الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتالعجينة الإيرانية

العجينة الإيرانية

0Shares

بقلم:نزار جاف

  

للنظام الديني الحاکم في إيران الکثير من المميزات والخصائص التي تجعله يبدو ليس ملفتا للنظر فقط وإنما فريدا من نوعه ولاسيما في هذا العصر، لکن أهم مايمکن أن يتميز به وتکاد أن تکون ميزته الاساسية، هو تمسکه بنهج خلط الحقيقة بالکذب، بحيث يغطي هذا على ذاك فتتحقق الغاية والمطلب الذي يسعى إليه النظام من وراء ذلك.

لو أراد أحدهم أن يقوم بجمع عدد التصريحات التي أطلقها القادة والمسٶولون الايرانيون بضرب إسرائيل أو ضرب المصالح الامريکية أو الغربية بل وحتى دول في المنطقة، لوجد نفسه أمام رقم مذهل، ولکن لو قمنا بمقارنة کل تلك التصريحات مع الواقع، لوجدنا إنها لم تکن سوى"هواء في شبك"أو"زوبعة في فنجان"!

قد يجادل البعض بتلك العمليات الارهابية التي قام بها أفراد من الشيعة العرب المٶدلجين من جانب طهران ضد سفارات وأهداف أمريکية محددة في العقد الثامن من الالف الماضية، أو قد يرفع بعضهم صوته عاليا ويحاجج بحرب صيف 2006، المدمرة التي دفع الشعب اللبناني ثمنها، لکن طهران نفسها لم تعتبر حرب حزب الله حربها الرسمية ضد إسرائيل لأنها کانت تعلم جيدا ماذا کان سيعني ذلك بالنسبة لها، فتصرفت بالطريقة التي تمسك فيها بالعصا من الوسط!

صدام حسين رمى إسرائيل بصواريخه من داخل العراق ودعونا مما قد حققت من نتيجة أو لم تحقق، وقد کان صادقا في تنفيذه لوعده الذي قد کان السبب الاساسي في الإطاحة به، ولکن عمامات طهران الحاکمة التي صدعت رٶوس العرب والمسلمين والعالم بتهديداتها ضد إسرائيل، لا ولم  ولن تتجرأ على إطلاق صاروخ واحد على إسرائيل رغم إنها تطلق تهديداتها ضد الدولة العبرية منذ 40 عاما.

التصريحات الايرانية المهددة لواشنطن وقواعدها وجنودها في المنطقة، لم يقم جندي أو حتى أحد أفراد الحرس الثوري طلقة واحدة ضد الامريکيين في العراق أو غيره، أما تلك التي نفذتها ميليشيات وجماعات مسلحة عراقية ولبنانية على الاکثر، وستدفع ثمنها، من الواضح إن قوة القدس وقائدها قد وقفت وراءها ولکن من دون أن تجرٶ على الاعتراف بذلك، طالما يوجد حطب الميليشيات الذين يشبهون أولئك الذين کانوا يرکضون على حقول الالغام العراقية أيام الحرب بين البلدين.

قبل فترة هدد أحد قادة الحرس بتوجيه السفن الحربية الايرانية الى مناطق تحاذي فيها المياه الاقليمية الامريکية، بالنسبة لي أجد في هذا التصريح شيئا مشابها لتصريحات سابقة من قبيل إرسال قرد الى الفضاء أو صناعة طائرة مقاتلة وغيرها من"العنتريات العلمية" الفارغة مضمونا. 

السفن والقطع الحربية الامريکية لمتواجدة في الخليج أسقطت کما نعلم طائرة إيرباص إيرانية أثناء الحرب الايرانية ـ العراقية، فبماذا رد الخميني الذي کان حيا يرزق حينئذ؟ بل وهل تم رمي سفينة أو قطعة عسکرية أمريکية متواجدة بالخليج بنيران بحرية الحرس الثوري؟ أم إنهم بلعوا لاهانة وإکتفوا بالعنتريات اللفظية جريا على القاعدة المعروفة"أشبعناهم سبا وفازوا بالابل"!

هل تعلمون، جمهورية الخميني وخلال إجتماعاتها الخاصة مع الوسطاء بحثا عن حل وسط للخروج من المحنة الحالية مع أمريکا ترامب، کما حدث في سلطنة عمان وغيرها، فإنهم کانوا دوما يرددون بأن منظمة مجاهدي خلق قد"تجرأت"وقتلت جنودا أمريکيين في عهد الشاه!! ولذلك فإن المنظمة إرهابية! أما هم، فإنهم يذکرون الامريکيين سرا کيف إنهم قاموا بدور أبرهة الحبشي لهم في أفغانستان وفي العراق، لکن المشکلة أو بالاحرى المصيبة التي نزلت على رأس العمامات الحاکمة في طهران، تجلى في قرار الاتحاد الاوربي بإدراج وزارة المخابرات الايرانية"صاحبة الصولات والجولات في المنطقة والعالم"، ضمن قائمة المنظمات الارهابية، ولهذا الامر معناه ومدلوله العميق لجمهورية طالما سعت للإدعاء بأنها تحارب الارهاب وتکافحه ولکن ظهر واضحا بأنها بٶرته وليس کالجمهورية الاخرى المحاذية لها والتي جعلت من نفسها جسرا لعبور الارهابيين الى سوريا!

إيلاف

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة