الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتالجولة الاخيرة

الجولة الاخيرة

0Shares

بقلم:منى سالم الجبوري

 

يشبه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى حد بعيد الملاکم الذي خاض أربعة عشر جولة و تلقى خلالها لکمات مٶلمة و قاسية وهو يسعى للبقاء واقفا على قدمين في الجولة الخامسة عشر لکن ترنحه يوحي بإحتمال سقوطه في أية لحظة، وإن نظرة على عموم الاوضاع في إيران نجدها تٶکد مانشير إليه بهذا الصدد.

أکثر شئ يٶلم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و يسبب له أکثر من الارق و الصداع و هواجس لانهاية لها، هو إستمرار الاحتجاجات الايرانية، أي إستمرار الانتفاضة التي إندلعت منذ 28 ديسمبر 2017، وإن ماجرى في الاهواز و إصفهان و مايجري في مدينة بانە و المدن الکردية الايرانية الاخرى و مدينة کازرون و في طهران و غيرها من المدن الايرانية في سائر أرجاء إيران و تزامنه مع نشاط و تحرك إستثنائي للمعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المقاومة الايرانية داخليا و خارجيا، أجبرت حکومة روحاني تعلن بأنها تعطي الاولوية للأمن، وإن المواجهة القاسية و العنيفة جدا مع الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق في مدينة کازرون أکبر دليل على ذلك حيث تم قتل أثنين و إعتقال العشرات.

سعي السلطات الايرانية و بطرق مختلفة للتغطية على الاحتجاجات و الإيحاء بأن إنتفاضة 28 ديسمبر 2017، قد أخمدت تماما، قد وصل الى طريق مسدود فهو کلما يتصور بأنه قد سيطر على حرکة إحتجاجية حتى و تندلع أخريات أقوى و أعنف منها بوجهه، إنه أشبه مايکون بمساعيه القمعية هذه بمن يحمل کيس رمل ملئ بالثقوب الکبيرة.

الفشل الکبير الذي مني و يمنى به النظام إقليميا و دوليا خصوصا بعد أن صار واضحا مدى کراهية شعوب المنطقة له بل وإن الانتخابات العراقية الاخيرة قد جاءت بمثابة أفضل مثال على ذلك عندما خرج الفائزون الرفضون للنفوذ الايراني وهم يرددون شعار(إيران برە برە و بغداد تبقى حرە)، کما إن الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي و مطالبة الاوربيين بالمزيد من التنازلات من جانب طهران و التي أکد مسٶول روسي أهميته و إستحالة تحقيق أي تقدم من دون تقديم تنازلات من جانب إيران، وکل هذا الى جانب الاوضاع الداخلية و الصراع المتفاقم بين الجناحين الرئيسيين للنظام و التخبط في التصريحات و المواقف، تأکيد على إن الامور أکثر من سيئة في إيران وإن هناك العديد من السيناريوهات المطروحة على بساط البحث.

النظام الايراني الذي طالما سعى بکل مافي وسعه من أجل تهميش دور المقاومة الايرانية و عرقلة تحرکاتها و نشاطاتها داخليا و خارجيا، لکن الذي صار واضحا الان هو إن للمقاومة الايرانية دور مٶثر داخليا و خارجيا يشار له بالبنان، إذ بالاضافة الى دور الکبير في تحريك الشارع الايراني و توسيع دائرة الاحتجاجات و الرفض للنظام فإن هناك تحرکا دوليا ملفتا للنظر لها ولاسيما وإنها تقوم منذ الان بالاعداد للتجمع السنوي العام الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية باريس في الثلاثين من حزيران القادم و الذي من المٶمل أن يکون إستثنائيا لکونه يحشد من أجل موقف دولي نوعي ضد النظام يتناغم و يتناسب مع الاوضاع الداخلية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة