الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةمقالاتالفقر والتمييز .. نظرة على الوضع المأساوي في التربية والتعليم في نظام...

الفقر والتمييز .. نظرة على الوضع المأساوي في التربية والتعليم في نظام الملالي

0Shares

في ظل التحاق أكثر من 14 مليون و600 ألف طالب بالمدارس في العام الدراسي الجديد، فإن الأحوال السيئة في المدارس وكثافة عدد الطلاب في الفصول الدراسية؛ تعاني الفصول الدراسية من نقص حاد في عدد المدرسين.

واعترف وزير التربية والتعليم في حكومة حسن روحاني بأن المدارس في إيران تعاني من نقص حاد في المدرسين، حيث تحتاج إلى 100000 ألف مدرس لسد العجز. (وكالة "إيسنا" للأنباء، في 18 سبتمبر 2019)

إن كثافة الطلاب في الفصول الدراسية، ولا سيما في المناطق الفقيرة كبيرة، لدرجة أن مساعد وزير التربية والتعليم قال في هذا الصدد: "إن الكثافة الطلابية زادت عن الحد القياسي في بعض المناطق. وعلى الرغم من أنه لا يجب أن تتجاوز الكثافة الطلابية في الفصل أكثر من 26 تلميذا في المرحلة الابتدائية، إلا أن 62 في المائة من عدد التلاميذ في هذه المرحلة يدرسون في فصول يتجاوز عدد التلاميذ فيها 26 تلميذا، كما يزيد عدد التلاميذ عن 41 تلميذا في 3022 فصل". (وكالة "إيرنا" للأنباء، في 22 سبتمبر 2019)

في ظل الظروف الحالية، نجد أن أكثر من 30 في المائة من المدارس والبيئة التعليمية المهترئة في البلاد تحتاج إلى التجديد، مما يشكل خطراً جسيماً على التلاميذ، خاصة في أوقات الأزمات أو الكوارث مثل الزلازل والحرائق.

هذا ولا توجد تدفئة قياسية في العديد من الفصول، والمدافئ النفطية هي الوسيلة الوحيدة لتدفئة الطلاب ومن الممكن أن تعرض الطلاب لخطر الحروق.

ويدرس العديد من التلاميذ في الأكواخ والخيام، والتي لا تناسب البيئة التعليمية للأطفال الصغار على الإطلاق.

وعلى الرغم من كل هذه المشاكل، حوّل قادة الحكومة وعناصرها المدارس إلى مؤسسات تجارية ربحية لنهب أولياء أمور التلاميذ.

ويأتي نهب المدارس الربحية لأولياء أمور التلاميذ في وقت يبدو فيه أن الدراسة مجانية حتى نهاية المرحلة الثانوية. 

بالإضافة إلى هذا الوضع، صنف حكم الملالي النظام التعليمي في المدارس في إيران إلى طبقات، وبشكل قسم النظام الإيراني ، التلاميذ إلى طبقتين وفقًا للأسر الثرية والفقيرة. 

فالتلاميذ المنتمون إلى العائلات الثرية وهم في الأصل تابعون للحكم يدرسون في مدارس تتمتع بتجهيزات تعليمية وترفيهية عالية المستوى للغاية، أي في مدارس فاخرة حسب قول عناصر الحكومة ووسائل الإعلام الحكومية.

وجدير بالذكر أن ذلك يحدث في وقت فيه نظام التعليم مجاني في أغلب دول العالم وتستفيد جميع طبقات المجتمع من التجهيزات التعليمية بشكل متساوٍ.

في النظام التعليمي الطبقي، إذا حالف الحظ التلاميذ المنتمين إلى الأسر الفقيرة ولاسيما التلاميذ القرويين ولم يتركوا الدراسة فإنهم لا يلتحقون بالجامعات نظرًا لعدم قدرتهم المالية على تحمل النفقات المطلوبة للدراسة بالجامعة.

هذا بالإضافة إلى أن ميزانية التربية والتعليم لأغلبية التلاميذ الفقراء تواجه العجز كل عام. كما أنه عندما زادت الميزانية قليلًا هذا العام، زاد التضخم وارتفعت الأسعار لدرجة أن هذه الزيادة في الميزانية لم تكن مجدية في حل  مشاكل التربية والتعليم إلى حد كبير خاصة مشاكل العجز في عدد المدرسين والفصول المهترئة. 

إن الوضع المعيشي للمدرسين وصراعهم مع الفقر وكيفية قضاء وقتهم يشكل مشكلة كبيرة أخرى في التربية والتعليم. ومع أن قادة نظام الملالي يشيدون بالمدرسين في حديثهم، بيد أنهم لم يتخذوا إجراءًا واحدًا لحل مشاكل المدرسين، بل يضعونهم في مأزق معيشي وسياسي أكثر فأكثر عامًا بعد عام.

ونظرًا لأن دخل المدرسين بالكاد يكفي لتغطية نفقات معيشتهم، اضطروا إلى البحث عن أعمال أخرى، والعديد منهم مضطر للعمل في أكثر من وظيفة.

هذا وقد حاول المدرسون في السنوات الأخيرة، إلى الاضراب والاحتجاج للحصول على جزء من حقوقهم الضائعة، بيد أن وزارة التربية والتعليم في حكومة الدجال حسن روحاني لم تستجب لأغلب هذه المطالبات قط، بل إنه دائمًا ما يتم قمع هذه الاحتجاجات والقبض على بعض المدرسين الشرفاء.  

يتطلع المدرسون إلى تأمين حياتهم  واحترام مكانتهم وحفظ كرامتهم والقضاء على النظام الطبقي في التربية والتعليم ومجانية التعليم بشكل حقيقي والمساواة في معاشات المتقاعدين والموظفين.

من ناحية أخرى، تدل إحصائيات التلاميذ المنفصلين والمنقطعين عن الدراسة على وضع الدراسة الحرج في المرحلتين الإبتدائية والثانوية. 

ويصارع الأطفال المضطرون إلى خوض بعض الأعمال مثل جمع القمامة وإعادة تدوير النفايات والعمل كباعة متجولين… وغيرها من الأعمال، العديد من الأزمات الاجتماعية بدلاً من التواجد في الفصول لتلقي العلم. 

 

جانب من رسالة مريم رجوي إلى طلاب المدارس والجامعات الإيرانية

الدرس الأول هو درس الحرية

وبهذا الأمل واليقين، سينهض طلاب المدارس والجامعات والتربويون والأكاديميون لبناء إيران الغد الحرة. ولإقامة مجتمع قائم على الحرية والديمقراطية والمساواة والفصل بين الدين والدولة، وإقامة نظام تعليمي ديمقراطي.
نظاماً تعليمياً وتربوياً متطوراً يكون مجانيًا وإلزاميًا لجميع أبناء إيران. نظام تعليمي متميّز موثوق يعتمد على الحرية العلمية. ونظام شامل للرياضة يتيح الفرصة الحرة والمتكافئة للفتيات والفتيان في المدن والقرى في مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية.
ونظام تعليمي فيه:
– يحتفظ المواطنون على هوياتهم الثقافية والدينية واللغوية لمختلف القوميات الإيرانية وكذلك الحفاظ على التحدث والعمل والدراسة بلغتهم الأم وترويجها.
– أن يتمتع الطلاب والطالبات من جميع الإثنيات، مهما كانت عقيدتهم مع كل مكانة اجتماعية ومالية، بفرص متساوية في التعليم والتعليم العالي والتوظيف.
– تتاح للمعلمين والأساتذة، الفرصة للتدريس والبحث دون قيد واستعادة كرامتهم الاجتماعية والسياسية.
– يتعلم الشباب والمراهقون على طرق ديمقراطية للحياة، لاسيما قيم المساواة بين الرجل والمرأة، وتعزيز الاحترام المتبادل والتسامح وضبط النفس حيال الديانات والمعتقدات الأخرى، وتشجيع روح التضحية بالنفس لصالح المجتمع وتمكينهم من القدرة على المشاركة السياسية.
– ستصبح الفنون الجميلة في مختلف التخصصات جزءًا من المنهج الدراسي في المدارس الثانوية والجامعات، مما يمهد الطريق للازدهار والحيوية للأجيال.
هذا المستقبل الجميل بعيد جدًا عن الوضع المأساوي اليوم، ولكن يمكن تحقيقه، وأدعوكم أنتم طلاب المدارس والجامعات والشباب الواعين والداعين للحرية وطالبي المساواة إلى النضال من أجل تحقيق ذلك.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة