الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتالنظام في وادي والشعب في وادي

النظام في وادي والشعب في وادي

0Shares

بقلم:مها أمين

 

ليس هناك من شعب ونظام متضادين ومتعارضين ومختلفين کالشعب الايراني ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك إن کل الامور تدل وبصورة واضحة جدا على إن التباعد بينهما هو الاساس وإنه لاوجود لأي تقارب أو تآلف بينهما بعد أن ساءت الاوضاع في إيران من جراء السياسات التي إتبعها ويتبعها هذا النظام وفق ماتمليه عليه مصالحه الخاصة وليس مصالح الشعب وطموحاته المستقبلية.

الشعب الايراني الذي نهض بوجه النظام بقوة في 28 ديسمبر/ کانون الاول2017، وأعلن بمنتهى الوضوح رفضه للنظام برمته وسعيه من أجل إسقاطه، لايجد نفسه أبدا مهتما ومکترثا بما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من إن نظامه سيبدأ بزيادة‌ تخصيب اليورانيوم ذا انهار الاتفاق النووي داعيا الأوروبيين إلى الوقوف ضد سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول الضغوط على إيران. الشعب الايراني لم يطلب من النظام أبدا أن يضع نفسه في هکذا موقف مثلما إنه لم يطلب منه أيضا بأن يجعل إيران ممتلکة لأسلحة الدمار الشامل وللصواريخ الباليستية، بل إن الشعب الايراني کان يريد کما تريد معظم شعوب العالم حياة حرة وکريمة.

التصريحات والمواقف الصادرة من جانب النظام الايراني ومايعاني منه الشعب الايراني من ظروف وأوضاع بالغة السوء، يمکن تشبيهها بأن کل منهما"أي الشعب والنظام" في وادي وإنه ليس هناك من أي ترابط أو علاقة أو إنسجام فيما بينهما، فالشعب الايراني يريد حياة حرة کريمة ولايريد أبدا فرض النفوذ والهيمنة على شعوب وبلدان أخرى کما لايريد أبدا إثارة الحروب والمشاکل، بل وإن إنتفاضة 28 ديسمبر/ کانون الاول2017، کانت بمثابة رد من جانب الشعب الايراني على سياسات النظام على نهجه، ولاسيما بعد أن إتضح بأن الانتفاضة هي بقيادة منظمة مجاهدي خلق، البديل السياسي الديمقراطي القائم للنظام.

التعارض وعدم الاتفاق بين شعب والنظام السياسي الذي يحکمه، يعني ضرورة أن يرحل ذلك النظام لأنه غير جدير بحکم هذا الشعب، فأي نظام سياسي في العالم وبشکل خاص في ظل النظم الديمقراطية، يجب أن يکون ملبيا لما يريده الشعب ويطمح إليه وأن يعکس کل ذلك في نهجه وبرامجه السياسية والاقتصادية التي يتبعها.

مانجده اليوم من تعارض وتناقض بين الشعب الايراني وبين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يٶکد حقيقة إن هذا النظام لم يعد جديرا بأن يسير الامور المتعلقة بهذا الشعب وأن يترك زمام الامور قبل أن يطاح به!

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة