الثلاثاء, مارس 19, 2024
الرئيسيةمقالاتالشعب الايراني الثائر ,,, ماذا بعد ,,,؟

الشعب الايراني الثائر ,,, ماذا بعد ,,,؟

0Shares

بقلم: د. انور سعید

تحدثنا اسفار التاريخ باستحالة ديمومة الظلم والقهر والحرمان والفساد والقمع الدموي بحق الشعوب, فالشعوب الحية تأبى ان ترضخ للطغاة السافحين أو تستسلم للحكومات واجهزتها الارهابية, مهما تجبرت القيود وسالت الدماء الزكية على محراب الاوطان وعجت السجون بالثوار الاحرار وتزاحمت مقابر الشهداء الابرار, فلابد للقيد ان ينكسر وسواد الليل ان ينجلي وتخفق رايات النصر المبين في سماء الحرية والانعتاق من العبودية, فالتاريخ يسطر في سفره الخالد مآثر التضحيات الجسام والبطولات العظيمة لتلك الامم الثائرة بأحرف من نور, ولنا وقفة مع الشعب الايراني العريق الذي تمتد حضارته في عمق المسيرة البشرية منذ آلاف السنين, فهو شعب صاحب الحضارة الرائدة التي عطرت جبين التاريخ بإبداعات حكماء وصناع العقل والفلاسفة من الإيرانيين عبر كل الازمان والعصور, اذن شعب هذا ارثه الحضاري لا يمكن ان يستكين على ظلم الدكتاتورية الدينية مطلقا, وها هو اليوم يثأر لنفسه من الافاقين والمشعوذين الارهابيين الحاكمين في قم وطهران, وراحت معاقل الانتفاضة الثائرة تقوض مضاجع  الزمر المجرمة والفاسدة, فأن ثورة الشعب الايراني  باتت عارمة في كل مدينة وقرية وقصبة وسهل وجبل والازقة والحواري, تؤازرها الجموع المليونية من احرار ايران  وطلائعها الثورية في الخارج ممن هجرتهم الطغمة الحاكمة قسرا بعد ملاحقات دموية ظالمة, ومن المؤمل ان تخرج المظاهرات الحاشدة للإيرانيين خلال اشهر مايو ويونيو ويوليو في معظم المدن الاوربية وامريكا, تتقدمهم طليعتهم التحررية المجاهدة منظمة مجاهدي خلق معلنة التلاحم المصيري مع الشعب الثائر في الداخل, بعد المستجدات المتسارعة لقرارات الولايات المتحدة الامريكية بأدراج الحرس على قائمة الارهاب الامريكية, وفرض مزيدا من العقوبات على المفاصل الصناعية الحيوية لتعدين الحديد والالمنيوم, والحشد العسكري الامريكي والاوربي الضخم غير المسبوق في الشرق الاوسط والخليج , كل هذه المتغيرات الحادثة تعطي دلالات واضحة للشعب الايراني  في الداخل والخارج بأن ايام نظام الملالي اضحت  محدودة وقريبا يقبع بالدرك الاسفل لمزابل التاريخ,  وتأتي مظاهرات الجالية الايرانية في هذا الشهر والاشهر القادمة  لكي تمنح الانتفاضة زخما مضافا من أجل التحدي والظفر,  وتتويج جهاد هذا الشعب العظيم المآب العالي على قمة رحاب ايران الديمقراطية الحرة , ان حناجر الجاليات في الخارج سوف تصدح مدوية نعم للتلاحم مع الانتفاضة الثائرة من أجل اسقاط الفاشية الدينية ,,, نعم لإيران الحرة ,,, نعم لفصل الدين عن السياسة ,,, نعم لحرية وحقوق وكرامة المواطن الايراني ,,, نعم للتعايش السلمي مع الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى, نعم للرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي ,,, نعم للقضاء الوطني العادل ,,,  لا للظلم والقهر والحرمان والبؤس والشقاء ,,, لا لتبديد الثروات القومية في دعم الارهاب العالمي وتجويع الشعب  ,,, لا للإعدامات الكيفية للأبرياء بمحاكمات صورية ,,,,.          

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة