الأربعاء, أبريل 17, 2024
الرئيسيةمقالاتالعمل والمبادرة وليس الانتظار

العمل والمبادرة وليس الانتظار

0Shares

بقلم:فاتح المحمدي

 

طوال العقود الاربعة الماضية، لم يتوقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أبدا عن تنفيذ مخططاته ضد بلدان المنطقة من خلال إستغلال الاحداث والتطورات الجارية بل وحتى العمل على إختلاق وإيجاد أجواء و أوضاع تساعدها لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها، أما بلدان المنطقة، فإنها کانت دائما ولازالت تقف في موقف الدفاع السلبي وتنتظر ماسيحدث وليس ماستقوم بالعمل من أجل حدوثه، ولهذا فلم يکن غريبا أن يأتي تحرك دول المنطقة دائما بعد أن يحدث مالايحمد عقباه.

إلقاء نظرة على الاحداث والتطورات المتباينة التي جرت في المنطقة، توضح لنا بجلاء کيف إن النظام الايراني إستطاع ومن خلال سياساته الملتوية والحرباوية من النفوذ الى داخل دول في المنطقة ووصوله الى الحد الذي صار يصر على أن بحث أية مشکلة متعلقة بالعراق أو سوريا أو اليمن أو لبنان بل وحتى بلدان أخرى، لن يتم مالم يکن له دور وحضور فيه، في الوقت الذي کانت إيران وبعد سقوط الشاه تٶکد على عداءها لإسرائيل وأمريکا وإنها ستدمر الاولى لکن الذي رأيناه ونراه هو إن الجهد الايراني ترکز ويترکز على إستهداف بلدان العالمين العربي والاسلامي، إذ إنه بالاضافة الى قائمة طويلة من البلدان العربية فهناك بلدان اسلامية أو فيها مکون اسلامي نظير نيجيريا تکتوي أيضا بنار التدخلات الايرانية.

اهم العوامل والاسباب التي ساعدت و تساعد النظام الايراني في الاستمرار بدوره المريب هذا هو إنه لم يتلق ردا مناسبا في مستوى مخططاته التي تستهدف أمن و إستقرار المنطقة، إذ إن النظام الايراني لايقوم بمحاربة دول المنطقة کجيوش متحاربة کما فعل مع العراق أبان حرب الثمانية أعوام، وانما يقوم بنخر بلدان المنطقة من الداخل من خلال أحزاب و ميليشيات تابعة له تم إعدادها عقائديا وعسکريا والهدف الاکبر له تکمن في خدمة ورعاية مصالح نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بلدانها و على مرئى و مسمع من العالم کله.

بلدان المنطقة التي تراهن بصورة أو بأخرى على الموقف الامريکي ولاسيما في عهد ترامب و تنتظر نتائجه وتداعياته، عليها بأن تعلم بأن ترامب لايتحرك من أجل سواد عيون شعوب وبلدان المنطقة وانما من أجل المصالح الامريکية العليا، وإن مصالح بلدان المنطقة هو شأن خاص بها وعليها بنفسها أن تقوم بالمحافظة عليها، والمطلوب من بلدان المنطقة أن تبحث عن ثغرات ومنافذ کي تدخل من خلالها وترد الصاع صاعين لطهران بصورة تدرء شرها من جانب وتحمي وتحافظ على مصالحها من جانب آخر، وإن على شعوب وبلدان المنطقة التي هي الاقرب لإيران من کل النواحي أن تبادر للإستفادة من الظروف والاوضاع الحالية في إيران بشکل خاص وأن تسعى من أجل دعم الاحتجاجات الشعبية الايرانية الجارية من أجل الحرية والديمقراطية والوقوف الى جانب هذا النضال المشروع والاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني وفتح مقرات له في عواصم وبلدان المنطقة، فقد ذهب زمن وعهد الانتظار والدفاع السلبي ويجب العمل والتحرك بإتجاه الاخذ بزمام المبادرة ولاسيما وإن کل الظروف والاوضاع تساعد على ذلك.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة