الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتالخيال الايراني

الخيال الايراني

0Shares

بقلم سعاد عزيز

 

طوال العقود الاربعة الماضية من المواجهة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمجتمع الدولي، فقد إتبعت طهران اسلوبا إعتمد أکثر على التهويل والمبالغة في إمتلاك القوة والقدرات غير العادية وإنه بإمکانها أن تنفذ تهديدات في سائر أرجاء العالم وأن تواجه کذا وکذا دولة وتقوم بما لايخطر على بال أحد، وهذا الاسلوب الذي يجمع بين شئ من الحقيقة والکثير من الخيال والاوهام، يبدو إنه قد کان له رواجه الى حد نهاية عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما حيث نجح في إبتزاز المجتمع الدولي والحصول على مکاسب وإمتيازات ماکان لها أن تحصل عليها أبدا لو کانوا قد عرفوا حقيقة الامر وواقعه.

إدراج الحرس الثوري الايراني من قبل الولايات المتحدة الامريکية ضمن قائمة الارهاب وهو الذي يعتبر أساس النظام ومصدر قوته ووسيلته لتنفيذ أخطر مخططاته داخليا وخارجيا، يبدو إنه قد هز النظام برمته وحتى إن ماکان يسمى بالجناح المعتدل بزعامة الرئيس روحاني والذي کان يتظاهر بمواجهته لنفوذ الحرس وسعيه لإقصائه، قد خرج في تصريح نوعي بحيث يبدو کمن يدافع بإستماتة عنه عندما صرح بنفس الاسلوب السابق الذي ألمحنا إليه آنفا عندما قال: “إن كان هدف الولايات المتحدة من وضع عقوبات ضد إيران هو الحد من القدرات العسكرية الإيرانية، فيجب أن يعلموا أننا توصلنا في العام الحالي إلى صواريخ وأسلحة لا يمكنهم أن يتخيلوها”!

صواريخ وأسلحة لن تتخيلوها! مامعنى هذا الکلام؟ هل صاروا يمتلکون القنبلة الذرية أو أسلحة تدميرية لم يتحسب العالم لها؟ هذا الکلام قد يکون له دوره لدى البعض رغم إنه حتى هذا البعض سيقومون بتمحيص هذا الکلام وقد لايأخذونه على المحمل الذي يتمناه روحاني، لکن الذي يجب على روحاني أن يعلمه جيدا إن ترامب ليس کأوباما وبعض القادة الاوربيين حتى يصدقوا ذلك ويتخذون المواقف حيال إيران في ضوئها، بل إن أخطر سلاح لدى إيران هو الحرس الثوري وقد أدرجه ترامب ضمن قائمة الارهاب من دون أن يرمش له جفن.

واشنطن وعندما تقوم بإدراج جيش کالحرس الثوري يمتلك إمکانيات کثيرة، فمعنى ذلك إنها قد أخذت کل ذلك بنظر الاعتبار وإنها قد إتخذت إحتياطاتها لمواجهة کل ماقد ينجم ويتداعى عن ذلك، رغم إن واشنطن قد إتخذت قرارها الاستراتيجي بنظرنا بالاعتماد على نقطتين مهمتين هما: الرفض الشعبي الايراني للنظام برمته وللحرس الثوري المتهم بإختلاس ونهب الثروات الوطنية وشيوع الفساد وحتى إن طرد قادة الحرس من المناطق المنکوبة بالسيول قبل أيام قد أکد ذلك، ولذلك فإن هذا القرار مرحب به من جانب الشعب الايراني. أما النقطة الثانية فإن قرار إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، أمر سبق وإن طالبت به زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي مرارا وتکرارا مٶکدة بأن ذلك من شأنه أن يخدم السلام والامن العالمي ويقوض من وقاحة النظام

صوت كوردستان

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة