السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالغلاء الجامح في إيران لتعويض العجز في ميزانية نظام الملالي

الغلاء الجامح في إيران لتعويض العجز في ميزانية نظام الملالي

0Shares

إن الغلاء الجامح صعب السيطرة عليه ويضغط على آلام الشعب بلاهوادة. إذ ترتفع أسعار السلع يومًا بعد يوم، ولاسيما السلع الأساسية التي تتحكم فيها الحكومة بشكل رئيسي.

فبعد ارتفاع أسعار المياه والكهرباء والإسكان وتذاكر القطارات والسيارات والأجهزة المنزلية، وهلم جرا. حان الدور الآن على ارتفاع سعر السلعة اللازمة للفقراء للعيش على الكفاف، أي الخبز.

وأشارت وكالة أنباء قوات حرس نظام الملالي إلى زيادة 40 في المئة و 50 في المئة في سعر الخبز، إلا أنها أعلنت أن السبب في ذلك هو نقابة الخبازين. كما ارتفعت أسعار الفاكهة بشكل صارخ ولم يعد الناس قادرين على شرائها حتى من كانوا يطلق عليهم الطبقة المتوسطة يومًا ما. 

وعلى عكس اسطوانته المشروخة المبنية على الثرثرة لمعالجة المشاكل بالأكاذيب اعترف روحاني، الذي تلعب حكومته دورًا رئيسيًا في رفع أسعار السلع، في خطاب ألقاه في المقر الاقتصادي للحكومة في 14 يونيو 2020، بالغلاء وما يعانيه المواطنون من مشاكل معيشية، ولاسيما ارتفاع أسعار المساكن، بيد أنه بحيله المعهودة ألقى باللوم في هذا الصدد على هذا وذاك.

وقال: "إن التقاعس في مواجهة رفع الأسعار غير مقبول على الإطلاق، وأن بعض الوسطاء يلجأون إلى إرباك الأجواء لرفع سوق التجارة في المساكن".

كما أنه في الوقت الذي أدى فيه الغلاء الفادح إلى عدم قدرة المواطنين على شراء العديد من السلع قال روحاني بوقاحة مثيرة للاشمئزاز: "لحسن الحظ، تعرض المواطنون الأعزاء في بلادنا لأقل المشاكل في توفير المواد التي يحتاجونها". 

ويأتي هذا الهراء في وقت يعتبر فيه ارتفاع سعر السلع واحدًا من الأساليب المعروفة التي تمكن الحكومة من نهب المواطنين.  

وبإلقاء نظرة على الارتفاع الفادح في أسعار الفاكهة وكميتها ونوعيتها يمكننا تكوين فكرة عن حجم الغلاء، وكيف أن ارتفاع أسعار السلع يعد وسيلة من وسائل نظام الملالي لنهب المواطنين لتعويض العجز في ميزانية الحكومة. 

وبث تلفزيون نظام الملالي تقريرًا في 13 يونيو 2020 عن كيف أن البستاني يبيع الفاكهة بـ 5000 تومان للكيلو جرام في حين أنها تباع في السوق بـ 40000 تومان للكيلوجرام، وأن هذا المبلغ لا يعوض التكاليف التي أنفقها البستاني على الإطلاق وهو المتضرر الوحيد في هذا الأمر.

وفي كثير من الحالات حتى الآن، يبادر المزارعون في حركاتهم الاحتجاجية بإلقاء محاصيلهم في الطرق أو أمام الأجهزة المعنية في نظام الملالي ويتلفونها كنوع من الاحتجاج.

وشاهدنا في الفضاء الإلكتروني مشاهد مؤلمة حول كيفية قيام المزارعين الغاضبين بإتلاف ثمار عام من المعاناة بأيديهم احتجاجًا على تدني سعر محاصيلهم إلى حد بعيد؛ فقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر. 

وورد في هذا التقرير التليفزيوني أن أحد عناصر نظام الملالي عزا هذا الوضع المزري في تفسيره للنهب البربري لحقوق المزارعين وابتلاع ثمانية أضعاف سعر الفاكهة إلى جشع "سماسرة غير مرئيين". ولاشك في أن هؤلاء السماسرة غير المرئيين معروفين ويراهم المزارعون وجماهير الشعب، ومن هم سوى الزمر المافيوزية وعلى رأسهم قوات حرس نظام الملالي.  

إن حكومة روحاني لديها خطة واضحة متعمدة لرفع أسعار كافة السلع. وهذا الدور لا يحتاج إلى شرح بشأن السيارات والوقود وتذاكر الحافلات والقطارات، وما شابه ذلك.

بيد أنه فيما يتعلق ببعض السلع مثل المنتجات الزراعية بدءًا من الحبوب حتى الفاكهة والمحاصيل الصيفية التي يتم عرضها بحرية، فإن السماسرة المنتمين للحكومة هم الذين يحددون أسعارها، ويخفضون سعر الشراء قدر المستطاع، ونتيجة ذلك ليست سوى إلحاق الضرر والخسارة بالمزارع والبستاني.

وتتم سرقة جزء صغير من هذه المنتجات من المزارع المضطهد وتُعرض في السوق المحلي بما يزيد عن سعرها من المصدر عدة مرات، والمشتري الرئيسي لها هو الـ 4 في المائة المعروفين في المجتمع الإيراني، ولكن الجزء الأكبر من المنتجات يُصدر إلى البلدان الأخرى لجلب العملة والدولار ليخفض نظام الملالي العجز في الميزانية.

وبهذه الطريقة تحرم حكومة روحاني المناهضة للشعب المواطنين من الفاكهة والمواد الغذائية  لتملأ جيوبها. إن هذا الأسلوب المفترس الذي لا يمكن تصوره إلا من محتل أجنبي مكشوف تمامًا.

وكتبت صحيفة "جهان صنعت" الحكومية في 14 يونيو 2020 مقالًا بعنوان "من فضلك يا سيادة رئيس الجمهورية إعلن عن الهدنة". وأشارت إلى دور حكومة روحاني في رفع الأسعار وكتبت: " إن الحكومة هي السبب الرئيسي في التضخم والغلاء، لأن الجذام أصاب الاقتصاد والحياة ومعيشة الناس وتغلغل داخل جسد الطبقات محدودة الدخل وأصحاب المعاشات وينخر في عظامهم كالسوس".  

إن نتيجة هذا النهب البربري هي الفقر والفاقه العامة غير المسبوقة خلال العقود الأخيرة في إيران. وتنطوي الحلقة التالية لهذا الفقر على جميع أنواع الفساد الاجتماعي، ومن بينها القتل وزيادة عدد حالات الانتحار، وخاصة حالات الانتحار الأسرية.

وتفيد وسائل الإعلام الحكومية أن عدد حالات الانتحار في الربع الأول من العام الحالي تعادل ضعف حالات الانتحار في نفس الفترة من العام الماضي.

وتحذر وسائل الإعلام هذه مشيرة إلى تلاشي الطبقة المتوسطة في إيران نتيجة لتفشي الفقر؛ من أن هذا الوضع لا يعني الخضوع والاستسلام، بل إنه يعني أن هناك نيران تحت الرماد". (صحيفة "همدلي" الحكومية، 14 يونيو 2020) 

هذه ترجمة لحديث السيد مسعود رجوي،  قائد المقاومة الإيرانية، حيث قال في رسالته في 6 يونيو 2020: "إن جيش الجياع سوف ينتفض ويثور، وسوف ينفجر بركان غضب الشعب".  

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة