ازدادت ضربات الطائرات المسيرة على القواعد الأمريكية في العراق منذ بداية مايو أيار الماضي مع بدء محادثات فيينا، وتنسب معظم هذه الهجمات إلى جماعات مسلحة تابعة للنظام الإيراني ، وخاصة كتائب حزب الله ، ومن ناحية أخرى شهدنا الهجوم الأمريكي على مسلحي النظام الإيراني في سوريا والعراق والذي حظي أيضا بالدعم في أوساط الشخصيات والأوساط الأمريكية
والسؤال هنا : هل هناك علاقة بين زيادة الهجمات ومحادثات فيينا؟
ضربات الطائرات المسيرة في العراق
يشار إلى أن أنباء ضربات الطائرات المسيرة قد تناقلتها وسائل الإعلام الايرانية الحكومية ومنها الموالية لقوات الحرس حيث أفادت "صابرين نيوز" (29 أبريل) عن سماع دوي انفجار في قاعدة بلد وكتبت : "أعلنت جماعة مقاومة عراقية لم تسمها مسؤوليتها عن الهجوم على قاعدة بلد الجوية".
وفي السياق ذاته أعلنت وكالة إرنا للأنباء (8 أيار/ مايو): استهداف قاعدة"عين الأسد" الأمريكية بمحافظة الأنبار بطائرة مسيرة.
وفي نفس السياق وبحسب وكالة موج (26 حزيران /يونيو) ، استهدفت طائرة مسيرة صباح السبت منطقة "مصيف صلاح الدين" في أربيل. وقالت بعض المصادر العراقية إن الضربة الجوية استهدفت منطقة قرب القنصلية الأمريكية في أربيل.
ونقلت وكالة أنباء«موج» الحكومية عن متحدث باسم وزارة خارجية النظام الايراني قوله إن "الهجمات غير القانونية والعدوانية التي تشنها القوات الأمريكية على مناطق في شرق سوريا هي انتهاك واضح للقانون الدولي ومدان بشدة"
قوات الحرس تشكل الحشد الشعبي
أشار رحيم صفوي مستشار خامنئي (12 يناير) ، في كلمة تكريم للحرسي الاجرامي قاسم سليماني مشيرا إلى جزء من أفعاله، وقال: قائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس اطلقنا 22 لواء حشد شعبي في العراق ، و60 لواءمن القوات الشعبية في سوريا
وقال قاسم سليماني في خطاب ألقاه في تموز / يوليو 2017: " بأن وزارة الدفاع تنتج وترسل أسلحة إلى العراق على ثلاث نوبات ، وفي إشارة إلى دعم خامنئي الكامل لهؤلاء المرتزقة قال:" إن قيادة الحشد الشعبي استطاعت أن تستحوذ على مفتاح مستودعات أسلحة الجمهورية الإسلامية وتسخر مقدرات هذه المستودعات لخدمتها.
وبحسب قادة النظام ، فإن القوات العسكرية شبه النظامية وخاصة الحشد الشعبي هي وحدات خاصة وغير حكومية اسسها قاسم سليماني وتسير بامرته ، وبالطبع تطيع أوامر هذا النظام الايراني.
الهجمات الأمريكية المضادة في العراق وسوريا
لم تسكت الولايات المتحدة في وجه هذه الهجمات هذه المرة ، وبدأ رئيس الولايات المتحدة بأوامره الصريحة والمباشرة بقصف مواقع هذه القوات في العراق وسوريا.
في هذا السياق كتبت صحيفة نيويورك تايمز (27 يونيو): منذ أبريل والمسلحون يستخدمون الطائرات بدون طيار والقذائف والمتفجرات ولخمس مرات على الأقل في الهجمات على القواعد في العراق ، بما في ذلك تلك القواعد التي تستخدمها وحدات العمليات الخاصة الأمريكية، ويستخدم النظام الإيراني الذي أضعفته العقوبات الاقتصادية الشديدة قواته بالوكالة في العراق لزيادة الضغط على الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى في مفاوضات خفض العقوبات.
وأوردت سي إن إن (28 يونيو/ حزيران): أمر جو بايدن بشن غارات جوية وقصف منشآت مسلحة تدعمها إيران في منطقة الحدود العراقية السورية، تم اختيار هذه الأهداف لأنها كانت تستغلها ميليشيات النظام الإيراني في تنفيذ ضربات بطائرات بدون طيار ضد المنشآت والأفراد الأمريكيين في العراق.
وردا على ذلك أعلن البنتاغون أن الجيش الأمريكي استهدف مسلحين مدعومين من إيران في العراق وسوريا يوم الأحد 27 يونيو
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان "بالنظر إلى الهجمات المستمرة التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران على المصالح الأمريكية في العراق" أمر الرئيس بمزيد من العمل العسكري لإحباط ومنع مثل هذه الهجمات.
وقال مسؤول أمريكي في 27 يونيو /حزيران إن أهداف الغارات الجوية الأمريكية شملت مواقع تم إطلاق طائرات مسيرة منها ، وقد تم تنفيذ العملية الجوية بواسطة طائرات القوات الجوية الأمريكية من طراز ( اف 16 و اف 15) والسيطرة عليها.
كتبت صحيفة فاينانشيال تايمز في 27 يونيو/ حزيران أن الهجمات الأمريكية على الميليشيات المدعومة من إيران بالقرب من الحدود السورية العراقية يتم تنفيذها بعد انتخاب رئيس جديد لايران يمنح المتطرفين السيطرة على جميع فروع الحكومة الإيرانية.
قصفت القوات الأمريكية ، اليوم الاثنين ، 28 حزيران / يونيو عقب الهجوم على حقل «العمر» النفطي مواقع قوات الحرس ومليشيات تابعة للنظام الإيراني في الميادين، وبحسب التقارير الأولية ، فقد تم تنفيذ الهجمات بطائرات مسيرة.
العلاقة بين الطائرات بدون طيار والمفاوضات
نقل موقع (شعار السنة) الايراني عن النظام قوله "يقول المحللون إن الضغط على الولايات المتحدة من خلال استهداف قواتها في العراق يمكن أن يحسن موقف طهران في محادثات فيينا بشأن القضية النووية."
من ناحية أخرى وكما يقول جميع المسؤولين المشاركين في المحادثات أنه وبعد ست جولات من المحادثات حان الوقت لاتخاذ قرار؟
فهل ستؤثر ضغوط النظام الإيراني وضربات مرتزقته بالطائرات المسيرة بدون طيار على قرارات الولايات المتحدة؟ الأيام القادمة ستجعل هذا أكثر وضوحا.
