السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةمقالاتالعلاج الکلامي

العلاج الکلامي

0Shares

بقلم:علي ساجت الفتلاوي

 

عندما لايکون لدى البعض من أي حل أو خيار عملي جاهز أو قريب لمعالجة مشکلة أو مشاکل معينة، فإنه يبدأ في التلاعب بالکلمات والتعابير ويسعى لإستخدام أساليب تمويهية ومخادعة من أجل تحقيق الاهداف والغايات، ولاريب إن القادة والمسٶولون الايرانيون وفي غمرة تزايد مشاکلهم وأزماتهم خلال هذه الفترة الحساسة التي يواجهون فيها أوضاع بالغة الخطورة، يستخدمون أسلوب التلاعب بالکلمات والتعابير کما فعل الرئيس الايراني روحاني يوم 14 اكتوبر الماضي عندما ألقى کلمة في اجتماع عقد في جامعة طهران أمام مجموعة من عناصر حكومية منتقاة قال فيها:" يقول البعض لا تستخدموا العلاج الكلامي، ولكن العلاج بالأمل هو أمر صحيح. العلاج الكلامي ليس تأثيره كبيرا، ولكن العلاج بالأمل يقول للطرف المقابل ليس لديك مشكلة وأنت حي وسوف تحل مشكلتك"!

ونتسائل؛ ماهو العلاج بالامل في ظل هذا النظام، في وقت صار النظام نفسه قبل الشعب يائسا من معالجة الاوضاع والتصدي لها ولاسيما عندما يضيف روحاني بصريح العبارة وهو يعترف بقتامة المستقبل قائلا:" نريد أن نقول إن المستقبل سيصبح أسوأ مما هو عليه الآن"! وفي ضوء ذلك أين هو الامل في ظل هکذا مستقبل يتم التنبٶ بکونه سيئا مسبقا؟ روحاني عندما يتحدث عن الامل يتناسى عن إن الشعب قد فقد ثقته بالنظام بعد أن صار معظمه يعيش تحت خط الفقر وتراکمت عليه المشاکل والازمات من کل جانب وصار في أسوأ حال منذ 4 عقود.

علاج هذا النظام ليس علاجا بالکلام أو بالامل کما يصور روحاني، وانما هو علاج بالتغيير الجذري الذي طالما دعت له المقاومة الايرانية وصار الشعب مقتنعا بذلك العلاج تماما وإن الشعارات التي رددها الشعب الايراني عشية إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 والاحتجاجات التي تلتها ولازالت مستمرة قد طالبت بإسقاط النظام خصوصا عند الهتاف بالموت للمرشد الاعلى ولروحاني نفسه، وإن من ينظر الى إضراب سواق الشاحنات المستمر منذ أکثر من أسبوعين والاضراب العام للمعلمين وحالة السخط والغضب التي تعتري الشعب الايراني، يعلم جيدا بأن الشعب قد يأس من هذا النظام کالصمت من أصحاب القبور، وقد عقد العزم على المضي قدما في مطلبه الاساسي بإسقاط النظام والذي هو أيضا شعار المقاومة الايرانية المرکزي.

الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها النظام الايراني حاليا، ليست أوضاع عادية کالتي کانت تمر به في الفترات والمراحل السابقة بل إنها تکاد أن تطبق على أنفاسه خصوصا عندما لايجد من أي حلول للمشاکل والازمات ولذلك فإنه من االطبيعي جدا السعي من أجل تغيير النظام.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة