الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمدارس والجامعات الإيرانية مراكز احتجاج ضد النظام الإيراني

المدارس والجامعات الإيرانية مراكز احتجاج ضد النظام الإيراني

0Shares

طالما كانت بداية السنة الدراسية مع زحف ملايين الطلاب إلى المدارس والجامعات، في شهر سبتمبر، تحديًا لنظام الملالي.

منذ السنوات الأولى لثورة الشعب الإيراني التي اغتصبها خميني وسلب حرية الشعب، كانت المدارس والجامعات في رأس حربة النضال ضد النظام الجديد. واجه فكر الملالي المناهض للعلم، وعلى وجه الخصوص عراب هذا الفكر  خميني، تحديات كبيرة في احتواء مطالب الطلاب بالتجديد والتطور العلمي في المدارس والجامعات وبالرغم من قمعهم الوحشي لم يتمكنوا أبداً من القضاء على الحراك الاحتجاجي للطلاب وهذه الروح العاصية لدى طلاب المدارس والجامعات.

 

اليوم، أصبحت هذه الاحتجاجات في المدارس والجامعات حركة سياسية قوية للغاية ضد حكم الملالي.

لقد فرض خميني، ومن منطلق عقليته المتخلفة ولمواجهة هذا الحراك الاحتجاجي في الجامعات, ومن خلال تهديد دول الجوار ، فرض حربا مدمرة على الشعب الإيراني ولاسيما طلاب المدارس والجامعات، استمرت ثماني سنوات ،حيث أرسل مئات الآلاف من طلاب المدارس إلى حقول الألغام، بالتزامن مع إنشاء دوائر "أيديولوجية سياسية" في المدارس والجامعات، سعى من خلالها  إلى فرض أجواء يسودها الرعب والخوف وإضفاء الطابع المؤسسي على فكرة محاكم التفتيش.

من أجل احتواء الجامعات التي كانت على وجه الخصوص مركزًا لأنشطة الطلاب المؤيدين لمنظمة مجاهدي خلق ومكانًا لإلقاء محاضرات مسعود رجوي حول تبيين الكون، أصدر خميني حكماً في 13 يونيو 1980، بإغلاق جميع الجامعات في إيران لمدة ثلاث سنوات تحت عنوان قمعي "الثورة الثقافية"  .

 

وكان في دروس "تبيين الكون" لـ مسعود رجوي في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران يشارك 10000 طالب، ويتم توزيع نص المحاضرة التي ألقاها على شكل أشرطة صوتية ونصوص مطبوعة في اليوم التالي في جميع أنحاء إيران. كانت هذه المحاضرة بمثابة تنوير كامل ضد الخرافات الدينية للملالي.

استمراراً لسياسة التجهيل والتنكيل والقمع الثقافي، قام الملالي بإدخال الكثير من الخرافة في الكتب المدرسية مثل الاداب والعلوم الاجتماعية أو تحريفها من خلال  عقائدهم الباطلة والفاسدة وبذلك قمعوا الاهتمام والحماس للتعليم والابتكار بشدة عند الطلاب.

من خلال اللجوء إلى هذه السياسة المناهضة للثقافة والمناهضة للعلم وبالتوازي مع قمع غير مسبوق للطبقة المثقفة، تم اعتقال عشرات الآلاف من الطلاب والمعلمين وأساتذة الجامعات وزجهم بالسجون بدون محاكمة وتعذيبهم بشدة أو إعدامهم، وأولئك الذين بقوا وقضوا عقوباتهم في سجون الملالي التي تماثل سجون القرون الوسطى، تم إعدامهم في مجزرة صيف عام 1988.

 أما الذين حالفهم الحظ وسنحت لهم فرص الخروج من جهنم الملالي فقد هاجروا الى أنحاء مختلفة من العالم ولازالت هذه الهجرة مستمرة تحت عنوان هجرة الأدمغة.

هذا جزء صغير جدًا من السجل المشين لحكم الولي الفقيه وسياسته الفاشية الدينية المتبعة في المدارس والجامعات الإيرانية على مدار الأربعين عامًا المنصرمة .

إيران تحت حكم الملالي، يعاني فيها "التعليم" و"التربية"،  فأن تكون هناك هيئة مسؤولة عن تنظيم العلم والثقافة ورفع المستوى العام للمعرفة، لا معنى لها على الإطلاق.

كانت وزارة التعليم، شأنها شأن الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى، دائمًا في خدمة نوايا وأهداف الولي الفقيه وبؤرةً للنهب والمحسوبية ومعرضاً  لخرافات الملالي الدينية التي جاء بها من  العصور الوسطى.

 

على سبيل المثال، شغل مايسمى بـ الإصلاحي "محمد علي نجفي" مناصب في نظام الملالي، بما في ذلك وزير العلوم والتعليم العالي، ووزير التعليم، ونائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة التخطيط والميزانية، ورئيس منظمة التراث الثقافي ورئيس بلدية طهران. قام هذا المدعو "نجفي" في 28 مايو، بقتل زوجته الثانية رمياً بالرصاص ومن ثم أطلقت سراحه سريعاً وسط دهشة وحيرة من الناس في 28 أغسطس من السجن.

تم هذا في الوقت الذي يقوم النظام بإعتقال وتعذيب أعضاء معاقل الانتفاضة والمتظاهرين والمحتجين في الشوارع وتعذيبهم أو الحكم عليهم بالإعدام أو بعقوبات شديدة. هذا غيض من فيض من تطبيق العدالة  في ظل حكم الملالي.

 

في العقود الأربعة لحكم الملالي الظالم والفاسد، شهدنا ما يلي:

– ممارسة رقابة واسعة النطاق و دس  أكاذيب وتحريفات في الكتب المدرسية.

– استمرار ظاهرة ترك المدرسة بسبب ظاهرة الفقر التي نالت من شريحة كبيرة من المجتمع َ.

– انتشار الإدمان على المخدرات في المدارس والجامعات والمراكز العلمية والثقافية

– إعدام عشرات الآلاف من الطلاب والمدرسين والأساتذة في الثمانينيات، خاصة أولئك الذين كانوا متعاطفين مع منظمة مجاهدي خلق.

ـ اعتقال وسجن آلاف آخرين من الطلاب والمعلمين والأساتذة.

– تنفيذ مشروع متخلف للفصل بين الجنسين والقادم من العصور الوسطى وغير اللإنسانية وتعزيزه في المدارس والجامعات

– "هجرة الأدمغة" من الجحيم الذي خلقه الملالي في إيران إلى بلدان أخرى

وسعت هذه السياسات والممارسات من احتمال انفجار الغضب بين المعلمين والمدرسين والطلاب في جميع أنحاء إيران.

 

بالطبع، لم يذعن الطلاب والمعلمون الإيرانيون أبداً للثقافة الرجعية ونوايا الملالي الشريرة، بل وأصبحوا القوة المحركة للتمرد والانتفاضة. هذا جيل لا علاقة له بحكم الفاشية الدينية.

في انتفاضة ديسمبر 2017 في إيران، كان دور النساء والشباب، خاصة  طلاب المدارس والجامعات في المظاهرات، بارزًا للغاية.

كانت انتفاضة واسعة غيرت اتجاه التطورات المحلية والإقليمية والدولية فيما يتعلق بحكم الملالي.

 

في رسالة في بداية العام الدراسي الماضي، خاطبت السيدة مريم رجوي الطلاب قائلة: "إن إعادة فتح المدارس والكليات يضيف قوة جديدة للحراك الاحتجاجي ويمكن أن يحاصر النظام الفاسد.

قوموا بتوسيع معاقل الانتفاضة في المدارس والجامعات، اجعلوا من كل مدرسة وكلية معقلاً للانتفاضة ومن كل مدينة إيرانية، مدينة متمردة ".

إن الاستجابة لهذه الرسالة في المدارس والجامعات هو موضوع يثير قلق نظام الملالي.

 

يحتفل المجتمع الإيراني العاصي والثائر بافتتاح المدارس والجامعات، وهو يفرض الرعب على نظام الملالي ويخطف النوم من عيون زبانيته لأن المدارس والجامعات هي أفضل معقل للانتفاضة، وافضل نواة لمركز الإطاحة بالنظام.

تحقق المدارس والجامعات الإيرانية توازناً جديداً لصالح الإحتجاجات الشعبية ومعاقل الانتفاضة. لقد وصلت الانتفاضات إلى مرحلة لم يعد الولي الفقيه العاجز قادراً على مواجهتها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة