الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتالحقيقة التي ستکلف الملالي نظامهم

الحقيقة التي ستکلف الملالي نظامهم

0Shares

بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

الجريمة تبقى جريمة حتى لو تم إخفائها آلاف السنين، إذ إنها وبمجرد ظهور تفاصيلها ومعرفة الناس لقصتها فإنها ستعتبر جريمة وتم إدانة ولعنة الذين قاموا بها، وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي سعى بکل مافي مقدوره من أجل إخفاء جريمة عام 1988 التي إرتکبها بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق ( MEK ) وطمس معالمها، لکن الجريمة کانت مروعة وإستثنائية الى الحد الذي لم يکن بالامکان إخفائها، ولکن وعندما إنکشفت خطوطها وتفاصيلها العامة، فإنه صارت بمثابة الکوابيس واللعنات التي تنزل يوميا على رأس قادة ومسٶولي النظام.

جريمة عام 1988، والتي هي بمثابة جريمة القرن بحق السجناء السياسيين في القرن العشرين، صارت قضية إنسانية وملف جريمة غير عادية تم إرتکابها بحق الانسانية ولايمکن السکوت عنها، وإن حرکة المقاضاة التي قادتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، وبعد أن کشفت تفاصيل مروعة عن الجريمة والظروف الطارئة التي حدثت فيها، قد طالبت المجتمع الدولي بضرورة أهمية محاسبة قادة النظام الذين شارکوا في إرتکابها، مٶکدة بأن ترکه من دون محاسبة سيشجعه على إرتکاب المزيد من الجرائم کما فعل خلال الاعوام السابقة وإن مقاضاة المسٶولين عن إرتکاب الجريمة بالاضافة الى إنها خطوة ملحة في الاتجاه الصحيح فإنها سترد الاعتبار للمجتمع الدولي بعد الخطأ الفاحش بتجاهله والتغاضي عنه لأي سبب کان.

إخفاء هذه الجريمة الدموية طوال 30 عاما، لم يغير شيئا من معالمها المعادية للإنسانية وکونها ذات طابع بربري ووحشي لايمکن أبدا أن يتلائم ويتناغم ويتفق مع روح العصر هذا بشکل خاص، وإن الاستمرار في تجاهلها وعدم محاسبة مرتکبيها من الملالي المجرمين، يمکن إعتباره نوع من المشارکة في التغطية على الجريمة أو على الاقل المساهمة في إبقاء المجرمين بعيدين عن المحاسبة ودفع ثمن ماإرتکبوه بحق الانسانية.

إنکشاف وإفتضاح أمر هذه الجريمة التي تم إرتکابها بحق 30 ألف من السجناء السياسيين لمجرد حملهم لأفکار ومبادئ إنسانية تمجد الحرية والکرامة والعدالة الاجتماعية، لابد أن يأتي اليوم الذي سيجري فيه محاسبة ومحاکمة مرتکبيه من الملالي وإن عملية المحاسبة لن تطال بضعة أفراد بعيدا عن النظام بل إنها ستطال قادة النظام الاساسيين وفي مقدمتهم المرشد الاعلى الملا خامنئي ذاته والذي يعني الحکم عليه الحکم على النظام ذاته ومن هنا فإننا نستطيع الجزم بأن هذه الحقيقة ستکلف في النهاية الملالي الحاکمين نظامهم.

الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة