الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةمقالاتمن "الخطيئة الكبرى" إلى "الفريضة الدينية"

من “الخطيئة الكبرى” إلى “الفريضة الدينية”

0Shares

أصبحت مقاطعة انتخابات خامنئي المزورة تحديًا كبيرًا للاستبداد الديني. وكان لإصرار المقاومة الإيرانية على مقاطعة الانتخابات من خلال هشتاجات "أصوِّت للإطاحة" و"نعم لجمهورية ديمقراطية" انعكاساتها ونبضاتها الخاصة في المجتمع الإيراني.

ويمكننا أن نرى بوضوح الآن أن هذه القضية خلقت موجة ضخمة من الرفض لنظام الملالي وذهبت إلى أبعد من كونها هاشتاج وأصبحت مطلبًا وطنيًا لمقاطعة الانتخابات والترحيب بجمهورية ديمقراطية.

وأدى هذا المطلب الوطني إلى بث الرعب في قلوب خامنئي وجهازه الشيطاني لدرجة أن الولي الفقيه المفلس الفاقد لإيقاعه والذي كان يسعى في وقت سابق إلى تولية حكومة إسلامية فتية مقاليد الحكم من خلال استئصال هيكل السلطة وتصفيته؛ نجده الآن مرعوبًا من تداعيات هذا الأمر.

ولم يتوقع جهازه للتقديرات هذا القدر من الكراهية الاجتماعية لسفاح مجزرة عام 1988، وهندسة الانتخابات.

وفي الأيام الأولى من إدراج المرشحين ورفضهم وقبولهم بنقطة ارتكاز المراقبة المبررة بحثًا عن المصلحة التي يضطلع بها مجلس صيانة الدستور بشكل عام ومطلق على جميع مراحل الانتخابات، قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور إن نسبة المشاركة المتدنية لا تشكك في شرعية الانتخابات.

بيد أن مقاطعة الإيرانيين للانتخابات أصبحت مصدر قلق لنظام الملالي برمته. 

ومن المثير للسخرية حقًا هو أن خامنئي اعتبر زورًا وتضليلًا في تصريحاته السخيفة؛ القبول بسلطته المستبدة وولايته الفقهية الشيطانية شرطًا لكون المواطن الإيراني مسلمًا؛ سعيًا إلى استقطاب المواطنين لصناديق الاقتراع.

"وتمادى خامنئي في تصريحاته الهزلية قائلًا: إن القرآن الكريم والأحاديث النبوية وسنة النبي محمد تنص على أنه إذا كان المرء يؤمن بالإسلام وجب عليه أن يؤمن بسلطة الإسلام أيضًا".

ثم بادر بتحريف صارخ للإسلام، وقال نقلًا على لسان الإمام الدجال خميني عدو البشرية، قوله: "إن مقاطعة الانتخابات خطيئة كبرى". كما ذهب الخليفة الرجعي إلى أبعد من ذلك متجاوزًا الحدود مدعيًا أن مقاطعة انتخاباته المهندسة تنطوي على تداعيات دنيوية على الأجيال القادمة وتتطلب المساءلة الإلهية".

"واعتبر الإمام الانتخابات فريضة دينية وقال في وصيته: " إن عدم المشاركة في الانتخابات قد يكون خطيئة تتصدر الخطايا الكبرى في بعض الحالات، وينطوي التراجع في المشاركة على عواقب دنيوية وحتى على الأجيال القادمة ويستلزم المساءلة الإلهية". (وكالة"تسنيم" للأنباء، 4 يونيو 2021).

 ولكي يغلق خامنئي كل الفجوات أصدر في اليوم التالي فتوي مفبركة من عقله المريض يحرِّم فيها التصويت على بياض أيضًا.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما هو حكم التصويت على بياض والمجهول الإسم؟ وماذا يحدث لو لم تكن هناك معرفة بالمرشحين والبحث عنهم أو عندما يكون البحث عنهم غير كاف وعدم التوصل إلى نتيجة والحيرة في اختيار المرشح الأصلح؟

الإجابة: على كل حال، إذا كان التصويت على بياض يؤدي إلى ضعف النظام الإسلامي، فهو حرام". (صحيفة "ستاره صبح"، 6 يونيو 2021).

وعلى الرغم من استعراض خامنئي لعضلاته لتسول التصويت، لم يهتم أحد بعبثيته. فقد أعلن المجتمع المتفجر عن عزمه الراسخ على تعطيل مخيم مسرحيته الانتخابية من خلال حرق لافتات وملصقات إبراهيم رئيسي.

ولم يشفي مسلسل تصدر أئمة صلاة جمعة خامنئي المشهد والإدعاء بأن المشاركة في الانتخابات فريضة دينية؛ لخامنئي ألمًا. والآن امتدادًا للتسول العبثي نظَّم خامنئي ملالي الحوزة الصغار منهم والكبار وأرسلهم لتصدر المشهد لتسخين سوق مسرحيته الهزلية. 

 فعلى سبيل المثال، قال المعمم نور همداني: "إن المشاركة في الانتخابات فريضة دينية وأمر حكيم وفي غاية الأهمية". (وكالة "إيرنا" للأنباء، 13 يونيو 2021).

وقال هذا المعمم الدمية في يد خامنئي نقلًا على لسان خميني واصفًا المحافظة على نظام الملالي بأهم الفرائض: " إن المشاركة في الانتخابات تعتبر تجديدًا للبيعة للنظام الإسلامي".

وقال المعمم مكارم شيرازي: " إن الأمة الإيرانية الإسلامية المستنيرة المؤمنة تمر بمرحلة تاريخية حساسة في ظل الانتخابات المقبلة. وتشير الدلائل والشواهد إلى أن التقاعس عن المشاركة في الانتخابات من شأنه أن يتسبب في إلحاق أضرار جسيمة بمصالح البلاد لا يمكن إصلاحها.

وبناءً عليه، فإن المشاركة في الانتخابات واجب إلهي واجتماعي وضمان لتحقيق عزة البلاد وكرامتها واستقلالها". (تلكرام، 13 يونيو 2021).

إن "المرحلة التاريخية الحساسة" و"الأضرار الجسمية بمصالح البلاد والتي لا يمكن إصلاحها" لا تحتاج إلى شرح هي الأخرى. ولا يمكننا التوضيح أكثر من أنه إذا تمت مقاطعة الانتخابات، فسيتم القضاء على آمال خامنئي ونظام الملالي بأكمله وبالمعممين من أمثاله.

 وبعد تحريف مفاهيم "الخطيئة الكبرى" لجأ الآن آيات الله الشياطين الذين يقبلون قدم خامنئي إلى إصدار بعض الفتاوي، من قبيل "الفريضة الدينية" و "الواجب الإلهي" معتبرين الانتخابات نهاية شبح العبثية.

ويبدو أن خامنئي والمعممين المنافقين قد استخدموا كل أرواق نفاقهم، إلا أنهم لم يستطيعوا زعزعة إصرار الإيرانيين على المقاطعة العامة لمسرحية الانتخابات والتصويت للإطاحة بنظام الملالي بأكمله.

ولم تعد حناء الرجعية الغادرة ذات لون بعد. وهذا حدث مبارك في التاريخ والمجتمع الإيراني، يجب علينا أن نتفاءل به خيرًا.

والحقيقة هي أن هناك مولود جديد في الطريق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة