الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتالشعب العراقي الغاضب ينهض في الفناء الخلفي لملالي إيران المحتلين

الشعب العراقي الغاضب ينهض في الفناء الخلفي لملالي إيران المحتلين

0Shares

كان خميني الدجال منذ الأيام الأولى التي اغتصب فيها زمام الأمور في إيران عام 1979، يفتقر إلى أي مرونة وحداثة في مجال الثقافة والحضارة وغيرها من التفاعلات الدولية بسبب طبيعته المتطرفة والمتزمتة للغاية، وبالتالي أضطر إلى أن يلجأ إلى تصدير أزماته الداخلية إلى خارج النطاق الجغرافي لإيران كوسيلة من وجهة نظر حكمه لحل المشاكل التي سيواجهها في المستقبل القريب. 

وهكذا، أصبحت أراضي الرافدين القديمة (العراق)، أول فريسة استراتيجية لنظام الملالي المجرم لتصدير الأزمات الداخلية لحكومة ولاية الفقيه، لأسباب بديهية، نذكرها فيما يلي: 

أولاً، كانت لإيران حدود مشتركة مع العراق، يبلغ طولها 1200 كيلومتر من المناطق الجبلية في كردستان حتى السهول والممرات الزرقاء القابلة للوصول إلى المياه في الجنوب.

ثانياً، كانت أضرحة الأئمة الأطهار في العراق قادرة على جذب الجمهور الإيراني الذي يتوق بالإجماع لزيارة تلك المناطق.

ثالثًا، ساهم النسيج الديني والأحداث التاريخية والقواسم الثقافية المشتركة في جعل العراق موضوعًا يتمتع بقدرات متميزة ليستولي عليه أخطبوط ولاية الفقيه.

وتحقيقًا لهذه الغاية، ركز نظام الملالي على المضي قدمًا في استراتيجيته المشؤومة، بشن حرب إقليمية على العراق في الثمانينيات، بما في ذلك تعزيز وتقوية قوات حرس نظام الملالي باعتبارها الركيزة الرئيسة لبقاء الحكومة، وهي قوات بربرية وإجرامية حتى أنها لا تحمل اسم إيران، واطلق عليها الاسم العبثي " قوات حرس الثورة الإسلامية"، ومهمتها تصدير التطرف والأصولية إلى خارج حدود إيران والعالم الإسلامي!   

بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت 8 سنوات، ونظرًا لأن قوات حرس نظام الملالي الإجرامية لم يعد لديها فرصة للتدخل وفقدت قبضتها، أنشأت "قوة القدس" المكلفة رسميًا بتنفيذ المهام الخارجية.

في أعقاب احتلال أمريكا للعراق في عام 2003، استغلت "قوة القدس" بقيادة عنصر محترف الإجرام يدعى، قاسم سليماني، سياسات خاطئة أدت إلى شحن مصير العراق بأزمات دموية حتى صارت له اليد العليا اليوم ولن يتورع عن ارتكاب أي جريمة وأي تدخل دون عائق يُذكر. وحاول الحفاظ على توازنه في إيران من خلال تغييب الاستقرار الأمني والتعسف في الابتزاز في العراق.

 

ولكن مع انتفاضة 1 تشرين، خضعت المعادلات في العراق والمنطقة لاعتبارات هامة، على النحو التالي:

كتبت وول ستريت جورنال في 11 نوفمبر : "لقد وضع بحث العراق عن الحرية نظام الملالي فجأة أمام تحدي استراتيجي خطير، سواء من جهة الهيمنة الإقليمية أو شرعية هذا النظام محليًا ".  

ولقد شهدنا في الأسابيع الأخيرة، قيام الشعب العراقي الشريف بثورة واسعة النطاق. ويفيد إحصاء لجنة حقوق الإنسان في العراق أنه قُتل أكثر من 319 شخصًا وأصيب 15000 فرد، منذ انطلاق المظاهرات المناهضة للحكومة في بغداد والمدن الجنوبية، في 1 أكتوبر 2019. 

 

والجدير بالذكر أن العراق يعتبر متنفس أخطبوط ولاية الفقيه، ويضمن بقاء حكومة الملالي، حيث أن العراق يتمتع ببيئة مناسبة خارج حدود إيران لأن قوة هذه القاعدة تعني الحفاظ على توازن حكومة الملالي المجرمة داخل إيران. 

وقد تجري أحداث لا يمكن التنبؤ بها، ولكن مهما كان الأمر فإنها لن تؤثر على أصل المشكلة وهو "طرد" نظام الملالي من العراق، ومن هنا يمكن استنتاج أن صفحة من تاريخ المنطقة ضد جبارين هذا العصر قد تم طويها، وبات من الواضح أن حكومة الملالي لن تستسلم ببساطة وسوف تقوم بمشروعات إجرامية إلى أقصى حد ممكن.

 

كتبت صحيفة نيويورك تايمز في 9 نوفمبر 2019، بقلم أليسا روبن:

 

قال المستشار غير الرسمي لرئيس الوزراء، عزت شاهبندر، في مطلع هذا الأسبوع، في اجتماع حضره معظم الفصائل السياسية، ووافق الجميع تقريبًا على دعم عادل عبد المهدي في المستقبل المنظور. وفي حالة تلقي رئيس الوزراء الدعم سوف يقوم العراق بقمع المتظاهرين. 

إن مضمون هذا الخبر هو كلام مكرر من العهد القديم، واسطوانة مشروخة تتجاوز حدود العقل، فآنذاك قال فرعون للمؤمنين بموسى: "لأقطعن أیدیکم  وأرجلکم من خلاف، ثم لأصلبنکم أجمعین".

وهذا هو تكرار كلام معارضي الحق، فعندما يستولى طوفان الثورة على خامنئي سيرتجف خوفًا من الإطاحة ولن يبق أمامه سوى إرتكاب الجرائم والتهديد. فهو يحاول السيطرة على الخوف من المتظاهرين وهم الشباب الشجعان العراقيين محبي وطنهم؛ باللجوء إلى القمع الحكومي والحفاظ على سرية عدد القتلى واعتقال مئات المتظاهرين. ويأتي المجهولون إلى خيام المتظاهرين، ويلتقطون الصور ويغادرون. لقد بدأ القمع على نطاق أوسع. واختفى رجال الانقاذ المتطوعون من ساحة التحرير ببغداد، ولا نعلم أي خبر عن مصيرهم.

والجدير بالذكر أن هذا النهج القمعي يشبه بشكل كبير قمع الانتفاضات في إيران على مدى الـ 40 عامًا الماضية، مما يؤكد على وجود عدو مشترك للشعوب الإيرانية والعراقية والإقليمية، وتؤكد زعيمة مقاومة الشعب الإيراني، السيدة مريم رجوي على مدى سنوات عديدة على أن الرد على العدو المشترك يكون من خلال جبهة متضامنة مشتركة وموحدة. 

الثورة هي صخرة الدفاع عن الطبيعة البشرية.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة