الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتالموجة الـ 6 هي الثمن الباهظ الناجم عن سياسة نظام الملالي في...

الموجة الـ 6 هي الثمن الباهظ الناجم عن سياسة نظام الملالي في ذكرى أربعين الإمام الحُسين

0Shares

تُشير وسائل إعلام نظام الملالي إلى وصول تفشي وباء كورونا إلى الذروة مرة أخرى، واحتمال بداية الموجة الـ 6 في البلاد. وترى أن التأخير الكبير في التطعيم في إيران هو أحد الأسباب الرئيسة في حدوث هذه الكارثة.

بيد أن جميع الخبراء الحكوميين تقريبًا يعتبرون الاحتفال في ذكرى أربعين الإمام الحُسين وتنظيم المسيرة من الأسباب الرئيسية في حدوث الموجة الـ 6.

ومن الواضح أن نظام الملالي في حاجة ماسة إلى إرسال المواطنين للمشاركة في مسيرة أربعين الإمام الحُسين لمواصلة هيمنته على العراق، وأن يكون صاحب اليد العليا في مواجهة خصومه السياسيين في العراق. والجدير بالذكر أن نظام الملالي لن يبكي على شيء الآن، حتى لو كان الثمن هو أرواح آلاف الإيرانيين.

وادعى المعمم بناهيان، الراثي في بلاط خامنئي؛ في مقابلة مع تلفزيون نظام الملالي، في 15 سبتمبر 2021، أن "الإصابة بوباء كورونا سوف تتقلص في كربلاء بعد التجمع بالملايين".

وكتبت صحيفة "سياست روز" المحسوبة على زمرة خامنئي، في مقال بعنوان "لا يجب التسرع في إعادة الافتتاح"؛ على لسان عالم فيروسات، ورئيس مركز الأبحاث في جامعة العلوم الطبية المسماه بـ "بهشتي"، قوله: إن المخاطر لا تنتهي، ونرى في الوقت الراهن ظهور حالات المرض على مَن شاركوا في الاحتفال في ذكرى أربعين الإمام الحُسين أو على مَن يقومون برحلات داخلية أو خارجية". "صحيفة "سياست روز"، 16 أكتوبر 2021).

كما استندت صحيفة "همدلي" في عددها الصادر في 16 أكتوبر 2021 إلى تصريحات الخبير المشار إليه، واعتبرت أن التجمعات بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحُسين داخل البلاد.

وسفر المواطنين إلى العراق للمشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة هما السبب في تفشي وباء كورونا بين المواطنين، فضلًا عن أن التسرع في إعادة الافتتاح ساهم أيضًا في تفشي المرض بين أبناء الوطن.

وفيما يتعلق بعدم مراعاة نظام الملالي للمعايير المعتادة لفحص وتشخيص زوار أربعين الحُسين، كتب محمدرضا محبوب فر، الخبير الحكومي في المجال الصحي، في صحيفة "آرمان": شارك أكثر من 16,000,000 زائر خلال هذه الفترة في أربعين الحُسين.

ويُقدَّر عدد الإيرانيين من بين هذا الرقم ما يتراوح بين 200,000 إلى 500,000 شخص. وعند عودة الزوار، لم يتم اتباع مبادئ الحجر الصحي والتشخيص لما لا يقل عن 50,000 شخص، وتم إرسال آلاف الأشخاص إلى منازلهم دون إجراء الفحوصات". (صحيفة "آرمان"، 14 أكتوبر 2021).

كما كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" في عددها الصادر في 4 أكتوبر 2021، حول تفشي وباء كورونا بين المسافرين إلى العراق للمشاركة في مراسيم أربعين الإمام الحُسين: إن الأمر الجدير بالاهتمام للغاية هو أن وزارة الصحة والمقر الوطني لمكافحة وباء كورونا انتهكا واجبهما، المتمثل في الحيلولة دون إتاحة الفرص لانتقال العدوى.

ولم يقفوا في وجه مَن حاولوا إرسال 60,000 مواطن إيراني، إلى العراق للمشاركة في مسيرة أربعين الحُسين.

 وتبيَّن فيما بعد أن عدد المسافرين الرسمي للمشاركة في مسيرة أربعين الحُسين يبلغ 80,000 شخص، واتضح عند العودة أن 180,000 إيراني سافروا إلى العراق بطرق مختلفة، وشاركوا في مسيرة أربعين الحُسين.

 وتعرَّض هؤلاء المواطنون للعدوى بفيروس كورونا، في عدة مناسبات، من بينها المشاركة في مسيرة أربعين الحُسين، والتواجد في التجمعات المزدحمة في المزارات، والتزاحم على الحدود، والتكدُّس في الطائرات والحافلات".

والحقيقة المؤكدة هي أن خامنئي لا يزال يسعى إلى التربح من وراء تفشي وباء كورونا، بوصفه فرصة ونعمة ليتسنى له إنقاذ سلطته من شوكة الاحتجاجات الشعبية اليومية والانتفاضة.

وبناءً عليه، فإن الموجة الـ 6 من تفشي وباء كورونا هي نتيجة لمثل هذا النهج والسياسة.

بيد أن جميع الشواهد على أرضية الشوارع تشير إلى أن تاريخ استغلال نظام الملالي لوباء كورونا قد انتهى، وأن خامنئي نفسه هو المعرَّض لغضب وكراهية المواطنين الثكلى والمطحونين، وباتت كل ضحية بوباء كورونا بمثابة قنبلة خطيرة كامنة في مقر ولاية الفقيه لتنفجر عندما تدق ساعة الصفر.

إن الانتفاضات والاحتجاجات المستمرة على مدى الأشهر والأسابيع الأخيرة، ومن بينها احتجاجات المعلمين الواسعة النطاق، في 14 أكتوبر 2021، في أكثر من 64 مدينة، في 25 محافظة، التي صرخ فيها المواطنون في صوت واحد ضد قمع سلطة الملالي لأبناء الوطن واستغلالهم؛ لدليل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار على أن توقع الخير من وراء نظام الملالي كما كنّا نظن في الماضي بات لا محل له من الإعراب، وأن خامنئي سيحصد العاصفة جراء ما زرعه من رياح.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة