والتخطيط للنظام بأن 42% من العاطلين عن العمل هم من حملة شهادة البكالوريوس أو حتى أعلى من ذلك. وإذا ماکان لايزال هناك من يسأل عن سبب إستمرار الاحتجاجات الغاضبة ضد النظام منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، فإن عليه أن يعيد قراءة هذه المقالة وکذلك آلاف التقارير الحکومية الايرانية"قبل غيرها"، ليرى بأم عينيه حجم المأساة في داخل إيران ولماذا يصر الشعب الايراني والمقاومة الايرانية على إسقاط هذا النظام.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة