الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالمعلمون الإيرانيون من الاحتجاج إلى الانتفاضة

المعلمون الإيرانيون من الاحتجاج إلى الانتفاضة

0Shares

"يا معلم قم ودافع عن حقوقك"، "لن نتوقف حتى نحصل على حقوقنا"، "يجب إطلاق سراح المعلم المسجون"، "سرقات فلكية، سبب بؤس عام"، "التربوي يموت، ولا يقبل الأكاذيب". كانت هذه شعارات المعلمين والتربويين في بلادنا، والتي تردد صداها في صباح يوم 14 أكتوبر في أكثر من 45 مدينة في إيران.

وجاء احتجاج المعلمين والتربويين على عدم تنفيذ خطة التصنيف التي أقرها مجلس شورى النظام في يونيو من العام الجاري بسبب الضغوط الاجتماعية وخوفًا من اندلاع الغضب الشعبي.

لكن بعد 4 أشهر اتضح أن هذا العمل ليس أكثر من عرض وخدعة، وأن النظام رفض تنفيذه.

لأنه إذا تم تنفيذه، فإنه سيضطر إلى تقليص بعض الأموال التي يقدمها لمرتزقته، مثل حزب الله، وكذلك السرقات الفلكية، وإضافة إلى رواتب المعلمين والتربويين الهزيلة.

وهو لا يريد ولا يستطيع ؛ لأن أولويته حماية قواته ومرتزقته الذين يتقاضون بحسب حسن نصر الله ميزانية "حزب الله وإيراداته ونفقاته وكل ما يؤكل ويشرب وصواريخه كلها من إيران" (تموز 2016).

الوعي لهذه الحقيقة هو الذي قاد الاحتجاج الشامل للمعلمين والتربويين إلى تجاوز الاحتجاج النقابي، ويرفع سقفه إلى مطلب سياسي، وهو إطلاق سراح المعلمين المسجونين ورفع الحرمان من المعلمين.

يدرك خامنئي الآن أن تعيين السفاح رئيسي على رأس الحكومة لتخويف المجتمع لم يجدي نفعا ولم يحل مشكلته، وأن شرائح مختلفة تخرج إلى الشوارع كل يوم.

والمعلمين والتربويين يبدأون جولتهم الجديدة الأولى من الاحتجاجات على مستوى البلاد الأسبوع الماضي بعد أيام من الإضرابات (حضرها معلمون اصحاب البطاقة الخضراء) ليمتد الاحتجاج اليوم على مستوى البلاد وإلى المزيد من المدن، مع مزيد من الحشود والشعارات الأكثر تشددًا.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه حتى قبل بضع سنوات، لم يسمح النظام بحد أدنى من التجمهر والاحتجاج، وكان يواجه المتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع.

لكن عليه الآن أن يتحمل الوضع ويشهد استمرار وانتشار احتجاجات الطبقات المنتفضة الثائرة. ألا يملك قوة القمع؟ ألا ينوي ذلك؟

طبعا لديه القوة، وبطبيعته ينوي ذلك. لكن واقع ميزان القوى لا يسمح له بذلك. بعد عدة انتفاضات شرسة وشاملة على مستوى البلاد من عام 2017 إلى عام 2021، فضلاً عن ثلاث سنوات من العمليات المستمرة والمتوسعة لوحدات المقاومة وإحراق المراكز والرموز الحكومية، ضعفت بشكل كبير وحدة النظام في مواجهة الجبهة الشعبية والمقاومة الإيرانية.

كما أن الظروف الموضوعية والثورية للمجتمع قد تم إعدادها أكثر من ذي قبل، وازدادت الكراهية والغضب الاجتماعي نوعيًا مقارنة بالماضي.

 لذلك يعتقد خامنئي أنه إذا قام بقمع سافر، فلن يتم إسكات الجبهة فحسب، بل سيزداد تطرفها وسيلجأ المجتمع الناقم إلى طرق أكثر خطورة.

لذلك اضطر النظام حتى الآن إلى تحمل الوضع ويشهد استمرار وانتشار الاحتجاجات.

لكن المشكلة التالية تظهر في هذه المرحلة أمام خامنئي: بناءً على تجارب السنوات القليلة الماضية، أدى استمرار الاحتجاجات الاجتماعية وانتشارها باستمرار إلى بث روح الاحتجاج في المجتمع وله طابع إزالة الرعب ؛ وهكذا، بعد فترة، تفضي سلسلة الاحتجاجات للطبقات دائمًا إلى انتفاضة واسعة على مستوى البلاد.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة