الأربعاء, أبريل 17, 2024
الرئيسيةمقالات"الهوس الصاروخي" لخامنئي أدى إلى موت "الإتفاق النووي"

“الهوس الصاروخي” لخامنئي أدى إلى موت “الإتفاق النووي”

0Shares

بينما كان العالم مشغولاً بتبعات صدمة الهجوم الإرهابي على منشآت آرامكو النفطية ويحلل الأدلة الموجودة في مسرح الجريمة، فقد أخذت نشوة الإنتصار الكاذب النظام الإيراني (أكبر داعم للإرهاب في العالم) حيث بدأ يتحدى العالم على لسان "أحمد علم ‌الهدی" في صلاة الجمعة بمشهد في 20 سبتمبر 2019، بقوله:

 

"الآن أنتم تتهمون إيران؟ هل تعتقدون أن إيران تقع فقط داخل الحدود حتى تتهمونها؟ الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان وأنصار الله (الحوثيون) في اليمن وقوات الدفاع الوطني في سوريا والجهاد الإسلامي وحماس في فلسطين ، هذه كلها إيران". وتابع: "أليس جنوب لبنان إيران؟ أوليس حزب الله إيران؟" وبينما كان ينفي كل الحدود الجغرافية، أضاف: هل عرفتم أين تقع إيران؟ كلاً من الشمال والجنوب هما إيران. اليوم، في كل مكان في المنطقة يوجد مسلم مستيقظ".

 

إن إطلاق هذه التحديات من فترة لأخرى من قبل أزلام النظام الإيراني ما هو إلا محاولة لرفع معنويات أتباعه المنهارة. كان آخر نموذج من هذه التحديات هو ما كتبته صحيفة كيهان الناطقة بلسان خامنئي نقلاً عن عصابة "أنصار الله" ( اسم مستعار لعلي خامنئي) قوله: "سنضرب الإمارات لترجع عقودا الى الوراء". وأشار الى أرامكو نقلا عن وكالة سبوتنيك، قائلاً: "لن ترجع منشآت آرامكو إلى ما كانت حتى فترة طويلة".

 

  أدوات ضغط خامنئي للتفاوض

ظن الديكتاتور المعمم خامنئي أنه من خلال هذه العملية المفضوحة باسم أهل اليمن (الهجوم الإرهابي على منشآت النفط الذي يُحاول النظام بشتى الطرق والوسائل أن يُقنع العالم بأن جماعة الحوثي هي من نفذته)، باستطاعته أن يحصل على مكاسب وتنازلات في المفاوضات المرتقبة وصرح في هذا الخصوص في 29 مايو 2019 ، قائلاً: أن "سبيل مواجهة هذه الحيلة شيء واحد لا أكثر، وهو أنّ الطرف المقابل إذا كانت لديه أدوات ضغط فيجب عليه أن يستخدمها. هذا هو السبيل فقط. إذا استخدم أدوات الضغط تلك فسوف يستطيع إيقاف الطرف الأول؛ سيستطيع إمّا تقليل الضغط أو إيقافه إذا استخدم أدواته. أما إذا انخدع بخدعة الدعوة إلى التفاوض وقال في نفسه طالما يقول هذا تعال نتفاوض، إذاً فلست بحاجة لاستخدام أدوات الضغط التي أمتلكها، وما الداعي لذلك؟ فلنتفاوض». إذا انخدع بهذا وانزلق وذهب [إلى التفاوض] فمعنى ذلك الخسارة الحتمية.

وتابع الولي الفقيه المتطرف بقوله: "الأميركيون عادة ما يكون لديهم استراتيجية وتكتيك لتحقيق أهدافهم. استراتيجيتهم هي "الضغط" بهدف إرهاق الجانب الآخر ثم استخدام "التفاوض" كمكمل للضغط للحصول على ما يريدون. هذه المفاوضات من أجل قطف ثمار تلك الضغوط والحصول عليها فوراً وتكريسها."

في خطابه هذا، كشف خامنئي أيضاً عن تكتيكاته لكسب إمتيازات في المفاوضات المحتملة وفي الوقت نفسه، أظهر كيف أن نظامه آيل للسقوط حيث قال: "إذا تم استخدام أدوات الضغط هذه بشكل صحيح، فإن الضغط الأمريكي إما سينخفض ​​أو يتوقف، أما إذا انخدعتم لدعوة الأمريكيين للتفاوض ولم تستخدموا أدوات الضغط ، فإن النتيجة هي الانزلاق والسقوط". وفي إطار حديثه هذا، كشف خامنئي عن أدوات ضغطه صراحة وقال: "لدى جمهورية إيران الإسلامية وسائل ضغط ضد الضغوط الأمريكية. وأدوات الضغط هذه خلافاً لما يريدون الترويج له وقوله، ليست أدوات عسكرية وما شابه. وإذا اقتضت الضرورة فتلك أيضاً موجودة".

 

حسابات فاشلة

استخدم خامنئي "أداة الضغط العسكري" لمهاجمة منطقتي "خريص" و"بقيق" وكان واثق بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخذ أي إجراء عسكري، لكنه لم يدرج في حساباته أن الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقها بأسم "أنصار الله" ستعود عليه وتضرب وتفجر البنك المركزي وصندوق التنمية الوطنية [التابع للنظام] بدلاً من أن تنفجر في آرامكو. الانفجار الذي من شأنه أن يمنع تهريب الأموال وعملية التنفس الصناعي للنظام.

 

بيان الدول الأوروبية الثلاث نقطة تحول مفصلية

 قبل الهجوم الإرهابي على المملكة العربية السعودية، كانت الجهود المبذولة من قبل فرنسا لعقد مفاوضات بين النظام والولايات المتحدة الامريكية، تدور حول منح طهران خطاً إئتمانياً بقيمة 15 مليار دولار مقابل عودتها إلى الاتفاق النووي . وكان الحديث يدور حول إتاحة الفرصة لبيع النفط الإيراني الى أوروبا نقداً أو سلفاً. لأن اقتصاد نظام الولي الفقيه يعاني من أزمة خانقة وفي أمس الحاجة إلى المال لدعم القوى القمعية في الداخل والمرتزقة في الخارج. لكن بعد إطلاق التحديات والتهديدات، انقلب الوضع فجأة ضد النظام وفشلت "نظريته الإرهابية" القائلة بأن:"إذا تم استخدام أدوات الضغط بشكل صحيح، فإن الضغط الأمريكي إما سينخفض ​​أو يتوقف".

يمكن رؤية هذا الفشل في إجماع الدول الأوروبية الرئيسية الثلاثة، إنجلترا وفرنسا وألمانيا إذ أعلن قادة الدول الثلاث في نيويورك في بيان أن النظام مسؤول عن مهاجمة المنشآت النفطية السعودية.

في وقت سابق، صرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقابلة مع تلفزيون ان بي سي الأمريكي قائلاً :

"على أي حال، الاتفاق النووي المبرم في 2015، سيء ومليء بالعيوب، وحتى مع هذا الاتفاق اتبعت إيران هذا السلوك التخريبي في المنطقة. "الآن أعتقد أن هناك فرصة للدول للتفكير في خطة بديلة والتفكير بشكل أفضل."

هذا الموقف أحرج  حسن روحاني وعطل جدول الأعمال الذي حدده.

في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم على المملكة العربية السعودية بأنه "سوء تقدير" وقال في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن النظام الإيراني يجب ألا يحصل على قنبلة نووية.

وقالت أنجيلا ميركل بعد اجتماع منفصل مع دونالد ترامب وروحاني: "رفع العقوبات عن إيران قبل المفاوضات أمر غير واقعي."

 

 الإعلان عن موت الاتفاق النووي

وهكذا سقطت الكرة في ملعب نظام الملالي. كان الهدف من إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، باعتبارها أدوات ضغط، هو تخفيض الضغوط وفتح منافذ للنظام. كان علي خامنئي يعتمد علـى هذه الأدوات لابتزاز العالم، لكن الإجماع الأوروبي والأمريكي أفشل كل حساباته. وكان بيان الدول الأوروبية الثلاث في الواقع إعلاناً مسبقاً لموت الاتفاق النووي ومن الطبيعي أن النظام لم يعد بإمكانه إستخدام هذه الورقة المحروقة للابتزاز والضغط في المستقبل.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة